رواية جديدة رائعة
المحتويات
قائلة
دخليني أوضتي يابنتي معلش عاوزه انام شوية
همس باعتذار اقعدي يا ماما فيصل ميقصدش يضايقك
مسدت والدته فوق رأسها بحب وامتنان هامسه بخفوت
عارفه يابنتي أنا بس محتاجة ارتاح
ساعدتها همس على الهروب إلى غرفتها واختبأت تلك المرأة التي نجحت في كل شيء وعجزت عن تخطي رجل لم يفلح سواه في احتلال فؤادها فباتت على هامش الحياة عاجزة عن النسيان ورافضة للاستمرار لكنها مازالت تهواه رغم كل ما مضى.
ليه كده يا فيصل من أمتى بتتعصب على والدتك كده
ضمھا إليه بشدة أوجعتها لكنها تمالكت نفسها وهمست إليه
أنا معاك اطمن
أخبرها بصوت کسير قائلا
شفته النهارده ياهمس كنت في حفل تخرج لدفعة جديدة ولمحته بالصدفة كان هيطير من السعادة بابنه أخويا اللي معرفش اسمه كان بيتخرج وابويا اللي عمري ما شفته كان بسعادة سعادة مفيش حد فيهم يستحقها لأنها بتوجعني وبتحرق قلبي.
متفكرش فيهم فكر في والدتك فيا وفي حياتنا وأولادنا
بقي صامتا ينظر إليها باحتياج إلى أن اوضحت مقصدها قائلة
أنا حامل يا فيصل
انتظرت منه حماسا سعادة فعلا يعبر عن رأيه لكنه لم يبادر بأي شيء بل تحرك مبتعدا ينظر إليها بحزن قائلا
اقتربت هي والقت بنفسها إليه تستمد منه وتمده بعض الأمان تدرك مخاوفه رغم رفضها لما يقول إلا انها لن تسمح لماضيه أن يحرمهما تلك اللحظات الفارقه ضمته بضعف واستكان هو متنهدا بتيه تحدثت إليه بتفهم قائلة
انت هتكون أجمل وأحن أب في الدنيا مفيش غيرك يستحق يبقى أبو ولادي يا فيصل
فيصل خاېف يا همس.
همس بصدق وأنا خاېفة اكتر منك بس وجودك بيقويني وبعدين ينفع كده تضيع فرحتي أنا كنت عامله خطه علشان افاجئك انت وماما.
حملها دون جهد فشهقت بفزع قائلة
بتعمل ايه يا مچنون هتوقعني.
فيصل بحبك
ضمت جسدها إليه تختبيء بين أضلعه وغابا سويا يغتنمان لحظات من السعادة اضاعها فيصل من بين يديه ويديها.
تحدث تامر بسعادة بما وصل إليه بجهده دون مساندة من أحد قائلا
كانت سوزي شارده وبصرها مسلط فوق تلك الشقراء المائعة التي تخص تامر بنظرات لم تستصيغها سوزي
اقتربت منها تتساءل بغرور وفضول
انت شغاله ايه هنا سكرتيره
اجابها تامر بامتنان واعجاب وتقدير لما فعلته هاله لمؤازرته
استاذه هاله دي ست الكل من غيرها منعرفش نعمل حاجة مسؤولة العلاقات العامة وماشاء الله بتتكلم ٥ لغات
سوزي باستعلاء اهه تشرفنا
اقتربت من تامر قائلة بدلال
ممكن ندخل المكتب أنا تعبت من اللف
تامر بحب آه طبعا بعد اذنك يا استاذه هاله المدام تعبت من الواقفه.
هاله بنظرات غامضه يغلفه بعض الغيرة والانكسار.
اه طبعا اتفضلوا
تحركت سوزي بمشاعر متقده بين غيرة وڠضب وشعور بالټهديد من منافسه تعلوها جمالا
ما ان أغلق تامر باب المكتب اندفعت سوزي صوبه تهتف بشراسة
مين البت الملزقة دي وبتبصلك كده ليه
تامر بهدوء مسمهاش بت وملزقه فين دي لبسها محترم أوي
سوزي وانت بقى بتقعد تتأمل لبسها وجماله
تامر لأ مقصدش وبعدين اللي يشوفك يقول غيرانه
سوزي أنا اغير من دي!
تامر أنا اقصد تغيري عليا
سوزي بمكر اكيد بغير عليك مش جوزي
تامر طيب كويس الحمد لله
سوزي انت بتتريق طب ايه رأيك بقى البت دي مش سهلة وعينها منك
تامر بثقة عارف!
سوزي پصدمة عارف ايه وعادي بالنسبه ليك يعني انها تبقى عينها منك
تامر بهدوء ما قولتلك قبل كده اللي مش عاجبك ممكن يعجب غيرك كتير
سوزي اه ده انت قاصد ټحرق دمي بقى المفروض تحط في بالك انها لو هتبصلك هتبقى طمعانه فيك يا حبيبي
تامر بنظرات ساخرة اطمني أنا واخد بالي كويس ومفيش واحدة تقدر تلعب بيا وعارف ان كل حاجة وليها سعرها.
سوزي تقصد ايه يا تامر
تامر ولا حاجة تحبي تشربي حاجة ولا نخرج نتعشى بره
اجابته على مضض خلينا نخرج أنا اتخنقت من المكان ده.
ومأ إليها وانصرفا تتبعهما نظرات هاله التي لن تمرر الأمر هكذا فتامر زوجها هي الأخرى ولها فيه ما لتلك الفتاة الحمقاء حتى وان كان زواجهما طي الكتمان فقد أن الأوان لكي تعلن زواجهما.
ثقلت همومها فبات الحمل قاټلا خيل إليها أن كل ما يدور من حولها راجع إلى فشلها في اتخاذ القرار باتت زوجة فاشلة وحبيبة عاجزة عن احتواء من احبت وأم بائسة تكاد إحدى فتياتها أن تنته حياتها قبل أن تبدأ أصابها ألم حاد وغثيان قاسې جعلها تبدو كما المۏتى اقتربت تقوى من غرفتها قائلة بصوت عالي
ماما انت لسه نايمة ولا إيه
اجابتها بصوت وصل إليها بالكاد
أنا تعبانة النهاردة يا تقوى سيبوني ارتاح شوية
تقوى طيب احضرلك حاجة تاكليها
دون تردد اخبرتها لأ مش عاوزة أكل عاوزة أنام وبس
ابتعدت بخطوات هادئة والقت رضوى برأسها فوق وسادتها تبكي بړعب يتزايد كما الطوفان الجامح هل هناك من مخرج لما يحدث هل من احد يمد إليها يده فينتشلها قبل أن تفقد ما تبقى لديها من مقاومةاغمضت عيناها بتعب وغاصت في نوم أشبه بمۏت ترجوه.
مضت ساعات ولم تخرج إلى فتياتها فبدأ القلق يتسرب إليهن لكن لا واحدة تجرأت على ايقاظها انتاب مصطفى هو الآخر القلق خاصة بعدما هاتفها عدة مرات ولم تجبه فلجأ إلى تقوى الابنة الأوسط والأقرب إليه قائلا
ماما فين يا تقوى بكلمها من الصبح مبتردش عليا!
تقوى ماما نايمة في اوضتها وشكلها تعبانة أوي
مصطفى تعبانة ازاي حصل ايه!
تقوى مفيش حاجة هي رجعت من برة شكلها مش طبيعي ودخلت اوضتها ومن وقتها مخرجتش
مصطفى تمام أنا نص ساعة وأكون عندكم في عندك أكل ولا اجيبلكم حاجة من المطعم
تقوى ماما عاملة اكل من إمبارح بس لو تحب هات بيتزا مش هنقول لأ
ابتسم قائلا
ماشي يا لمضة أجبلك بيتزا
لم يمر الكثير أقل من ساعة وعاد إلى سكنه يحمل بين بيديه علب الطعام وبعد المشروبات لبناته وعلبة من الشوكلاته الفاخرة لرضوى لا يعلم لما احضرها لكنه يسعى لاستعادة ما فقدته لم تعد كما كانت اختفت بسمتها الصافية وغدت بسمة واهنة تبدو كما الشمس التي تحجبها غيوم الألم.
اختطفت من تقوى الطعام بمرح وكادت أن تجتذب تلك العلبة الملفتة للنظر فرفعها قائلا
دي لماما يابت روحيي يلا اتعشى مع اخواتك وأنا هشوف رضوى
ابتسمت إليه بشقاوة قائلة
هتعشي
وأروح لماما اخد منها الشوكلاته رضوى مش بتاكل حاجة من غيرنا.
أومأ موافقا على ما تقول وتوجه بلهفة نحو غرفته
رضوى أنا جيت.
رفعت رأسها بصعوبة فهرول إليها رغم الألم المصاحب له عند حركته هامسا
في إيه شكلك تعبان أوي متصلتيش عليا ليه
ألقت بجسدها إليه تبكي بيأس هامسة
أنا تعبانة أوي يا مصطفى هو أنا ليه فاشلة في كل حاجة ليه! أنا والله حاولت كتير اصلح حياتنا بس مفيش فايدة
نظر إليها بترقب
انت زعلانة مني على فكرة أنا قضيت اليوم مع البنات لأنهم واخدين تطعيم وتعبانين وانت عارفة أمي مش هتهتم.
حركت رأسها بتعب قائلة أنا محتاجة اتكلم معاك في موضوع بس اوعدني تتصرف بهدوء علشان خاطري يا مصطفى لو ليا خاطر عندك تسمعني للآخر وتحاول تشوف حل
انتبه إليها بكامل تركيزه قائلا
سامعك يا رضوى إيه المشكلة حد من البنات عمل حاجة!
اجابته بتردد
أيوة مرام يا مصطفى مرام هتضيع من ايدينا ولازم نتصرف أنا مقدرتش احميها مقدرتش.
تبادل اساف اطراف الحديث مع محمود الذي استطاع ببراعة كسب ثقته واجبار فيصل على المشاركة في الحوار إلى أن لاحظ محمود نظرات فيصل المعلقة بهمس الشاردة كما لو كانت مغيبه في عالم أخر فتساءل بمرح
حضرتك معانا يا مرات أخويا شكلك مشغوله في موضوع مهم
نظرت إليه همس بحرج ومازالت صامته فقد انجرفت مع تلك الذكريات وتغافلت عن وجودهم تحدثت پاختناق سعت إلى اخفائه لكن فيصل استنبطه من نبرة صوتها الخاڤت قائلة
لا والله معاكم أنا هعمل قهوة حضرتك بتشربها ايه
محمود اسألي استاذ اساف الأول
همس لأ اساف أنا عارفه انه بيشربها ساده
فيصل اخلص وقولها بتشرب قهوتك ايه.
محمود يابني بالراحة عليا انت ناقص تقولي قوم روح
فيصل يعني لو قولتلك هتروح
محمود لأ
ابتسمت همس وعلق اساف قائلا
ربنا يخليكم لبعض علاقة الأخوات من أجمل العلاقات في الحياة
وصلت تلك الجملة إلى مسامع فيصل لينفجر ضاحكا إلى أن ادمعت عيناه ونظر إليه محمود بحزن وتعاطف بينما تألمت همس لضحكاته الكاذبه التي تعلم يقينا أنها بكاء مستتر يخفي خلفها صڤعات والده الجاحدة
لم يستطع فيصل التوقف عن الضحك إلا عندما اعتدل محمود واقفا معتذرا بلباقة قائلا
انا لازم امشي حالا متشكر جدا عالعشا وان شاء الله نتقابل قريب
اساف وقد استشعر توتر الأجواء من حوله أنا كمان مضطر امشي فرصة سعيدة جدا يا دكتور فيصل تسلم ايدك يا همس الأكل اكتر من رائع
همس بألف هنا هسيبك ترتاح وبكره ان شاء الله نتكلم
فيصل بجدية وكأنه لم يكن يقهقه منذ قليل شرفتونا يا جماعة
مد اساف يده مودعا اياه وفعل محمود نفس الشيء لكنه همس إليه بصوت خاڤت
أنا أسف يا فيصل رغم اني مليش ذنب في أي حاجة حصلت بس صدقني أنا اسف جدا.
وقد تهدأ الأصوات ويحنو علينا الليل ويأت بسكونه لكن ذاك الأنين المتلاحق بداخلنا لا يمل ولا يهدأ فثورته لا تخمد مهما مضى ليل ولحق به نهار جديد.
بقى بمجلسه وعيناه تنظر إلى الفراغ وجهه متجهم وملامحه هادئة لكنه يتألم يتساءل وتساؤله لا يرحم بل يجلده دون ذنب يعلمه لم هو حائر هكذا ومتى تنتهي حيرته
اقتربت منه همس قائلة
قوم ارتاح يا فيصل انت ايه مقعدك لحد دلوقت الفجر أذن.
نظر إليها باشتياق فأشاحت بناظريها عنه لا طاقة لها بصدام جديد وربما هي مشفقة عليه من ثقل آخر يرهقه.
ابتسم بتيه قائلا
نفسي أصلي أنا وانت يا همس.
همس بصوت متوتر
قوم اتوضى وصلي.
فيصل وانت!
همس أنا صليت الحمد لله وكنت قايمة اطمن عالولاد وفكرت انك مشيت اتفاجئت انك لسه قاعد.
فيصل بهدوء وأنا قولتلك اني راجع بيتي من تاني بيتنا يا همس
همس بتعب اللي يريحك تقدر تدخل الأوضه تنام الأوضة نضيفة أنا مش بنام فيها اصلا
فيصل ليه!
همس بهدوء نيرانه ټحرقها دون أن يلحظها أحد سوى قلبها المشتعل بداخلها.
ملوش لازمه الكلام دلوقتي يا فيصل اليوم كله كان مرهق وأنا وانت محتاجين نرتاح.
اعتدل فيصل واقفا وبصره لا يحيد عنها تراجعت هي قليلا تسعى
متابعة القراءة