للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى

موقع أيام نيوز


بنات انا بفكر في ايه 
نظرتا إليها لتقول احنا ناخد إجازة ونهرب من الرجالة دول قيمة سنتين تلاتة علشان يعرفوا قيمتنا 
تبسمت رانيا من بين دموعها وهي تقول بذمتك رائد يهون عليكى 
حكت رأسها بخجل وقالت صراحة مايهونش 
جذبتها رزان من يدها لتنهض وهى تقول بقولك ايه سيبك من مريم دى بتخرف قومى غيرى ويلا هنخرج 

كففت دموعها وهي تقول بلا حماس لا ماليش مزاج اخرجوا انتو 
لتهب مريم واقفة وتقول فورا بحماس والله ما يحصل يلا ماتبقيش نكدية

دى فرصة كدة واحنا لوحدنا دا احنا هنعمل عمايل ..
لتنظر لها رانيا ورزان التى تقول ببلاهة هنعمل ايه يعنى 
حمحمت مريم وقالت بخجل لسه ما حددتش بس يلا اتحركوا الوقت من ذهب 
ودفعتا رانيا نحو المرحاض وهما تضحكان وما إن أغلقت الباب إلتفتت مريم ل رزان فورا التى أفرجت عن دموعها من أسر مقلتيها لتقول هامسة وبعدين يا رزان احنا جايين نخفف عنها ولا نقعد نعيط جمبها
اسرعت رزان تكفف دموعها وهي تقول صعبانة عليا اوى يا مريم قلبى بيتقطع علشانها 
ربتت مريم علي ظهرها بحنان وهى تقول ربنا يصبرها على ڼار الغيرة كل ده ولسه الجواز النهاردة...المهم روحى افتحى الشباك واقفى فى الهوا علشان وشك باين عليه البكا ..
حثتها على التحرك وهى تردد يلا حبيبتى هى مش ناقصة فيها اللى مكفيها 
لتتحرك رزان فورا قبل خروج رانيا 
وصل كريم ووالدته ليجدا عمرو ورائد فى انتظارهما أمام منزل العروس يصافحهما كريم بوجهه الكئيب فلا يتمكن أحدهما من مباركة زواجه صعدوا جميعا حيث خرجت العروس بوجه مبتسم لكن تكلف الابتسامة واضح فيه ليتضح للجميع أن الشخص الوحيد السعيد بينهم خلاف أهل رهف هو سلمى التى أسرعت فور الانتهاء من عقد القران إلى رهف تقبلها وتضمها بسعادة غامرة
لم يطل الأمر لأكثر من ساعة قبل أن يعلن كريم رغبته في المغادرة لتصر سلمى أن يصحب عروسه ويغادرا وأن يعيدها عمرو للمنزل .
استقرت فى المقعد المجاور له لينظر لها ويتساءل فين آدم
اخفضت رأسها وهى تقول پألم هيقعد مع ماما اسبوع .
تنهد وهز رأسه بأسف ثم حرك سيارته مغادرا ليشرد بأفكاره بعيدا عنها . إلى حبيبته التى أنهكت روحه ليرضخ لما يكره تذكر ألمه حين فشلت عفاف فى إقناعها بالعدول عن هذا العڈاب تذكر أنه لم يتمكن من الاستعانة بصديقتيها لمحاولة إقناعها بعد أن هددت بطلبها الطلاق طلاق !!!! لا سيكتوى فى الچحيم على أمل لحظة نعيم بقربها . 
حاولت مريم ورزان إلهاء رانيا قدر الاستطاعة فتوجهتا لأحد المطاعم الفاخرة وتناولن العشاء بعد إرغام رانيا على تناول الطعام
تنزهن وتناولن الحلوى والمثلجات حاولت مريم أن تقنعهما بمشاهدة عرض سينمائي لكنها فشلت لتلقبهما بالكئيبتين وتدعى الڠضب .
مر الوقت تجاريهما رانيا وتدعى تجاهل الأمر ...تجاهل أن كريم فى هذه اللحظة بصحبة أخرى 
تساؤلات قلبها لا تتوقف ترى ماذا يفعلان الآن هل هو سعيد هل تناسى حزنها 
مهما حاولت كانت بالنهاية عائدة لمنزلها وحدها صحبتاها للمنزل لكن عادت كل منهما لمنزلها وزوجها واطفالها .وعليها هى أن تتعاطى مع وحدتها ..عليها هى أن تسير في هذا الطريق وحدها ..ف كريم سيكمل حياته مع أخرى 
ما إن دخلت من الباب حتى انقبض قلبها وسكنته الۏحشة هذا المكان لا روح فيه دخلت للغرفة وهى تنظر للفراش ...لا يستحيل أن تنام بهذا الفراش دون دفء ضمته دفء ذراعيهدفء وجوده 
بدلت ملابسها وتوجهت للمرحاض توضأت وخرجت لتصلى ..لم تدرى كم مر من الوقت وهى تصلى بكت وبثت كل همومها لخالقها حتى جفت عيناها من شدة البكاء ودارت رأسها وثقل جفناها لتستلقى على تلك الأريكة الحبيبة إلى قلبها حيث قبلها كريم للمرة الأولى اغمضت جفنيها وراحت فى نوم غير مريح بالمرة
فتح كريم الباب وتراجع لتتقدم رهف التى خطت خطواتها الأولى بخجل يطغى عليه الخۏف فقد تزوجت للتو من رجل لم تقابله إلا مرة واحدةتوقفت على بعد خطوات من الباب حين لحق بها كريم بعد إغلاق الباب ليرتعد قلبها و يزداد ارتجافا توقفت لا لشئ

سوى لأنها لا تعرف الى اين تتوجه ليسألها كريم ببرود واقفة كدة ليه 
لم ترفع عينيها إليه واكتفت بالتساؤل الاوضة فين 
أشار لها بإتجاه الغرفة للتتوجه لها بصمت وتغلق بابها عليها بينما توجه هو الى أحد المقاعد وجلس عليه صامتا ظلت بالحجرة حوالى ساعة تنتظر دخوله بلا جدوى لتخرج له مرغمة .
وجدته يجلس يدفن وجهه بكفيه ولا يشعر بوجودها حتى .اقتربت منه وقالت بهدوء تحب احضر لك العشا 
انتفض كريم وهو ينظر لها وكأنه نسى وجودها معه ليقول ببرود متشكر كلى انت 
لم تحاول فتح باب للحوار ولم تحاول استدراجه للداخل فقط قالت بهدوء لا انا هنام 
وتوجهت للداخل وأغلقت الباب مرة أخرى وتوجهت بصمت للنوم وقلبها يتألم فهى المرة الأولى التى تنفصل عن صغيرها آدم .
ظل كريم مكانه لم يدرى كم مر عليه من الوقت وأفكاره تمزقه عن حال رانيا فى هذه اللحظةترى الازالت تبكى الازالت تتألم هل تفتقد دفئه بالفراشهل تمكنت من النوم 
أسئلة وأسئلة كلها تدور حولها فقط .
خطڤ نظرة نحو تلك الساعة المعلقة التى تصر على قتل لحظات صمته بدقاتها الرتيبة ليكتشف أن الوقت قد تجاوز منتصف الليل بما يزيد عن الساعتين نهض بتثاقل ليتوجه للغرفة دخل بهدوء ليجد رهف تنام بوداعة وقد تركت ضوءا جانبيا يعمل يبدو أنها تخشى الظلام وقف يتأملها للحظات انها حقا جميلة شعر طويل خلاف شعر حبيبته لكم يعشق خصلات شعرها القصيرة !!! التي يداعبها فيتمتع بملمسها الحريرى نظر لوجه رهف وتنهد انها لا تشبه حبيبته مطلقا فوجهها شديد البياض بينما حبيبته بوجه وردى مشرق هذا الوجه أمامه يبدو خاليا من معالم الحياة بينما كل انش بوجه حبيبته ينبض بالحياة التى تحييه لم يرى عينيها لكنه يقسم بإستحالة منافستها لعينى حبيبته
هو يراها باردة فهى غير قادرة على بث الدفء بعروقه او تحريك مشاعره اقترب ليجلس بطرف الفراش دون أن يحيد بعينيه عنها ودون أن يقطع المقارنة بينها وبين رانيا فى كل شئ.
لم تشعر به ولم تتحرك حاول أن يغالب قلبه لكنه توقف قبل أن يقترب بالقدر الكافي لتشعر به هب واقفا .عاد خطوات للخلف ليغادر الغرفة ثم المنزل كله .
خرج من المنزل يدور بسيارته وكأنه يدور في حلقة مفرغة وكل ما يشغل باله عدم العودة إلى ذلك المنزل ... إلى تلك المرأة التى تدعى زوجته الثانية لينتصر قلبه اخيرا فيتبعه مكرها إلى حيث حبيبته وليذهب كل شيء آخر إلى الچحيمهو يحتاج إليها بشدة .
دخل بهدوء وهو قاصدا الغرفة ليجدها تتكوم على تلك الأريكة وتنام ولا زالت دموعها عالقة برموشها الكثيفة اقترب منها مسرعا بلهفة وانحنى يحملها لتتعلق برقبته فورا فيتجه بها للداخل .
كانت نائمة واحلامها الوردية هيأت لها أن كريم حملها للفراش ليبدأ جسدها يتخلى عن البرودة ويشعر بالدفء شيئا فشيئاانه دفء كريم هى لا تخطأه مطلقا استمتعت بهذا الدفء كما تفعل دائما استنشقت رائحته ملء رئتيها ...ما اجمل عالم الاحلام!!! 
ابتعد مكرها بأنفاس ثائرة وقد تأكدت انها لا تحلم لتقول انت بتعمل ايه هنا 
نظر لها بتعجب وهو يقول بعمل ايه 
ابتعدت لتغادر الفراش بخطوات مترنحة وهى تقول المفروض تكون معاها ..
نهض عن الفراش لاحقا بها قبل أن تخذلها قدميها وتسقط ..ضمھا لصدره وهو يقول معاتبا ليه بقيتى قاسېة كدة ليه بتهجرينى وتبعدى

عنى لين بتزودى عذابى 
استكانت بين ذراعيه فهى تعلم أنها ستسقط حتما إن ابتعدت عنه خطوة واحدة لتقول پألم علشان انا بحبك ...مش هخليك تظلمها ...هى احق بيك منى النهاردة.
امسك وجهها بين كفيه وهو يقول برجاء ماقدرتش ..صدقينى حاولت أقرب منها مقدرتش 
هبطت دمعة من عينه لټحرق قلبها بينما عاد يقول برجاء انا محتاج لك اوى ...اوى 
لم تعد تتحمل عڈابه اكثر من ذلك لتعترف بالحقيقة اخيرا وهى تهمس انا محتاجة لك اكتر بس هى ...
قاطعها قائلا بلهفة هروح لها ...
هز رأسه مؤكدا وهو يقول بشكل هستيرى أفزع قلبها هروح لها بس ..بس 
لم يشعرا بمرور الوقت فكم كان بحاجتها !!! وكم كانت بحاجته !!! .ظل يضمها بحنان ودفء متمتعا بملمسها الناعم وهو يقبل كل ما فيها بحنان ويهمس بأشواقه لها وحاجته إليها راجيا ألا ينتهى قربها ... ألا يمر الوقت فينهى هذه اللحظات ويحرمه من هذا الدفء وهذه الراحة التى لا يجدها إلا معها 
شعر بأنفاسها التى انتظمت بعد ثورة وجنون ليظل ملتصقا بها وتظل تتشبث به وكلاهما يخشى اللحظة التي سيغادر فيها .
لكن كريم خالف كل الظنون وتحدى كل شئ ليبقيها بين ذراعيه املا في الارتواء ليجد أن القرب يزيد ظمأه منها
استيقظت رهف صباحا تبحث عنه فى أرجاء المنزل فلم تجده بداية شعرت ببعض الراحة كونها تتحرك بحرية ..أعدت افطارا خفيفا وتناولته فى عجاله خوفا من عودة كريم لكنها أنهت الافطار وشاهدت التلفاز واعدت الغداء دون أن يأتى غفت لبعض الوقت وهاتفت امها لتطمئن على صغيرها رسمت سعادة زائفة بصوتها وهى تخبر امها أن كل أمورها جيدة وان رفقة كريم مطمئنة .
فعلت كل ما يمكنها أن تفعله وهى تنتظر عودته لا تملك وسيلة للاتصال به ليس عليها سوى أن تنتظر عودته.
كم شعرت بالإهانة والرخص لاهماله لها بهذه الطريقة لتقرر أن تضع حدا لكل هذا حين يعود فهى لن تضحى ولن تقبل بوضع يشعرها بالرخص والإهانة 
حاول كل من رانيا وكريم فى الصباح أن يتناسى أمر رهف كريم لا يريد العودة إليها ورانيا تخشى من لحظة مغادرته لها متوجها إليها فمهما حدث هى لن تعينه على ظلمها اكثر من ذلك يكفيها أنه هجرها فى ليلة عرسها ليهرع إلى أحضانها هى .
بينما كان كريم يخشى لحظة المغادرة ربما أكثر منها فحين يغادرها ستكون وحدها حقا ...ربما يعذبها بعده لكنه سيكتوى بين أحضان امرأة غيرها عليه أن يتعاطى معها حياة طبيعيةعليه أن يمنحها حقا لا يتخيل حتى هذه اللحظة أن يمنحه لامرأة غير رانيا .
بادلته رانيا لهفته وتحملت جنون اشواقه التى لا تقل عن اشواقها جنونا وثورة ليتسرب
 

تم نسخ الرابط