للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى
المحتويات
فهى تعدو وهذا أمر يرونه للمرة الأولى فهى دائما هادئة فى كل شيء أسرعت مريم تسألها ما الخطب لتطلب منها الانفراد فتنزويا معا بأحد الأركان لتقص عليها ما حدث بأنفاس متلاحقة ليكون ل مريم نفس رد الفعل ونفس شهقة الفزع لكنها سرعان ما تسيطر على نفسها عكس رزان التى تنتفض حتى الآن لكن مريم تخبرها بضرورة إبلاغ عمرو بالتوجه للقاء والدها فقد يعد موقفها رفضا لعرضه
خرجت تبحث عنه وكان بأحد الفصول طرقت الباب فأذن لها لكنها وقفت خارجا وهى تقول تسمح لحظة يا استاذ عمرو
اقترب عمرو منها وهو متوتر فهو. على يقين انها تحمل رد رزان على مطلبه الذى باغتها به علت دقات قلبه وهو يتساءل أى خدمة يا استاذة
امسك بالورقة وتوتره يزداد حتى شعر أن ارتجافة قلبه قد انتقلت لاصابعه وهو يقول ايه ده
فتح الورقة ليجده رقم هاتف والد رزان فنظر لها وقد تبدلت ملامحه للراحة وهى تقول مش ده اللى بتدور عليه ولا انا غلطانة
اسرع يقول بإبتسامة بلهاء لا يا استاذة مش غلطانة انا متشكر جدا
توقفت ونظرت إليه فقال اتصل امته
ابتسمت وهي تقول وقت ما تحب
وغادرت لتتركه بقلب غير الذى لاقاها به وهى تبتسم بسعادة فهو لا يليق إلا بها .
نقل عمرو ل كريم هذة الاخبار السعيدة فى طريق العودة فاليوم كريم غير ملتزم بأية حصص رغم قرب نهاية العام الدراسي إلا أنه عمل بالأمس مجهودا مضاعفا ليتفرغ اليوم للقاء حبيبته حيث تم الإتفاق على شراء الشبكة وهو يتحين هذة الفرصة فقد يتسنى له أن يعرف سبب نظرة الحزن بعينيها فى آخر زيارة له
يقف حسام ويسرع يحتضن كريم وعلى وجهه علامات السعادة الحقيقية فيبادله كريم ضمته بسعادة غامرة بينما يقول حسام مبارك يا كرم ..اخيرا يا اخى لقيت اللي. تفك عقدتك
يدفعه حسام ممازحا وهو يقول اكيد طبعا ربنا يتمم بخير
نظر كريم الى باسل الذى يغفو بوداعه على ذراع ضحى فهو يعشق هذا الصبى لتسرع ضحى قائلة لا ما تفكرش تصحيه دوخنى على ما نام
بينما ينظر لها كريم بعند ويقول بمشاكسة معهودة منه حد قالك تنيميه
ومد كفيه ليلتقط باسل ويتجه به نحو غرفته
حاول كريم كثيرا مع والدته لتصحبه أثناء شراء الشبكة ل رانيا لكنها رفضت بشدة رغم إلحاحه عليها وتمسكت بالرفض لتمنحه مساحة من الخصوصية معها ويكفى أن والدتها ستصحبهما وكذلك حسام
يقف الأربعة بعد ساعتين فى محل الصائغ لتنتقى رانيا خاتم وسوار بغاية الروعة والرقة يتناسبان معها تماما ثم يصر كريم أن تنتقى له خاتم فضى فتلبى طلبه وتنتقى له ما يتلاءم مع خاتمها فيشكل الخاتمان ثنائيا رائعا يليق بالثنائى الذى سيتحلى بهما
انفردت چيلان بالصائغ وهو يعرض عليها مجموعة من الاطقم الذهبية حسب طلبها ليجدها كريم فرصة رائعة للتحدث مع رانيا بشئ من الحرية خاصة لانشغال حسام ايضا بمراجعة الحساب فيقترب ليقف أمامها تاركا مساحة من الفراغ بينهما ليقول ممكن اعرف انتى زعلانة ليه
لم يستطع أن يمنع تلك الابتسامة التى تسللت لشفتيه والتى تنبع من قلب مغتبط سعيد فحبيبته تغار عليه وهذا دليل احساسها بنفس إحساسه لكنه لا يرضى لها الحزن مطلقا فاسرع يرفع عنها هذا الحزن ويوضح لها الامر قائلا دى تبقى رزان زميلتى حاليا وهتبق خطيبة عمرو خلال أيام إن شاء الله يعنى شغلها معانا هيبقى زى شغلك بالضبط هتبقى مرات اخويا
رأى الراحة على قسمات وجهها فورا أثناء حديثه لتقول شكلك بتحب عمرو اوى
يتحدث كريم بتلقائية وسعادة زى حسام بالضبط عمرو مش ابن خالتى بس لا ده رفيق عمرى
اتسعت ابتسامتها ليزداد اشراق وجهها وهي. تقول ربنا يبارك لكم فى بعض بارك له بالنيابة عنى
انتقلت چيلان طقما ذهبيا ابتاعته يتكون من سلسال رقيق يحيط الرقبة تماما تتدلى منه خمسة قلوب قابلة للفتح وسوار ثنائى الالتفاف يربط بينهما قلبين كبيرين وخاتم على هيئة عدة قلوب متداخلة
اقترب منها كريم ورانيا فإبتسمت لهما بصمت حاول كريم دفع ثمن الطقم إلا أنها رفضت بشدة وأخبرته أن هذا هديتها وناصر لابنتهما وأنها ستضع بأحد هذة القلوب صور لهما وطلبت منهما الاقتراب لتلتقط لهما عدة لقطات معا بالكاميرا التى احضرتها خصيصا لذلك وستنتقى افضل اللقطات لتضعها بقلب اخر وعليهما ملء القلوب المتبقية بصور ابناءهما فى المستقبل
فى منزل عمرو وقد جلس يتحاور مع والدته بشأن زواجه من رزان وهو يحاول اقناعها بأن رزان لم تسرق قلبه وأنها ليست فتاة لعوب اغرته بأى شكل كان بل هى فتاة فاضلة أعجبه اخلاقها
بينما ترفض سلوى هذة الفكرة وتسئ الظن بفتاة لم تتعرف عليها حتى لمجرد أن ابنها اعلمها انها زميلته بالعمل فإفترضت فورا أن الفتاة قامت برسم مخطط وألقت شباكها على ابنها لتستحوذ عليه دونها وهى لم تضع افتراضا وتبحث عن حقيقته بل وضعت افتراضا وافترضت صحته وصدقت ذلك
يتنهد عمرو وهو يحاول تغير رؤيتها ل رزان فيقول يا امى الله يرضى عليكى .بس تعالى معايا وشوفيها وانتى تصدقى دى بتتكسف من خيالها
بينما تصر على رؤيتها العقيمة وتقول وأما هى بتتكسف جبت رقم ابوها منين
ظن ان بمقدوره تغير رؤيتها فقال من واحدة صاحبتها زميلتنا بردو
لتجدها هى فرصة لإثبات رؤيتها له فتقول علشان تصدق كلام امك اكيد هى اللى بعتتها .ما انت عريس لقطة .كان يجرى ايه لو شوفت لك انا واحدة محترمة نقاوة عينى
نظر لها عمرو كاظما غيظه ثم قال ماما رزان محترمة جدا ومعانا فى الشغل من اكتر من سنتن محدش شاف عليها غلطة ابدا
صمتت سلوى قليلا تراجع أمرها بسرعة فيبدو أن ابنها مصر عل هذة الفتاة لابد انها أحكمت سيطرتها عليه ومعركتها هنا خاسرة .لابأس اذا عليها فقط أن تتظاهر بالتقبل والقبول ثم تضع هذة الفتاة تحت المجهر الإلكتروني إن لزم الأمر لتكتشف كل عيوبها وتضعها أمام أعين ابنها الغافلة بداء العشق ستكشفها أمامه لا محالة.
بعد صمت ساد لدقائق قالت سلوى عموما يابنى دى حياتك وانت مش صغير .لو شايف سعادتك معاها خلاص ربنا يسعدك .انا عاوزة ايه من الدنيا غير سعادتك يعنى
تهلل وجه عمرو حين استشعر موافقتها ربنا يبارك فيكي يا ماما
لتكمل مسيرتها الكاذبة وتقول خلاص كلم ابوها واللى فيه الخير يقدمه ربنا
اسرع يلتقط هاتفه ويتوجه لغرفته ليتحدث مع والد رزان بينما نظرت امه ف أثره بإستياء وهى تتوعد لهذة الرزان التى ستخطف منها ابنها الوحيد
تحدث عمرو مع والد رزان عبر الهاتف وأعلمه أنه زميلها بالعمل وأنه معجب بأخلاقها ويود التقدم لخطبتها وقد قابل سامى والد رزان مطلب عمرو بترحيب وطلب منه أن يصحب والدته للزيارة فى اليوم التالى لتتعرف العائلتان اكثر و تتعرف والدته الى رزان
اسرع عمرو يبلغ والدته بالموعد الذى وضعته برهان على صدق مزاعمها تجاه رزان لابد أن الفتاة متفقة مع والدها ايضا إذ ابكر الرجل في الموعد ولم يطلب وقتا للسؤال عن عمرو ففى رأيها هذا جزء من مخطط رزان لتسرع بتملك عمرو
فى منزل رزان
والد رزان عميد شرطة تقاعد عن عمله مبكرا وهو رجل له هيبته ووقاره كما أنه رجل ملتزم وربى أولاده على الالتزام بمبادئ الدين فهو المنجى من ويلات الحياة
لم يكن سامى بحاجة لوقت طويل ليسأل عن عمرو ويعرف كل تفاصيل حياته بل اكتفى بمهاتفة أحد معارفه والذى وعده أن يقدم له فى الصباح التالي كل ما يخص عمرو
لذا لم يتبق سوى سؤال رزان نفسها لعلها لا تتقبل الأمر .اتجه لغرفتها وطرق الباب طالبا اذن بالدخول ودلف ليجد رزان جالسة بهدوءها المعتاد أمام حاسوبها تعمل بصمت
نظر لها بحنان وهو يقول حبيبتى فاضية شوية ولا عندك شغل كتير
ابتسمت رزان لوالدها وقالت ابدا يا بابا دى شوية حاجات للمنهج
اومأ برأسه متفهما وجلس أمامها قائلا طيب مش هعطلك كتير
ابتسمت له وهي تتمتم يا باشا حضرتك تعطل زى ما انت عاوز
بادلها سامى ابتسامتها المرحة ثم قال فى واحد زميلك اسمه عمرو .تعرفيه طبعا
اتسعت عينا رزان هل تحدث إلى والدها بهذة السرعة !!!.رأى سامى اضطرابها بملامحها فورا فقد اجتاحت حمرة الخجل خديها وندا جبينها فورا وتوقفت الكلمات على شفتيها بينما نظر لها سامى نظرة متفحصة ليعلم فورا أن ثمة ما تخفيه صغيرته.
ليشعر بالندم فهو دائم الابتعاد عنها لكنها منذ زمن تقصيه هو وشقيقيها عن كل ما يخصها وتصر على فرض مساحة واسعة لخصوصيتها وترفض أن تشارك أحدهما بها .
حقا حاولت فى الفترة الأخيرة الاقتراب منهم بحذر وأصبحت مرحة قليلا عن ذى قبل لكنها هى نفسها ..بنفس الخجل ...ونفس الانعزال ...وهو يحمل نفسه مسئولية كبيرة لذلك ..فإبنته شديدة الرقة ..وهو ېخاف عليها بشدة من كل شئ واى شئ ..ورغم ذلك يقف عاجزا غير قادر على الاقتراب منها ..
السادس
شعر سامى أن رزان تخفى عنه أمرا ما فهيئتها منذ ذكر اسم عمرو اختلفت تماما ابتسم سامى ليطمئنها وحو ينحى صراع أفكاره جانبا ويقول بود ده الموضوع كبير وانا معرفش
أسرعت رزان توضح له الأمر ابدا يا بابا مفيش موضوع ولا حاجة هو زميلى فى الشغل وشخص خلوق
صمت سامى برهة فقد تتشجع على استكمال الحوار ثم قال وايه كمان
تنهدت رزان بيأس هى تعلم انها لن تستطيع اخفاء الأمر عن والدها اذا أراد معرفة شئ يعرفه مع احترامه
متابعة القراءة