مع وقف التنفيذ
المحتويات
كلمتك كتير فى الحكايه دى
يوه بقى يا فارس أنت كل شويه هتطلعلى حاجه شكل مش عاجباك فيا
يعنى أنتى شايفه ان لبسك ده صح
قالت بعناد وضيق
ايوا صح وبعدين دى الموضه
حتى لو كانت الموضه دى مترضيش ربنا
يعنى عاوز ايه دلوقتى يا فارس
عاوز لبسك تنطبق عليه صفات الحجاب الشرعى لا يصف ولا يشف ومش ملفت للنظر
صاحت فى ڠضب وهى تهب واقفه
أنتى زعلانه انى باغير عليكى وعاوزك تبقى ماشيه فى الشارع مستوره وربنا راضى عنك
تبرمت فى حنق وجلست مره اخرى ولم ترد أو بمعنى اصح تقلب الامر فى راسها فهى معتاده على ذلك لا ترفض ولا توافق قبل أن تفكر ايهما يأتى بأقل الخسائر..صمتت قليلا ثم قالت
طيب سيبنى بس لما اقبض علشان اعرف اشترى لبس جديد علشان انا معنديش لبس غير اللى مش عاجبك ده
بسيطه كلها كام يوم ونقبض ...
شعرت أنه يحاصرها وقالت فى نفسها بضيق كام يوم
قاطع حديثه الخاص وقال بابتسامه اكبر
وعلى ما الكام يوم دول يخلصوا مش هينفع طبعا أسيبك تمشى كده فى الشارع ..
ثم أخرج بعض المال وقدمه لها قائلا
معلش ده مبلغ بسيط بس هيكفى ان شاء الله تجيبى طقم بسيط كده على ما نقبض
حتى الكام يوم مش عاوز تسيبنى براحتى فيهم وبعدين شكرا يا سيدى هاخد فلوس من بابا
أومال ليه بتقوليلى استنى لما اقبض
زفرت فى ڠضب هاتفة
يووووووه بقى يا فارس ....حاضر حاضر حاااااااضر
جلست نورا على مقعدها خلف مكتبها وهى ټدفن راسها بين كفيها وتستعيد كلمات فارس الذى ألقاها عليها منذ قليل كمن يلقى دلوا باردا فى ليل الشتاء القارص على قلبها بلا رحمه أو شفقة
كانت تريد أن تختلى بنفسها قليلا بعيد عن أعين الناس ..
نهضت وأخذت حقيبتها وبدون أن تستأذن للأنصراف خطت بسرعه خارج المكتب مسرعة
لا تعبأ بالسؤال عنها حين ملاحظة غيابها ..بل لم تعبأ بالدنيا كلها كانت مرتبكة قلقه تتردد كلماته على قلبها قبل عقلها فتحث السير أكثر كأن شبحا يطاردها
مش عارفه معاه حق ولا لاء ..بس ..بس أنا فعلا فى الاول كنت بتكلم معاه على أنه زميلى وبس
لكن مع كل مشكله كان بيحلهالى كنت بحس أنه هو ده اللى بدور عليه ..
وكنت بندم على أنى مقابلتوش قبل خطيبى قبل ما نكتب الكتاب ..
مقدرش أغلطه ..لانه للاسف معاه حق ..انا فعلا من كتر من اتعودت عليه وعلى طريقة كلامه اللى كانت بتفتحلى السكك المقفوله
لقيت نفسى بحبه من غير ما اقصد وبقارن بينه وبين خطيبى من غير ما اقصد وقلبى بيبعد عنه برضه من غير ما اقصد وبيقرب من فارس ڠصب عنى ...ألقت راسها على الوسادة وهى تفكر فى حل لما وقعت فيه بدون ارادة منها وقالت بضيق
ياريتنى كنت حكيت لبنت زيى على الاقل كنت هفضفض معاها من غير ما يحصل اللى حصل ده جوايا...
تململت فى الفراش كتململ العصفور المبلل بماء المطر حتى استسلمت للنوم
وقد قررت أن تقف مع نفسها بحسم وتصرف عن قلبها صورة فارس الهلاميه التى صنعتها له بيديها ...
صورة الرجل المتكلم الذى لا يخطىء أبدا ...وتضع مكانها صورة خطيبها وحبه لها لتستطيع أن تعيد حياتهما كما كانت سابقا
لتجعل منه مددا لها لعلها تفيق مما هى فيه وتشعر بهذا الرجل الذى أهملته كثيرا بأوهامها السابقه.....
طرق عمرو باب مكتب ألهام ودخل وأغلق الباب وكالعاده رأى ابتسامتها الواسعه المرحبه به بشكل دائم وفى كل الاوقات ..وقف أمامها وهو يقول
خير يا بشمهندسه حضرتك بعتيلى
أشارت إليه بالجلوس وهى تقول
تشرب أيه الاول
نظر إلى ساعته وهو يقول بحرج
أنا اسف مش هينفع أصل عندى شغل هخلصه وهمشى على طول عندى ارتباطات مهمه
نظرت إليه متفحصه بجرأة وقالت بهدوء
أيه عندك معاد غرامى ولا أيه
رفع نظره إليها بدهشه من جرأتها وتدخلها فى شؤونه الخاصه بهذا الشكل السافر وقال على الفور
لا معاد غرامى ايه أنا مش بتاع الكلام ده ..ثم اردف سريعا
خير يا بشمهندسه فى حاجه فى الشغل
تابعت وكأنها لم تسمعه وقالت
أومال رايح فين
زادت دهشته من اهتمامها الزائد به وقال
ابدا رايح أجيب أخت خطيبتى من المستشفى مع والدها
أتسعت عيناها ونظرت ليده فلم تلحظ الدبله الفضيه فى يده قبل ذلك وقالت متوتره
ايه ده هو أنت خاطب من امتى أنا مشوفتش دبله فى ايدك أول مره جيت هنا
زفر بطريقة لم تلحظها وقال بضيق
أنا لسه خاطب من يومين بس
هزت رأسها بعصبيه وهى تنقر على سطح مكتبها وتقول
ده أنت كنت مستنى لما تشتغل بقى علشان تخطبها ..ايه قصة حب ولا ايه
تحرك من مقعده قليلا وهو ينظر لساعة
متابعة القراءة