نعيمي وجحيمها
تسأل أي حد أمي لكنها اتفاجأت بشوية شباب بيضربوا واحد وبيعدموه العافية مع الفاظ وكلام قبيح أمي اتخضت أوي بعد ما عرفت انها منطقة خطړ فرجعت بيا تدخلني لشارع التاني بس للأسف كان مقفول وكأنه مقلب ژبالة
ردد مقاطعها باستفسار
مقلب ژبالة ازاي يعني
أجابته زهرة لتكمل سردها
يعني شارع مهجور وناس الحتة جعلته لرمي زبالتها المهم إن أمي لما لقت كدة وقفت بيا شوية ونبهت عليا ماطلعش صوت في انتظار الناس البلطجية دول مايمشوا وانا من الخۏف فضلت ساكتة مستخبية ومتبتة فيها لحد اما شوفته تعبان كبير وجلده بيلمع في الضلمة همست پخوف وانا بنتفض انبه أمي اللي أول ماشفته رفعتني وشالتني على إيديها خوفا عليا
تهدجت انفاسها وكأن الباقي ثقيل على لسانها فشجعها جاسر
قولي يازهرة وكملي .
تنفست بعمق تستعيد تماسكها قليلا ثم قالت
أمي كانت مابين نارين يااما تصرخ وتجيب البلطجية ينقذوها من التعبان وساعتها تقع في إيديهم هما يا اما تدافع وتحاول مع نفسها وهي شايلاني على إيديها عشان تحميني منه بخشبة كبيرة كانت بټضرب فيه لكنه كان قوي ونفد من الضړب يستخبى في كوم الژبالة افتكرته أمي مشي وراح مكانتش عاملة حساب انه هايلدغها في ضهر رجلها......
توقفت لتبكي مستعيدة مشهد والدتها التي تغضن وجهها بالألم وهي تتمسك بها بكل قوتها حتى لا تنزلق منها ويصيبها الغادر هي أيضا فكل همها تركز في هذه اللحظة بحماية ابنتها ترجف من هول ما تشعر به من ألم ويزداد تشبثها بابنتها وحينما شعرت بذهاب الرجال ركضت بعرج قدمها المصاپة حتى وصلت على اول طريق عام لتقع بابنتها التي شهدت على اخر لحظات احتضار والدتها داخل أحضانها ولم تشعر بالبشر التي الټفت حولهم وكلمات الأسى وهم يتفحصون المرأة التي سلمت روحها اخيرا بعد ان اطمأنت على ابنتها .
عادت ترتجف بتذكرها ماحدث وجاسر الذي تهاوت من داخله كل قوته أصابه الزعر أيضا وهو يتخيل المشهد أمامه ورؤيتها طفلة تتعرض لهذا الړعب لتفقد بعدها أعز مالديها شدد عليها بين ذراعيه وأصابته عدوى الإرتجاف هو الاخر ولكنه كان تأثرا وانفعالا بما حدث لها يوزع قبلاته على رأسها وما يصل إليه من وجهها حتى اذا هدأ قليلا سألها
محدش خدك لدكتور يشوف حالتك دي .
خالي طبعا لف بيا ع الدكاتره كتير أوي بعدها عشان ساعتها كنت فاقدة النطق بس بعد محاولاته المستمرة معايا هو وستي ربنا فك عقدة لساني ربنا مايحرمني منهم يارب.
أمم خلفها من قلبه وتابعت هي
الکابوس دا في الأول مكانش بيفارقني والصورة في دماغي ليل ونهار لكن بعد كدة بقيت اندمج في الدراسة والحياة وشوية شوية بقى يروح من دماغي حتى انه مابقاش يجيني غير لما ازعل قوي أو اضايق.
استدرك منتبها على عبارتها الاخيرة ليخرجها من حضنه فجأة ويتطلع إليها عاقدا حاجبيه بشدة يسألها
يعني الليلادي نمت وانت زعلانة يا زهرة طب ليه وايه اللي يوصلك لكدة
أسبلت أهدابها تحاول الهرب بعيناها عنه ولكنه لم يستسلم ورفع وجهها إليه يحاصرها بعينيه قائلا بحدة
قولي يازهرة عشان انا مش هسيبك من غير ما ترودي النهاردة وتريحني.
أمام إلحاحه اضطرت صاغرة للرد فسألته مباشرة
انت ممكن تخوني ياجاسر
إيه
تفوه بها مندهشا ليتابع بسؤاله
انت إيه اللي حط الفكرة دي في دماغك مين اللي قالك يابنتي إن ممكن اعمل حاجة زي دي أصلا
لعقت شفتيها لتجيبه بتوتر
بصراحة بقى البنت دي اللي.. كانت بتلاغيك قدامنا كلنا في قاعة الفندق سمعتها وانا رايحة الحمام كانت بتتكلم عن ليلة قضتها معاك هي كلامها صح ياجاسر
استمع منها ثم أشاح بوجهه عنها يزفر بضيق وتابعت بالسؤال مرة أخرى بإلحاح رغم تنامي شعورها بصدق الفتاة والذي أكده هو بقوله
حصل فعلا يازهرة بس الموضوع دا عدى عليه كتير اوي يجي أكتر من سنة يعني قبل ما اشوفك ولا اعرفك حتى.
تطلعت إليه قائلة پصدمة
بس خونت مراتك ياجاسر يعني ممكن تخوني انا كما....
قطع جملتها بوضع كفه عل فمها
بس بقى ماتكمليش وافهمي ميريهان غيرك انت خالص يعني هي اخونها وتستحق الخېانة كمان لكن انت لو خنتك أبقى بخون نفسي علاقتي مع البنت دي تمت في ليلة وانتهت في نفس ليلة زي ماعملت مع غيرها كتير دي كانت فترة صعبة في حياتي وانا حرمت بعدها وزهدت في كل الستات لحد ماشوفتك وروحي رجعتلي من تاني انا يوم ما هأذيكي يازهرة روحي هاتتأذي قبلك فهمتي بقى.
وصلها صدق حديث عينيه مع ما تفوهت بها شفتيه لينبت بقلبها الراحة والاطمئنان همت لتريحه هو الاخر ولكن غليها فضول النساء لتسأله
طب انت شوفتها ولاعرفتها فين
اعتلت شفتيه ابتسامة متسلية
وانت عايزة تعرفي ليه
اضطربت تجيبه وهي تتلاعب بقماش مئزرها تقول
يعني ياجاسر اهو عايزة اعرف وخلاص.
جذبها لتعود لمسكنها بداخل أحضانه وأجاب
ياستي شوفتها في نايت كلاب وامبارح اتفاجأت بوضعها داخل فندق كبير زي ده بس انا متأكد من أخلاق مصطفى لكن اللي زي دي ما تغلبش أكيد لافت على مسؤل مهم في الفندق .
استغفر الله العظيم يارب ماتقولش كدة مش يمكن وصلت بمجهودها
اطلق ضحكة مجلجلة في قلب السكون يقول مقهقها بشقاوة
مجهودها اه! عارفه انا مجهودها ده.
فهمت مغزى كلماته فلكزته على ذراعه تنهره بعضب
بطل بقى قلة أدب.
استمر بضحكاته يشاكسها بقوله
من عيوني ياقلبي هابطل أدب هههههه.
مع بزوغ الصباح وانتشار الخيوط الذهبية حولهم تململت في طريقها للإستيقاظ حتى فتحت أجفانها لترفع الغطاء من عليها وارتفعت رأسها عنه لتعي على وضعها نائمة بين ذراعيه في تراس المنزل
المكشوف اعتدلت بجذعها جواره بحرج رغم أمانها بصعوبة التلصص من أي أحد ما ورؤيتهم.
تحمحمت تجلي حلقها لتوقظه من سبات نومه العميق
جاسر ياجاسر .
زام بصوته معترضا لينقلب على جانبه الاخر فاستمرت هي بمحاولتها
ياجاسر ياجاسر قوم بقى احنا بيننا اتأخرنا قوي في نومتنا ياجاسر ياجاسر.
عايزة إيه يازهرة
صدرت منه بحشرجة خشنة قابلتها بقبلة رقيقة على وجنته جعلته يستفيق على الفور ويعتدل بنومته على ظهره لتواجه عيناه عيناها وابتسامة مشرقة منها وهي تشرف عليه من علو
صباح الخير.
بادلها بابتسامة ليقربها منه يرد إليها هديتها مردفا براحة
صباح الجمال.
استقامت لتبتعد عنه ولكنه منعها بتشبثه بها وقوله
إيه بس رايحة فين هو لحقنا نصبح
لكزته بقبضة خفيفة على ذراعه تدعي الحزم
كفاية بقى احنا اتأخرنا بجد والله ع الشغل.
ليه هي الساعة كام دلوقت
سألها وعيناه تتلفت حولها فاستغلت إنشغاله لتفلت نفسها منه وتنهض من جواره تدعوه بجدية
ياللا قوم بقى وبلاش كسل انا هاسبقك عشان اللبس هدومي وانت حصلني.
نظر في أثرها قليلا وهم ليعاود النوم مرة أخرى ولكنها أجفلته بندائها
قوم ياجاسر بقى بقولك اتأخرنا.
ولجت لداخل غرفتها وانتبهت على دوي صوت ورود مكالمة على هاتفها توقفت قبل أن تصل الى الهاتف لتتناوله وترى جهة المتصل لتفاجأ بكم اتصالات هائلة من عدة أشخاص أكثرهم كانت كامليليا والتي عاودت المحاولة مرة وفتحت زهرة لترد عليها بقلق
الوو. ياكاميليا إيه اللي حصل للمكالمات دي كلها
وصلها هتاف الأخرى
انت اللي بتسألي برضوا يا زهرة دا انا من الصبح عمالة اتصل يجي مية مرة وانت مافيش مرة تتفضلي وتردي غير دلوقت
قالت زهرة بدهشة يشوبها القلق
ايوة يابنتي ما انا كنت نايمة