بين العشق والاڼتقام

موقع أيام نيوز


ورق قلبها لإقتحامه أسوارها ومحاولاته في سبر أغوارها .. تعشق الأنثي الإهتمام مثل الذي يعطيه لها حسن يعرف هو فطرتها جيدا فطرة الأنثي الرقيقة التي تذوب بالكلمات العذبة والجريئة أحيانا ..
فالكلمة هي أساس حياة المرأة .. 
إن كانت إهتمام فستردها أضعاف .. وتحمل في قلبها عشقا لا يفني .. 
أما إن كانت إهانة فستردها أضعاف أيضا .. وتحمل في قلبها ألما لا يفني !

فتحت عينيها علي إتساعهما حين رأته أمامها بكامل اناقته وقوته وبسمته العذبة .. 
جلس أمام مكتبها ووضع قدما فوق الأخري قائلا في تعجب مصطنع يحمل نبرة مرحة 
ايه ده هو ده مكتبك ! سبحان الله والله قلبي كان حاسس ..
ضحكت في رقة وهتفت بعتاب مصطنع 
حسن !
تغزل بها بعينيه قائلا 
عيون حسن قلب حسن .. كبد وكلاوي حسن !
ردت قائلة 
حسن انا مش بهزر ..
نهض متنهدا وهو يردف بنبرة جادة 
حيث كده أنا كمان مش بهزر ..
ثم سحب أغراضها وسحبها من يدها قائلا 
يلا بينا ..
هتفت تسأله مندهشة 
علي فين 
رد حسن بثقة 
علي المأذون طبعا !
سألت مره أخري 
ليه 
رد بسخافه وتهكم 
هنشتري بطاطا !
وتابع مكملا وهو يغمز لها 
هتجوزك !
تراجعت قائلة بنفي 
لأ لأ .. استني 
تأفف هاتفا 
في ايه تاني .. 
ضمت يديها لصدرها وتمتمت بعد أن مدت شفتها السفلي للخارج نافخة شعرها بعيدا عن جبهتها 
هبقي أخدلك ميعاد مع بابا ..
رد حسن وقد لاح في وجهه الأمل هاتفا 
بابا .. ده حبيبي 
وأكمل محذرا هي كلمة .. بكره بليل هكتب عليكي !
لو جيت لاقيتك مش جاهزة هطلع أجيبك من شعرك وهكتب عليكي بردو !
ثم مشي امامها عبر ممر طويل دون ان ينظر خلفه بينما استطاع هو العزف علي اوتار قلبها .. ببراعة !
في فيلا دياب الشاذلي ..
خرج دياب من حجرة مكتبه ثم اتجه بقدميه وولج إلي الأريكة التي يجلس عليها قصي جلس بجانبه ووضع قدما فوق الأخري وسحب سېجارا من الطاولة أمامه وعرض الأخري علي قصي قائلا وهو يمد يديه نحوه 
سېجارة ..
أومأ قصي برأسه ثم سحبها من يدي دياب أشعل دياب سيجارته ومن ثم قصي .. بدأ دياب ينفث سيجارته ويهتف قائلا بنبرة جادة 
مبدئيا كده انا موافق علي العرض .. بس انا لسه مش متطمن أنا عايز ضمانات لأن ده شقي عمري كله 
إلتقط قصي نفسا زفره قائلا وهو يصطنع التفكير 
هتغاضي عن إنك مش واثق في كلامي .. لكن ماشي 
وتابع مكملا وهو يضع السېجارة بداخل المطفأة ثم بدأ في ارتشاف المتبقي من فنجان قهوته هاتفا 
مفيش غير ضمان واحد هقدر اقدمهولك .. وليك حرية الإختيار 
لاح في وجه دياب الأمل وأردف متسائلا 
ايه هو ..
تراجع قصي للخلف وهتف مستغلا لتلك الفرصة 
أتجوز بنتك .. لانا !
يتبع ..
14 
صمت القپور ساد بينهما ليبقي المشهد بين ابتسامة قصي الجادة التي يلفحها لذة الإنتقام ونشوته ووجه دياب المشدوه .. كان صمته لإستيعاب ذلك العرض الفجائي من قصي لقد كان عرضا متوقعا ولكن ليس بتلك السرعة المعجلة !
نعم راقت له هذه الزيجة فسوف يجني منها الكثير والكثير حتي تشبع رغباته الطامعة تري ستشبع سؤال ساذج ! 
تحولت بسمة قصي المنتقمه إلي بسمه مترقبه ونظرة حادة ثاقبة وقد انتوي ان يسير بخطواط حثيثة نحو الإنتقام بينما ارتخت تعابير وجه دياب التي توارت خلفها وجها قد شده ابتسم بعد ظنه بقصي انه قد أسدي به معروفا ثم تحولت فورا تعابيره للإصطناع كعادته هتف بهدوء وبنبره يثنو بها علي عرضه قائلا 
ضمان هايل جدا ..
ثم مسح بيديه علي مؤخرة رأسه وتابع بجديه لم يبذل جهد في إصطناعها 
لكن نفترض أن لانا رفضت الجواز منك 
لقد ضغط دياب دون قصد منه علي چرح غاص داخل أعماق قصي ونفسيته هو لا يرفض من إمرأه !هل عليه تكرار تلك الجمله للمرة الألف يكره شعور رفضه يكرهه منذ أن رفض من أقرب الأشخاص إليه ! دياب الشاذلي نعم هو أقربهم إليه وقد تركه طفلا يبكي وېصرخ طالبا النجاة من المتجبرين الذين وقع في براثنهم بأمر منه هو وحده !
يعشق السيطرة والتملك يعشق تعذيب من حوله كي يذيقهم من الكأس الذي تجرع منه العديد والعديد طوال سنوات عمره العصيبة التي لم تتعدي الربع قرن !
ملأ قصي رئتيه بالهواء بقوه ثم زفر ببطء يفرغ تلك الشحنات التي بداخله ثم حك ذقنه بيديه قائلا وهو يضغط علي أسنانه بقوه كما ضغط علي حروف كلماته 
مش قصي الجبالي اللي بيترفض 
واسترسل بعد أن هدأت حدة نبرته وبات الهدوء باديا علي صوته 
لانا بقي سيبها عليا .. المهم انك موافق علي العرض ده .. الباقي انا هقوم بيه بنفسي 
وتماما كالمغيب أردف دياب وقد لاحت بسمه بلهاء علي جانب شفتيه 
كتب الكتاب الخميس الجاي !
بتقرب نهايتك أكتر بطمعك ده جدا .. يا عمي !
ليشفي غليان الډم بأوردته قال تلك الجملة في نفسه بهدوء ..قاټل الهدوء الذي يسبق العاصفة كما يقال وإن لتلك العاصفة التي ستهب يوما ما مهابة عاتيه !
نهض ليمسك بيديه يصافحه والشړ يتطاير من عينيه القاتمتين .. موقفا صعب حين يقف شخصا أمامك وأنتما من ډم واحد طامعا بك وهو من حرمك من طفولتك وسلبك حياتك بعد أن مزق كل جزء من الرحمة في قلبك بل انه نسفه ولم يعد له طيفا في الوجود ..
المال ! كل ذلك يحدث بسبب المال أكبر نقمه في تلك الحياة .. تسبب دمار معاداه سړقة ذنوب ذبح وقتل وسڤك دماء !
علي الرغم انه بمبلغ منه ينقذ حياة مريض يستر جسد انهكه برودة الجو و يسد جوع المشردين وعابري السبيل .. 
اتفقنا .. يا دياب باشا 
استدار قصي بعد أن قال جملته واتجه نحو الباب يدير مقبضه ويخرج من الفيلا وببرود هتف وهو يلوح بيديه 
سلام 
ثم صفع الباب خلفه واتجه يقود سيارته نحو منزله .
سكب حسن المياة الساخنة بداخل الكوب الخاص به ثم أمسك بالملعقه واستخدمها يقلب مشروبه جيدا وضع الملعقة جانبا أمسك بالكوب واتجه نحو قصي الذي كان يجلس امام التلفاز يشاهد الأخبار ليسلي وقته ويملأ الملل الذي عم المنزل .
علي الأريكة بجانب قصي تمدد حسن بجسده وجلس بأريحية إلي جانبه وبنبره هادئة ونظرات ضيقه هتف حسن يحدث قصي وقد وضع كلتا يديه خلف رأسه 
قصي أنا قررت اتجوز 
بطرف عينيه نظر له ورد مجيبا بنبرة ساخرة 
كدبة إبريل دي !
استطرد حسن بحدة 
قصي ! أنا مش بهزر .. أنا بتكلم جد 
اعتدل قصي في جلسته وأردف بجدية 
ومين هي 
نهض حسن يرتشف القليل من مشروبه وهتف بنبرة كان الحب واضحا جليا عليها 
مريم رأفت عبدالعزيز !
مممم كنت عارف .. بس متخيلتش تحبها بالسرعة دي 
بإندفاع قال 
عارف ! عارف من امتي 
لما كنا في الحفلة في الإسطبل ونظراتك اللي مبقتش تنزل من عليها 
بتراقبني 
لأ .. أنا حافظك احنا عشرة طويلة أوي يا حسن 
وتابع مكملا 
عموما رايح
 

تم نسخ الرابط