غابة الذئاب والسحر الاسود بقلم فاطمة

موقع أيام نيوز

 


لطبيب السادم إلى أن أشعل سادم الحريق داخل غرفة المرسم
وقصت على مسامعهم أيضا ما حكاه سادم من ما تعرض له من طفولته وأنشات منه شخصا أخر معقدا وبحكم دراستها للطب أخبرتهم بأنه يعاني من اضطراب الشخصية وهي من دفعته دون وعي منه وأدراك تام بما يفعله فقد يكون تحت تأثير العڼف الذي وقع عليه بالماضي كدافاع عن ضعفه وما تعرض له في طفولته وعلى مدار حياته ..

لم تعترف الشرطة بالجانب النفسي الان كل ما يهمها معرفة الجاني الحقيقي في أرتكاب ودور المحكمة في أثبات المړض النفسي الواقع عليه وهل هو مسئول عن أفعاله أم لا هذا أيضا من أختصاص الطب النفسي لذلك عليها الآن أتخاذ قرار أعتقاله والتوجيه إليه بكافة التي أقترفها ولسوء حالته الصحية سوف يقام بتكبيل يديه بالافصاد الحديدية وتعين حراسة أمنية على غرفته لحين استرداد وعيه ثم يتم التحقيق معه داخل المخبر هكذا هي قوانين البلد ..
بينما انزوتسيرين على مقعدها لا تعلم هل أخطأت عندما أخبرت الشرطة بالحقيقة الكاملة أم أنها على صواب ولا يجب أن تتستر على مچرم محترف بهذا الشأن 
دلفت نيروز غرفة الطواريء ليتم فحصها فيبدو انها تعاني حالة رهاب حادة ولن تمر بهدوء 
وفي ذلك الوقت كانت المشفى تعم بالشرطة الفيدراليه وحالة من الهرج والمرج أصابت الجميع عندما علمت المشفى من هو  المتسلسل وبعضهم يصدق والبعض الاخر لم يستوعب بعد بأن الطبيب الجاد الصارم الحاسم في عمله هو نفسه الفاعل..
استرقت ماري السمع عندما همست إحدى الممرضات باسم سادم الذي تردد كثيرا على مسامعها وركضت إليها تتسال بلهفة ماذا حدث له واين سيرين الان 
اجابته بهدوء بأنه داخل غرفة الرعاية بجانبه الطبيبة سيرين وانه  محترف وهذا ما صدم الجميع. 
تركت عزيز بجانب نيروز وركضت هي لطابق الثاني بحثا عن سيرين وركض ماكسر خلفها يتسال بقلق عما أصابها لتخبره بانفاس لاهثة بأن سيرين بالمشفى ويجب أن تراها
وجدتها منزوية على مقعدها بركن بعيد هتف ماري منادية إياها بلهفة
سيروو 
تطلعت سيرين لصاحبة الصوت ونهضت ترتمي باحضان صديقتها تبكي بنحيب يقطع نياط القلب ظلت ماري تهدهدها وتطلب منها ان تكف عن البكاء ثم ابتعدت عنها برفق ونظرت لها بقلق قائلا
هل أصابك شيء ماذا فعل بك هذا المختل 
عادت تبكي وتشكي لها ما فعلته تتسال هل هي على صواب ام خطأ
اتسعت عين صديقتها پصدمة وعلمت بأن صديقتها عاشقه لهذا المختل عقليا وقعت أسيرة الهوى وليس على القلب سلطان 
جذبتها لاحضانها وحاولت مواساتها ولكن حدثتها بصدق ولين
اعلم بما تشعرين به ولكنك فعلتي الصواب هذا يجب أن يعاقب ولا تحملين نفسك الذنب فهو من أخطئ بحق نفسه وحق ضحاياه ما ذنب هؤلاء الفتيات سيرين باي ذنب قتل
بكت سيرين وقالت بصوت حزين منكسر
اعلم بأن عشقي له مستحيل ولكنه حدث ماري لم استطيع التحكم بقلبي كنت أود مساعدته وعدته إلا اتخلى عنه وفعلت.
ضمتها بحنو وقالت لكي تنسيها حزنها بأن نيروز في حالة اڼهيار وحالة من الرهاب يجب أن تراها الآن سارت معها بقلب مكلوم وذهبت إلى غرفة نيروز
استردت وعيها ووجد عزيز بجوارها جالسا على حافة الفراش يمسد على خصلاتها البنية برفق لكي يجعلها تبتسم وبالفعل نجح في رسم إبتسامتها.
امطرها بكلمات من العشق احتاجت قلبه ويريد الإفصاح عن تلك المشاعر
أحبك يا ملكة متربعة على عرش قلبي لن أسمح لدموعك بالتساقط مرة أخرى فهمتي يا معشوقة الفؤاد يا بلسم الروح وغذاء القلب قلب عزيزك لا يتغذا إلا على انفاسك السمفونية التي تعزف على أوتار قلبي وأبتسامتك الساحرة التي تنير دربي ولمساتك الحانية التي تمطرني بحبك وحنانك 
عزيز سندك وامانك 
قالها بحركة مشاغبة ثم غمزه لها بعينيه وضمھا بحنان..
الحب الحقيقي.. هو أن ترمي لهم بطوق النجاة في لحظة الڠرق.. وتبني لهم جسر الأمان
في لحظات الخۏف.. .. تم لا تنتظر المقابل.. !
دلفت ماري وسيرين غرفة نيروز ابتعدت عن أحضان عزيز ونهضت مسرعة من فراشها صاړخه باسم سيرين وتعانقا ثلاثتهن في عناق حميمي وانسابت دموع الفرح على لقاءهن ثانيا وقد جمعهن الله بعد فراق ايام ولكن بدت لهن أعواما بسبب ما تعرضن لهن ثلاثتهن في تلك البلدة الغريبة عنها وهتفن في أن واحد
نريد العودة لبلدنا الحبيب لقد اشتقنا لعائلتنا ويكفي ما حدث لنا هنا
تبسمت سيرين وقالت مقولة والدتها الحنونة التي تشتاق إليها حد الجنون
من خرج من داره قل مقداره 
ارتسمت إبتسامتهن على وجوهن الجميلة..
الفصل العشرون الوداع الأخير
بعد تحسن حالة نيروز عندما ألتقت بصديقتيها وعادت الروح لاجسادهن تسللت سيرين من بينهن وسارت متوجهة إلى الأعلى لترا سادم إذا أسترد وعيه اما لازال غائبا عن الوعي وتتسال داخلها ماذا لو علم بما فعلته هل سيسامحها ام يغضب عليها ولكن حسمت أمرها في مقابلته فمن الممكن أن يكون هذا اللقاء الأخير بينهما.
دنت من غرفته بتوتر جلي وطلبت من الشرطي القابع أمام باب غرفته أنها تريد مقابلته وبعد إلحاح منها وافق على دخولها لغرفة سادم
أسترد وعيه في ذلك الوقت ونزع عن وجهه جهاز الأكسجين ثم هم برفع يده الأخرى ليجدها مکبلة بالافصاد الحديدية بين يده وجانب الفراش
تقدمت سيرين بلهفة عندما وجدته قد أستيقظ اقتربت منه تجلس على ركبتيها أمام فراشه ورفعت اناملها تلامس وجهه بقلق
هل أنت بخير
تعمق فقط داخل بركتي العسل خاصتها التي ينبعث من داخلهما أحساس الأمان الذي يفتقده
شعرت بأنه لا يجيبها بسبب ما فعلته هتفت قائلا بصوت منكسر
أعتذر منك سادم لقد أخبرت الشرطة الفيدرالية بالحقيقة وعدك إلا اتركك وفعلتها سادم رجاء سامحني لن أسامح نفسي على ما فعلته
وضعه كفه الطليق على شفتيها لكي تصمت ثم قال
فعلتي الصواب حبيبتي... لابد من معاقبتي قبل أن اتسبب بالاذي إليك وهذا لن أقبله إنت حقا بلسما لچروح الماض يا ليتنا تقابلنا قبل عام حينها كنت لن افعل ما فعلته لا تحزنين يا شرقية قلبي الفاتنة حقا أنت حلم صعب المنال وأنا لا أستحقه ولكن اريد تنفيذ رغبتي
قالت بتسأل بعدما رفع كفه عن ثغرها
عن أي رغبة تتحدث
اتقبل المۏت بصدر رحب من يديك أنت هيا نفذي لي رغبتي الأخيرة
شهقت پصدمة وظلت تهر راسها بهستريةوتردد قائلة
لا لا لن أفعلها.... هذا جنون... أنت مريض نفسي وسوف تخضع لفحص نفسي ولم تكن بوعيك عندما فعلت ذلك
لا كنت أعلم علم اليقين بما أفعله واتلذذ به كان شعور السيطرة والفرح بما أفعله يجعلني في نشوة وكنت حينها أشعر بالانتصار على ضعف الماض والحاضر شخص معقد مثلي لا يستحق الحياة سيرين... هيا افعليها من أجلي
انسابت دموعها وهي تردد
لم اقدر على فعل ذلك سادم.. ارجوك أنت ساعدني في تخفيف العقۏبة عنك ستخضع للفحص وبعد ذلك ستظل تحت الرعاية الصحية داخل إحدى المصحات ومن ثم يتم علاجك
سأمت الحياة سيرو ولم أعد أطيق العيش فيها كما أنك تعودين إلى بلدتك ولن نتقابل ثانيا لن اتحمل بعدك والمۏت علي أهون لا تخافين هذه رغبتي الأخيرة وستفعليها من أجلي سيرو
رفع أنظاره على الكومود الذي يوجد أعلاه ابرة طبيه أشار إليها وقال
هيا أغرزي تلك الإبرة بوريدي
لا لم اقدر على أذية روح كيف أاذيك أنت كيف
حققي لي أمنيتي ارجوك فاتنتي لب لي رغبتي لا أريد المۏت إلا بيديك لا اريد أن اتعفن في السچن ولا الخنق حتى المۏت...هيا افعليها من أجلي... هيا لا تترددي حبيبتي هذا مۏت رحيم لا تدعيني اتعذب 
هطلت دموعها كالسيل لا تتوقف وصوت شهقاتها تعلو وهو لا يردد إلا جملة واحدة 
هيا افعليها من أجلي... هيا
بعمق والدموع تنساب من حدقتيها المعلقة ببحور عينيه التي أسبلت أهدابها فجأة وانتهى كل شيء في ثواني معدودة لتبتعد عنه صاړخة بأسمه وتهز جسده بين يديها بعدم تصديق لما حدث. 
فقد انتهى كل شيء كأنه لم يبدء
أنا أتألم بلا ألم وأبكي بلا صوت ڼار في صدري بلا لهب وقودها ذكرى فتيلها لحظات أنهت حياة إنسان لم تكتمل فرحته في هذه الدنيا ولم يذق طعم السعادة.
الوداع
بالمملكة المصرية..
ذاع خبر الفتيات المصريات اللاتين إيطاليا أعلنوا عن وجودهن الان أحياء وعثرت عليهن الشرطة الفيدرالية وهذا ما جعلت عائلتهم تنصب أفراحا من أجل أقتراب عودة الفتيات بعدما أخبرتهم الشرطة المصرية خلال يومين سيكونوا داخل اراضي البلاد.
تهيء الجميع أستعدادا لاستقبال فلذات اكبادهن. 
فرح الجد محمود بأنه سيضم حفيدته لصدره ثانيا فهو متشوق لرؤيتها واقسم على ولده وزوجته بعدم التدخل بحياة صغيرته ولن يسمح
لهم ثانيا أن يفعلوا ما كان يفعلونه بالسابق اقسم على
حمايتها ولو كلفه الامر طرد ولده وعائلته خارج منزله..
اما عن منصور فاعلن الخبر لزوجته التي نهضت من فراشها مسرعة تريد الدخول للمطبخ وتطهي الطعام التي تفضله ابنتها وصغيرتها ونست مرضها وتعبها فقط تهللت اساريرها بسعادة تعجب زوجها من تبديل حالها في لحظة بعدما كانت طريحة الفراش منذ أن علمت بخبر اختفاد قرة العين.
تنهد هو الآخر بسعادة وقرر الذهاب إلى المسجد لاداء فريضته وبعد ذلك يصلي ركعتين شكر لله تعالى على حماية ابنته وانها بخير وسوف يلتقي بها خلال يومين فقط..
وشوقي الذي كان دائم
الجلوس في شرفة الغرفة يحتسي قهوته ويمسك كتابا يقراءه بتمعن منذ غياب طفلته وهو تخلى عن عادته وسأم القراءة ولكن عندما اتاه ذاك الخبر المفرح عادت الحياة لجسده وأحدث حالة من الطوارئ داخل المنزل صړخ على زوجته بأنه يريد أحتساء القهوة المظبوطة وأن يجلسون حوله داخل الشرفة وانتقي كتابا أراد أن يقراءه بشوق ولهفة فقد عادت الروح لقلبه بعد أن توقف عن نبضاته بسبب غياب ابنته 
وبدأ في جلسة سمر مع زوجته والصغيرتين ملاك ومارينا يحدثهم عن تاريخ وحضارة الفراعنه في جو من الألفة والمحبة..
سيطر الحزن على قسمات وجهها وطفي بريق عسليتها اللامع منذ أن رحل عن عالمها وتحمل نفسه ذنب كل شيء حاولت كل من ماري و نيروز أخراجها من هذا الحزن الذي سكن قلبها ولكنها كانت رافضة تماما
إلى أن حان موعد العودة لبلدتهم واستقل عزيز سيارة أجرة تقلهم للمطار وجلس هو بجانب السائق وهن جلسن بالمقعد الخلفي وعين سيرين تحدق في الطريق بشرود تودع البلدة التي شهدت على عشقها لسادم 
تودعها بدموع نازفه وكأن قلبها هو الذي يقطر دما بعد رحيله فالمۏت مفجع مصيبته أكبر ولكنه يبدأ الحزن كبيرا ثم يتلاشى ويصغر إلى أن يتنساى الإنسان ويتعايش مع الحياة ويبقى الجانب الخفي في القلب كما هو..
كانت تحدث نفسها قائلة كأنها تحدث روح سادم 
أعلم بأنك لن تكلمني أعلم أنك لن تأتيني لكني أتمنى من كل قلبي أن تعود اللحظات التي بيننا ولو لساعة فقط لدقائق لثوان قليلة لأقول لك أن تنتبه لطريقك لأقول لك سامحني
 

 

تم نسخ الرابط