للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى
بخاف اكتر اخاڤ مقدرش احقق السبب اللى اتجوزنا علشانه
رفعت عينيها إليه لتقول انا عارفة انك ماحبتنيش ومش هتحبنى انت بتنام جمبى تحلم ب رانيا
هزت كتفيها بقلة حيلة وهى تقول ساكنة فى قلبك انا ماليش مكان في حياتك لكن ليا طلب اخير
هز رأسه بخجل فقالت مش عاوزة حد يعرف إننا اتطلقنا بابا لو عرف هيقعدنى من الشغل تانى وابقا مضطرة اقبل أول واحد يطلب يتجوزنى وانت فاهم طبعا واحدة اتطلقت مرتين ايه نوعية الرجالة اللى ممكن تتقدم لها انا عاوزة اربى ابنى وبس
هزت رأسها نفيا وهى تقول لا يا كريم انا بحبك ومش هعذبك وانا عارفة انك بتحبها روح لها يا كريم روح واعمل زى الدكتور ما قالك وربنا يرزقك الذريه الصالحة
لم يصدق أنها اعتقته للتو من العڈاب الذى عاشه لستة أشهر كاملة كان يظن أنها لا تشعر بما يعانى لكنها أثبتت أنه مخطئ فى حقها اسرع بحماس يضمها بحنان لرغبته الصادقة فى ضمھا للمرة الأولى وقبل جبينها قبل أن يتجه لغرفة آدم يودعه بحنان ابوى يحتاج إليه هو أكثر من آدم نفسه
ابتسمت بوهن ليغادر يطوى الدرجات بحماس شديد متوجها لحبيبته
عاد من ذكرياته سريعا وهو يقول انا هسيب لها الشقة وهى بتشتغل مع رائد دلوقتي هتبقا كويسة وهطلقها بكرة
تنهدت رانيا بحزن وهى تقول مش قادرة اتخيل إن لولا اتجوزتها ماكانش الأمل رجع لحياتنا
لتستمر فى مداعبة خصلاته حتى غفا لكم كانت حمقاء كان يكفى إعادة الفحص لما تحملت هذا العڈاب !!! لم تعجلت رحمة الله !!! لم ولم ولم !!!! ولا إجابة فحكمة الله لا تدركها عقولنا القاصرة
مساء فى منزل رائد دلف للغرفة بعد أن أنهت مكالمتها مع رانيا التى اخبرتها أن كل أمورها جيدة وأن سبب حماسة كريم اكتشافه لإمكانية علاجها وتمكنها لاحقا من الحمل والانجاب لتتمنى لها مريم الافضل وتدعو الله أن يرزقها بالذرية الصالحة
هزت رأسها وهى تقول كلامها يطمن ربنا يرزقها
امسك كفيها معا وهو يقول طيب مش هتفكى التكشيرة دى بقا
ابتسمت ليتلفت حوله بقلق ظاهر ويقترب منها هامسا الحمدلله بنتك شبطت فى بابا وماجد وما رضيتش تيجى معايا
دفعته بكفها للخلف وهى تهرول للخارج و تقول سيف في اوضته هروح اطمن عليه
إغلاقه للباب من الداخل لتنظر له وهي تحاول اخفاء ابتسامتها فين المفتاح يا رائد
نظر لها مدعيا البراءة وهو يقول اى مفتاح
لتبدأ هى فى اظهار بعض الحدة رائد هات مفتاح الباب
وضع كفيه اسفل رأسه وهو يبدى مزيدا من الاسترخاء ويقول سيف نام وانت عارفة مش هيصحى إلا الصبح
لتتسع ابتسامتهما وكل منهما ينظر للآخر بتحدى ويتوعده بليلة من الجنون الذى يبرعان فيه وبشدة
يحمل عمرو ابنته ليلى وهو يسير بها ذهابا وايابا حتى تغفو بينما توجهت رزان للغرفة لتهاتف رانيا وتطمئن على أحوالها وما إن أنهت المكالمة وتوجهت للخارج حتى وجدته مقبلا عليها بحماس وكأنه انتهى للتو من أهم إنجازات حياته نامت الحمدلله
ابتسمت له وقالت طيب كويس يلا ننام بقا
واسرعت تستلقى وتغمض عينيهاتنهد واقترب منها هامسا
كل السيوف قواطع إن جردت
وحسام لحظك قاټل في غمده
إن شئت ټقتلنى فانت محكم
من ذا يحاكم سيدا فى عبده
فتحت عينيها لتواجهه نظراته العاشقة وتهمس فاكر اول مرة بعت لى البيتين دول
زاد قربه وهو يهمس بعتهم ڠصب عني كان نفسى اقولهم وانا ببص فى عنيكى الحلوين
احاطت عينيها بملامحه بينما احاطها هو بدفئه وحنانه
تم طلاق كريم ورهف فى هدوء شديد رفضت العودة لبيت اهلها حيث سيعاد تدويرها فى غضون أشهر قليلة لتتزوج مرة أخرى بحجة الستر وفضلت أن تحيا لابنها على أمل أن تقابل يوما ما رجل مثل كريم حينها فقط قد تفكر فى الزواج مرة أخرىفهى لن تقبل لنفسها اقل من رجل مرة أخرى
لم يخبر كريم والدته بأى شئ حتى لا تسوء حالتها الصحية فقد أصيبت فى الفترة الأخيرة بڼزيف دموى اكثر من مرة ليحتفظ بسرية الأمر على أمل أن تحمل رانيا طفله ويحقق الله له أمله اخيرا ويهبه ذلك الطفل من حبيبته لطالما تمناها أما لأطفاله هى وفقط
توجها لأكبر مراكز الأمومة حيث اشتهر عن هذا الطبيب علاج حالات شديدة الصعوبة ليخبرهما ببساطة أن مشكلتهما هينة جدا
بعد ثلاثة أشهر
تجلس رانيا وكريم أمام الطبيب الذى يتابع فحوصات رانيا الأخيرة لدقائق مرت عليهما كدهر كامل ليرفع رأسه بإبتسامته المعهودة ويقول الحمدلله يا مدام عملية الحقن نجحت والحمل ثبت خلاص
تهلل وجه رانيا بينما هب كريم بشكل افزع الطبيب ليعود للخلف بحركة تلقائية بينما يتساءل كريم ببراءة حضرتك متأكد
تنهد الطبيب وهو يقول متأكد أنك إن شاء الله هتبقا أب قريب بس بعد الخضة دى اشك في امرى انا
لينفجر الثلاثة بالضحك ورانيا تمسك ذراع كريم ليجلس مرة أخرى وتقول بأسف اسفين يا دكتور احنا بس مش مصدقين من الفرحة
ليقول الطبيب من بين ضحكاته ولا يهمك يا مدام
أشار لها بيده نحو سرير الفحص وهو يقول اتفضلى نعمل سونار بس نطمن اكتر
غادر كريم و رانيا المركز متوجهين إلى منزل حسام حيث ظلت امه مؤخرا فى رعاية ضحى ليجلسا بطرفى الفراش ويقص كريم على امه كل ما حدث ويخبرها بحمل رانيا لتهب ضحى تضمها وتقبلها بحب بينما بكت سلمى فى صمت ليسرع كريم قائلا ليه بس الدموع دى !!! الدكتور منبه على الانفعال
لتنتبه رانيا وضحى وتسرعان نحوها فتقول بضعف سامحيني يا رانيا انا فكرت فى ابنى بس ومافكرتش فيكى
ربتت رانيا على كفها بحنان وهى تقول العفو يا طنط بتقولى ايه بس
لتسرع ضحى قائلة على فكرة يا طنط لولا جوازة كريم التانية ماكنش عرف المشكلة اللى عنده ويمكن
كان عدى عمرهم كله من غير يفرحوا بطفل
صدقت رانيا على حديث ضحى قائلة ضحى معاها حق يا طنط احنا لازم نشكرك
اقترب كريم يقبل رأس امه قائلا قدر الله وماشاء فعل
اومات برأسها وهى تتساءل ورهف عملت معاها ايههى مالهاش ذمب
ربت على رأسها مطمئنا ماتخافيش يا ماما هى طلبت الطلاق بس طلبت اهلها ما يعرفوش علشان ما يغصبوش عليها تتجوز تانى علشان كدة انا سبتها قاعدة هى وابنها فى شقتنا القديمة
هزت رأسها وهى تقول دى أول شقة لينا اتجوزنا فيها انا و محمود هى صحيح صغيرة بس انا هكلم حسام ينقل لها ملكيتها بالتوكيل اللى معاه
كان خبر حمل رانيا هو الخبر الاسعد للجميع وكانت الشهور التالية اكثر ايامهما سعادة حتى وهما يتجولان بين المتاجر ينتقيان ملابس المولود المنتظر
وهما يترقبان قدومه يوما بعد يوم وكلما مرت الأيام وانتفخت بطن رانيا زادت رقة كريم وحنانه عليها
فى شهور الحمل الأخيرة يجلس كريم على تلك الأريكة وهى تستند إلى صدره وتمد ساقيها على الأريكة نظرا لتورمهما فيحيط كريم بطنها المنتفخ بذراعه يتلمس ركلات هذا الصبى الذى يظنه يغار على امه منه قبل أن يولد
ولم يخلف ظنه حيث ركل بقوة أسفل كفه ليضحك كريم ثم يقول فاكرة يا رانيا يوم فرحنا
ابتسمت وهي تقول طبعا فاكرة بتسأل ليه
ضحك مجددا وهو يقول فاكرة لما قلت لك اذا ربنا رزقني بطفل منك ممكن اكله !!
ضحكت رانيا بنعومة ليقترب مقبلا رقبتها وهو يقول انا غيرت كلامى وهاكلكم انتو الاتنين
ليبدأ فى دغدغة رقبتها وهى تضحك
ولم يطل الانتظار ووضعت رانيا ابنها الاول محمود الذى أسماه كريم تيمنا بوالده وتحقق حلم سلمى ونعمت برؤية حفيدها الغالى الذى جاء متأخر القدوم بعد رحلة طويلة من العڈاب للعديد من الأطراف ما كانت لتتعذب مطلقا اذا أدركت أن لله حكمة فى كل شئ وإن لم تدركها العقول
مهما كانت امانينا شديدة الروعة وأحلامنا شديدة الصعوبة هناك دائما رأى للقدر يجب أن نحترمه ومع مرور الأيام نكتشف أن الله يختار لنا الأفضل
لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع
تمت بحمد الله
للقدر رأى اخر
بقلم قسمة الشبينى