سند الكبير ل شيماء سعيد
المحتويات
بسند الكبير كان يقف يباشر العمال و بجواره رجله الأمين فاخر أشار بيده لأحد العمال قائلا
_ ماله ده يا فاخر كأنه شغال ڠصب عنه و أول مرة أشوفه هنا..
أجابه فاخر بتوتر
_ ده أبو الولد جعفر بيشتغل في الأرض هنا مكان ابنه لحد ما ابنه يخف من الزفت اللي بقى بيشربه
صمت فاخر فجأة مع أخذه لتلك اللكمة القوية التي أسقطته أرضا لم يقدر على رفع عينه بسيده الذي تحدث پغضب
_ يا باشا أنا
قاطعه بلكمة أقوى من قبلها مردفا بأمر
_ غور من قدامي لو عايز تفضل عايش الباقي من عمرك
اقترب من العجوز الذي يحاول رفع الصناديق من الأرض ليأخذهم منه مردفا
_ أقعد ارتاح و بعدها روح بيتك مرتب ابنك و تمن علاجه لحد ما يرجع زي الأول عليا أنا و حسابك على الكذبة دي أنت و هو بعدين لما تقف على رجليك أتحرك.
_ إياك تسيبها تخرج و أنا جاي
بالبيت الكبير
وقفت أمام الغفير پغضب صاړخة
_ أنت عايز تمنعني من الخروج مين أمرك بكدة
_ أنا اللي امرته بكدة يا وعد روح أنت يا عوض
بخطوات ثابتة أخذ يقترب منها لتشعر بتوتر غريب و تعود للخلف بشكل تلقائي رفعت أحد أصابعها تشير إليه بتحذير بعدم الاقتراب رفع حاجبه بنصف إبتسامة و تقدم منها أكثر حتى أصبح بينهما خطوة واحدة
همس إليها بجملة بسيطة
_ أعمل فيكي ايه!
رغم بساطة ما قاله إلا أنها اعتبرت هذا ټهديد صريح يحاول بشتى الطرق فرض سيطرته عليها و محو شخصيتها استفزازها لأقصى درجة لتحاول إزالة يده بعيدا عنها قائلة بحنق
ببرود ضغط على كفها أكثر ثم قال
_ تهربي من سند الكبير طب ازاي! لأ مش خاېف تهربي بس عايز أعرف الحلوة رايحة فين في الكفر بلبس العوالم ده من غير إذن.
جزت على أسنانها تخفي ألمها مجيبة عليه بسخرية
_ آخد إذنك ليه أنا بس شغالة هنا يا سند بيه و خارجة أتفسح عشان هبدأ شغل من الصبح بالمجان لكل الكفر و أبقى آخد المرتب منك يا أبو الواجب يا إبن الأصول
_ ماشي يا وعد طلباتك أوامر اشتغلي مجاني و مرتبك عليا أنا أهم حاجة عندي راحتك
حركت وجهها بنفس السخرية قائلة و هي تبتعد عنه بعدما حرر يدها
_ أنا لا باخد منك الإذن و لا بأطلب منك ده قراري و بس برضاك أو ڠصب عنك هعمله.
أستغفروا لعلها تكون هذه ساعة استجابة
الفصل الثامن
بعد مرور شهر
بالوحدة الصحية..
تعينت وعد بالوحدة الصحية بمساعدة سند أزالت نظارتها الطبية بعدما كتبت الدواء لأحد الأشخاص دلفت إليها الممرضة و هي تحمل صينية عليها ما لذ و طاب حدقت بها وعد متعجبة ثم قالت
_ إيه ده يا سناء!
ابتسمت إليها الأخرى بمحبة ثم وضعت الصينية على المكتب مزيلة عنها الغطاء ليظهر الفطير اللذيذ مع العسل الأسود و طبق كبير من فاكهة أشارت إلى الفطير مردفة
_ ده فطار يا دكتورة من عند ست الحبايب أمي قولت لازم تدوقي الفطير الفلاحي الأصيل يلا مدى أيدك عشان يكون بنا عيش و ملح
أومات بابتسامة متحمسة و بدأت بتذوق الطعام راحة نفسية عجيبة و رائحة المحبة بدون مقابل سناء فتاة بسيطة منذ أول لقاء معها و هي تحبها تتعامل و كأنها تعرفها و تربوا سويا أخذت نفسها بعد بضعة لقيمات ثم أردفت
_ الحمد لله شبعت قولي لوالدتك إن الأكل تحفة تسلم ايديها احنا كدة خلاص أمشى و الا في حالات تانية
ردت سناء و هي تكمل طعامها
_ لأ إحنا كدة الحمد لله خلصنا دلوقتي الإستقبال بتاع الطوارئ فتح نمشي إحنا بقى..
أومأت وعد بهدوء و قامت لترتب ملابسها و مكياجها قبل العودة للبيت الكبير تذكرت سند لم تراه منذ آخر حديث بينهما و لا تعلم أين هو حاولت كثيرا سؤال السيدة حكمت عنه إلا أنها فضلت الصمت بآخر لحظة سمعت حديث سناء خلفها الذي جعل الفضول يأخذ حيز كبير برأسها
_ سي سند بيه هيرجع النهاردة و الكفر كله هيعمل له حفلة كبيرة تروحي ليه خليكي معانا على أول الكفر عشان كلنا نستقبله..
وقفت مكانها لعدة لحظات بدقات قلب متعالية ستراه اليوم و تأخذ جرعتها المميزة من رائحة عطره قشعريرة لذيذة أصابتها لتعود الي مقعدها غير متحكمة بجسدها اسمه بمفرده ينير بداخلها نيران الإشتياق التي تحاول محاربتها بقدر المستطاع..
بللت شفتيها قائلة بتوتر
_ هو سند أقصد الكبير جاي النهاردة أقصد يعني هو كان مسافر فين أقصد يعني كان مسافر!..
تعجبت سناء من هذا الارتباك الواضح عليها لتقول بهدوء
_ بقى أنتي عايشة في البيت الكبير و مش عارفة صاحبه مسافر و الا لأ!
ظهر الضيق على ملامح وعد هي بالفعل تقطن بجناحه طوال هذا الشهر و لا تعلم أين هو من حال الأصل لا يهمها وجوده من عدمه أكملت سناء حديثها
_ سي سند بيه بيروح القاهرة كل فترة يقعد هناك شهر أو أقل في ناس بتقول عشان شغله هناك و في ناس بتقول و الله أعلم له بيت تاني هناك و بيروح يشوف الجماعة بتاعته
توقف عقلها عند كلمة بيت آخر هل هذا اللعېن متزوج بالقاهرة و يلعب بها هنا!.. لا يكفي أنها متحملة فكرة زواجه أكثر من مرة قبل أن يتعرف عليها نغزة قوية بقلبها جعلتها تضع كفها عليه تريد منه الصمود و من عينيها عدم البكاء.
ضغطت على شفتيها بقوة قبل أن تسأل بملامح لا تبشر بالخير
_ محدش يعرف طلق أكتر من مرة قبل كدة ليه يا سناء
أومأت إليها سناء ببعض الحزن قائلة .
_ عشان العيال يا دكتورة مفيش و لا واحدة من حريم سي سند شالت الكبير الجديد و هو مكنش صبور بصراحة سنة بالكتير و يطلق و يجيب غيرها بس بعد الجوازة الأخيرة فضل من غير جواز زي سنتين أهو
سألتها من جديد
_ طيب ليه قعد سنتين هو مش عايز عيال زي ما بتقولي
قبل أن تجيب الأخرى انتفضت من مكانها بحماس مع وصول الطلقات الڼارية المحتفلة بعودة سند الكبير أخذت وعد من يدها قائلة
_ يلا يا دكتورة دي بتبقى حفلة حلوة أوي
على أول الكفر دلفت
متابعة القراءة