رواية بقلم ايمان حجازي
المحتويات
بأمور عده كي تصل اليه هو .. اخبرته بمدي حبها له والذي كان دائما يشعره بالشفقه علي حالها حتي بعد كل ما ارتكبته بحقه وحق زوجته .. اتت اليه ضعيفه مجنونه تحتمي به من بطش ناجي وما سيفعله معها اذا علم بذلك اﻷمر .. لذلك قرر الاستفاده منها ليوم لقاء ناجي وكذلك حمايتها الي ان يتم تسليمها الي اللواء احمد السيوفي بعد ان اخبره ايضا بأمرها ...
شعوره في تلك اللحظه كان مختلفا عن اي مره كان بجوارها من قبل ولا يدري اكان أدم صادقا أم ﻷ .. ذهب بها الي المشفي وتأكد من حملها وان بالفعل ما يخبره به ادم صحيحا وهي في بدايه الشهر الثاني .. جلس عبدالله بجوارها وهي مغمضه العينين وهو حقا لا
ان هجره لها وتركها اكثر شئ يدمرها ويوقف حياتها .. نعم فلتعتقد ذلك وهو من سيثبت لها ان هناك كسره اخري وألم اخر لم تجربه بل هو اشد واقسي من ألم الهجر والبعد .. قرر البقاء بجوارها من اجل ابنائه ومن اجل الحفاظ علي حياتها وعدم تعرضها للخطړ بسبب تهورها ...
وبعدها هو من سيكشف لها غضبه وعقابه لها الذي لم تجربه من قبل لتري ان ألم هجره كانت اهون بكثير مما تعيشه اﻷن معه ..
بعد ثلاثه ايام منذ اصابته ذهب عبدالله اليه في المشفي ليري وضعه الصحي وماذا حدث له ليجد اللواء احمد وكذلك ابنته اسراء زوجه سيف وطفليه الصغيرين في انتظاره وهو بالداخل لعمل فحوصات علي اصابته تلك .. اخبره اللواء احمد ان اصابته تلك لامست منطقه حساسه اسفل عضمه الترقوه تسمي الضفيره العضديه ادت الي شلل ذراعه اﻷيمن بالكامل وها هو بالداخل من عمل الفحوصات اﻷخيره للتأكد ايوجد أمل اخر له في النجاه وان ذلك شلل مؤقت فقط ام سيستمر طوال حياته معه ولن يستطيع تحريك ذراعه مره اخري !! .. والذي
تبين لهم بعد ذلك انه شلل دائم بكامل ذراعه .. ترتب علي تلك اﻷصابه انه تم استبعاده واﻷستغناء عنه من العمل فتخلي عن وظيفته ليتأكد لعبدالله ان الجزاء كان من جنس العمل وان عمله ذلك الذي كان سببا في سجنه هو من تخلي عنه وتركه في اصابته ..
وخلال ذلك الشهر ايضا لم يتوقف سيف عن رمق عبدالله بنظرات الندم وطلب السماح منه وتحديدا بعد ان اعترف للجميع بانه كان السبب في سجن عبدالله تلك السبع سنوات وترك له حريه اﻷختيار ولكن عبدالله رفض القصاص منه وعفا عنه ولم يطالب بسجنه ايضا كما فعل معه بل جعله ينعم بحياته بجوار اطفاله كي لا يحرم منهم ..
برقت عين عبدالله بالدموع ودق قلبه بسرعه شديده وهو يتذكر ذلك الصغير المرح حمدي .. الذي لطالما كان اخيه وصديقه وابنه ايضا .. الوحيد الذي كان يقترب منه ويحبه بشده دونا عن اخوته جميعا .. كان دائما ما يخبره بانه اقرب الاصدقاء اليه ويتمني له الخير والتوفيق بحياته وان ينعم بحياه سعيده مع من يحبها .. لن ينسي ذلك اليوم الذي اخبره فيه عن مرام .. مازال يتذكر السعاده التي ارتسمت علي وجهه في ذلك اليوم وهو يفقز فرحا من هول السرور الذي حل علي قلبه وهو يري اخيه اﻷكبر واخيرا وقع في الحب ...
حمدي ذلك الشاب الشجاع الذي يتحلي بكل معاني الرجوله والاخلاق ويحتسبه جميع اهله شهيدا لحبه لوطنه ولرجولته ونخوته وغيرته علي فتاه لا تربطه بها سوي أنها من نفس موطنه.. حمدي الذي واجه قټله ومجرمين بمفرده وهو يدافع عن حبه لبلده من هؤلاء البطشي والمجرمين ..
اخرج عبدالله هاتفه من جيبه وضغط عليه لتظهر صورته امام عينيه بتلك الابتسامه الصافيه والوجه الحسن والروح البريئه الطاهره ليغمض عينيه في مراره وحزن بعدما فرت دموعه علي الرغم منه..
لمده دقيقه واحده وهو يقرأ له الفاتحه ويدعوا له بالرحمه والغفران ...
بقي انت هنا يا حسيني عمال تستجم واحنا قالبين عليك الدنيا !!!
لم يكن سوي مسعد صديقه الذي ردد بتلك الكلمات وهو يدلف باب غرفته في سعاده مرتديا بدله رسميه ايضا
نهض عبدالله من علي كرسيه وهو يتوجه اليه مرددا بنفس لهجته مشفتش في ذكائك اقسم بالله .. يعني انت قلبت الدنيا كلها عليا ومحاولتش تدور في اوضتي !! ..
ضحك مسعد بشده وهو يردد اه صح .. معلش بقه متوتر شويه
عبدالله بتريقه متوتر ليه ان شاء الله !! .. محسسني ان ده فرحك انت !!
مسعد بجديه لا يا عم مش كده .. بس لسه عارف دلوقت ان زهره حامل وقلقان عليها شويه .. انت مشفتش لما كانت حامل في نور حصلها ايه وكانت تعبانه ازاي!!
عبدالله بجديه وهو يربت عليه يا ابني سيبها علي ربنا وادعيلها وان شاء الله كل حاجه هتبقي كويسه وهتعيشوا مع في سعاده .. كفايه انكم بتحبوا بعض ..
مسعد بجديه هو اﻷخر طب وانت يا عبدالله !!
عبدالله وهو يتصنع عدم الفهم انا ايه !!
مسعد انت كمان بتحب مراتك وهي بتحبك وحامل في ابنك التاني .. ليه مش بتعيش معاها في سعاده انت كمان !!
عبدالله بضيق لا خلاص مبقتش بحبها .. وبعدين هي مش مراتي انا رميت عليها اليمين من زمان ومبفكرش اردها .. وياريت تقفل علي الموضوع ده !!
مسعد بضيق شديد ايضا ولما انت رميت عليها اليمين ومبقتش تحبها قاعد معاهم ليه !!
عبدالله ببرود شديد ﻷن بكل بساطه
في عندي طفل بقيت انا محور حياته كلها ومستحيل اسيبه تاني .. هي كمان حامل بأبني ومش هسيبها لتهورها والهبل اللي بتعمله ده لحد ما ټموت ابني التاني .. انت شفت بنفسك ادم كان خاسس قد ايه وضعيف وحزين ..مرجعش لحياته غير وانا جنبه بس .. وانا مش هسيب عيالي تاني يا مسعد .. مش هسيبهم يتربوا بعيد عن امهم وابوهم ..
مسعد بحيره وجديه انت متأكد من اللي انت بتقوله ده !! .. انت بتكدب علي مين !! .. عليا ولا علي نفسك !! .. انت مبقتش تحب مرام !! .. مرام العيله اللي انت من يوم شفتها فيه دخلت قلبك وهي ضعيفه وخاېفه وبتعيط وشفت نفسك الحصن اﻷمن ليها وانت واقف جنبها وبتساعدها خطوه بخطوه كأنها بنتك الصغيره علي الرغم من انها كانت مراتك !! .. مرام اللي انت وقفت في وش عمها وكنت ھتموت تحت ايده بس عشان تحميها!! .. مرام اللي باسل كان هيفجرك وربنا انقذك في خلال ثواني برضه بسببها .. !! ولا بقه تكونش مرام اللي قررت تضحي بحبك وسعادتك حتي لو هتتعذب كل يوم في بعدك عنها لمجرد انك تحميها من سيف اللي كان عايزها بأي شكل !! .. ولا مرام اللي فضلت طول ال سنين وانت في سجنك مش في ايدك غير صورتها ومش بتسمع اخبار اي حد الا هي وكان نجاحها هو الحاجه الوحيده الحلوه اللي بتهون عليك ايام السچن المره .. ولا بقه يكون قصدك مرام اللي انت أجلت طار اخوك واڼتقامك من سيف لمجرد انك تبقي جنبها وتحميها وتحل لها في مشاكلها !! .. ولا مرام اللي لسه من شهرين بس كنت خلاص روحك بتطلع وانت تحت ايد الكلب اللي اسمه ناجي برضه بسببها وانت مكنش في بالك غير انك
متابعة القراءة