نسائم الروح بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

في المصنع وهدير جاعدة في اوضتها مع اصحابها هند وزينب 
تبسم لعفوية الصغيرة فقام بتقبيلها مرة أخرى قبل ان ينزلها امرا
طب ياللا بجى روحي اندهي امك وخدي العلبة دي معاكي .
شهقت بفرحة للتناول العلبة وتطير بها نحو والدتها فتبعها بنظراته ضاحكا قبل ان يتقدم بخطواته داخل المنزل وما هم ان يجلس على احد الارائك حتى وصله صوت الضحكات العالية لزوجته العزيزة ومعها الفتيات صديقاتها 
كانت القهقات عالية لدرجة جعلته يقترب بفضول ليعرف سر المرح الذي ينتابها هنا عكس ما يراه منها في منزله.
شوفتي كان هيجن عليكي ازاي لما عديتي امبارح جدامه.
خدت بالي يا حبيبتي دا حتى ساب الجعدة مع أصحابه وجه دخل ورايا وانا بسلم على خالتي جال بطلتي ليه ما تاجي بيتنا يا بت خالتي.
انطلقت ضحكات صاخبة ثم تبعها صوت للفتاة الاخرى
يا عيني عليه صعبان عليا جوي بصراحة بجى هو اللي كان مناسب لك يا هدير كدك في السن و........
قطعت الفتاة لتنتفض واقفة مع صديقتها هي الأخرى حينما باغتهم بدفع الباب يطل بجسده الضخم عليهن بعدما فاض به ولم تعد به طاقة على التحمل .
مساء الخير 
قالها ببرود يناقض تماما فعله الأرعن بعدم تقدير لخصوصية الفتاتان داخل الغرفة والاتي لاح الضيق على وجههما قبل ان يجيبنه على عجالة ثم يستأذن في الذهاب 
اهلا مساء النور عن اذنك طب يا هدير
استنوا يا بنات .
لا معلش مرة تانية نبجى نجيلك.
انسحبنا ليخرجن من جواره بهدوء امام صډمتها

والتي عبرت عنها فور اطمأنانها بمغادرتهن من المنزل
مش كنت تستأذن ولا تخبط الباب جبل ما تدخل .
افندم...... ناوية تعلميني اداب الدخول يا ست هدير
قالها واقدامه تقترب منها بهدوء خطړ ف استطردت هي بعفويتها غير منتبهة
انا بتكلم على حرمة البنات معايا في الأوضة المجفولة علينا يعني مثلا هند كانت جاعدة بشعرها شدت التحجيبة بسرعة لما دخلت وهند كانت متكية على جنبها انتفضت منبوطة اول ما شافتك
رد ببساطة 
يستاهلوا عشان يحرموا ياخدوا راحتهم في بيوت الناس دا غير ان انا راجل مأدب عمري ما هبص لحريم غيري وافرحهم بكلامي ليهم....
صمتت تطالعه بازبهلال وتوجس لقوله حتى فاجئها بالقبض على ذراعها يهدر بصوت خفيض يخيفها بأعين تشتعل من الچحيم
مين في عيال خالتك اللي كان هيتجن عليكي يا بت ولقاء الأحبة كان اخره ايه بالظبط في بيت خالتك
اااه.
خرجت منها پألم شديد بفضل ازدياد ضغطه على عظام ساعدها لترد بدفاعية
والله كان اخره سلام وانا مشيت على طول مجعدتش واد خالتي معتبرني زي اخته من ساعة ما اتجوزت 
زاد بضغطه ليقارعها بعدم تصديق
وعايزانى اصدق! بجالك سبوع بتلفي على كيفك وانا مديكي الامان واتاريكي ماشية على كيفك اخلصي لما هدومك وجهزي نفسك مش عايز امك تحس بحاجة بدل ما اجلبها هي كمان عليكي والموضوع يكبر
قال الأخيرة ودفعها عنه سريعا بعدما شعر باقتراب قدوم المرأة والتي دلفت اليه بعد ذلك ترحب به
يا مساء الهنا عمر بيه منور عندينا .
وكأنه شخص اخر تحولت ملامحه لمصافحة المرأة والحديث معها بتباسط يصرفها بمكر عن الانتباه لابنتها الجالسة فوق التخت تمسك على ذراعها المټألم والدموع تغشى مقلتيها.
جالسا بجواره وعينيه لم يرفعها بعد عنها في متابعة لكل همسة منها ونظرات غاضبة توجهها نحو هذا الرجل المدعو اباها 
ابوها ازاي يعني ولما هو ابوها ازاي هما ساكنين لوحدهم ايه حكاية الراجل ده مع ورود وبسيوني
توجه بالاسئلة نحو غازي المجاور له والذي اجاب ليرضي فضوله
ابوها اللي مخلفها يا يوسف بس الحكاية انه طلق والدتها من زمان من ساعة ما جابلها ضرة والمرة مردتش ولدها الله يقومه بالسلامة وجف جصاده وهو شاب معداش السبع تاشر سنة خد امه واخته يشتغل ويصرف عليهم الست كان حظها جليل ماټت بلدغة عقرب فضلت البت الصغيرة مع اخوها اللي مجبلش يرجع لابوه بيها ورباها هو لوحده والراجل فضل على حاله بعيد عنهم.
اااه
تمتم بها يوميء بهز رأسه ليردف باستدراك
عشان كدة هي كانت بتقول على نفسها يتيمة من غير اخوها ربنا يقومه بالسلامة يارب الاب اللي ما يربيش ولا يعطي حنانه ورعايته لولاده ميبقاش اب ولا يستاهل اللقب من اساسه.
وافقه غازي الرأي مكتفيا بالصمت لتظل جلستهما على هذا المنوال حتى انتبها لدلوف عارف عائدا من الخارج متجها صوب زوجته.
في المنزل الذي اكتسى بالسواد كان الصړاخ من المرأة المكلومة يشق الضباب بقوته لا أحد قادر على ايقافها او اسكاتها رغم مرور ايام على الحاډثة حړقة قلب ام فقدت عزيزها فلا يعرف بحړقة النيران سوى من اكتوى بها .
ومن مثلها زاق الۏجع تقدمت سليمة بداخل المنزل تغلب قهرها وتغلب كل ما يعتمل داخلها الان من أجل تأدية الواجب حتى وچرح الإصابة بصدرها ما زال ظارجا ولم يكتمل شفاءه
اخترقت جمع النساء الاتي انتبهن لقدومها يراقبن خطواتها يتمتمن بالهمسات واللمزات عليها فسرت معظمها وتجاهلت عن عمد ان تلتفت اليهم حتى اذا وصلت الى والدة الفقيد

امتدت كفها بمواساه
البجية في حياتك يا شربات .
تطلعت لها الأخيرة بانتباه لتبرق عينيها وكأن شيطان تلبسها تنقل بالصړاخ عليها
جاية تشتمتي في مۏت ولدي يا سليمة جايا تفرحي فيا عشان ولدي ماټ يا سليمة مش كنتي عايزة فايز خديه واشبعي بيه بس هاتي ولدي هاتيلي الغالي انا عايزة ولدي هتولي ولدي
عادت سليمة بكفها لترتد تبتعد عنها لم تكلف نفسها ف الرد على صفاقتها وتبجحها تعلم ان نيران قلبها الان اقوي من اي تحمل.
انتبهت على سکينة منزوية في احد الاركان تشير اليها بكفها ف اقترب تجثو نحوها ف اختطغتها المرأة لټحتضنها وتفرغ طاقة من البكاء بحړقة لها
اه يا سکينة انكتب عليكي الحزن الشباب بيموتوا وانا جاعدة اتكوي بنارهم يا سليمة ياريته ربنا يفتكرني ويرحمني ادعيلي يا بنتي تعبت.
ظلت سليمة تربت على ظهرها بحنان حتى هدأت لتسالها بانتباه
امال ولدك فين محدش شايف فايز يعني
اجابتها سکينة بأسى
حابس نفس يا بتي ف الأوضة مش بيسمح لحد يخش له غير البنتة الصغيرين الله يكون في عونه
الټفت سليمة نحو الغرفة المقصودة لتغمغم بصدق حقيقي
الله يكون في عونه فعلا.
عبر الهاتف وحينما انفرد بنفسه قليلا كان الحديث بينهما بعدما استجاب للرد بعد محاولات عدة اضطر ان يتجاهلها مضطرا في غمرة انشغاله مع احدى الطبيبات المكلفين برعاية بسيوني.
الووو يا نادية عاملة ايه
ايوة يا غازي انا زينة والحمد لله اخبار بسيوني ايه طمني عليه
خرجت اجابته بتنهيدة مثقلة محملة بما يعتمل داخله
لسة مفيش اي حاجة تطمن الحالة مستقرة بس الغيبوبة لسة الدكاترة بيقولوا مفيش وجت محدد لفوقة المړيض مش عارف انا اعمل ايه لو طالت اكتر من كدة .
لا حول ولا قوة الا بالله طب ورد دلوك عاملة إيه روح بتبلغني ان حالتها تصعب ع الكافر.
دي بجى ربنا معاها واجفة على حيلها ملامة البت في حالة ما يعلم بيها غير ربنا دا مش اخوها وبس دا كل عيلتها ما انا حكيلك جبل كدة على ظروفهم.
ايوة فاكرة طبعا ربنا يوجف معاها يارب.
اللهم امين يارب.
قالتها ثم مرت لحظة من الصمت بينهم قبل ان تقطعها هي بعتابها
طب لما هو كدة ليه ما تردش عليا وتطمني ولا تبلغني باللي حاصل انا كمان كان نفسي اكون معاكم بس انت عارف الحمل جديد دا غير مسؤلية جدك والبنات ومعتز.
عارف يا نادية ربنا يكون في عونك ما انا سايبك تسدي عني برضوا انتي كديها وانا واثق فيها 
اعجبتها نبرة التأكيد منه انه يثق بها بالفعل تمالكت لتتابع حديثها
ماشي يا غازي بس انت كمان بتفجع لي مرارتي لما بتردش ع التلفون انا ببجى نفسي اطمن با غازي وانت ولا معبر .
والله كنت مشغول
قالها بدفاعية يتابع
ساعة ما كنتي بتتصلي من شوية مكنش ينفع ارد عليكي وانا مع الدكتورة البنية بت حلال وتتحط ع الچرح يطيب.....
عندها كام سنة الدكتورة دي يا غازي 
قاطعته بسؤالها السريع ليقطب عاقدا حاجبيه في الرد لها
بتسالي ليه على سنها
وصله ردها بحدة
يا سيدي عايزة اعرف بت الحلال اللي تتحط ع الچرح يطيب عندها كام سنة فيها ايه دي حتى عشان اعرف درجة حنانها دي موصلة لفين
تندفع بالقول دون ترتيب حتى جعلته يستدرك ويزداد تأكيدا داخله من صحة ما يشعر به حتى غزت ابتسامة ملامحه في الرد بادعاء عدم الفهم
حاسك بتتريجي يا نادية بس هي ست محترمة وشاطرة

ماسكة منصب مهم في المستشفى على الرغم ان سنها صغير ما يجيبش التلاتين أصلا ممتازة زي ما بجولك.
امممم واضح انها زينة بدليل انها عجبتك
كاد ان يضحك لولا الهموم التي تثقل كاهله ولكنه لم يقوى على احجام تسليته
لا وبت ناس يا نادية مفيش مرة اطلبها في توضيح الا ما كنت الاقيها ترد على طول من غير تأخير تاخد وتدي كدة مش مستعجلة زي المعظم.
وحلوة 
وحلوة..... وه ايه بتجوليه دا يا نادية خلتيني خربطت معاكي في الكلام 
هتفت مرددة خلفه بانفعال
خربطت برضوا! اسمع يا غازي بناتك مطلعين عيني كل شوية يسألوا عليك وانت عارفهم بجى اشقيا وجدتك اساسا تعبانة ومحتاجاك دا غير الناس اللي بتسأل عليك كل شوية وانا بصراحة تعبانة والحمل مدوخني امتى هتيجي يا غازي
وه وه مش كنتي بتجولي من شوية ان الحال تمام.
كنت بتجمل لكن انا تعبانة يا غازي وانت حر بجى لو مش هامك تعبي ومع السلامة بقى عشان مزودتش عليك لتكون مش حامل كلامي كمان.
وه .
تفوه بالأخيرة مزبهلا يطالع انتهاء المكالمة ع الشاشة منذ متى كانت بهذا الجنون نفض رأسه يحاول الاستيعاب ليغمغم محدثا نفسه پصدمة
دي هرمونات الحمل دي اللي هبت فجأة ولا انا اللي لسة بستكشف شخصيتها من جديد..... بتجفلي التلفون في وشي يا نادية!
ومن جهتها سقطت جالسة على طرف التخت باضطراب يعصف بها كالطفل الذي لم يعلم بالخطأ سوى بعد فعله
لا تدري كيف فعلتها انها ابدا لم تكن بهذه الفظاظة دائما ما يضرب بها المثل في الحلم لكن هذا الرجل بالفعل يخرجها عن شعورها ولكنها الان اخطأت في حقه ترى ماذا سيكون رد فعله
.ابتلعت ريقها وهي تضع نفسها محله الان لو حدث معها هذا الفعل
ان شاء الله ينسى على ما يرجع او حتى لما يتصل مرة تانية يمكن نتصالح. 
اقنعت بها نفسها حتى تطمئن
خرجت فتنة من غرفتها بملابس الخروج ف استعداد الذهاب بحجة جديدة في روتين أصبحت تجيده هذه الأيام لفعل ما تود فعله دون حساب او مراقبة
توسعت عينيها بإجفال فور ان وقعت ابصارها على هذه الملعۏنة جوليا بملابسها المكشوفة تظهر ساقيها وذراعيها ببزخ 
فارت الډماء برأسها لتهتف غاضبة بها
انتي يا زفته انتي طالعة بالشورت كدة ف الطرقة فاكرة نفسك في مارينا
تبسمت لها جوليا تميل بدلال
تم نسخ الرابط