للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى
المحتويات
الوقت سريعا ها قد أشرف الليل ولابد من الفراق
ليسود الصمت فى حضرة القلوب المټألمة فأنينها يكفيهما ضجيجا.
تمسك كل منهما بالقوة قدر الاستطاعة وهو يغادر على وعد ألا يطيل الغياب .ليزداد تمسك كل منهما بالآخر فى اللحظات الأخيرة وكأنهما يتفارقان للابد .
التاسع والعشرون
لم يتوقع كريم أن تقابله رهف بمثل هذه الثورة بل لم يتوقع أن يشكل وجوده أو غيابه تأثيرا عليها من الأساس
نظر لها متعجبا ثورتها وڠضبها وكأن هذا ليس حقا لها ليقول ببرود فى ايه
عقدت ساعديها پغضب وهى تقول فى ايه !! يا برودك يا اخى !!! انت فاكر بتصرفاتك دى هصدق انك راجل عندك احساس أو بتحب مراتك
اندفع كريم وقد أشعلت فتيل غضبه ليمسك ذراعها پغضب وهو يصيح سيرة مراتى ما تجيش على لسانك انت فاهمة اوعى تفكرى إن ممكن حتى يكون في مقارنة بينكم
أشار لها بإصبعه وهو يقول بتهكم اوعى تكونى فاكرة انى متجوزك دايب فى هواكى !! لا انا متجوزك ڠصب عني علشان حاجة واحدة انت عارفاها كويس
اڼفجرت ضاحكة بشكل بعث التعجب بنفسه ظلت تضحك لدقائق قبل أن تقول وقد تحولت للڠضب مرة أخرى انت الراجل اتجوزتنى ڠصب عنك!!! ومتخيل انى رضيت اتجوزك انا لا طيقاك ولا طايقة اى راجل غيرك بس العيب مش عليكم كل واحد بيتجوز واحدة عاوزها جارية عنده العيب على اهلى اللى رمونى ليك زى ما رمونى لغيرك بحجة الستر ستر ايه اللى يخلينى اقبل بكدة !!!! ستر ايه اللى يخلينى اقهر واحدة تانية واخد جوزها علشان هقدر أدى له حاجة هى ما قدرتش تديهاله ومش بمزاجها !!! ستر ايه اللى يخلينى اسيب ابنى !!!! ستر ايه اللى يخلينى أرضا بالإهانة والذل من واحد زيك !!!
واندفعت للغرفة لتصفع الباب بقوة رمشت لها عين كريم وهو ينظر فى أثرها لقد عانت هذه المسكينة الكثير يبدو أنها تحملت الكثير فى زواجها الأول هو لم يقصد اهانتها مطلقالكنه لم يتمكن من الاقتراب منها لم يتمكن أن يراها مكان حبيبته
ما إن أغلقت الباب حتى أطلقت سراح دموعها الحبيسة لتسترسل بصمت لم يصدر عنها اى صوت وكأن صوت العڈاب لم يعد هناك أو لم يعد من حقها أن تبديه ظلت تبكى وهى تتذكر زوجها الأول ذلك الذى يطلقونه عليه رجل وهو أبعد ما يكون عن الرجولة لكم اهانها وعذبها !!! ولكم
خذلها والدها في كل مرة لجأت إليه فيها !!! حتى رزقها الله ابنها آدم فتوسمت الخير وظنت أنه قد يعيد حساباته لأجل ابنه قبل اى شخص اخر لكنها كانت مخطئة فمن تربى على دناءة النفس لن يصير رجلا ولو بلغ من العمر مائة عام ولو ملء الدنيا بنين وبنات سيظل للابد صورة لرجل يرى رجولته عبر إهانة المرأة واذلالها
ويبدو أن زوجها الثانى لا يختلف كثيرا عن الأول يال حظها التعس !! فها هي فى يوم زواجها الثانى باكية حزينة القلب
جلس على طرف الفراش وهو ينظر لها بأسف بينما لم تنظر له مطلقا ليمد كفه ويلمسها لأول مرة ليمسح وجنتيها بحنان وهو يقول انا اسف حقك عليا ماتعيطيش
نظرت له بتشوش فهو لا يخلف ظنونها فقط بل يقلب كل الموازين التى بنت عليها رؤيتها وحددت العلاقة بينهما على أساسها رمشت عدة مرات لتستوعب ما قاله فلم تتمكن من استيعابه لتقول ببلاهة ها !! بتقول ايه
فعاد يقول دون ضجر بقول حقك عليا انا غلطت انى سبتك امبارح و روحت ل رنيا بس انا فعلا كنت محتاجها جدا اكتر مما تتخيلى
نظرت له بطرف عينها وتساءلت ببراءة وتعجب بتحبها !!
هز رأسه وهو يقول اكتر من روحى
شعرت براحة لدفء كفه الذى استكان فوق كتفها لتتساءل مجددا ليه اتجوزت عليها عاوز تخلف للدرجة دى حبك للولاد اكتر من حبك ليها !!!
هز رأسه نفيا وهو يقول صدقينى عمرى ما اتمنيت يكون لى ولاد من حد غيرها وعندى استعداد اعيش من غير ولاد خالص كل الحكاية إن امى عندها سړطان وامنيتها الأخيرة انها تشوف ولادى ورانيا هى اللى ضغطت عليا علشان اتجوز لولا خيرتنى انى اسيبها أو اتجوز ماكنتش فكرت في الجواز نهائى بس خفت تنقذ ټهديدها وتسبنى
ابتسمت وهي تقول عمرها ما كانت هتسيبك على فكرة انت جرحتها اكتر مما جرحتنى هى كانت خاېفة وخيرتك وهى بتتمنى انك ترفض لكن انت مافهمتش
نظر لها بدهشة احقا ما تقول !!! أحقا ارادته رانيا أن يختارها وحدها وإن منعتها كرامتها من وضع نفسها خيارا أمامه !!! لكنه إختارها بالفعل !!! ماذا انتظرت منه غير ذلك يال غباءه !!! بالطبع انتظرت عملا يثبت هذا الخيار هذا ما كان بعينيها ولم يفهمه ! طلب منها إيقاف هذه المهزلة بينما انتظرت منه إنهائها !!! ياله من ألم !!!! حين نفهم بعد فوات الأوان
تسارعت دقات قلبه لتتبعها انفاسه وقد احتقن وجهه بدأ كفه
يضغط على كتفها حتى شعرت بالألم فرفعت كفها لتضعه فوق ذراعه وتهمس بقلق انت كويس
وكأن صوتها انتشله من دوامة كاد أن يغرق فيها فهو لن يظلمها مجددا أساء الظن بها سابقا وهذا يكفى تركها ليلة عرسها وهذا يكفى لا مزيد من الظلم نظر لها لحظات لينتفض واقفا فتسرع وتقف أمامه تقول برجاء وكأنها تخشى فقدان شعورها بحنانه انا اسفة مش قصدى ازعلك
هز رأسه دون أن يتحدث لتتحرك للخارج وهى تقول هحضر العشا على ما تغير هدومك
لم يعترض رغم عدم رغبته في تناول الطعام إلا أنه قرر مشاركتها كنوع من الاعتذار
تناولا الطعام وكريم يحاول رفع ما بينهما من حواجز فتسائل بهدوء هو انت خريجة ايه
شعر بحرجها وهى تقول انا مش خريجة جامعة انا معهد تجارى سنيتين
هز رأسه وهو يتساءل مرة أخرى اشتغلتى قبل كدة
هزت رأسها نفيا وهى تقول لا بابا كان رافض مبدأ الشغل بشكل نهائى
هز كتفيه وهو يقول انا ممكن اساعدك تشتغلى إذا تحبى عاوزة تقعدى فى البيت براحتك قرارك يعنى
لم يكن يتخيل أن يتهلل وجهها بهذه السعادة لمجرد أن يعرض عليها أمر العمل لتقول بحماس انت بتكلم جديعنى هتوافق اشتغل
ابتسم للسعادة البادية بوجهها وهو يقول اه طبعا ايه المشكلة مش احسن ما تزهقى وتطلعى زهقك عليا
ابتسمت لدعابته ليبادلها ابتسامتها وقد قرر السير في هذا الطريق الذى لم يختاره قرر أن يستسلم فقط
تفاجأت به بعد تناول الطعام يحمل معها الاطباق ويساعد في تنظيف الطاولة بود
منذ غادر كريم رانيا تحاول عدم منح نفسها مهلة للتفكير حتى لا تترك قلبها فريسة لنيران الغيرة فهو الآن بصحبة أخرى
لم تتناول إلا اليسير من الطعام ثم وردتها مكالمة هاتفية من رزان استمرت حوالى ساعة ساعدتها كثيرا فى الترفيه عن نفسها تبعتها مكالمة أخرى من مريم التى استمرت لنفس الوقت تقريبا كم كانتا نعم العون !
لكن فى النهاية كان عليها مواجهة الوحدة والغيرة وحدها ظلت معظم الليل تتجول بين الحجرات تتذكر كل لحظاتهما الجميلة سويا هنا وهناك
لتلجأ فى النهاية إلى اريكتها المفضلة لتغفو وهى تتذكر أولى لحظاتها مع كريم على نفس الأريكة لحظات حبيبة لقلبها لدرجة أنها قادرة على الحياة بها عمرا كاملا
كان كريم يستلقى على الفراش بصمت حين اقبلت رهف والخجل يهز خطواتها اعتدل جالسا يبتسم لها لينقبض قلبه وهو يكره أن يكون لامرأة غير حبيبته ويكره ايضا كسر قلب رهف وجرحه لليلة التالية على التواليابتلع غصة بحلقه كادت أن تزهق روحه وهى تستوى جالسة لجواره
جلست مطرقة بصمت ووجهها يتورد خجلا مد كفه اخيرا ليضغط على كفها ويجذبها لتزداد قربا كم يحتاج دعمها لكنه ايضا يحترم خجلها الانثوى الذى يزيدها جمالا اقتربت دون اعتراض
فما لمسته منه فى الساعات الأخيرة يشجعها للاقتراب منه ويطمئن قلبها المرتجف
اغمض عينيه وهو يقترب منها لا كرها لها لكنه يخشى رؤيتها بهذا القرب الذى قد يؤدى لثورة قلبه ورفض لن تكون عواقبه حميدة ابدا فى تلك الليلة
لم تمانع لمساته الرقيقة التي تثبت أنه مختلف عن فكرتها عنه فهو حنونا دافئا زادت استكانتها وهو يجذبها لتستلقى فتتعلق برقبته توارى وجهها الخجل وكم أسعده أن يهرب من النظر إليهاانها مختلفة تماما عن حبيبته فهو يجاهد ليستمر معها بينما يكفيه لمسه من حبيبته لتثير جنونه الذى لا يكتفى ولا ينتهى
النقص فيه فى عقله الذى كان حاضر لأول مرة ليضمن السيطرة على جسده وقلبه لم يكن الأمر ممتعا بأى شكل كان
تنفس الصعداء وهو يبتعد عنها يلتقط أنفاسه لتتخلى هى عن خجلها وهى تسرع تتوسد ذراعه وتضمه بود ربت على رأسها بحنان وهو يغمض عينيه بقوة ليمنع ألمه من الظهور ليجد ملجأه الوحيد فى تصنع النوم وسرعان ما استسلمت رهف ايضا للنوم ليتسلل هو من الفراش بمجرد أن تأكد من نومها فقط ليتمكن من إخراج هذا الألم من صدره والذى ېهدد بقټله فى أى لحظة
غفت رانيا اخيرا بعد صراع مع الذكريات السعيدة التى كانت هذة الليلة مؤلمة فهى تتذكرها وكريم بين ذراعي امرأة أخرى
استيقظت لم تتمكن من تحديد الوقت فقط ايقظها رنين الهاتف لتنتفض تبحث عنه تناولته بسرعة لتجيب بلهفة كريم !!
لم يجب كريم هى فقط تستمع لشهقاته لعڈابه لالمه تستمع وتستمع بينما تشاركه دون أن يشعر لما حبيبى تشدد من عذابى !! لما حبيبى تحملنى ما لا اطيق! دموعك هى ما لا اطيقانا مخطئة
اخطات خطأ جسيم حين دفعتك لهذا المصير لكنى أردت أن أنهى انتظارى لاتخاذك تلك الخطوة من تلقاء نفسك
طال الصمت وهى تلوم نفسها وقلبها ېتمزق مع كل شهقة صادرة عن قلبه المټألم لم تسمح لشهقة أن تعبر عن ألمها هى فهى لن
متابعة القراءة