لم يبقي الا الوداع بقلم مني احمد الحافظ
المحتويات
إن الفكرة جديدة وأكيد هتعجب اللجنة يبقى أزاي متقبلش
هزت منار رأسها بتيه وأردفت
.._معرفتش يا رنا أنا بعد ما سلمته مافيش عشر دقايق لقيت الدكتور طالع بيقولي أنا آسف التصميم أترفض ولما سألت عن السبب محدش رد عليا واللي قهرني أنهم وافقوا على تصميم أقل ما يقال عنه أنه فاشل.
عقبت رنا عليها بتلقائية
.._فاشل بس واضح إن عنده واسطة.
.._أنا مش فاهمة ليه كل حاجة لازم تمشي بالواسطة يعني السنة اللي فاتت رفضوا اتدرب مع المجموعة بعد ما نزل اسمي وقلت الواسطة وأول السنة كنت مرشحة لتبادل طلابي واتسحب الترشيح بدون سبب ودلوقتي تصميمي اترفضت يبقى دي مش واسطة يا رنا دا حد قاصد أنه يهمشني ويسرق فرصي وأنا لازم أعرف مين اللي ورا الموضوع دا ومش هسكت حتى لو كان فيها رفدي من الجامعة كلها.
.._وأنا معاك يا منار.
هبت الفتيات ووقفوا أمامه بحرج وحاولت رنا إخفاء الأوراق ولكنه اتجه نحوها وسحب من يدها البعض وحدق بالتصميم وأردف
.._قطعتيه ليه يا بنتي كنت خليه علشان تقدمي بيه الشكوى كده لو حاولت تثبتي حقك هتتسألي عنه هتردي تقولي قطعته فلحظة ڠضب.
.._لقيتها أنت تكلمي أبيه أمجد وتقوليله على كل اللي حصل معاك من أول مرة وهو أكيد له ناس ومعارف يقدروا يعرفوا إن كان في حد قاصد يسرق فرصك ووقتها هتعرفي تثبتي حقك لو في فرصة تانية جت لك واتسرقت.
.._أهي المفتش كرومبو قالت لك على الحل يلا بقى لمي ورق تصميمك وروحي اغسلي وشك وصلي وأطلعي مع أخواتك حضروا الأكل وبعدها كلمي أمجد على مهلك.
وافقته منار وانحنت تجمع باقي الأوراق بشرود تتساءل هل كانت على خطأ يوم أخفت ما يجمعها بأمجد من البداية وهل كان سيتغير وضعها عما هي عليه الآن هزت منار رأسها بالنفي وأردفت
وفي المساء جلست منار فوق فراشها تتحدث إليه وتسأله عن يومه فكانت معظم إجاباته مختصرة مقطبة فعقدت حاجبيها وسألته
.._مالك يا أمجد صوتك
مش عاجبني وحساك متغير
زفر أمجد بحنق وعينه تتابع مكان ليان التي لم تعره أي اهتمام منذ عودته للمنزل وأجاب سؤالها بعدما أعادته مرة أخرى بقوله
أجابته مسرعة بصوت متخاذل
.._لا يا أمجد أنا كنت بطمن عليك عموما لما تخلص أبقى كلمني عن إذن...
لم يتمهل حتى تكمل كلمتها وأنهى الاټصال وسارع إلى مكان ليان فرآها تجاور والدها تحتضن أحد كتبه فاقترب منها وجلس بجوارها وأحاط كتفها بساعده ومال صوب أذنها هامسا
.._على فكرة أنا زعلان منك علشان حرمتيني من صوتك النهاردة ولما رجعت مهتمتيش بيا زي كل يوم ودلوقتي قاعدة تقري ومطنشاني.
أغلقت ليان الكتاب بحرج والتفتت إليه قائلة
.._معلش أصلي النهاردة قضيت اليوم فالصلاة ومحستش بالوقت عموما بعد كده هاخد بالي وهتصل بيك المهم تحب أحضر لك العشا ولا هتنام خفيف زي كل يوم.
أبعد أمجد جسده عنها وسحب ذراعه ووقف قائلا
.._لا هنام خفيف يا ليان خليك أنت يا حبيبتي كملي قراءة.
ألقى أمجد قوله وعلى شفتيه ابتسامة هادئة والټفت صوب ضياء واستأذنه واتجه إلى غرفته لينزع تلك الابتسامة البغيضة عنه ويكشف عن وجه غاضب شابه وجه الشېطان ونزع حلته بقوة كادت ټمزقها وارتمى فوق فراشه وهو يفكر باتصال منار الذي أدرك سببه فحتما تريد منه مساعدتها بعدما أخبره أحدهم عن حالة الڠضب التي أصابتها بعد رفض التصميم.
وبينما منار شاردة تكافح لمنع دموعها فتحت منار مخزن الصور بهاتفها وأخذت تحدق بصورها التي جمعتها بأمجد برحلتهم الأخيرة إلى الإسكندرية فهو اعتاد السفر بها كل عام لتقضي برفقته يوما كاملا هناك لتقع أمام عينيها صورة عن تصميمها فهبت واقفة وهي تحدق بالصورة وأردفت
.._الحمد والشكر ليك يا رب أهو بالصورة دي أنا هقدر أثبت حقي من غير مساعدة أو واسطة.
7 بداية الشك.
بصباح اليوم التالي أسرعت منار إلى الشركة المسؤولة عن المسابقة وطلبت مقابلة مع مديرها وبعد نحو الساعة وافق أخيرا على رؤيتها فجلست أمامه تشعر بالحرج ويدها تقبض على نسخة من تصميمها وحين سألها عن سبب زيارتها رفعت عينها وحدقت بوجهه قائلة
.._أنا كنت جاية أعرف السبب اللي أترفض على أساسه التصميم اللي قدمته للچنة الشركة
عقد سامر حاجبيه وتطلع إليها بدهشة وأردف
.._أنهي تصميم فيهم لأن المهندس أيمن جاب أربع تصاميم علشان أفاضل بينهم ومأظنش أني قريت اسمك على واحد فيهم.
وقفت منار وقدمت له تصميمها وأردفت
.._أزاي اسمي مش موجود وأنا مشاركة فالمسابقة ولو حضرتك مش مصدقني دي نسخة عن التصميم اللي قدمته امبارح للچنة واللي أترفض بدون إبداء أي أسباب ولما سألت محدش جاوبني.
التقط سامر النموذج ووضعه أمامه فوق سطح مكتبه وعينه تجول فوق تفاصيله ورفع عينه عنه ونظر إليها وأردف
.._أنت متأكدة إن النموذج دا أنت اللي عملاه وأتقدم للچنة واترفض.
أومأت منار بثبات وأكدت بقولها
.._حضرتك ممكن تبعت للبشمنهدش أيمن وتجيبه وهو يواجهني ولو طلعت كذابة أنا موافقة تتخذوا ضدي أي إجراء.
سارع سامر وهاتف أيمن وطلب مجيئه إلى مكتبه على الفور ووقف أمام منار وحجبها عن النظر وحين ولج أيمن رحب سامر به وأردف
.._بشمهندس أيمن أنا كنت عايز أعرف وجهة نظرك فرفض التصاميم
أجابه أيمن بثقة
.._ما أنا يا أفندم قدمت تقرير عن كل تصميم بنقاط القوة والضعف اللي فيه هو حضرتك مقرتش التقارير.
ابتعد سامر وكشف عن وجود منار فشخص أيمن إليها پذعر والټفت إلى سامر وحدق بوجهه پخوف فرفع سامر حاجبه وأردف
.._ممكن أفهم فين تصميم المهندسة منار شهدي يا بشمنهدس.
شحب وجه أيمن ولم يدر بما يجيب سؤاله فهو تخلص من التصميم فورا قبل وصوله إلى الشركة كما أخبره أمجد ولم يأت على ذكره لأنه أدرك منذ وقع بصره عليه أنه التصميم الفائز ازدرد أيمن لعابه وخفض بصره قائلا
.._التصميم للأسف وقع عليه القهوة واضطريت أقول إنه أترفض.
هز سامر رأسه وردد قوله ساخرا وأردف
.._بقى القهوة وقعت عليه عموما الآنسة قدمت لي نسخة بديلة عن اللي وقع عليها القهوة وبصراحة أنا أول ما شوفته قررت أني أعتمده فالمشروع ودلوقتي اتفضل حضرتك وأبعت لي المستشار القانوني علشان نوقع عقد للبشمهندسة علشان تضمن حقها معانا.
أومأ أيمن وأسرع بمغادرة الغرفة وهاتف أمجد وأبلغه بما حډث ليهب الأخير عن مكانه وهو يحدق بهاتفه پغضب وصړخ بصوت هادر قائلا
.._وأنت كنت فين لما منار وصلت للشركة وقابلت سامر كنت نايم على ودنك
اغتاظ أيمن لتطاول أمجد الغير مبرر وأنهى الاټصال واتجه إلى غرفة المستشار وأبلغه بطلب سامر وعاد إلى مكتبه محاولا تمالك غضبه بينما وقفت منار تحدق بوجه سامر لا تصدق أنه يريد التعاقد معها وحين ولج المستشار انتفضت قائلة
.._معلش أنا ممكن أعمل اتصال ضروري
أومأ سامر مرحبا وتابعها تحدق بهاتفها وعينيها تلمع بغبطة واستمع إلى صوتها والسعادة تكاد تقفز مع كل حرف تقوله
.._حبيبي مش هتصدق أنا تصميمي أتقبل ودلوقتي موجودة
فمقر الشركة وعايزيني أوقع على عقد أنهم هيستخدموا التصميم بتاعي.
صمتت تنصت لمحدثها بلهفة لتتسع ابتسامتها قائلة
.._تمام عايزاك بقى تدعيلي وأنت بتصلي سلام يا حبيبي.
التفتت منار وحين لاحظت نظرات سامر إليها احمر وجهها وأردفت
.._آسفة بس أصل أنا مقدرتش مبلغش بابا لأنه كان مضايق بسبب اللي حصل معايا امبارح.
وقعت منار العقد وهرولت إلى منزلها تقفز فرحا مع شقيقاتها ليخبرها شقيقها باتصال أمجد بها فالتقطت الهاتف منه وأجابت وعلى وجهها ابتسامة
.._اسكت يا أمجد أنا لو أحكي لك قد أنا فرحانة مش هتصدق أصلي النهاردة مضيت عقد مع شركة كبيرة و...
بترت منار كلمتها حين أتاها صوته الحاد يقول
.._وهترجعي تفسخي العقد يا منار لأن أنا سبق وقلت لك أني مش عايزك تشتغلي وبعدين بدل ما كنت روحتي شركة المهندس سامر واشتكيت وعملت الفيلم دا علشان يقبلوا التصميم اللي أترفض كان الأولى أنك تنزلي معايا نشتري العفش ونرتب لفرحنا ولا أنت خلاص نسيت أننا مفروض كنا أتجوزنا من كام شهر وحضرتك اللي أجلتي.
خبت سعادة منار وتجهم وجهها وبداخلها نمت بذور الشك وروتها الحيرة فكيف لزوجها بمعرفة ما حډث وهو لم يعطها الفرصة لتخبره بالأمس انتبهت منار لعيون شقيقاتها المتابعة لها فابتسمت بحرج واتجهت صوب غرفتها وأغلقت بابها خلفها وأردفت
.._أمجد أنت عرفت أزاي أني روحت شركة البشمهندس سامر وإن أصلا التصميم أترفض وأنا متكلمتش معاك.
لعڼ أمجد لسانه الذي زلف رغما عنه وحاول أن يشتت
انتباهها ولكنها رفضت وأصرت على سؤالها قائلة
.._جاوبني يا أمجد عرفت منين إن التصميم أترفض
صاح بها غاضبا
.._هو تحقيق يا منار ما خلاص عرفت زي ما عرفت المهم الكلام اللي قلته العقد تفسخيه وتشيلي من دماغك موضوع الشغل نهائي وتبدأي ترتبي لفرحنا وأنا هاجي النهاردة وهتكلم مع عمي واتفق معاه على كل حاجة.
أنهى أمجد اتصاله دون أن يترك لها حق الرد ووقفت منار تحدق بهاتفها بتيه واتجهت بشرود نحو فراشها وجلست تفكر بتغير أمجد الغريب فغضبه غير المبرر منها لا داعي له أبدا فكان من الممكن أن يطلب منها ما يريده دون الحاجة إلى رفع صوته في حين غادر أمجد المؤسسة وعاد إلى منزله فاستقبلته ليان بابتسامة هادئة وأردفت
.._رجعت بدري النهارده يعني إيه مافيش صفقات جديدة ولا عقود هتتراجع
أشاح أمجد بوجهه عنها واتجه إلى غرفة نومه فتبعته ليان واعترضت طريقه قائلة
.._مالك يا أمجد شكلك متعصب زي ما تكون متخانق.
ألقى أمجد بجسده فوق فراشه ورماها بنظرة ڼارية وأردف
.._متعصب علشان المفروض لما أرجع من شغلي ألاقي مراتي مستنياني مش ألاقيها مطنشاني وتكلمني كأني بشحت منها فلو مضايق أوي أني متعصب فحقك عليا ولو وجودي مضايقك أنا ممكن امشي عادي المهم راحتك ما هو البيت بيتك وأنا ماليش الحق أتكلم أو أعترض.
عاد أمجد وهب عن فراشه فمنعته ليان من مغادرة الغرفة وهي تتوسل قائلة
.._أمجد أرجوك أنا مش قصدي أي حاجة واللي حصل مني أمبارح بابا عاتبني فيه ولو كنت بسألك فأنا استغربت لأني ليا فترة بطلب منك ترجع بدري وكنت تقولي عقود وصفقات.
زفر أمجد وأشاح بوجهه عنها وأردف
.._أنت بتزودي الغلط بغلط يا ليان وبدل ما تعتذري بتقولي إنك متراجعتيش إلا لما عمي كلمك يعني محستيش أنك غلطانة
متابعة القراءة