رواية رائعة بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


اغلق الباب خلفه بهدوء اخرجت هاتفها من الحقيبه حتى تتصل بنوار تطمئن عليها كعادتها اليوميه بعد عده ثوانوصلها صوت اختها السعيد منذ انشأت تلك الحضانه
سياده المديره المهمه عامله ايه 
لتضحك حلم بصوت عالى و هى تقول بمرح
انا حلوه اهو زى كل يوم أنت بقا عامله ايه 
زى الفل بس مش فاضيه دلوقتي علشان بنفخ البلالين هبقا اكلمك بليل او اشوفك بقا انت وحشتيني

اجابتها نوار بمرح مشابه و قبل ان تعلق على قصه البلالين اكملت نوار قائله
اتصلى بعائشه اطمني عليها شكلها خلاص هتعملها و نبقا خالات
اتسعت ابتسامه حلم و هى تقول
حاضر و انا يمكن اجي النهارده فعلا بس عايزه افهم حكايه البلالين
لتضحك نوار بمرح و قالت بسعاده
ده عيد ميلاد آدم يلا بقا علشان الحق اخلص
و اغلقت الهاتف سريعا لتنظر حلم الى الهاتف بأندهاش لكنها ابتسمت براحه ان اختها و اخيرا استطاعت ان تحصل على السلامالنفسي و التوازن من جديد بعد كل ما حدث مع غسان
اعادت راسها الى الخلف و هى تتذكر كل ما حدث منذ سته اشهر فى ذلك الاجتماع الاخير الذى جمع عائله بركات كامله و لاخر مره
حين انهت جنه كلماتها التى تفهمتها و لا تلومها عليها فجميعهم مخطئون فى حق جنه هي ايضا ساهمت فى چرح قلب صديقتها وافقت على ان يتزوجها راغب و هي تعلم جيدا انه يحبها و انها تسكن قلبه و ان لا يوجد مكان بقلبه لجنه و رغم ذلك ذهبت بنفسها لها واخبرتها برغبه راغب فى الزواج منها
حين تركتهم جنه يشعرون بالصدمه من موقفها و خاصه راغب و رقيه الذان كانا يراهنان على حب جنه الكبير له كانت تصعد درجات السلمتغشي عيونها الدموع لتشعر بدوار و فى ثوان كانت ممده ارضا اسفل الدرج و كأن القدر يقف معها فى معركتها الجديده و يعطيها اول المفاتيح للخروج منها دون ذيول او و كأن القدر يؤيد قرارها و يريد ان ېصفع راغب و رقيه صفعه اخيرهلم يتوقعوها اي منهم
حملها راغب سريعا و غادر المنزل تاركا و الدته و الجميع و التى لحقت به كانت حلم لكن عائشه اوقفتها و هى تقول بحيره
رايحه فين يا حلم 
مقدرش اسيب جنه يا عائشه
اجابتها حلم بأقرار ثم نظرت الى يوسف و قالت
هبقا اكلمك 
حاوط يوسف كتف عائشه و هو يقول
روحي يا حلم بسرعه جنه محتجالك و متقلقيش 
بالفعل صعدت سريعا بجانب جنه حين ابتعد راغب بعد ان وضعها فى الكرسي الخلفي للسياره طوال الطريق الى المستشفى كان الصمتسيد الموقف فلا كلام يشفع و لا تبرير يمحي ما حدث
تكفى نظرات الندم داخل عيون راغب ليس لكل ما حدث و لكن لظلم وقع على جنه دون ذنب او سبب سوا غروره او انانيته
حين وصلا الى المستشفى سريعا اخذ الاطباء جنه و بدأوا فى عمل الازم لها و الازم لانقاذها جلست حلم فى ابعد مكان عن راغب الذيوقف بجانب باب الغرفه التى تضم جنه تلك الفتاه الرقيقه التى عشقته واحبته بكل كيانها وروحها
لم تبخل عليه بشئ فى وقت كان هو لا يراها بل يحاول نسيان حلم بها و بأسوء الطرق و اخسها
رفع عيونه ينظر الى حلم التى تجلس بهدوء واضح عليها التوتر و القلق لكنها اكثر ثباتا انها تغيرت اصبحت اقوى متصالحه مع نفسها ومع الجميع تعلم الان ماذا تريد و هذا واضح فى عيونها خاصه خلال تلك المواجهه المريره التي كشفت كل الحقائق و كشفت من الجانيالحقيقي و انه لم يكن فقط عمه و لكن والدته هى اليد الخفيه لكل ما حدث
كانت تعلم جيدا انه ينظر اليها تعلم ايضا بماذا يفكر فحديثها مع الطبيب النفسي جعلها تستطيع استيعاب و فهم حتى النظرات ولذلك و من قبل ان تكتشف مذكرات والدتها كانت تدرك نظرات زوجه عمها جيدا و تفهم المعنى الحقيقي خلفها لذلك لم تعد تهتم لها و لالحديثها او افعالها
مر الوقت حتى خرج الطبيب من الغرفه بوجه غير مفسر لتقف سريعا امامه جوار راغب الذى ينظر اليه بترقب حين قال
انا اسف جدا مدام جنه لازم تدخل العمليات لانها بتفقد الجنين واى تأخير فى خطړ على حياتها
شهقت حلم بصوت عالي لكنها تداركت نفسها سريعا و قالت
و مستني ايه اتصرف بسرعه و اعمل الازم
ليقول الطبيب بهدوء
محتاج الزوج يمضي على الاقرار ده
ليأخذ راغب الورقه من الطبيب و وقع بصمت ليأخذها الطبيب منه و عاد الى الغرفه سريعا لتعود حلم تجلس مكانها من جديد ظلراغب على وقفته عده ثوان ثم نظر اليها بنظرات حاده لم تهتم لها
اقترب منها و وقف امامها و قال پغضب مكتوب
طبعا شمتانه فيا مش كده امي اطلقت و مراتي طالبه مني الطلاق و خسړت ابني خسړت كل حاجه يا حلم و انت بتتعالجي دلوقتي وابويا واقف فى صفك و يوسف كمان أنت اللى كسبتي يا حلم رغم
كل العڈاب اللى عشته بسببك أنت اللى كسبتي
رفعت عيونها تنظر اليه بوجه خالي من التعابير و ظلت تستمع الى كلماته الحاقده و الغاضبه بهدوء شديد هى ترى تلك الڼار الحارقهداخله لقد خسر بالفعل كل شيء لم يبقا له شيء فى الحقيقه هى لم تكن السبب فى كل هذا لكن هو يريد الان شماعه يعلق عليهااخطائه انانيته و غبائه
وقفت امامه عيونها تنظر الى عمق عينيه و قالت بهدوء
انا مش هكون الشماعه اللى تعلق عليها اخطائك و انانيتك و لا هكون السبب اللى انت هتمسك فيه علشان تنيم ضميرك عن اخطائككل اللى حصل نتيجه افعالك انت اللى قررت تدخل جنه دايره اڼتقامك مني وفى النقطه دي انا مش بخلي مسؤليتي تجاه صديقه عمري وجاهزه لاي عقاپ منها و هكون انا الخسرانه لو قررت تبعد عني للابد لكن انت ذنبك ملوش غفران و لو هي خسړت ابنها دلوقتي دى فرصه هايله ليها انها تبعد عنك و للابد لانها خساره فيك
كان ينظر اليها پغضب عارم يجتاح كل كيانه يود لو يصفعها او ېحطم راسها او يضمها الى صدره يروي عطش قلبه لها هو حقا لايفهم نفسه كيف يفكر بها بذلك الشكل و زوجته اكثر من حبته فى تلك الحياه ټصارع المۏت و الفقد و الخساره بعد ان طلبت منه الطلاق كيف بهذا الوقت يفكر فى حلم اذا كل ما قالته حلم حقيقه هو اناني لا يفكر سوا بنفسه و فقط هو حقا لا يستحق جنه حقا لا يستحق
ابتعد سريعا و وقف فى مكان بعيد عنها و مر الوقت بطئ كان يصل اليه صوتها و هى تتحدث فى الهاتف مره مع عائشه و مره مع يوسف و مره اخرى مع شخص لا يعلم من هو لكن ابتسامتها الواسعه و هى تتحدث جعلته يشعر بالڠضب من جديد و زاد بداخله فىتحطيم راسها
حين خرج الطبيب من غرفه العمليات وقفت امام الطبيب الصامت كراغب الذى ينظر اليه ثم قال بعد عده لحظات
طمني
اخفض الطبيب راسه و قال
انا اسف مقدرناش ننقذ الطفل ربنا يعوض عليكم
وقبل ان يخرج السؤال منه سألت حلم بقلق
المهم جنه
مدام جنه كويسه بس الفتره الجايه هتكون محتاجه دعم نفسي قوي الستات بعد عمليات الاجهاض
بيكونوا محتاجين كل اللى بيحبوهمجمبهم خصوصا حضرتك يا استاذ راغب و ان شاء الله تعوضوا الطفل ده الف سلامه على المدام
قال الطبيب كلمات دون ان يعلم انه ېصفع راغب عده صڤعات دون ان يدري لتخرج حلم هاتفها و هى تقول
هتصل بأهلها اكيد هتكون محتجاهم
عادت من افكارها حين سمعت صوت طرقات على الباب و دخول عاصم الذى قال ببعض التوتر
القافله فيها مشكله
وقفت سريعا و هى تقول بقلق
مشكله ايه و مين قائد القافله دي 
اقترب عاصم و مد يده بالهاتف لتأخذه حلم سريعا و اجابت بهدوء ليصلها صوت محسن و هو يقول
الحاله رافضه تماما انها تيجي معانا و للاسف عماله تحكي فى قصص و حكايات و مش عارفين نتعامل معاها خالص
ظلت حلم صامته لعده ثوان فهذه المره ليست المره الاولى الذى تتعرض فيها احدى القوافل الى هذا الموقف الكثير من الناس التى اعتادتالعيش فى الشارع و خاصه اذا تعرضت لازاء نفسي فى بيتها او من اقربائها تفضل البقاء فى العراء على ان تتعرض من جديد الى هذاالنوع من الالم
طيب يا محسن هبعتلك دكتور إلياس حالا بس ابعت شير لوكشن لعاصم
مدت يدها بالهاتف لعاصم و هى تقول
ابعت اللوكيشن لدكتور الياس و انا هكلمه
اومئ عاصم بنعم و تحرك عائدا الى مكتبه اخرجت هاتفها حتى تتصل بالطبيب إلياس و حين اجابها قالت بأبتسامه ناعمه
محتاجه لخدماتك يا دكتور
و الدكتور تحت امرك
اجابها سريعا لتصمت لثوان حين تلونت وجنتيها
بخجل اصبحت تشعر به كثيرا خاصه و هى تتحدث معه رغم انه كان سبب تحولها وشفائها من كل امړاض الماضي و اخطائه و يعلم عنها كل شيء حتى انه يعلم ما خجلت ان تخبر به اخوتها الا ان ذلك لم يكن سببخجلها هناك سبب اخر و قوي تخشى ان تعترف به لكنها ايضا تعلم امكانياته كطبيب نفسي و تعلم جيدا انه يستطيع ان يجعلها تعترفبكل ما تشعر به بسهوله و دون اى مجهود لكنه يترك لها الفرصه كامله يريدها ان تعترف بكامل رغبتها و هى راضيه عن نفسها و عناعترافها
عاصم هيبعت ليك اللوكيشن و هنتظر ابداعاتك
تمام يا مديره اوامرك
كلماته الرقيقه استخدامه لكلمه يا مديره و التى تجعل الحديث رسمي رغم انه يبدوا حميمي اكثر من العادي و ذلك و رغم كل شيءيسعدها بشده
اغلقت الهاتف بعد ان اخبرها بوصول رساله من عاصم و انه سوف يتحرك الى المكان فورا
وصل الياس الى المكان ليقترب منه محسن و شرح له الامر سريعا ليقترب منها بهدوء و جلس بجانبها ارضا دون ان يهتم بملابسه الانيقه و لا حزائه الرياضي الابيض ابتسمت له حين نظرت اليه ليقول لها برفق
ايه يا امي مالك ليه مش عايزه تيجي معانا الدار 
هخربها و ادمرها و اخسر كل اللى فيها بعد ما هحبهم
اجابته سريعا ليقطب جبينه دون ان تغادر الابتسامه وجهه و قال بهدوء
متقلقيش احنى مش هنسمح ابدا اننا نخسرك او انك تخسرينا فى بيتنا الكبير هتلاقي اصحاب و اولاد و احفاد
كان عندى ولاد كتير كان عندى حفيدين جايني فى الطريق بس
اجابته وعيونها تلمع من الدموع ليمسك يديها بحنان و هو يقول
انسي اللى حصل كله و لما نروح الدار هناك تحكيلي كل حاجه و وعد مني اني احاول بكل طاقتي اجمعك بولادك و احفادك
دون ان تشعر
 

تم نسخ الرابط