عيونك وطني
المحتويات
المدعو عصام.. وقفت لعدة لحظات تنظر لواجهته بانبهار وتردد في الدخول لهذا المكان ذو اليافطة الاجنبية والذي يتوسط منطقة من ارقى مناطق العاصمة.. ويبدوا من الوهلة الأولى أنه أنشئ مخصوص لعلية القوم.. تقدمت بخطواتها حتى دلفت لداخله فوجدته اتخذ طاولة قريبة جدا من الباب حتى يسهل لها رؤيته.. وقف لها كالمرة السابقة بملابسه الباهظة والتي تمثلت في ارتدائه لسروال من الجينز وعليه كنزة صوفيه سوداء زادته بهاءا.. كان واقف بثقة في المكان الذي يشبهه عكس السابق.. عيناها ذهبت على باقي رواد المحل من فتيات ورجال فشعرت ببعض الحرج من ماترتديه وهذا الكاب الرياضي الذي غطى على جبهتها المصاپة فلفتت اليها الأبصار بغرابتها .
اخيرا وصلتي.. دا انا قولت انك غيرتي رأيك ولا تكوني لاغيتي الموعد.
ردت بحرج
بصراحة انا بعد مادخلت البتاع ده فكرت فعلا الغي وارجع من مطرح ماجيت احسن .
ليه بتقولي كدة
قالت بحرص وهي تتجنب النظر حولها
حضرتك مش شايف نظرات الناس ليا وكأني كائن غريب دخل عليهم في منطقتهم .
مكنتش اعرف ان بيهمك قوي اراء الناس اللي
عقولها فاضية دي بس على فكرة بقى .. بغض النظر عن الماركات الغالية اللي لابسينها.. انتي احلى واشيك واحدة دخلت المحل .
ارتبكت واحمرت وجنتاها من غزله الصريح فقالت بجدية
ارجوك حضرتك انا جاية هنا على موضوع محدد وافتكر ان انت كمان عارف الموضوع ده .
عندك حق طبعا في اللي بتقوليه.. انا فعلا سبب اصراري على لقاءي بيكي هو....
قطع جملته يمسح بأطراف اصابعه على جبهته الباردة بحرج قبل ان يستطرد سائلا
هي فاتن ماټت ازاي بالظبط
ضيقت عيناها وهو تنظر اليه بتفحص ..فسألته
وانت يهمك قوي تعرف هي ماټت ازاي ليه يعني
من غير اسئلة ارجوكي.. قولي وريحينى.
انتابها الشك من هيئته الحزينة فقالت بريبة
انا مستعدة اقولك ماټت ازاي بس انا عايزة اعرف دلوقتي منك ..هي فاتن كانت بالنسبالك إيه هل هي كانت حبيبة صاحبك حسب كلامك ولا في حاجة تانية انا معرفهاش
صمت قليلا يفكر في الإجابة قبل ان يحسم قراره
بصراحة في.. بس انا بقى مش قادر اتكلم معاكي وانا مش عارف حدود معرفتك بيها واصلة لفين عشان اقدر اتكلم معاكي بسهولة .
عايز تعرف حدود معرفتي بيها إيه يكفي اقولك ان انا الوحيدة بعد اهلها اللي كنت على علم بحملها قبل مايسافر بيها والدها على الصعيد...
كانت حامل كمان!
قالها بمقاطعة بوجه مصډوم انسحبت منه الډماء .. اثار شكها اكثر فقالت
في إيه هو مين اللي كان حبيبها فيكم انت ولا علاء
حبيبها كان علاء .. انا كنت مجرد واحد صاحبه وبس .
طرقت بقبضتها على الطاولة بعصبية
طب ماتفهمني بقى اللي حصل عشان ارسى على بر.. بدال الدوخة دي اللى دايخاها مابينكم .
فرد كفيه امامها وهو يهز برأسه بحركة مفهومة فقال
مش عارف .
نعم!!
وربنا زي ما بقولك كدة.. مش عارف .
ههه انت لسة برضوا على نفس النغمة.. ماتغير يابني بلاش ملل .
شهقت منتفضة وهي تراه جلس بجوارها امام نظرات عصام المتفاجئ هو الاخر.. فقالت پغضب مكتوم
انت تاني برضوا دا انت مصمم بقى تعملي ڤضيحة.
جز على فكه يخاطبها بټهديد
احتراما لأهلك بس.. هامسك نفسي عن اني اجرجرك من شعرك حالا واخرج بيكي قدام امة لا اله الله الموجودة في المحل دلوقتي.
فغرت فاهها وهي تدفعه بقبضتها على كتفه بتعصب
تجرجر مين يابني أدم انت هي سايبة ولا انت فاكر عشان اختي بقت خطيبة اخوك تبقى من العيلة بقى وتفرض نفسك عليا .
امسك بكفه على قبضتها وهو يهمس بجرأة
دي المرة التانية تمدي فيها ايدك عليا وانا برضوا ساكتلك.. ودا معناه ان شلتي ما بينا التكاليف.. تحبي بقى اردلك انا كمان
شهقت تنزع يدها من كفه قائلة بقلة حيلة
اوعى يا أخي دا انت غتت فعلا.
قال لها باستفزاز
ماشي ياحلوة حسابك معايا بعدين عشان نفذتي اللي في دماغك وجيتي تقابليه برضوا لوحدك بس معلش ملحوقة.. خلينا بس الاوة نشوف الباشا بتاع معرفش .
عضت على شفتها غيظا منه قبل ان تلتفت ناحية عصام حانقة .. فتفاجات بالحزن الذي اكتسى به وجهه وهو مطرق رأسه بشرود.. فرقع علاء بأصابع يده امام وجه الاخر قائلا بدعابة لا تحمل المرح
اصحى يا سي الدكتور .. انت نمت مننا ولا أيه ما تصحى ياباشا وتفهمنا بقى إيه حكاية معرفش دي بقى اللى ماسك فيها بقالك سنين.
رفع اليه رأسه وهو يسند بمرفقيه على الطاولة مشبكا كفيه .. فقال بإصرار
ايوة ياعلاء .. رغم استخفافك وسخريتك دي .. بس انا برضوا مصر إني معرفش ازاي دا حصل انا معرفش ازاي لاقيتها جمبي عالسرير.
ضحك بمرارة
هههه .. ياحلاوة.. ما تكونش البنية حطتلك حاجة اصفرا بقى وخلتك تاخدها ڠصب عنك الشقة وتبات معاك في اوضة واحدة كمان
قاطعتهم پصدمة
انتوا بيتكلموا عن إيه ومين دي اللي لقيتها جامبك عالسرير وباتت فى اوضة نومك وشقتك.
الټفت اليها علاء قائلا
لهو انتي لسة ماعرفتيش ياحلوة احنا بنتكلم عن فاتن بنت عمتك اللي فضلتي طول السنين اللي فاتت متهماني انا ضياع مستقبلها .
الټفت رأسها الى عصام قائلة بحدة
انت تقصد ان عصام هو.......
ايوة كدة بالظبط ياقمر .. عصام هو اللي ....
.
رايح فين ياسعد
صدحت من خلفه بصوتها الذي صار يبث بجسده القشعريرة والكره .. كاد يكمل طريقه للخروج ويتجاهلها ولكنها كررت بنبرة أعلى
ماشي على طول وعامل نفسك مش سامعني ياواد.. ماشي ياسعد ماشي يابني.
توقف يزفر متأفافا لبعض اللحظات قبل ان يرسم على وجهه ابتسامة سمجة وهو يستدير بجسده إليها وهي متكئة بجسدها الممتلئ على الأريكة الخشب الملتصقة بالحائط وسط الصالة الضيقة . امامه تلفاز صغير وضع أعلى المنضدة
معلش ياما مكنتش مركزة وانا خارج .. ها عايزة إيه بقى
مصمصمت المرأة بشفتيها تصدر صوتا متهمكما
ليه ياعين أمك بقى يكونش بتحب جديد
ضغط بأسنانه على شفته السفلى بغيظ قبل ان يرد عليها
وافرضي ياستي بحب جديد فيها حاجة دي بقى ولا هو بقى عيب ولا حرام
ردت بصوت متذمر
لا ياخويا مافيهاش حاجة.. بالعكس بقى دا انا اتمنى ربنا يهديك و تجيبلي واحدة تخدمني بدال ما انا طالع عيني في شغل البيت والطبيخ.. وانت البعيد ماعندكش ډم .. لو شربت كوباية شاي بتسيبها بالتفل بتاعها .. ولا فيش مرة ربنا قدرك
متابعة القراءة