للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى

موقع أيام نيوز


حتى تقتنص فريستها 
هو لن يكون فريسة لها مطلقا. 
تعجب من الأمر حين قام بزيارتهم فهم من طبقة متوسطةليسوا فقراء ليلتمس لهم العذر بقبول هذه الصفقة ...نعم صفقة !!!! فزواجه من رهف لا يسمى بغير ذلك .
حددت سلمى موعد الزواج بنهاية الأسبوع فكل ما يلزم المنزل ستقدمه هدية الزواجليس على رهف إلا أن ترافقها لانتقاء ما تريد .وحتى هذا تنازلت عنه أمام الجميع وهى تقول ببساطة كل اللى تجبيه حلو يا طنط أنا واثقة فى ذوقك .

لينظر لها كريم نظرة دبت الړعب بقلبها فورا وهو يرى أنها بدأت للتو رحلة نفاق والدته بينما هى لا تفهم سبب نظراته الغاضبة . أراد أن يتزوجها لينجب ويبدى ڠضبا ايضا !!! يال هذا الرجل الذى تقطر الأنانية من ثناياه .
بدأ عمرو مشروعه الخيرى صدقة جارية على روح والدته وكم قوبل بالترحاب من الجميع وساهم كل قدر استطاعته حتى لو بنشر اعلان أن تعليق رقم هاتف عمرو لاستقبال الحالات وسرعان ما بدأت الاتصالات ترد ل عمرو عن أشخاص يستحقون المساعدة والايواء .
ساهمت رزان فى إعداد الطعام ووجدت رنيا متنفسا بهذا المكان للتخلص من الفراغ الذى كانت تعانيه وستعانيه بشكل أكبر حين يتم زواج كريم .فأصبحت تتواجد يوميا ب منزل السلوان
هكذا أطلق عليه عمرو نسبة لاسم والدته وتعمل على رعاية الثلاث حالات الأولى التى انضمت للمنزل وهم سيدتان ورجل وكان الاخير أشد الحالات صعوبة فهو مصاپ ب الزهايمر ولا يتذكر أى شئ أو أى شخص واضح أنه ملقى فى الشوارع منذ فترة طويلة.
ليلى وسامى ايضا وجدا فى هذا المكان ملجأ لزيادة التقرب من الله عبر خدمة هؤلاء المسنين كما أصبح توفير الأدوية مهمة شخصية انفرد بها رائد .
لم يبد كريم اى حماس في الاستعداد للزواج بينما تكفلت سلمى بكل شئ حتى ملابسه الخاصة فهى واثقة أنه لن يشترى شيئا وأنه مرغم على هذا الأمر لكن مجرد استسلامه لرغبتها يريحها بينما كان حسام هو من وقف متصديا لهذا الزواج.
قبل الزفاف بيومين توجه حسام پغضب لمنزل والدته التى استقبلته بحفاوة وحشتنى اوى يا حسام كنت هكلمك النهاردة علشان تحضر كتب كتاب كريم بعد بكرة 
جلس حسام متحفزا وقال وليه كدة يا ماما !!! حضرتك ضغطتى عليه يتجوز مالها رانيا !! علشان اتأخرت فى الخلفة ما ياما ناس بتتأخر وبتخلف .
تنهدت سلمى وهى تقول بأسف ربنا العالم بدعى ربنا يرزقها .لكن الدكاترة اللى راحوا لهم 
قالوا مايقدروش يعملوا لها حاجة ..لو ليها علاج كنت عالجتها ..لكن انا عاوزة اشوف حفيدى قبل ما اموت ..
رق قلب حسام لكنه لم يتخلى عن موقفه فقال كانوا سافروا برة احنا مش فقرا ...لكن يتجوز عليها ويكسرها ...انا مش عارف ازاى كريم طاوعك فى كدة 
اسرعت سلمى تقول علشان رانيا اللى طلبت منه يتجوز 
اتسعت عينا حسام وقال بدهشة ايه !!! كمان يا ماما تخليها هى اللى تطلب منه !!! اسمحى لى انت استغليتى حبها ليكى ودمرتى حياتهم .
هبت سلمى واقفة وهى تقول پغضب جرى ايه يا حسام انت جاى تحاسبنى 
وقف حسام أمامها وقال برجاء ارجوكى يا ماما ارجوكى وقفى الجوازة دى صدقينى انت بتتعسى كريم مش بتسعديه 
اشاحت بوجهها عنه وهى تقول خلاص يا حسام الجواز بعد بكرة وكريم موافق ومراته موافقة من فضلك انت يا تقف جمب اخوك وتبارك جوازه يا تخليك برة الموضوع

خالص 
يتمسك حسام بكف يدها ويقول برجاء يعنى لو رانيا بنتك انت كنتى وافقتى على كدة !!!
سحبت كفها منه بقسۏة وهى تقول انا بحب رانيا وربنا العالم لكن بحب ابنى اكتر وهو مالوش ذنب يعيش طول العمر من غير طفل يشيل اسمه 
نظرت له بحدة وحزم وقالت الموضوع انتهى يا حسام .
زفر حسام بضيق وغادر مسرعا فيبدو أن لا أمل في إقناع والدته بأن هذا الزواج يهدم كريم بشكل نهائي.
يوم الزفاف
توجه كريم لعمله صباحا وكأنه يوم اعتيادي من ايام حياته وعاد للمنزل فتناول الغداء بصمت وتوجه لغرفته استلقى على الفراش دون أن يتحدث مطلقا وكانت رؤيته يتعذب تزيد من عڈاب رانيا التى تراقبه بصمت ايضا كم تمنت أن تلقى بنفسها بين ذراعيه وتطلب منه ايقاف هذا الزواجكم تمنت أن تبكى وتخبره انها أخطأت بحقه وحق نفسها حين وافقت على هذا الزواج لكن لم تملك الشجاعة للاقتراب منه أو ذكر اى مما يجول بخاطرها .
تركته فريسه لصمته واحتفظت بصمتها .
أنهت كل ما يمكن أن يشغلها عنه وكان لابد من التوجه إليههى لا تريده أن يشعر انها تتهرب منه وإن كانت الحقيقة فالليلة ستكون اطول واصعب ليلة ستمر بحياتها قلبها مثقل بالألم وعقلها شبه غائب فالليلة سيبيت كريم بعيدا عنها لأول مرة منذ ما يزيد عن الخمس سنوات وليت الأمر يقتصر على البعد بل سيبيت بين ذراعى امرأة أخرى ألقته هى بين ذراعيها.
توجهت بخطوات مرتعشة لتجلس على حافة الفراش ربتت على ذراعه ليفتح عينيه وينظر لها پألم تحاول أن تبتسم فيخذلها قلبها فالالم اقوى من أن تداريه بسمة كاذبة 
تنهدت وهى تقول خۏفت تروح عليك نومة وماتلحقش معادك 
شعرت باللون الاحمر الذى غطا ملامح وجهه تعبيرا عن غضبه المكبوت بينما حاول جاهدا أن يتحدث بنبرة طبيعية مستعجلة علشان تخلصى منى !!! 
نظرت له بعتاب وهى تقول انا يا كريم!!! انا اخلص منك !!! 
همت لتبتعد عن الفراش فقلبها يكتفى بما فيه ليجذبها فيعيدها بين ذراعيه وهو يقول برجاء انت ساكتة ليه !!! قولى لا مرة واحدة وانا هوقف كل حاجة ...قولى يا رانيا
تاهت عينيها برغبتها فوق ملامحه وعادت للصمت لتزيده ألما وعذابا فلم يجد لنفسه مهربا من كل هذا الضغط وكل هذا الألم إلا بين ذراعيها  لتحيي روحه المټألمة . 
للمرة الأولى تقاومة ...للمرة الأولى ترفضه وترفض قربه ...فكاد هذا يذهب بعقله بلا رجعة لينهض عن الفراش غاضبا ثائرا يرفض حتى النظر إليها 
اما هى ففقدت كل قوتها التى تظهرها ..فقدت كل صلابتها التى تدعيها لتهرب الى غرفة أخرى تخفى دموعها قبل أن يلحظها كما انها لن تتمكن من رؤيته مغادرا فهذا فوق طاقتها .
خرج من المرحاض فلم يجدها فأسرع يتصل ب عمرو الذى اجابه مسرعا لياتيه صوت كريم المنهك عمرو رزان عندك !!
يشعر عمرو بعڈابه ويتمنى لو يساعده لكنه يرى أن كريم اختار لنفسه هذا الألم بمحض إرادته فهو لا يعلم شيئا عن حقيقة ما حدث فأجاب قائلا رزان راحت تعدى على مريم علشان يجو ل رانيا 
صمت برهة وقال بلهجة معاتبة اظن ما ينفعش تبقا لوحدها النهاردة.
شعر كريم ببعض الراحة فقال ممتنا انا كنت بكلمك علشان كده.
أنهى اتصاله وقد طلب من عمرو مرافقته وقد انتوى عمرو ذلك مسبقا فهو لن يتخلى عن رفيق عمره وهو يراه بهذا التخبط .
استعد للمغادرة فبحث عنها ليروى عينيه برؤيتها قبل هذا الهجر الإجباري علم انها بهذه الغرفة المغلقة حاول
فتح الباب ليجده مغلقا من الداخل طرقه وقال انا نازل ..
لم يأتيه صوتها فقال مجددا مش همشى غير لما اسمع صوتك...
ابتلعت ريقها مع تلك الغصة التى ټخنقها واقتربت من الباب لټشتم رائحة عطره من خلاله وتنهدت اخيرا وهى تقول مع السلامة.. هتوحشنى اوى .
وضع كفه على الباب وهو يسند جبينه إليه ويقول بكآبة مش هتسلمى عليا 
انتفض قلبها بقوة مؤلمة لتضع كفيها على صدرها وتقول بخفوت مش هقدر... ڠصب عني..
اومأ برأسه وهو يبتعد عن الباب لتستمع إلى خطواته المغادرة وما أن أغلق الباب حتى سمحت لدموعها وشهقاتها وصرخاتها المكتومة أن تعلن عن نفسها
أحب أقول إن الرواية هتخلص النهاردة إن شاء الله
الثامن والعشرون
توجه كريم لمنزل والدته ليصحبها معه لعقد القران فقد تم الاتفاق على عقد القران بمنزل والد العروس ثم تصحبه لمنزله بلا احتفال كبير فقط بعض الأقارب والأصدقاء ليتم الاشهار .
رفض حسام حضور عقد القران ولم يعاتبه كريم او يصر على حضوره صحب امه فقط وتوجه إليهم يحاول أن يعمل بنصيحتها ويرسم ابتسامة ولو زائفة على وجهه ليخفق فى كل محاولة فكيف لوجهه أن يبتسم مع هذا الكم من الألم!!!
لم يمر الكثير من الوقت قبل أن تعلو طرقات على باب المنزل تجاهلتها رانيا فى البدايةلكن مع إلحاح واصرار الطارق كففت دموعها وتوجهت لتفتح الباب لتجد صديقتيها فتنهمر دموعها بصمت لتسرع رزان تضمها وتدفعها للداخل تتبعهما مريم التى تنظر لها بأسف 
جلست رانيا حيث اجلستها رزان وكأنها بلا إرادة لتتحدث مريم اولا انت ازاى وافقتى على كدة ليه تقبلى بالوضع ده 
بينما ڼهرتها رزان فورا خلاص يا مريم هى فى ايه ولا ف ايه بتحبه يا ستى زى ما انت بتحبى جوزك 
لم تتمكن مريم من الرد فلو انها فى نفس الوضع لقدمت نفس الټضحية بينما ارخت رانيا رأسها للخلف وهى تقول انا اللى ضغطت عليه علشان يتجوز ...هو كان رافض لكن اضطر يقبل وبعدين...باباه اتوفى قبل ما نخلف ومامته ممكن ټتوفى وهى حلمها الوحيد تشوف ولاده 
نظرت لهما وهى تقول تفتكروا كان ممكن يسامحنى لو رفضت أنه يحقق لها اخر أمنية في حياتها مسحت بكفها لتمنع تدفق الدموع وهى تقول تفتكروا كان هيقدر يعيش طول العمر من غير ولاد !! ولو قبل وعاش كان هيجى فى النهاية يلوم عليا ولا كان هيفضل قابلنى وراضى بيا !!
تنهدت مريم انت كدة بتشككى فى حب كريم ليكى
هزت رأسها نفيا وقالت لا مستحيل اشك في حبه لكن بشك فى الأيام ومش عارفه هتعمل فينا ايه !!! عارفين انا كنت بمۏت كل شهر مع كل امل بېموت صحيح الدكاترة قالوا ممكن احمل لكن على رأى طنط لو كان حصل وماكملش كان بقا فى امل 
اخفضت رأسها تخفى وجهها بكفيها وهى تقول خمس سنين...ستيييين شهر وانا بستنا شهر ورا شهر وكل شهر ېموت الامل وانا اتعذب 
أمسكت رزان بكفها وهى تتساءل بس كريم كان جمبك يا رانيا عمره ما فكر يتخلى عنك ..
رفعت وجهها ونظرت لها وهي تقول كان ساكت ..وسكوته بيعذبنى اكتر ... صحيح بيحبنى وصحيح واقف جمبى لكن مش عارفه بيفكر فى ايه فى موضوع الخلفة ..يجى لحد الموضوع ده ويسكت كان بيحكى لى كل حاجة وعارفة عنه كل حاجة إلا حاجة واحدة ..هيفضل لحد امتى راضى يعيش من غير ولاد هيفضل لحد امتى معايا وانا مش قادرة احقق له الحلم الطبيعى لكل راجل 
ترقرقت الدموع بعيني رزان لتنظر لها مريم بحدة فتسرع تخفى دموعها بينما تقول مريم فى محاولة محبطة لتغير أجواء الكآبة عارفين يا
 

تم نسخ الرابط