عهد ويمين
المحتويات
عليها هى ومقصوفين الرقبه اللى بتقول عليهم ولادك.
توفيق بدران.
يتردد هذا الاسم في أذنيه منذ البارحه انتابه شعور مزيج من الصدمه والذهول ... لماذا يفعل توفيق هذا وما مصلحه
وضع رأسه بين كفيه وهو يتذكر ما قاله ليامن عندما أخبره أنه يشك بتوفيق
توفيق هيعمل كده ليه
عشان ينتقم.
قالها يامن بنبره واثقه فشقيقه ليس لديه عدو يمكن أن يفعل هذا الأمر القذر سوى توفيق الذى أراد الإنتقام منه بعدما ساعد سامح فى استرجاع أمواله التى أخذها منه توفيق ... لا ينكر أن ممدوح ساعد سامح أيضا ولكن توفيق لن ينتقم من ابنه الوحيد بل سينتقم من ياسر فقط وبسبب سفر ياسر إلى الكويت انتقم توفيق من عمر وقټله دون أدنى شفقه أو رحمه.
حك ذقنه وهو ينظر إلى يامن وهمس بخفوت
هايدى عرفت كل ده إزاى
ابتسم يامن بسخريه وقال
أكيد كانت بتشتغل معاه وسمعته بالصدفه بيتكلم فى الموضوع فقررت تستفاد من الموضوع.
أهم حاجه دلوقتى أنك تهدى ومتتهورش لحد ما نتأكد بسبه 100100 أن توفيق هو اللى قتل عمر ولو طلع فعلا هو اللى عملها ساعتها اعمل اللى أنت عايزه بس متنساش أنه ميستحقش توسخ إيدك بدمه.
أنا عارف كويس هعمل إيه معاه.
تنهد بحزن وهو يمسك صور عمر ... عزم على تنفيذ خطته التى خطرت له بالأمس عندما كان برفقه يامن ... طبع قبله حانيه على صوره ابنه وهو يقول
أوعدك يا حبيبى أنى هرجع حقك وهخلى توفيق يعفن فى السچن.
ابتسمت برضا وهى تتأمل اللوحه التى رسمتها بفخر ... استطاعت أخيرا أن تجعلها مبهره بعدما بذلت الكثير من الجهد والوقت ... أحضرت لها الخادمه القهوه ووضعتها أمامها ... نظرت الخادمه إلى اللوحه بانبهار وقالت
ابتسمت لها هدير وقالت
شكرا يا بسمه.
خرجت الخادمه من الغرفه وعادت وهى تمسك بهاتف هدير وتناوله لها قائله
اتفضلى مكالمه لحضرتك.
أومأت لها هدير برأسها وهى تأخذ الهاتف وتقربه من أذنها وقالت
أيوه مين معايا
أنا فدوه بنت دكتور رضا سالم أكيد حضرتك تعرفيه.
ابتسمت هدير وقالت
تنهدت فدوه بحزن وقالت وهى تبكى
بابا عنده کانسر فى المرحله الأخيره وطلب منى أكلمك عشان هو عايز يشوف حضرتك ضرورى وفى أسرع وقت ... أنا بكلمك من المستشفى بتاعتنا .
أومأت هدير برأسها وهى تأخذ حقيبه يدها وتخرج من المنزل
تمام أنا هاجى دلوقتى المستشفى.
استقلت هدير سيارتها وهى تفكر ماذا يريد منها هذا الطبيب
حان الآن وقت المواجهه الثانيه بينه وبين والده ... أقسم أنه لن يتراجع ويهرب كما فعل من قبل بل سيواجهه ويخرج كل ما في جعبته ... وقف أمام والده وزوجته التي تنظر له بتهكم وڠضب.
صاح توفيق وهو ينظر إلى ممدوح پغضب
أنت متجوز سيرين من امتى
بادله ممدوح نظراته بأخرى ساخطه وأجاب بهدوء
اتجوزتها من خمس سنين.
صفعه قويه هوت على وجه ممدوح ... ابتسمت سها بتشفي وقررت أخذ دور المشاهد فى هذه المواجهه.
قابل ممدوح صفعه والده بنظرات بارده خاليه من الانفعالات ... يصفعه لأنه تزوج دون اخباره ألم يخبره من قبل برغبته فى الزواج من سيرين ولكنه قابل ذلك بالرفض والتوبيخ ولم يكتفي بهذا فقط بل تسبب فى مۏت والده سيرين عندما دفع رشوه للطبيب الذى كان من المفترض أن يقوم بعمليه جراحيه ضروريه لها عندما تعرضت وجعله يمتنع عن القيام بها.
أنا النهارده اكتشفت أنى معرفتش أربيك.
قالها توفيق وهو يضع رأسه بين كفيه ... احمرت وجنتا ممدوح ودمعت عيناه من كثره الضحك ... عن أى تربيه يتحدث هل اهتم به يوما بالطبع لا كل ما فعله هو تركه لسها والانشغال بأعماله القذره ... كان يعلم أن سها لا تحبه ولا تهتم به وتضربه لأتفه الأسباب ولكنه لم يكترث ... غمغم ممدوح ساخرا وهو يرمق توفيق پغضب
مفيش أحسن من تربيتك الصراحه يا توفيق بيه ... عمرك ما مسكت ايدى ودخلت جامع ولا عمرك مسكت مصحف وقعدتنى جنبك أحفظ قرآن لما كنت صغير ... فاكر لما كنت بقولك أن مراتك الحقيره اللى واقفه قدامك دى كانت بتضربنى كنت بتتفرج ومبتعملش حاجه ... جاى دلوقتى تقول تربيه وأنت أصلا عمرك ما علمتنى أعمل حاجه صح.
الټفت إلى سها ووقف أمامها وقال وهو يرمقها باستخفاف
مراتى وولادى فوق فى أوضتى لو اشتكوا منك صدقينى مش هرحمك.
غادر ممدوح تاركا توفيق وسها فى حاله من الذهول والصدمه وبالأخص سها التى لا تصدق أن ممدوح يهددها وهو يقف أمامها ... تقسم أنها ستجعله يبكى دما على زوجته وأولاده ... تجرأ وهددها فليتحمل العواقب الوخيمة إذا فليست سها من يتم ټهديدها.
الحقيقه تكون أحيانا مؤلمھ وصادمه ... شعور أنك تعرضت للخداع طول حياتك يجعلك تشعر بالضعف والاڼهيار ... أحيانا يجعلك هذا الشعور تفكر كيف كنت أحمقا لهذه الدرجه ليتم خداعى
تبكي بحرقه فى غرفتها وهى ټحطم كل شىء حولها ... لا تصدق أنه تم خداعها بهذه الطريقه البشعه ... طوال حياتها وهى تتمنى أن تكون أم ... أن يكون لديها إبن يناديها بأمى ... عاشت حياتها وهى تظن أن فكره حملها مستحيله بعدما أصيبت بهذا السړطان الذى اضطرها لإزاله الرحم.
أحبت أمجد كثيرا واعتبرته ابنها الذى لم تنجبه ... كانت تشعر بأمومتها عندما كانت تغدقه بحبها وحنانها ... لم تتوقع يوما أن يكون لديها ابن وهذا الابن ليس سوى ممدوح عدو أمجد ... خدعها توفيق عندما اتفق مع الطبيب وأخبرها أنها أنجبت فتاه وماټت مباشرة بعد ولادتها ... الآن فهمت لماذا يكره ممدوح أمجد لهذه الدرجه فهو يعتقد أنها تخلت عنه وتركته من أجل أمجد ... تذكرت عندما سألته لماذا يكره أمجد وأخبرها أن إجابه سؤالها سهله للغايه ... أمسكت بالمزهريه وحطمتها وهى تصرخ
ليه موجهتنيش يا ممدوح ليه مقولتليش أنك ابنى
كيف كانت عمياء لهذه الدرجه كيف لم تعرف ابنها عندما رأته من قبل
لعنك الله يا توفيق أنت و هذا الطبيب الذى خدعتنى بمساعدته ... الآن فقط استيقظ ضمير هذا الطبيب وقرر اخبارها بالحقيقه وهو على فراش المۏت ... يريدها أن تسامحه بهذه البساطه بعدما حرمت من طفلها بسببه.
دلف أمجد الذى حضر للتو إلى غرفتها بعدما اتصلت به الخادمه وأخبرته أن عمته تبكي بإنهيار وتكسر كل ما فى غرفتها ... اقترب منها بحذر واحتضانها مربتا على كتفها ... اسكانت قليلا فى أحضانه ... أحضر لها أمجد ابريق الماء لترتشف القليل منه وهى تبكى
أنا اتخدعت يا أمجد ... طول عمرى كنت مفكره أنى
متابعة القراءة