رواية بقلم سلمى نصر1

موقع أيام نيوز


قبل ما ېموت واحتفظت بيه عشان كنت حاسة اني هلاقيها ... كل اللي أنا طلباه منك تاخد خصلتين من شعرها ونعمل تحليل ... والله لو مطلعتش بنتي هسافر واسيب البلد ... هي أخر أمل ليا ... كلهم رافضيني ... أمسكهم وارجوك نفذ طلب واحدة محكوم عليها بالمۏت.
آخذ جاسر منها القماشة بعد أن غلفها بعناية وابتلع تلك الغصة التي بحلقه قائلا بهدوء وقد شعر بالشفقة تجاهها

أوعدك.
End 
كانت رحمة تستمع إليه بأعين تذرف الدموع پصدمة وشعرت كأن جسدها شل عن الحركة ليكمل جاسر ينظر لملامحها بحزن و شفقة في آن واحد
اخدت خصلات من شعرك و عملت تحليل طلعت النتيجة مطابقة.
وصد عيناه متمنيا الا تكرهه بما فعله ولكنها فاجأته عندما ارتمت بأحضانه وقد تملكها البكاء لتنهمر دموعها كالشلالات ثم صړخت بنحيب جعله يشعر بأنه في يغرق في قاع من الچحيم
أنا ليه بيحصل معايا كدا! حياتي كلها غلط في غلط ... في يوم وليلة ألاقي نفسي مراتك وبعدين أعرف أن ليا أم وأخوات!!
أنا تعبت أوي والله مبقتش قادرة استحم....
قاطعها جاسر بلين يربت على كتفها
كفاية عياط أنا هعملك اللي أنتي عايزاه ... لو معيزاش تشوفيها دي حاجة ترجعلك بس أنا من رأيي أنها محتاجة تحس بيكي و واضح أنها فعلا تعبانة و بتعاني.
تعالى عويلها و شهقاتها بينما قبل جاسر جبينها قائلا
أنتي دماغك دي فيها إيه انا بقولك متعيطيش يبقي بس خلاص ... أهدي يا حبيبتي.
ظل يخبرها بالعديد من الكلمات لعله يواسيها و يثلج قلبه ولو لبعض الوقت...
فتحت عيناها وقد تحولت ملامح وجهها للأنزعاج من تلك الرائحة العطرة التي تسللت لأنفها لتتأوه في ألم تنظر إلى سقف الغرفة باستغراب تشعر بأن عقلها لا يستوعب ما يحدث حولها لتهتف بإرهاق تجاهد كي لا توصد جفينها
مراد .... رحت فين
صاح شريف متأففا في حنق
انسيه بقي... انسيه و أوعدك اني مأذيهوش ليه مش مقدرة إني أنا اللي حبيتك الأول.
استندت نورا بذراعيها على الفراش حتي اعتدلت وهي تتسائل بحذر
ايه الكلام اللي بتقوله ده يا شريف! أنا بعمل ايه هنا عايزة أمشي.
وقف شريف ثم جلس أمامها ممسكا بيدها لتزدرد في ارتباك بينما تحدث شريف بحزن محاولا استمالتها
بقولك أنسي كلمة مراد دي مش عايز لسانك ينطقها أبدا ... نتفق إتفاق مع بعض واللي أوله شرط آخره نور.
مد يده ساحبا أوراق متواجدة على المنضدة ومعها قلم أيضا ثم وضعها على ساقيه مجبرا نورا على الإمساك بالقلم لتخرج الكلمات من شفتيها مهتزة
أنت.. هتعمل.. اي ه!
تحسس شريف وجهها بأطراف أنامله لترتعد هي وحاولت النهوض أو الابتعاد ولكن جسدها تجمد على أثر كلماته التي لو كانت صڤعات لكانت أرحم مما اختبرته
أيدك الجميلة دي توقع على ورقة طلاقك من سي مراد ... وكدا تضمني اني مخلصش منه أنا هقرص ودنه بس و اخسره أملاكه وتعب سنينه كلها.
أكمل ضاحكا بقوة
فاكرة يا نورا يوم ما جيت اعترفتلك بحبي للمرة التانية وكنت هقبل بأبنك اللي في بطنك ساعتها قال ما عاش ولا كان اللي ياخد حاجة تخص مراد النجدي ... ألزم حدودك
يا شريف وأبعد عن طريق نورا لأنها هتكون مراتي...
جاوبيني بقي قبلتي جوازك منه ليه عايز افهم إيه يميزه عني عشان ياخدك وأنا بتمني نظرة أو ابتسامة منك طول السنين دي!!!
توسعت عيناها في ذهول قائلة بتعثلم
أنت.. أن... إزاي أنت واعي ...!
اشاح شريف بنظره قائلا بقسۏة
أنا واعي دلوقتي اكتر من أي وقت ... مش معقول هسيبك كل مرة ... تعرفي أنا كنت طاير من الفرحة لما طلبت من جدك أروح اطلبك مكنتش مصدق أنه هيوافق بالسهولة دي خصوصا أنه كان واعد خالك محروس أبو أدهم أنك متكونيش غير مرات أدهم.
انعقد لسانها ولم تستطيع اخراج الكلمات من جوفها ليقول شريف بتهكم
متستغربيش من كلامي ده... الموضوع قديم أوي قبل مۏت عم محروس اللي هو أكبر أبن في العيلة وصي أن نورا تتجوز أدهم و فرحة أخته تبقي مراتي... عشان كدا كانت سمرا مش طايقاكي ايام الفرح.. قوليلي بقا أنا مستاهلكيش!
هزت نورا برأسها مغمغمة بصدق
يا شريف أنا بحب مراد وهو بيحبني بلاش تبعدنا عن بعض أنا عمرى ما هكون غير ليه.
آآآآه
صړخت في ألم عندما انهال عليها بصڤعة قوية بكف يده ثم نهض صارخا پغضب
واضح أن الكلام الهادي معاكي مبجيبش نتيجة قدامك أربعة وعشرين ساعة ماضيتي يبقي خير و بركة معملتيش هتبقي أرملة بدل مطلقة.
أبتسم ابتسامته الشيطانية لتصيح به بحدة وقد سيطرت على دموعها المتعلقة بأهدابها
لو فاكر أنه هيسيبك تبقي اټجننت..
أطلق شريف ضحكات عالية كأنها قصت عليه دعابة مضحكة ثم تحدث بين ضحكاته
مستنيه بفارغ الصبر Im ready for kill him أنا جاهز لقټله
لف أحدي خصلات شعرها على أصابعه يظهر أنيابه بتلك الابتسامة المخيفة
أنتي كدا حلوة أوي.. أنا عايزك.. عايزك بكل حاجة فيكى.. ستات العالم كلها مأثرتش فيا زيك... كانت أيدي تتقطع لما مديت أيدي عليكي... آسف أعتبريها آخر مرة.
دفعته بيدها تصرخ في عنفوان
يارب كانت اتقطعت يا شيخ.. أنت مريض.. إزاي تفكر فيا كدا...!
تصنع شريف الفزع قائلا
تصدقي خۏفت وهسيبك كدا.
غمغمت بنبرة استفزازية اغتاظ منها حتي كاد أن يقتلع رأسها من جسدها
لو كنت أد المواجهة فعلا و راجل مش هتتشطر عليا وتضربني... و أيوا خاف من دلوقتي عشان مش هيرحمك يا أبن خالي.
ضړب شريف الحائط بقبضته عدة مرات يطلق سيل من الشتائم الوقحة التي يخص بها مراد ثم خرج صاڤعا الباب خلفه حتي كاد أن ينكسر...
بينما وضعت نورا يدها تمسد على وجنتها من أثر الصڤعة قائلة بين نفسها تأخذ نفسا عميقا وتزفره ببطئ
أهدي يا نورا ... أهدي وكل حاجة هتبقي تمام هو أكيد مش هيسيبني ... يارب اديني القوة والثبات عشان أقدر اتماسك ... متعيطيش زي الهبلة كل مرة وبلاش تستسلمي من دلوقتي.
ثم أكملت بتهكم
ايه الحياة اللي مليانة اكشن وخطڤ دي لأ وكمان مستشفيات ما شاء الله! بومة بومة مفيش كلام.
عقلها يكاد ينفجر من كثرة الأفكار التي تتداول به تحاول إيجاد فكرة للهروب من ذلك المكان....
رن هاتف مراد بينما هو يجوب في المكان ذهابا وإيابا ليجيب صارخا بلهفة
عملت ايه!
ايه الجنان بتاعكم ده مشغل عندي شوية بهايم..
نعم!!
متعملش حاجة غير لما أقولك يا غبي..
كل خطوة تخطوها أعرف بيها..
مفيش عندي احتمالات قولتلك..
ابعت مع فتحي للمكان زي ما قولتلك عليه..
الست دي تجيبوها من تحت الأرض..
أقفل يا غبي..
أنهي المكالمة يحاول تهدئة ذلك الۏحش الذي يزأر بداخله يتمني لو توقعاته تلك ليست صحيحة!!
ولكن كيف بالتأكيد يهذي!!
سيصعد إليها ويكتشف كل شئ فقط ليخمد شكوكه و ظنونه المبالغ بهم... الاختلاف الجذري الذي حدث اليوم يثير كل خلية من أعصابه.
صعد للأعلى ثم دلف الغرفة ليجدها تمدد قدمها مستلقية بأريحية ومن أن رأته حتي وقفت أمامه حتى أصبح لا يفصلهم سوا بعض انشات بدأت تعبث بأزار قميصه تبتسم له بأغراء هامسة بدلال
أتأخرت أوي كنت هنزلك... وحشتني أوي أوي.
أحقا من أين أتت بتلك الجرأة يعهدها فتاة خجولة لا تطيل النظر بعيناه حتي..!
جذبته من ياقة قميصه ليصبح وجهه أقرب إليها أكثر
 

تم نسخ الرابط