رواية بقلم فريدة الحلواني
المحتويات
خالص يابني
رد عليها بطيبه و ادب جم لا يا حاجه ابويا و امي الله يرحمهم و ليا اخت واحده متجوزه و عايشه مع جوزها في السعوديه و انا جيت هنا لعم الشيخ امام عشان كان بينا تواصل متقطعش و انا مسافر وهو الي اقترح عليا ان اسكن هنا
ليلي بس يابني
صالح انا مش هضغط عليكي بس احب اقولك اطمني انا واحد حافظ كتاب الله و مقدرش اغضبه و حضرتك مش هتحسي بيا ابدا و الله
ليلي خلاص توكلنا علي الله بس هي فاضيه مافيهاش عفش و لا حاجه
صالح لو ممكن اشوفها و بعدها هنزل اشتري الي هحتاجه
جائت صغيرته بصينيه موضوع فوقها اربع اكواب من الشاي بدات توزعهم علي الجالسين و حينما جاء دوره رفعت عيناها له لتتاكد مما قرأته سابقا و لكن
امام الحمد لله انه موقعش عليك يا باا ااا يا باش مهندس
لحق حاله بعدما نظر اليه صالح نظره ارعبته
صعدو جميعا للاعلي حتي يري تلك الشقه الصغيره التي ترك قصره المهيب و جاء ليسكنها فقط ليكون جوارها
رد عليها بتواضع و لا يهمك يا حاجه انا هديلها وش دهان هتبقي زي الفل
فوزيه و هتعرف يابني
ابتسم لها و قال مفيش حاجه مبعرفش اعملها الحمد لله
اما عند ليلتنا الشارده فقد انتفضت بعدما قالت مروه بصړاخ لييييييله
مروه انتي الي في ايه عماله اكلمك و انتي مش معايه خالص
ليله معلش سرحت شويه كنتي بتقولي ايه
مروه بقولك شوفتي المز الي امك هتسكنه معانه عشان يتغرغر بينا الواحد يقاومه ازاي ده ههههههه
ابتسمت ليله و لم ترد
فقالت لها مروه بجديه و قلق مالك يا لولو انتي مش طبيعيه من ساعه ما شوفتي الجدع ده لو مكنتش عارفه عنك كل حاجه كنت قولت انك تعرفيه
مروه برغم اني عارفه انك شطره في قرايه العيون بس يمكن بيتهيئلك
ردت عليها بشرود مش عارفه بس احساسي بيقولي ان الجدع ده مش مجرد حد جاي يسكن عندنا و خلاص
استغربت مروه مما سمعت و لكنها قالت لتشتتها عما هي فيه كبري دماغك يعني هيكون ايه الواد شكله ابن ناس و محترم و انتي كده و لا كده مش هيبقي ليكي اي علاقه بيه
ذهب الي معرض لبيع الاثاث المتواضع نوعا ما بالنسبه له و انتقي منه فراشا صغيرا بجميع مستلزماته و اختار معه اريكه مريحه و معها مقعدان و اشتري ايضا مبرد صغير مع بوتجاز صغير ايضا مع بعض الاكواب و الاطباق و ما سيحتاجه لطهي الاطعمه الخفيفه
بعدها اشتري علبتان من الدهان الابيض و الازرق ثم عاد سريعا الي هناك و صعد الي السطح دون ان يمر عليهم
وقف وسط الغرفه البسيطه بعد ان ارتدي شورت واسع يصل لركبتيه و من فوقه فانله رياضيه بحمالتان عريضتان ثم وضع يده فوق خسره وهو ينظر حوله بنزق و لا يعرف من اين سيبدأ سب سبه نابيه و قال هشتغل بوهيجي و هسكن في عشه فوق السطوح و كل ده عشان خاطر حتته عيله قطع حديثه لحاله رنين هاتفه و ما ان نظر اليه وجد عمه فقام بالرد عليه و سمعه يقول بلهفه ها يا صالح عملت ايه طمني شوفتها وافقت تسكنك عندها مشكتش فيك
تركه يخرج
ما في جعبته و لم يرد حتي استغرب شريف من صمته فقال انت معايه
صالح مستني تخلص الموشح بتاعك عشان ارد مره واحده
شريف بغيظ ياخي ملعۏن ابو الي رباك
اطلق ضحكه رجوليه صاخبه و قال اعملك ايه انت قاعد في التكييف و سايبني واقف اتسلق فالحر لا و كمان هدهن اللي مفروض انها شقه و انا حمام جناحي اكبر منها
شريف كل ده علي قلبك زي العسل يابن اخويا ادام هتبقي جنب حبيبه القلب بعد ان تذكر انها ابنته اكمل بتحزير غاضب بس عارف يا واد انت لو دايقتها و لا لمست شعره منها هقطع خبرك
ابتسم بحب و كأنه يراه ثم قال حد يأذي روحه يا عمي عالعموم اطمن كل حاجه مشيت زي ما خططنا ليها بالظبط و انا حاليا بدهن الشقه قبل ما العفش الي اشتريته يوصل علي بالليل لسه فاضل حكايه الورشه
شريف عارف برغم اننا اتفقنا سوي علي كل حاجه بس لحد دلوقت مش قادر اتخيل انك هتعيش فوق السطوح و هتشتغل ميكانيكي كل ده عشان خاطرها
رد عليه بجديه و عشان خاطرك انت يا عمي قبلها عشان ارجعلك حياتك الي اتسرقت منك و احاول ارد جزء من جمايلك عليا لولاك انا مكنتش وصلت لاي حاجه مالي انا فيها
رد عليه بحب انتي ابني انا مش ابن اخويا و ربي يعلم غلاوتك عندي و كنت اتمني ان ابني الي من صلبي يبقي زيك بس اعمل ايه منها لله
جلست رمزيه مع هناء في حديقه القصر يحتسون بعضا من القهوه و كانت الاخيره شارده للغايه فاستغربت رمزيه منها و قالت بعد ان نبهتها لها مالك حالك متشقلب بقالك كام يوم
هناء بحيره مش عارفه اخوكي متغير بقالو فتره
رمزيه هيكون مالو يعني انا شيفاه بيتعامل عادي
هناء لا بتهيألك سرحانه و غيابه بره البيت بيفكرني بايام الزفته الي غارت في داهيه خاېفه يكون شافلو شوفه تانيه
رمزيه و لا تانيه و لا تالته هو بس عشان متخانق مع ابنك
نظرت لها بانتباه و قالت امتي الكلام ده حصل و مين قالك
ردت عليها بتفاخر حكيم الي قالي انتي عارفه انه مش بيخبي عليا حاجه ابدا
ردت عليها هناء باستهزاء اااااه عارفاه طول عمره ابن امه
ڠضبت رمزيه
و قالت و مالو لما يكون ابن امه مش انا الي ربيته و تعبت فيه بعد ما ابوه الواطي رماني و راح للزباله الي شبهه
هناء و انتي بدل ما تعاقبي رافت جوزك عاقبتي ابنه لما خلتيه ملوش شخصيه و ماشي وراكي زي ضلك كل ده عشان تبعديه عن ابوه
رمزيه بقوه ميهمنيش راي حد ادام انا واثقه ان ابني راجل و ميعبهوش ابدا انه متعلق بيه خليكي في ابنك الي متعرفيش عنه حاجه
تمددت بجانب جدتها الحبيبه بعد ان وضعت راسها فوق ساقها لتداعب شعرها كما تحب و هي شارده فيما قالته لها تلك الخبيثه و التي تعتقد انها صديقه مخلصه لها
شعرت بها جدتها فسالتها بحنان مالك يا ريمو
تنهدت بهم و قالت مش عارفه يا تيته حاسه اني مخنوقه و مش لاقيه بر ارسي عليه
اخذت تغرس اصابعها داخل شعرها الحريري و هي تقول بحكمه لسه بدري عليكي يا حبيبه تيتا عالحيره الي انتي فيها دي احكيلي ايه الي محيرك و انا اقولك عالصح مش احنا صحاب
ردت عليها بطيبه طبعا يا تيتا انا بحب اتكلم معاكي اوي بس حاسه اني مش هعرف اوصفلك الي جوايه
شعرت بها تلك العجوز بحكم
خبرتها الكبيره و علمت ان ما يؤرق مضجع حفيدتها هو قلبها الاخضر و الذي من الواضح ان احدهم قد القي به بزور الحب و لكنه لم يرويها بحنانه و لم يعتني بها باهتمامه
الجده قلبك دق يا رميساء
انتفضت الصغيره و نظرت لجدتها پخوف ثم قالت ااا ااايه الي بتقوليه ده يا تيتا
قرصتها من وجنتها الحمراء برفق و قالت بقول الي شيفاه جوه عينك يا قلب تيتا
رفضت الافصاح و قررت الهروب فقالت بمزاح زائف انتي بس عشان بتحبي جدو فاكره كل الناس شبهك يا خلبوصه يلا انا هروح اذاكر شويه بقي اعقبت قولها بوضع قبله رقيقه فوق وجنت جدتها و ذهبت سريعا حتي لا تكشف تلك العجوز الماكره امرها
ابتسمت الجده بحنان و قالت و هي تنظر لصوره ابنها الراحل بنتك كبرت يا فؤاد اخر العنقود بقت عروسه حلوه و قلبها دق بس يا تري راح للي يستاهلو و لا مش هتاخد من الحب غير عڈابه
في غضون بضع ساعات قد انهي دهان تلك الشقه الصغيره بعد ان جعلها مزيج من اللون الابيض و الازرق فاصبح شكلها مبهر حقا و قد اشتري اغلي انواع الدهان و الذي يجف بعد مرور ساعه من وضعه علي الحائط و ها هو يقف خلف السور ېدخن سېجاره العادي بعد ان تخلي عن النوع الفاخر الذي كان يفضله
سمع صوت اقدام تصعد فوق الدرجات المؤديه اليه و حينما الټفت وجد ليلي تتجه له و هي تحمل صينيه كبيره مليئه بالاطعمه وضعتها فوق منضده موضوعه في احد الجوانب و قالت دي لوقمه كده علي ما قوسم
نظر صالح للطعام بجوع ثم مد يده و التقط بعضا من اصابع ورق العنب المحشي و بعد ان ابتلعها قال تسلم ايدك يا ست ليلي انا فعلا كنت جعان بس مقدرتش انزل اجيب اكل عشان الناس الي جايبه العفش جايين في السكه بس انا كده تعبتك معايه مكنش له لزوم
ردت عليه بابتسامه بشوشه مفيش تعب و لا حاجه ده واجب علينا و الله كان نفسي اعملك اكل مخصوص عشان ارحب بيك بس بنتي الله يسامحها بقي بتعشق ورق العنب كل يومين تخليني اعملو لحد ما زهقت فاتعلمتو هي و بقت كل شويه تعمله هي
نظر له بعين تلمع بالعشق و قال معقول هي الي عملاه دي علي كده ست بيت شاطره و الله طعمه يجنن
ضحكت باحتشام و قالت لا متخودش قلم فيها ده هو محشي ورق العنب و البانيه و البشاميل عشان بتحبهم اتعلمتهم غير كده ايدك منها و الارض
ابتسم لها بعشقا خالص وهو يقول ربنا يخليهالك ثم اكمل بداخله و يخليهالي ياااارب
تفحصت الشقه بانبهار
متابعة القراءة