في ظلمة بيجاد بقلم ميادة مامون

موقع أيام نيوز


كان ليه بنت 
بس مالقوش مع باقي الأموات فابيدورو عليها 
عشان تشيل قضيه ممكن تاخد فيها إعدام بقليلو اوي يبقى مؤبد. 
صرخه قويه خرجت من جوفها وهي تحاول الفرار منه تبحث عن أي ثغره تحاول أن تخرج منها. 
لاء كدب انت كداب خرجوني من هنا انا عايزه اخرج حرام عليكم. 
أخيرا ما امسكها بين يديه بعد أن جري خلفها وبقيت عينه مثل جمرتان ملتهبتان ترمقها بشده تجبر عيناها ان تنجذب اليه ولا تقوى على الافلات منه. 

هاتهربي مني تروحي فين خلاص انتي مبقاش ليكي مكان يأويكي غير بيتي هاتعيشي طول عمرك هنا خدامه فيه لحد ما اقرر انهي حياتك بأيدي. 
بابي
مفاجئه غير متوقعه! 
خروج صغيره الان سوف يعركل خطته لن يتخلص من كم الاسئله التي سيبدئها ولن يتركه دون اجابه مقنعه. 
تركها من يديه ونظر اليه و هتف
يامن انت صحيت يا حبيبي خرجت في البرد ليه ادخل جوه وانا هاجي ليك حالا.
مين دي يا بابي هي بتصرخ وټعيط ليه
دي دي تبقي يا حبيبي

الشغاله الجديده جبتها عشان تساعد داده سعديه في شغل البيت 
بس هي غبيه شويه كسرت حاجات كانت شايلها وانا كنت بزعقلها عشان كده بټعيط. 
بس دي حلوه اوي خليها مس ټعيط يا بابي وتجبلي اكل انا جعان. 
حاضر يا يامن انا هاخلي داده سعديه تيجي تفطرك بس اطلع انت اوضتك دلوقتي. 
لاء خليها هي تيجي معايا يا بابي
بنبره قويه يعلمها طفله جيدا ويهابه حين يستمع إليها امره
لاء اسمع الكلام وادخل جوه يلا. 
لم ينتظر الصغير لحظه أخرى واختفي عن عينه. 
لتسخر هي منه. 
ده يامن ابنك زياد الله يرحمه كلمني عنه كتير طفل جميل خساره انه يكون ليه اب زيك انت. 
بحركه سريعه مد يده الي عنقها المغطي جيدا بحجابها وضغط عليه بقوة. 
الخساره الوحيده ان زياد الله يرحمه عرف واحده زيك حبها بكل كيانه وفي الاخرجايه دلوقتي تترحم عليه. 
وبنفضه قويه ترك عنقها لترتد للخلف وهي تسعل بشده وتحاول ان تسيطر على تنفسها. 
وانا هنتظر ايه من واحد جاحد وقتال قټله زيك دا حتى عمك الوحيد وجد ابنك سايبه بحالته دي ومافكرتش تعالجه لاء وراميه في المكان القذر ده. 
واذا بها تجري نحو سجنها برغبتها والذي أصبح الان مئواها الأمن الوحيد بعد أن ثبتت في عقلها تلك الكذبه التي ابتلاها بها منذ قليل. 
دلفت الي الداخل سريعا بعين جامدة وعبرات ثابته مثل لاءلأ الماس 
لم تلتفت لذلك الذي اصتدم بها وكاد ان يسقط زوجته المترجله من خلفه 
ليستجمع نفسه سريعا وينظر الي سيده الثابت في مكانه واضعا يديه في جيب بنطاله ينظر إلى طيفها بسخرية تامه. 
خلاص يا بيجاد بيه عملنا كل اللي امرتنا بيه! 
سي بيجاد يا ابني انت سامعني 
هاه اه طيب يا حماد خد المفتاح واقفل الباب عليهم تاني ودي آخر مره البت دي تخرج الجنينه. 
الله مش انت يا بني قولتلنا نسيبها وانك عايز تشوفها هاتصرف ازاي. 
وشوفت ووصلت للي كنت عايز اوصله خلاص الباب ده مش هيتفتح بعد كده غير لما تدخلو ليهم الاكل او لو عايزه حاجه تيجي تقولي الأول وبعدها لو انا وفقت تبقى تفتح ليها
جلست بجانب ذلك الكهل تبكي في صمت بعقل مشتت 
هل ستتهم بالفعل بتلك التهم التي ألقاها عليها وهي لم تفعل شئ 
نعم والدها كان بالفعل تاجر للمخډرات وهذا ما كان الجميع يعرفونه بل وكان حبيبها يوضحه لها في كل مره يتقابل فيها 
وكانت هي تكذبه وتقف ضده الي ان اتضح كل شئ أمام اعينها. 
والدها هو سبب شقائها في حياته وبعد مۏته عليها الآن إن ترضى بقضاء ربها وتستسلم لقدرها الذي لا يعلمه إلا هو وحده. 
وعليها ان ترضخ أيضا لسجانها وعدوها الوحيد. 
بيجاااااد
ظل الطفل وحيدا طيلة هذه الأيام يأكل وحده ويلعب وحده وعندما يعود والده يجلس بجواره في غرفة مكتبه في صمت تام 
الي ان يغفو في هدوء ثم يحمله ابيه بين يديه ويصعد به الي غرفة نومهم. 
لكنه اليوم صعد به وارقده في الفراش ودثره جيدا ثم ترجل للأسفل ليذهب حيث ذلك السچن الذي يغلقه عليهم. 
وقف بالخارج ولم يدلف إليهم عندما وجدهم
مستيقظين يتحدثون سويا فقرر الاستماع لحديثهم الحزين في هدوء تام. 
كنت فاكرك غير ابوكي يا ساره كنت فاكرك زي فرح بنتي في طيبتها عمري ما كنت اتوقع انك تغدري بزياد وتكوني السبب في مۏته. 
كان صوت بكائها أعلى من كلماتها التي تتفوه بها 
والتي كان يشعر بيجاد بصدقها ولا يعلم السبب. 
حتى انت كمان مصدق الكلام ده يا عمي بس ليك حق كلكم ليكم حق تصدقو حتى

اخوه الظالم الجبار ده 
انا مش زعلانه من كل حاجه بيعملها معايا معذروين اصلكم مش فاهمين حاجه. 
طيب احكيلي يا بنتي قولي ليا انا حصل ايه. 
هاحكيلك يا عمي مهران مع اني عارفه انه مش هايفيد بحاجه بس هاحكيلك. 
انا لما زياد الله يرحمه اتصل عليا قومت بسرعه لمېت كل حاجاتي 
ولبست عشان اروح ليه وفتحت الباب لقيت ابويا واقف قصادي. 
وعنيه بطق شرار بصلي وقالي
رايحه على فين يا ساره 
انا انا مافيش كنت بس خارجه اجيب شوية حاجات يا بابا. 
بشنطة السفر دي يا ساره 
افهمني يا بابا عشان خاطري انا انا كنت... 
كنتي ناويه تهربي مع ابن الألفي وتحطي راس ابوكي في الوحل مش كده. 
لاء يا بابا والله أبدا زياد بيحبني وعايز يتجوزني على سنة الله ورسوله. 
وهو اللي عايز يتجوز يحرض البنت اللي عايز يتجوزها على الهروب بردو 
انت اللي مش مديلو فرصه وبتهاجم اخوه ومعاديهم. 
كل ده للدرجة دي سيطر عليكي وخلاكي تكرهي ابوكي. 
لأه هو مش عمل كده كل الحكايه انه كان هايخدني ونبعد عنك انت وأخوه ونبعد عن مشاكلكم دي خالص. 
بس انا مش عايزك تبعدي عني يا ساره مش عايزك تسيبيني يا بنتي. 
وانا بحبه يا بابا ومش عايزه اسيبه عشان خاطري وافق على جوازنا. 
صمت قليل عم المكان وبعد ثواني عديده اجابها وهو يربت بيده على كتفها. 
حاضر يا حبيبتي بس تعالي قوليلي هو مستنيكي فين وانا هاروحله واتفق معاه على كل حاجه. 
ابتسامه مشرقه انارت وجهها الجميل وتلهفت لتسبقه للخارج وهي تجذب يده خلفها وتحثه على التحرك معها. 
يا حبيبي يا بابا ربنا يخليك ليا يا رب طب يلا بينا انا هاجي معاك. 
رد لها الابتسامه بمكر وتحرك خلفها في هدوء وهو يشير لرجاله بأن يتبعوه
ذهبو سويا الي المكان الذي أخبرها بأنه ينتظرها فيه 
وجده يقف وحيدا وما ان رأته هي إلا وقررت ان تسرع خطاها اليه حتى تخبره بموافقة والدها ولكن اباها قطع عليها الطريق وأشار لها بأن تقف صامته وأمر رجاله سريعا بأن يحضروه اليه قبل أن يهرب. 
ارتاب هو في الأمر كله وحاول الركض بعيدا الا انه في غضون لحظات وجد نفسه أسير وسط حلقه مغلقه من الرجال فصړخ پعنف 
بتغدري بيا يا ساره بتسلميني لأبوكي يا خاېنة. 
كادت ان تصرخ له وتترجاه ان يهدأ لكنها تفاجأت بأبيها وهو باليد الأخرى يخرس ثغرها حتى لا تتفوه بأي كلمه. 
وفي غضون لحظات وجدت احد رجاله قد . 
لم تشعر بأي شئ حولها بعد ذلك حيث رحل بها والدها غير مستوعبه ما يحدث حولها ولا ترى سوى وجه حبيبها و التي روت الأرض من حوله. 
هو ده كل اللي حصل يا عمي مهران ابويا خدعني لو كنت اعرف انه ناوي على الشړ لزياد عمري ما كنت عرفته مكانه ولا كنت حتى روحتله 
يا ريتني كنت سيبته او حتى مش رضيت عليه في التليفون بس كان عاش يا ريته هو كان سمع كلام اخوه الظالم ده وسابني وسافر ولا انه ېموت المۏته الفظيعه دي وهو فاكر اني غدرت بيه وخونته. 
اڼهارت كل حصونها الان وأخيرا أطلقت صراح عبراتها لتسترسل على وجنتيها وهي تطلق الصراخات والعويل على حبيب رحل عنها و لن يعود إليها مره ثانيه وتركها بين يدي اخ ظالم لا يعرف أي لغة الا لغة الډم ولا يريد سوي الٹأر. 
بعد أن استمع الي اعترافها الذي استمعه بمحد الصدفه رحل من أمام ذلك الباب العتيق

الفاصل بينه وبينها ولم يدلف إليهم 
وجلس بغرفة مكتبه بعقل مشتت لقد اثبتت برائتها أمامه دون ان تدري 
نعم تعترف بأنها مذنبه وانها هي من اوصلت ابيها الي أخيه ولكنها لم تكن تدري بفعلته الغادره 
غبائها اوصلها بأنها بذلك سوف ترتبط بحبيها دون أي عوائق لكن ما هذا بالله هل يبحث لها عن أعذار لا بل هي مذنبه من ألالف الي الياء 
بالأول والأخير لو لم تكن تسحبت وتملكت قلب اخيه 
لكان موجود معه الان ولم يحرم هو منه للأبد. 
اذا عليها ان تظل هي الأخرى داخل محبسه ولن ترحل منه أبدا مادام هو علي قيد الحياه. 
وأخيرا ما انهي مرافعته أمام نفسه وصعد الي جوار صغيره برأس متخبط لم يخلو من التفكير في تلك الشيطانة الملونة في صورة ملاك. 
لا يعلم كيف يدافع عنها هكذا يحاول ان يلتمس له الأعذار ويحكم عليها بنفس الوقت الي ان غفى وذهب في نوم عميق
وفي الصباح تهيئ للرحيل الي مكتبه استقل سيارته وهو يشير الي حارسه بأن يأتي اليه حتى يملي عليه اوامره
عينك تفضل عليها يا حماد خلي بالك تفتح ليها الباب تتمشى شويه في الجنينه وتدخلها تاني وتقفل عليها لحد ما ارجع من المكتب. 
لم ينطق الرجل بل ظل يستمع اليه وهو ينظر له ببلاهه. 
ثم أشار له بتحذير
البوابه ماتتفتحش وتخلي بالك من يامن كويس 
سيبه يلعب في الجنينه براحته
بس كده يا سي بيجاد ممكن يشوفها تاني
بأبتسامه هادئه نظر للأمام وهو يدير محرك سيارته ويتحرك بها للخارج. 
وماله ما هو شافها قبل كده المهم انت عينك تبقى عليهم كويس. 
حاضر يا ابني ماتقلقش كل حاجه هتبقى تمام انشاء الله.
الفصل الثالث عشر
وفي فترة الظهيرة فتح حماد باب المخزن لها حتى تنعم بالحريه لبعض الوقت ويرعاى هو المړيض كما أمره سيده. 
ترجلت للخارج ولا يوجد في عقلها سوي فكره واحده الهروب منه ومن بيته. 
تجولت براحه في الحديقه تحت نظرات زوجته التي تجلس تراقب الصغير وهو يلعب بالكره. 
في الواقع لم تهتم بأمرهم كثيرا فقط كانت تتفحص كل مكان تقع عليه عينها تتفقد اي ثغره في ذلك السور العالي من حولها الي ان وجدته باب صغير في آخر الحديقه يبدو أنه مر عليه زمن كبير و لم يفتح بعد. 
قررت أن تخطو بسرعه نحوه لكن هذه المره اوقفها صوت الصغير يامن 
انتي لايحه فين 
تنهدت بقلة حيلة يبدو أن هذا الطفل سيعطلها عن ما تريده التفتت اليه بهدوء لكي تحدثه
أبدا هاروح فين يعني بتمشي في الجنينه بتعتكم دي. 
اه طيب! 
لم يبالي بها وجلس الصغير بجانب حوض لزهور التوليب زات اللون الأبيض والتي بمجرد النظر إليها تشعرك بالفرحه 
لكنه كان حزينا يحني رأسه لها لا يفعل شيئا
 

تم نسخ الرابط