للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى

موقع أيام نيوز


الدائم لدائرة خصوصيتها وهى لم تتعمد الإخفاء مسبقا سوى لتيقنها أن عمرو لا يراها سوى زميلة عمل وهى بدورها ليس لديها القدرة لاتخاذ الخطوة الأولى تجاهه .لذا فضلت الصمت وكتمان ما يكنه قلبها له عن الجميع سوى مريم صديقتها فرغم أن عمر صداقتها هى ومريم ليس طويلا بل هو نفس مدة عملها بالمدرسة إلا أن مريم أثبتت أن قوة الصداقة لا يحتاج لطول الزمن بل يكفيه نية طيبة وحبا فى الله 

طال صمت رزان وسامى يخشى الضغط عليها لكنه فقط أراد أن يطمئن أن هذا العمرو لم يعبث بمشاعر ابنته أو يستغل براءتها المفرطة والتى تعد عملة نادرة فى هذة الايام 
حسمت رزان أمرها وقررت مصارحة والدها فهى لم تخطئ بشئ لتخفيه وإن وجد من يستحق أن تفتح له قلبها فهو والدها خاصة بعد أن اطمئن قلبها تجاه عمرو وتيقنت من نيته الصادقة
للارتباط بها فنظرت لوالدها بخجل وقالت يا بابا انا هكلم حضرتك بصراحة 
ابتسم لها سامى وهو يتمسك بكفها المرتعش ليطمئنها وهو يقول وده ظنى فيكى يا رزان
تنهدت تستجمع شجاعتها وهى تنظر لكف والدها الذى يحتضن كفها بحنان وقالت عمرو زميلى هو فى المدرسة من قبلى هو واستاذ كريم ابن خالته .حضرتك عارفنى كويس انا ماليش في العلاقات والكلام والاجتماعيات حتى بقلل منها بحب ابقى لوحدى 
نظر لها سامى فعادت تستجمع شجاعتها وهى تردف بصوت مرتعش عمرو ماكانش ليا كلام معاه نهائى هو مش تخصصى والمعاملة على قد السلام لكن....
ربت سامى على كفها وقال ايوة لكن ايه يا حبيبتي
اخفضت رزان عينيها خجلا وقالت بصوت خفيض قلبى اتعلق بيه من غير سبب ..لقيت نفسي بتشد له يوم ورا يوم ومش قادرة امنع نفسى ولا قادرة اعبر عن مشاعرى ...وصلت لمرحلة انى فكرت اسيب المدرسة علشان ابعد عنه يمكن قلبى ينساه .لكن حتى الخطوة دى مقدرتش اعملها 
تسلل الحزن لقلب سامى لأجلها فصغيرته كانت تعانى بصمت عانت من أشد ما قد يؤلم انسان الحب لقد أحبت الفتى واخلصت له قلبها ولكن هل احبها هذا الفتى هل يستحق أن يمنحه ابنته الغالية 
ساد بينهما لحظات من الصمت قطعها سامى حين قال بس هو عاوز يتقدم لك زى ما قالى فى التليفون .هو اخد الرقم منك
هزت رأسها علامة النفى ثم قصت على والدها حوارها القصير مع عمرو هذا الصباح وموقفها وموقف مريم صديقتها 
كان سامى واثقا من صدق كل كلمة تفوهت بها ابنته كما أنه واثق ايضا من صدق مشاعرها تجاه عمرو لذا حين ضمھا لصدره بحنان ينزع عنها التوتر الذى ألم بها أثر هذا الحوار عزم أنه لن يكسر قلب ابنته مهما كلفه الأمر وإن كان هذا العمرو يصلح كزوج بنسبة خمسين بالمئة فسيزوجها له ويعمل على إصلاحه حتى يصبح جديرا بإبنته 
غادر غرفتها بعد قليل وهو نادم على تقصيره تجاه ابنته أنها فتاة وحيدة منطوية زاد انطوائها بعد انفصاله عن والدتها منذ كانت بالثانية عشر من عمرها 
توجه لغرفته يتذكر كم الخلافات التى نشأت عليها هذة الصغيرة فوالدتها لم تتحمل ظروف عمله ورغم أن له منها ثلاث ابناء رزان اصغرهم إلا أنها صممت على الانفصال ولم تطالب ايضا بحضانة اولادها وأثر هذا الأمر فى الأبناء الثلاثة عامة وفى رزان بصفة خاصة لانها الابنة الوحيدة من جهة ولأن امها تخلت عنها فى اشد مراحل عمرها خطۏرة
كانت ليلة صعيبة جدا على سامى ارقته ذكرياته وتألم لحال ابنته وكم تمنى أن يعود العمر وسيضحى بأى شئ إلا ابتسامتها التى فقدتها بشكل شبه نهائي بعد انفصاله عن والدتها حتى أنه اقدم مؤخرا على التقاعد رغم عدم بلوغه سن التقاعد بعد فقط خشية فقدانها لكن يبدو أنه تأخر في هذه الخطوة ايضا.
ذهبت رزان لعملها فى اليوم التالى وتحاشت تماما أن تلتقى ب عمرو بينما كان عمرو يراقبها بصمت ويحترم خجلها منه فلم يحاول أن يقترب منها أو يتحدث إليها واكتفى بإبتسامة هادئة حين تقابلا قسرا بأحد الممرات لتبتدله هى ابتسامة خجلة لتشتت تركيزه لبقية اليوم ويبدأ قلبه يعترف قسرا بأنه يميل لها .سيكتشف قريبا أنه مجبر على الاعتراف بالمزيد فالحب لا مفر منه إلا إليه أو تحكم على قلبك بالألم للأبد
أما كريم فقد كان سعيدا للغاية من أجل عمرو وكانت مريم تحمل نفس السعادة لأجل رزان وقد اخبرتها انها ستدعمها وتكون بجوارها دائما بمجرد أن تتم الخطبة ولن تتركها إلا عروسا فى بيت زوجها لتشعر رزان بشئ من الطمأنينة فهى كانت بحاجة حقيقية لدعم نسائى فهى بلا اية خبرة ولن تتمكن من اجتياز هذة المرحلة بمفردها أما عن والدتها فهى اخر من يمكنها طلب المساعدة منه فالاخيرة منذ انفصلت عن والدها وهى غير مكترثة لامرهم حتى أنها لم تحضر زفاف شقيقها الأكبر بالعام الماضي
مساء فى منزل سامى 
يجلس عمرو بخجل بجوار سلوى التى تتفحص عينيها المكان حولها بجرأة شديدة استاء منها سامى كما يجلس رامز الشقيق الأكبر ل رزان ورائد الشقيق الأوسط 
يرحب الجميع ب عمرو ووالدته بينما تولت هنا زوجة رامز تقديم الضيافة ثم توجهت بناء على طلب سامى لتدعو رزان للترحيب بالضيوف
خرجت رزان وهي. تسبل جفنيها أرضا من شدة الخجل ليسترق عمرو النظر إليها فيزداد إعجابا بها فهى تتأنق بفستان رقيق ونفس حجابها الذى يغطى نصفها العلوى كاملا ولم تستعمل ايه مساحيق تجميل وهذا زاده إعجابا بها فهى بالواقع لا تحتاج إليها هو يراها فاتنة بكل الأحوالنعم ستتوالى الاعترافات يا صاحب القلب الغر 
نظرت سلوى ل رزان ليمتلء قلبها حقدا عليها فهى جميلة حقا ستسلب لب ابنها وتفقده صوابه تعمدت عدم الوقوف والترحيب بها بحجة السن بينما أسرعت رزان تقبلها بود حقيقي وكم شعرت بالراحة لكون امه ترافقه وظنت انها قد تجد اخيرا من يعوضها عن الحنان الذي افتقدته
بعد فترة من المجاملات والأحاديث العامة قال عمرو بصوت يهتز خجلا حضرتك انا زى ما قلت لحضرتك فى التليفون اتشرف واطلب الآنسة رزان 
رسمت سلوى ابتسامة زائفة فقد تعمدت عدم طرح الموضوع وظنت أن عمرو سيخجل من الحديث بينما انتظر هو حديثها وحين طال انتظاره تجرأ وتحدث ليسود الصمت للحظات ثم يقول سامى طبعا انت لم كلمتنى امبارح انا كلفت واحد من تلمذتى يتحرى عنك وكل المعلومات اللى قدمها في صفك انت فعلا شاب ممتاز 
تهللت اسارير سلوى وهى تقول بفخر طبعا يا استاذ سامى انا ابنى مفيش فى أخلاقه 
نظر لها سامى لحظات فقد أدرك منذ البداية أن هذه المرأة ستكون العائق الوحيد أمام سعادة ابنته ثم قال لكن في تفاصيل لازم اعرفها منك انت شايف المستوى اللي رزان عايشة فيه طبعا مش هطلب منك فى بداية حياتك تقدم لها نفس المستوى لكن طبعا مش هقبل كمان بأى وضع يقلل من استقلاليتها وخصوصيتها 
فهم عمرو فورا أن سامى يرمى لعدم موافقته لاقامته مع أمه وهو نفسه لم يكن ليقبل بهذا نعم سيكون معها بنفس العقار لكن ليس بنفس الشقة فهو يعلم جيدا تحكمات والدته وأسلوبها مع شقيقاته الذى يرفضه تماما وهو لن يعرض رزان لضغوط امه ابدا لذا فقد هز رأسه بتفهم وقال حضرتك احنا طبعا عندنا شقة بابا الله يرحمه وانا عايش فيها حاليا مع والدتى لكن عندى شقة فوقها بإسمى دى اللى هنتجوز فيها إن شاء الله بعد موافقة حضرتك وبكدة اكون وفرت ل رزان الخصوصية اللى بتحتاجها كل زوجة وفى نفس الوقت اكون قريب من والدتى 
هز سامى رأسه بتفهم فهو فتى ذكى ويبدو أنه سيحسن التعامل بين زوجته وأمه وهو. لا يريد اكثر من راحة ابنته كما أن الفتى بار بأمه ومن يبر أمه لا يفرط في زوجته وهذا ايضا يطمئن قلب سامى تجاه عمرو 
لكن كان سامى يشعر ببعض القلق حيال عملهما سويا فقد ينتهز عمرو ذلك ويتقرب من رزان دون وجه حق إلا أن عمرو كان حازما أمره لكل شئ فقال بهدوء لكن انا ليا طلب عند حضرتك
نظر له سامى وقال بهدوء اتفضل
عمرو لو لينا نصيب إن شاء الله حضرتك عارف اننا زملاء ومحبش حد يجرح رزان بكلمة أو نظرة هى من يوم ما اشتغلت محدش اتجرا رفع عينه فيها ومحبش يحصل كدة بسببى الناس اللى نفوسها ضعيفة كتير 
سامى ده شئ شاغلنى انا كمان فعلا 
عمرو بتوتر يبقى حضرتك توافق نكتب الكتاب علطول وبكدة محدش يقدر يتكلم عننا نص كلمة 
نظر له سامى پصدمة ايعقل هذا !!ايزوج رزان بهذة السرعة!! بينما تحدث رامز وقال ازاى نكتب كتاب علطول احنا مالحقناش نعرفك كويس نديك اختنا كدةببساطة 
ربت رائد على ساق رامز ليهدئه ثم قال صراحة يا بابا انا شايف ده حل مناسب واحنا يا رامز مش هنكتب الكتاب بكرة وبعدين حتى بعد كتب الكتاب فى فترة مفيش جواز علطول يعنى قدامنا وقت نعرفه كويس 
نظر عمرو ل رائد بإعجاب وشعر أن عقليتهما متشابهة فقال بالضبط ده اللى عاوز أقوله احنا فاضل شهر على الدراسة ما تنتهى وهحتاج شهر بعده على ما اخلص الشقة يعنى قدامنا شهرين على الجواز 
ظل سامى صامتا لبرهة هو يعرف حقيقة شعور رزان تجاه عمرو وقد عاهد نفسه أنه لن يخذلها والفتى محق فى حديثه لكن قلبه غير مستوعب لسرعة مجرى الأحداث نظر ل رزان ليجدها مطرقة الرأس ليقول يبقى كتب الكتاب بعد عشر ايام يادوب نلحق 
ابتسمت رزان وابتسم عمرو استرق نظرات إليها تحت انظار والدها المنتبهة له 
ليمر اللقاء بسلام ويطلب عمرو لقاء اخر لاحضار شقيقاته للتعرف إلى رزان ومباركتها ليؤجل سامى هذا اللقاء لبعد شراء الشبكة التى ستتم فى اليوم التالى كما اتفقوا جميعا 
لينصرفوا وعقل سلوى يغلى حقدا وتفكر فى طريقة لإبعاد رزان عن ابنها بسرعة فقد وضعتها فورا فى خانة العدوة التى عليها مقاتلتها بضراوة لتستعيد ابنها الغالى
فى منزل ناصر 
يدلف للغرفة ليجد چيلان منشغلة بالطقم الذى اشترته ليجلس بجوارها بهدوء متسائلا حبيبتي بتعمل ايه
تبتسم چيلان وهى تقول ببساطة بقص الصور على قد القلوب
يمسك الصورة التى تجمع كريم ورانيا بتعجب متى إلتقطا صورة معا لتسرع چيلان تجيب سؤلا لم يطرحه فتقول انا صورتهم وحمضت الفيلم فورى 
فتحت أحد القلوب لتقول بسعادة غامرة القلب ده فيه انا وانت
ثم فتحت قلبا اخر لتضع صورة كريم ورانيا وتقول والقلب ده رانيا وكريم
يمسك ناصر السلسال بين أصابعه ويقول طيب والباقى 
تمسك چيلان كفه الذى يمسك السلسال وتسحبه لصدرها لتضمه بحب لم يخبت طوال مدة زوجهما التى اقتربت من الاربعين عاما لتقول
 

تم نسخ الرابط