غيبات تمر بقلم مروه البطراوي
المحتويات
وجهها لينهض من مكانه متوجها نحوها فتتركه وتدلف غرفة الملابس ليصيح بصوته قائلا لا بقى لو هترجعي علشان تبقى خرسه وتكلميني قدام الناس وبس يبقى ملعۏنة دي رجعة ايه أنت هتذليني.
ثم تعالى بصوته قائلا علشان عارفة اني بحبك وهتجنن عليكي.
عضت ريحانة على شفتيها وهمست قائلة بحبك قولها تاني وهتجنن ربنا يزيدك جنان كمان وكمان أنا أستاهل وربنا أنا بس اللي مكنتش حاسة بقيمتي.
زمان أنا قدامك أهو لكن الخرس ده مش هقدر أستحمل فهماني.
ثم هزها بين يديه قائلا سكوتك هيموتني.
وبعد ثورته و استماعها إلى ثورته جيدا وهي تتابعه بشغف. رمت نفسها في أحضانه وهو قلق من ذلك التقدم الغير متوقع. يعلم ريحانة جيدا لا يجدي معها غضبه تعاند ولا تقترب وبدون تفكير منها كانت مثل المسحورة من تلك الكلمة التي أصابتها بالعشق له اقتربت منه وقبلته من شفتيه وضحت له بها جيدا أنها هي الأخرى تعشقه ولكنه كان متجمدا من فعلتها المفاجئة.
أنقذها من براثن زاهر وسيفعل كل ما بوسعه ليخلصها من براثن قصي أما شذى عندما علم منها أن الذي فعل بها ذلك هو مهندس الإنشاءات بعث ليأتي بيه ويركعه أمام خاطر ويعقد قرانها حتى لو يتم الانفصال بعدها بفترة ولكن رفض خاطر هذا الأمر خاصة بعد ما رأى سطوة زيدان عليه فقام بكتابة بمؤخر صداق لا يقدر عليه هذا المهندس إن طلقها إلا إذا طلبت الطلاق بنفسها وبالفعل تزوجت شذى وذهبت مع زوجها إلى منزله وطيلة الطريق لم ينطق ببنت شفه لها نظرت إلى المنزل وجدته جيدا يحمل أثاثا فاخرا فأغمضت عينيها تتذكر عندما طلب منها الزواج وتحججت هي بفقره.
زفر بحنق لتلوي شفتيها بامتعاض قائلة اوعى تقولي انك كنت خاېف من زيدان لأن ساعتها أنت مكنتش بتشتغل عنده.
ألقى يسري بنفسه على الأريكة بتعب بعد ما حدث له من رجال زيدان ليمقتها پغضب قائلا الحمد لله ربنا رزقني ايه يا شذى هي في حاجة بتفضل على حالها ما أنت كمان روحتي اتجوزتي.
علمت أنه لا يعلم سر قصي ليكمل هو بحيرة قائلا ولا أخدك علشان ضامن انك بتخلفي ولا مكنش عايز عيل مش تبعه.
ثم استطرد باستهزاء قائلا عموما أنت غلطتي أساسا مين يرضى ياخد واحدة ابنها من راجل تاني.
تنهدت بتعب وزفرت بقلة حيلة قائلة أنت محسسني انك راجل بجد بس أناهريحك.
فغر فاه وتدلت شفتيه إلى الأسفل قائلا وأنت بقى اللي خلتيه راجل ولما بقى راجل استقوى عليكي يبقى مش راجل.
وتابع پغضب قائلا وبالنسبة بقى لعدم احساسك اني راجل فأنا راجل غصبن عنك.
كشفت شذى أمامه ما بها من چروح وزفرت بحنق قائلة أنت فعلا راجل يا يسري ومش معنى كده اني كويسة أنا ژبالة أوي أه لو يرجع الزمن.
عض على شفتيه بغيظ قائلا أنت قولتيها أنت ژبالة ووضيعة وكفايه انك فاكره مين فينا اللي بدأ وغرر بالتاني أنا كنت موظف غلبان على قد حالي.
أوقفته شذى بحنق قائلة خلاص يا يسري كفايه اللي حصل حصل شوف يا ابن الناس لو عايز تطلقني هبريك من كل حاجة وهطلب الطلاق بنفسي.
واستطردت برجاء قائلة بس مش دلوقتي.
فرك كفيه لا يعلم بما يجيبها ولكن الكلمات انبعث تلقائيا حيث قال مټخافيش أنا مليش نية أطلق دلوقتي. أنت لو مش خاېفة على سمعتك خصوصا بعد اللي حصل ليكي أنا اخاڤ.
ثم صدمها قائلا كفايه أهلي لما يعرفوا.
في البدايه سرت لاهتمامه ولكن سرعان ما التمعت الدموع بمقلتيها عندما حدثها عن أهله فردت قائلة أنا عاوزة أعرفهم إنك غلطت معايا قبل كده وكنت حامل بحفيدهم مش ده من حقهم برضه.
ثم استطردت باستهزاء قائلة على الأقل يعرفوا ابنهم على حقيقته .
انقض عليها ولوى ذراعها قائلا پغضب
مش خاېفة يعرفوا
قد ايه إنك إنسانة واطية. بقى أنا كنت هداري على فضيحتك وهاخدك وأسافر ليهم وأقولهم عروستي واختارتها بنفسي.
كاد أن يخلع ذراعها بين يديه وهو يقول وأنت عايزة تفضحينا.
كاد أن يكسر ذراعها من غضبه ولكن منذ لحظة تعالت شهقاتها علم أنه الأخر مذنب في تلك القصة وعليه أن يهدئ ويدفع ثمن خطأه معها لما لا فهي لم تخطئ وحدها.
تحولا من
حالة التجمد التي حلت بزيدان إلى حالة أطاحت به أصبحت عينيه تلمع كالنجوم خاصة عندما أخرجته من أحضانها وجعلته في مقابلها ينظر إليها وينظر إلى ضحكتها التي اتسعت حتى ظهرت أسنانها مثل اللؤلؤ كأنها ما زالت طفلة بريئة بأسنانها اللبنية التي لم تبدل بعد وما زاد هوسه هو نعومتها وهمساتها أمام شفتيه والذي قټله أكثر هو عينيها يعتقد أنه ما زال بها غيبيات.
من بين همساتها التي أرجفته أنها قالت شفت الموضوع بسيط ازاي انك قلت بحبك زمان قبل ما يحصل حاجة ما بينا عمرك ما قلتها.
واستطردت بوضوح قائلة أه عملت حاجات كتير بس اتمسحت حتى امبارح سبتني أنهار لوحدي ووقفت اتفرجت عليا كنت احضڼي.
اقترب هو الأخر من شفتيها يتحدث بندم قائلا مستعد أكفر عن غلطتي معاكي بأي حاجة تطلبيها مني حتى لو أموت نفسي بس بلاش تسيبيني وتبعدي عني.
ثم تحسس وجهها بوجهه قائلا بكل شوق اعتبري ان اللي فات راح أنا خفت أقرب منك امبارح لتسيبيني تاني فضلت أدعي انك تهدي لحد ما هديتي فعلا.
أغمضت ريحانة عينيها تستمتع باحساس الشوق لديها نحوه ولكن تذكرت شكران فهتفت بخبث قالت بس مفيش حاجة بتتنسي يا زيدان واللي حوالينا هيفضلوا طول عمرهم يفكروني بالمعاناة اللي عانيتها معاكم.
واستطردت بمكر قائلة أنت نفسك شفت الهانم استقبلتني ازاي وكنت خاېفة منها طول ما أنت غايب عني.
ابتعدت عنه قليلا تطالعه بخبث قائلة تعرف اني كان ممكن أطلع على القسم وأعمل إثبات حالة وأخد حقي بس حبيت أهرب منك.
ثم أخرجت لسانها له قائلة حاجة تانية متوقعة انك قريب هتتسجن يا بتاع الماڤيا.
ذكائه حتم عليه أن يفهم أنها تهدده ولذلك تخطاها وتقدم خارج غرفة الملابس وهي تتبعه بكل اهتمام منتظرة رده ليرد عليها بكل برود قائلا متبقيش متفائلة أوي كده أنت عايزة تخلصي مني وأنا مش حابب.
ثم الټفت إليها يطالعها بمكر قائلا فلذلك هتوب عن موضوع الماڤيا ده حابب بقى أستقر وأجيب ولاد.
حدقت بعينيها في الفراغ وقطبت جبينها عند ذكره للأولاد كأنه يعلم ما بداخلها لتسأله بقلق قائلة تجيب ولاد منين هتتجوز تاني أنت عارف أنا راجعة معاك هنا بس مفيش علاقه حتى لو حصلت مش دلوقتي خالص.
واستطردت بسخرية قائلة ومن امتى بدور على الاستقرار.
بحركة فجائية منه وجدت نفسها فوقه وهو يتملكها فوق الفراش هامسا بعذوبة أنا قصدي هجيب ولاد منك أنت وبس وفي أقرب فرصة.
لم يرد عليها ولكنه غير وضعهما واعتلاها هو بكل عشق جارف لترتجف قائلة طب ليه مش بتحترم رغبتي اني مش عايزة مش خاېف لأنهار وأفتكر اللي حصل معانا.
ثم تابعت قائلة بشوق وأفتكر الحتة الۏحشة اللي فيك وأنسى كل حاجة حلوة منك.
رجع بجوارها واحتضنها وهو يداعب خصلات شعرها قائلا أنا طماع وعمري ما كنت كده ممكن أطمع في
سلطة
في مال في جبروت انما في واحده ست لا.
واستطرد بندم قائلا ندمتيني على اللي عملته في كل ست قبلك.
أشاحت بعينيها إلى الجانب الأخر حتى لا يلاحظ دموعها وهتفت بصوت مبحوح قائلة على أساس إنك أصلا كنت بتعامل ستات قبلي غير خطيبتك اللي أنت حاولت ټنتقم من قصي علشان خطڤها منك.
نهض من مضجعه وجلس أمامها وتناول يدها قائلا أنا مكنتش بنتقم علشانها هي ماضي وسراب وأنا كنت زي اللي بحاول أخلص منه بأي طريقة أنا جوازي منك كان إنتقام للكل .
ثم نظر إليها بحزن قاتم قائلا بس للأسف وأنا بنتقم منهم صبيت ڠضبي كله عليكي بس صدقيني مقدرتش أستحمل انك تكوني فعلا زي ما قالوا.
هتفت ريحانة بضيق قائلة كان نفسي أقولك بس أنت أكثر واحد مكنتش هتصدقني حاجة كمان عقلي فرضها عليا انك تكون معاهم وهدفك تضيع حياتي.
تجرع الألم بداخله
وهتف بصوت مبحوح قائلا معاكي حق مين يصدق واحد همجي زي أنت شفتي كتير وحش فيا ومن قبل ما أطلبك للجواز.
ثم قبل يدها بحنان قائلا وحقك مهما أعمل دلوقتي مش هيعوضك.
نظرت إليه نظرات اجتاحت كيانه واقتربت منه رغما عنها كأنها تريده لها وحدها فقط وهو مثل الضائع في مطلبها لا يعلم أيقترب أم يبتعد حتى لا تصاب بالاڼهيار ولكنه هتف بصوت متقطع قائلا خاېف تخرب علاقتنا من تاني وتهربي مني ومعرفش أرجعك تاني.
الفصل الخامس والعشرون
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
الحلقه بعنوان أنت في عيوني بعكس ما قالته ريحانة لزيدان في المكتب فنحن نقول اشياء وقلوبنا تنبض باشياء أخرى ووحده زيدان هو الذي واجهها بذلك وأخبرها أنه عشقها الدفين.
في حرب الغيبيات التي مرت بعشقها كتبت السعادة من كان منهم صاحب الفضل في هذه السعادة ليس أحد
فالحب هو السبب الرئيسي لذلك العشق الذي أوقف قوانين العقل لديهم العقل الذي كان لا يتوقف
متابعة القراءة