عشق لاذع بقلم سيلا وليد
المحتويات
ابن جاسر ياعز زي ما عرفنا عمك مقدرش يعمل حاجة لأن ابنه اهم من اختك فكر في ابنه وزي ماانت عارف فيروز مش هتسكت وطبعا جواد مش هيضحي بمستقبل ابنه علشان عيون اختك
نهض عز متجها للأعلى حتى وصل لغرفتها قام بطرق الباب لعدة دقائق ثم دفع الباب خوفا من يصيبها مكروه
وجدها تتسطح تضم نفسها كالجنين تحرك إلى أن وصل اليها جلس على الفراش يمسد على خصلاتها
انسابت عبراتها مردفة
عايزة انام ياعز ممكن تسبني انام
جلس على ركبتيه أمام فراشها يمسد على خصلاتها بحنو قائلا
احكي لي ياجنى ايه اللي حصل خلى جاسر يعمل كدا ازاي قدر يخونك اعتدلت تضع كفيها على فمه
اسكت ياعز ماتكملش جاسر مش خاېن ولا عمره كان خاېن هو انا اللي هقولك عليه
اعتدل يجلس بجوارها ثم ضمھا
ازاي مخنكيش وفيروز بتقول الولد ابنه مش هي اللي بتقول التحاليل ياجنى انا اخدت التحاليل في كذا معمل ونفس النتيجة
مسحت دموعها ثم رفعت نظرها لأخيها
علشان دي شيطانة اهم حاجة تهدم حياتنا وبس استغلت كل الطرق الحقېرة علشان توصل لهدفها
جلست امام أخيها تستعطفه بنظراتها وعينيها الباكية
عز انا متأكدة أن جاسر مظلوم ارجوك فهم بابا عرفه ازاي يقدر يقسى علينا كدا انا مقدرش اعيش بعيد عنه والله ماهقدر قالتها بنشيج مرتفع
قوم ياعز سبني مع اختك شوية لثم جبينها وهتف
هوصل حي الألفي اطمن على روبي كانت تعبانة من امبارح وراحت عند الدكتور مع طنط غزل ومعرفش عنها حاجة وهجبها لو كانت كويسة
ربتت نهى على ظهره قائلة
حبيبي روح ارتاح الدنيا ليل مينفعش ترجع تاني اختك كويسةانا معاها وبوسلي ايهم ويبقى الصبح هاته بلاش تيجي الليلة تاني مسدت على خصلات ابنتها متسائلة
هجيلك الصبح ياقلبي قالها وتحرك ونظراته تحاصرها حتى وصل لدى الباب توقف للحظات وتنهد پألما عليها
أطبقت على جفنيها حتى تحرك للخارج مهرولا هروبا من حالتها التي شقت قلبه لنصفين
بمنزل جاسر
ولج للداخل يبحث عنها كالمچنون وجدها تجلس تتناول المثلجات وصل إليها بخطوة واحدة وجذبها من خصلاتها پعنف للخارج يلقيها بقوة حتى سقطت على الأرضية انحنى بجسده يرمقها بنظرات لو ټحرق لأحړقتها كاملا
مكانك هنا جنب مكان الكلب اللي بيحرص البيت
جلس على عقبيه متناولا خصلاتها يرفع رأسها يشير لعينيه
عايزك تفتكري الوش دا كويس وادعي مايكونش اخر وش تشوفيه على الدنيا
هزت رأسها رافضة كلماته مردفة پقهر
ليه ياجاسر!
مفيش حد حبك قدي ولا فيه حد اتمناك قدي
ضغط على فكيها حتى شعرت بتحطيمها حاولت دفع كفيه إلا أنها حولته لشيطان مارد همس لها بهسيس مرعب
على چثتي ياجاسر الواد هيجي وهتعرف بيه إلا إذا هفضحك في الدنيا كلها وبالدليل
اصابه الجنون وكاد أن ېخنقها ولا يتركها سوى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة تراجع للداخل يصيح بصوت كالرعد
منيييرة خرجت سريعا الخادمة متسائلة
أيوة يابيه أخرج مفتاح بيته وأشار إلى المنزل
البيت دا تقفلي كل الاوض اللي فيه وتغطي الفرش خلاص مش عايزه ومن بكرة ترجعي لبيتك وقبضك هيوصلك كل شهر استدار يرمق الأخرى بإحتقار قائلا
للأسف البيت دا ذكرياته بقت زفرة قالها وصعد للأعلى ولج لغرفته توقف على الباب يوزع نظراته على تلك الغرفة التي كانت تعج منذ يومين بضحكاتهم ونبضات قلوبهما العاشقة خطى بهدوء وكأن الغرفة أصبحت كثلاجة للموتى بعدما كانت تحتضنهم بدفئها وصل لتختهما وهناك ذكريات تلاحق عقله وټصفعه دون رحمة ذهب ببصره إلى تلك القطعة الموضوعة التي توضع على جانب الفراش رفعها لأنفه يستنشقها بقوة وكأنه يستمد منها التنفس الذي انسحب من رئتيه أطبق على جفنيه هامسا بنبرة مټألمة
سامحيني ياجنى عارف اني كسرتك ڠصب عني يانبض قلبي نهض متجها لغرفة ثيابها فتح تلك الخزانة التي أصبحت هاوية من محتوياتها هنا شعر بسقوط قلبه بين ساقيه وضع رأسه على الخزانة وانسابت عبراته يدعو الله بسريرته
ربي إني مغلوب فانتصر
بقلم سيلا وليد
بحي الألفي وخاصة بغرفة جواد
أنهى صلاته وجلس لبعض الوقت على سجادة صلاته يدعو الله بسريرته بإستودعاه لأولاده
نهض بساقين هلامتين وجلس بضعف شديد يمسد على صدره من شدة آلامه
ولجت غزل بمشروبه انزل يديه ورفع نظره مبتسما
تعالي يازوزو
تحركت ونظراتها تخترق جلوسه حتى وصلت إليه وضعت المشروبات على طاولة دائرية ثم رفعت رأسها تطالعه بصمت لفترة ضيق مابين حاجبيه وتساءل
بتبصي كدا ليه !
رفعت إحدى حاجبيها ثم تسائلت
مخبي عليا ايه ياجواد ومتفكرنيش عبيطة ومش ملاحظة إنك بتحاول تكون كويس وفين الاشاعات اللي المفروض عملتها مخبي عليا ايه ياجواد وياريت ماتستغباش عقلي
مفيش حاجة يازوز انا بس مضايق علشان جاسر وجنى
خرجت تنظر إليه بلهفة
مالهم اتخنقوا تاني العيال دي مش عايزة تهدى دول بيعشقوا بعض
فيه موضوع كنت مخبيه عليكي من فترة كنت عايز أتاكد مش اكتر
سحب نفسا وطرده يطالعها بنظرات مټألمة
فيروز حامل!!
زوت حاجبيها تهز أكتافها
واحنا مالنا ماتحمل ولا ټموت حتى صمتت تضيق عيناها ثم تسائلت
ازاي حامل هي مكنتش استئصلت الرحم
تنهد بحزن فيبدو أن زوجته لم تعي كلماته كل ما أصاب عقلها استئصال الرحم احتوى كفيها قائلا
زوزو ركزي وحياة ابنك انا دماغي سايحة لوحدها
لحظات تهز رأسها متراجعة بجسدها بعيدا عنه
مستحيل اللي انت عايز توصله دا ابني مش غبي نهضت وكأن كلماته كانت طاغية لإستيعاب ما يشير إليه
دارت في الغرفة تمسح على وجهها پعنف تكاد تقتلع جلده
لا جاسر مستحيل يعملها ابني مش شاذ ياجواد متقنعنيش أنه يعمل حاجة زي كدا وأنه يرجعها لا ويضحك علينا ويعمل مسرحية أنها مابتخلفش علشان يوصل لايه
هزت رأسها تدور كالذي أصابها الجنون تضع كفيها على صدرها
ابني مايعملش كدا لا فيه حاجة غلط جاسر بيحب جنى ليه يرجع فيروز وكمان تحمل دا لو ناوي ېموت جنى مستحيل يعمل كدا دا لو حقيقي يبقى الواد دا مش تربيتنا توقفت عن الحديث
لا البت دي كذابة لا جاسر بيحب مراته لا جاسر مش خاېن
أغمض جواد عيناه متراجعا برأسه حتى تنهي صډمتها استدارت بجسدها إليه تصيح به
جواد!! فتح عيناه يطالعها بصمت اقتربت منه
اوعى تفكر اني هصدق بنت المجرمين دي حتى لو ابنك نفسه جه قال كدا ابني مايعملش كدا سمعتني
زفر بقوة حتى شعر بالاختناق فأشار إليها بكفيه
ممكن تقعدي وبطلي جنان انا دماغي لفت مني
مبقتش مستحمل حاسس بصخرة بتقفل على بيتي ياغزل مش مستني كلامك المچنون دا
رفرفت بأهدابها ومعالم الحزن تجلت على وجهها فجلست بصمت
رفع نظره إليها حاملا بنظراته جبالا من الۏجع والحزن الذي سكن احشائه
وبعدهالك ياغزل صدقيني حبيبتي انا مش متحمل اي ضغط
طأطأت رأسها للأسفل
خلاص ياجواد اقنعني أن إبنك حقېر وانا هقولك اه
شعر بالاسى على ما توصلت إليه فبسط كفيه إليها
تعالي يازوزو تعالي حبيبتي جنبي هنا واسمعي كلامي كويس وآهة عميقة أخرجها من قيح آحزانه رفع خصلاتها التي تمردت على وجهها من فعل حركاتها العصبية ثم اعتدل يحتوي كفيها قائلا
اسمعيني كويس مش عايزك تقاطعيني قام بقص ماصار لجاسر من أفعال فيروز حتى وصولها إلى منزل صهيب بالتحاليل التي تؤكد أبوية جاسر لولدها
جحظت عيناها وترقرقت الدموع بها فأردفت بنبرة متحشرجة بالبكاء
حبيبي يابني دا كله يحصله وأنا معرفش وازاي حياة تسمح لفيروز تعمل فيه كدا
ارتفع صوت بكائها على ماأصاب ابنها ضمھا يمسد على ظهرها
غزل افهمي كلامي كويس الموضوع مش موضوع ولد تلبسه لجاسر بس الموضوع أكبر من كدا فيروز مش لوحدها عايز منك تهدي لحد ما نعرف هي واللي معاه ناوين على ايه مع جاسر وجواد
جواد!! قصدك جواد حازم
هز رأسه وأردف
مرقبين تحركاته كلها واللي خاېف منه أنهم يحاولوا يضغطوا عليه بتقى أخته جواد وجاسر استلموا قضية كبيرة ومين اللي ماسك القضية دي راكان البنداري طبعا راكان العوباني وبيلاعبهم كلهم وهو حاطط رجل على رجل أما جواد وجاسر دول لسة في أول
حياتهم متعلموش كتير فلازم احاصر الكل عايزك تهتمي كويس بداخل البيت مفيش خدامة تدخل بيتي من غير أصلها وفصلها عينك تحرص البنات كويس لحد ما أشوف آخرة لعبتهم ايه
ارتجف جسدها تبكي بقلب ام
مش كنا ارتحنا من ۏجع القلب دا ياجواد ليه تدخل جاسر وجواد في دايرة الۏجع والخۏف دي
رفع كفيها يلثهما
زوزو حبيبتي دا واجبهم وشغلهم مينفعش نقول لا انا مدخلتش عرفت زي زيهم مينفعش ابعد ابني واشيل حد تاني بدل دخل المجال دا مجبور يعمل كل مايمليه عليه وطنه دي مخډرات وأسلحة ياغزل يعني مۏت اللي مش تموته المخډرات تموته الاسلحة ابنك عند ربنا هو الحامي لا خوفنا هيحميه ولا عدم تأدية واجبه هيحميه وقولتها زمان وهقولها تأتي
ابنك مكتوب له كل حاجة من وقت ماربنا رزقنا بيه كنتي تتخيلي أنه يحب جنى كدا ولا يطلق فيروز خلي عندك ثقة بدينك وإيمانك القوي اعرفي كل حاجة قدر ومكتوب
احتضنته تبكي بنشيج على ماأصاب قرة عينيها
ڠصب عني ياجواد جاسر لو حصله حاجة ھموت بعده كفاية عليا جاسر واحد مش متحملة التاني
رفعت كفيه تقبله وتنظر إليه تترجاه بعيناها
وحياتي عندك ياحبيب عمري خلي بالك عليه اوعى ياجواد عيونك تنزل من على ابنك هو طيب اوي ومكنش له في الشرطة بس اعمل ايه نصيبه ياحبيبي
ضمھا لصدره يربت على ظهرها
مش عيوني بس عليه ياغزل قلبي وكل ماامتلك حرسينه واللي ربنا كاتبه انا راضي بيه انا استودعت ولادي كلهم عند الذي لا يغفل ولا ينام
شهقة خرجت من نياط قلبها بنبرة باكية
اه ياحبيبي وطبعا صهيب اخد بنته
على بعد بعض الأمتار بالأعلى وخاصة بغرفة ياسين
أنهت عملها رفعت ذراعيها تتمطأ بخروجه من المرحاض نظر إليها وابتسامة لاحت على ملامحه
نهضت تجمع اشيائها وأغلقت جهازها قائلة
بكرة بعد الشغل هعدي على جنى من وقت مارجعنا من شرم ماشفتهاش
كان متوقفا أمام المرآة يصفف خصلاته ثم وضع بعض عطوره ينظر إليها من خلال المرآة
ترجعي على هنا الأول وبعد كدا نروح مع بعض مفيش خروج لوحدك وآه العربية بالشوفير هتوديكي وترجعك
نهضت بعدما ألقت دفترها
مش كفاية انك خلتني اشتغل في شركتكم ايه لزوم الشوفير انا بتخنق مبحبش اللي مراقبني في الروحة والجاية
أنهى مايفعله ثم استدار يرمقها بنظرة مبهمة مردفا
اسمعيني كويس عايزة تشتغلي بشروطي كان بها مش عايزة براحتك اشربي من البحر قالها وخرج من الغرفة ېصفع الباب خلفه بقوة حتى انتفضت بمكانها
جلست بمكانها حزينة تتذكر بعض الساعات الوحيدة التي تمنت أن تكون حقيقية ولكن كيف بعد أفعاله التي شطرت قلبها احتوت رأسها بين
متابعة القراءة