سند الكبير ل شيماء سعيد
المحتويات
أرادت أن يفقد الوعي ليس أكثر حركت رأسها عدة مرات تنفي ما يقوله إلا أنه ثبت وجهها بضغط كفه على عنقها مردفا
_ عايزك تخافي يا دكتورة وعد عشان اللي جاي ڼار لازم تنطفي بحړق حد خافي
تركها ثم اتجه الي باب الغرفة ملقيا عليها نظرة أخيرة قبل أن يخرج من الغرفة قائلا
_ بعد ساعة هييجي المأذون يطلقك من حبيب القلب و في نفس اللحظة هنتجوز البكر مالهاش عدة يا دكتورة ممنوع تخرجي من الأوضة إلا بأمر من سند الكبير لو عايزة التاني يخرج من هنا فيه نفس.
انتهى من ترتيب ملابسه و أخذ بعدها حمام دافيء يريح به أعصابه منذ أول خطوة له بتلك الشقة و رأسه تكاد ټنفجر صداع حاد لا يعرف له سبب
بدل ملابسه ثم قرر بها التجول بالحديقة بهذا الجو الهادئ لعل الهواء النقي يريح أعصابه المكان رائع و السماء صافية جلس بجوار أحد الزهور متأملا ما حوله..
اتسعت عيناه بذهول من تعلق يدها بذراعه بطفولية و عينيها غارقة بالدموع ابتلع ريقه متوترا من حركة كفها الصغير على ذراعه هامسة بنبرة لعبت على أوتار روحه
_ عروستي راحت مني و أنا مش عارفة هي فين عايزاها و بدور عليها من كتير أوي همت الصغيرة راحت مني
_ اهدي يا آنسة و قوليلي أنت تبقى بنت مين هنا أو أقدر أساعدك بإيه
زاد تعلقها به أكثر رغم محاولته في الإبتعاد عنها مردفة من بين شهقاتها
_ عايزة عروستي همت الصغننة
_ طيب أهدى و بطلي عياط يا صغيرة أنتي إيه رأيك تمسحي دموعك الحلوة زيك دي عشان تبقى بنت شاطرة و تقومي معايا ندور على همت الصغيرة
ابتعدت عنه تنظر إليه ببراءة شديدة ظلت صامتة مترددة لعدة ثواني تفكر بحديثه ثم ابتسمت باتساع متحمسة قبل أن ترفع يديها تزيل بهما بقايا دموعها قائلة
قام معها بقلة حيلة انبهاره بها تحول إلى حالة كبيرة من الشفقة يسأل لماذا فتاة مثل الوردة الجوري تبقى هكذا!.. تعلقت بيده مرة أخرى و يا ليتها لم تفعل انتفض من تلك الرجفة التي أصابت جسدها و جسده
ساعة و نصف يبحث معها على تلك الدمية بلا فائدة بدأت تفقد الأمل و عادت للبكاء قائلة
بالفعل هو عاجز على التعامل معها حرك يده على رأسها مردفا بهدوء
_ اهدي ممكن أجبلك واحدة جديدة خالص
حركت رأسها نافية بقوة و بدأت تدلف بحالة من الاڼهيار الكلي صاړخة
_ لا لا لا أنا مش عايزة غيرها أنا عايزة همت الصغيرة بس
علا صريخها أتى الحرس الذي وجد نفسه في دقيقة واحدة محصور بينهم و اسود العالم من حوله و آخر ما وصل إلى أذنيه صوتها فقط.
هل قټلت روح! سبب هروبها أنها رأته ېقتل هل أصبحت مثله! جلست على الفراش و جميع أنحاء جسدها مڼهارة أزرق من الثلج المحيط به أغلقت عينيها ټلعن تلك اللحظة التي جعلها الحظ تسقط بين يديه
فلاش باااااااك.
بأحد الأماكن البسيطة على النيل نظرت وعد إلى صديقتها صافية بعدم استيعاب قائلة
_ يعني ايه يا صافية كلامك ده عايزاني أروح أشتغل في كفر عند واحد رافض شغل الستات ده كلام!
حدقت بها صافية لعدة لحظات لا تعرف كيف تقنعها و هي نفسها غير مقتنعة و لكن ما باليد حيلة أخذت نفس عميق قبل أن تجيبها بهدوء
_ و أنا أعمل فيكي ايه يعني روحتي ضړبتي الدكتور خالد زميلنا و اترفدتي من المستشفى و مفيش مستشفى راضية بيكي دلوقتي كله منك و من لسانك و أيدك وعد أنتي مش بس هتروحي كفر عتمان الكبير أنتي كمان تنسى خالص موضوع إنك ست ده
حركت رأسها بفهم مفتوح تريد منها الفهم بشكل أكبر لتكمل الأخرى حديثها بتوتر
_ هتروحي على إنك راجل زي فيلم للرجال فقط كل حاجة هتكون جاهزة تعملي نفسك راجل و تشتغلي دكتورة للرجالة اللي شغالة معاه زي الطوارق كدة لحد ما.
قاطعتها وعد بسخرية
_ لحد ما إيه!.. يعرف و أروح أنا في داهية مش كدة أنا مستحيل أقبل بالجنان ده.
بعد مرور أسبوع واحد كانت تنظر إلى هيئتها في المرايا اليوم أول يوم لها تحت مسمى الطبيب شاكر ابتسمت على حالها بسخرية بالفعل مظهرها كوميدي و ربما مكشوف أمام الأحمق شارب كبير خصلات رجولية مستعارة واضحة مثل الشمس و فوق كل هذا و ذاك حواجب مثل فرشة الأسنان بالإضافة إلى ذقن تصل إلى مقدمة صدرها
خرجت من الغرفة لتجد صديقتها تكاد ټنفجر من الضحك قائلة بصعوبة من بين ضحكاتها
_ بجد يا وعد شكلك مسخرة أنا مش قادرة أخد نفسي من شكلك بس كدة زي الفل يا بت مش باين أي حاجة من ملامحك باقي بس صوتك حاولي يبقى خشن بلاش سهوكة بدل ما تشرفي على الأسفلت
رفعت حاجبها ساخرة قبل أن تحمل حقيبتها مردفة و هي تتجه إلى باب المنزل
_ دمك زي الزفت مش خفيف خالص على فكرة يلا قدامي خليني ألحق القطر و اغور في ستين داهية من وشك
أربع ساعات مروا عليها مثل الأعوام قلبها يحثها على العودة إلى بيتها تنعم هناك بالأمان و الدفيء و عقلها يأمرها بتكملة هذا الطريق الذي بدأته لتأتي بالمال فحتى بيتها الدافيء لا تستطع العيش به دون مال
نظرت إلى المكان حولها بتوتر من أول خطوة لها بهذا الكفر سؤال واحد يدور برأسها أين نساء هذا المكان!.. اقتربت من أحد الرجال قائلة بنبرة حاولت أن تجعلها رجولية بقدر المستطاع
_ فين بيت سند الكبير لو سمحت!
انتفض الرجل من مكانه قائلا
_ بيت سي سند عايزه ليه يا أخ
_ أنا الدكتور الجديد و محتاج العنوان مش أكتر اهدى حضرتك متوتر ليه!
سار الرجل أمامها مردفا بړعب
_ أنت الحكيم الجديد الله يكون في عونك يلا أوصلك على أول شارع البيت الكبير و كمل أنت ممنوع حد من أهل الكفر يدخل شارع البيت الكبير
بعد هذا الحديث تمنت لو بقدرتها العودة و كأن شيئا لم يحدث تركها الرجل على أول هذا الشارع الطويل لتبدا رحلتها لهذا المنزل شعرت ببعض الأمان مع سماعها إلى أذان العشاء تؤكد لنفسها أن الله
متابعة القراءة