للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى
المحتويات
يقول مين جاى دلوقتي
امسك الساعة المجاورة للفراش ليتأكد من الوقت بينما طرق الباب مرة أخرى لينفض عنه الغطاء ويتوجه للخارج نهضت ليلى ايضا وقلبها يرجف خوفا وهى تتضرع لله أن يحيطهم بعنايته ارتدت عباءة خفيفة ووقفت خلف باب الحجرة تنتظر عودة سامى .
توجه سامى للباب مباشرة لتتسع عينيه پصدمة وهو يرى أمامه ماجد يقف فى حالة مزرية وقد طالت ذقنه ورثت ثيابه ومعه حقيبه يبدو أنها تحوى ملابسه .
نظر له سامى بصرامة واضحة وهو يقول وانت عاوز ايه من الشقة القديمة
تنحنح ماجد وهو يقول برجاء ممكن اقابل ماما خمس دقايق بس من فضلك وهمشى علطول
تنهد سامى وهو يشير له ليدخل خطا خطوتين وتوقف رغم أنه يعرف المكان جيدا فطالما تطاول على امه بغرض سلبها المال إلا أنه توقف ليتقدم سامى أمامه وهو يتعجب لحاله
نظر لها بحنان وهو يقول مالك قلقانة كدة ليه
تضع كفها على صدرها وهى تقول قلبى مش مطمن
لم يجد بدا من اخبارها فالصدام لا مفر منه فقال ماجد برة ...
ليأتى رد فعلها مخالفا لكل توقعاته وهى تقبل عليه تتمسك بذراعيه وتتساءل بلهفة ماجد ابنى هو كويس فى ايه يا سامى رد عليا
تهز رأسها وهى ترجو أن يكون الأمر كما يتوقع سامى الذى ربت على ظهرها بحنان وهو يقول تعالى نطلع نشوفه
خرجت ليلى بصحبة سامى ليهب ماجد واقفا حين رؤيتهما لتقبل ليلى وقد زاد فزعها لرؤيته فتتقدم خطوات عن سامى وهى تهرول بإتجاه ماجد مالك يا ماجد ايه بهدلك كدة
الرابع والعشرون
ما إن استقر ماجد بين ذراعي والدته حتى اجهش بالبكاء ليزداد فزع ليلى ويزداد تعجب سامى الذى رق قلبه ل ماجد واقترب يربت على ظهره ويتمتم وحد الله يابنى ...حصل ايه بس
لم تعد ليلى قادرة على الوقوف وقد لاحظ سامى ذلك ليقول برجاء اقعد يابنى امك مش قادرة تقف
ليرتمى مرة أخرى فوق صدرها باكيا وهو يقول ماكنتش شايف حقيقتها ..كان الحب عامى عنيا عن جشعها وطمعها ...
ربتت ليلى عليه وهى تتساءل يا حبيبى ياما بيحصل بين الراجل ومراته ..هدى اعصابك
رمشت ليلى عدة مرات تعبر عن صډمتها وهى تتساءل خلع ليه عشان ايه وصلت لكدة
هز رأسه دون أن يبتعد عنها وهو يكمل معاناته كنت شايفها احسن إنسانة فى الدنيا...كنت بسمع كلامها من غير تفكير ...من شهرين عرفت انها على علاقة بعميل فى البنك ..ما صدقتش وسألتها بمنتهى السذاجة وهى بمنتهى الوقاحة ما حاولتش تنكر ..وابتدا الراجل ده يضايقنى ويأذينى فى شغلى واتحولت للتحقيق بعد ما اتهمنى انى طلبت منه رشوة علشان اسهل له قرض وتانى يوم هى رفعت قضية الخلع واستشهدت بالقضية وانى راجل غير امين عليها
ظهر الڠضب على وجه سامى وقال بحزم وانت ليه ما طلقتهاش بمجرد ما عرفت واتأكدت انها على علاقة بواحد تانى
ابتعد ماجد عن صدر امه وهو يخفض رأسه بخزى ويقول كل حاجة بإسمها ...اخدت منى كل حاجة ..
لكن سامى لم يتخل عن غضبه فى داهية الدنيا باللى فيها إلا شرفك . تغور باللى خدته وماتوطيش راسك ابدا علشان واحدة خاېنة .
نكس ماجد رأسه ف سامى محق تماما بينما اضطر سامى أن يبتلع غضبه أمام نظرات ليلى المټألمة ويلتزم بالصمت وإن كان يريد أن يصفعه عدة صڤعات ليفيق من ديوثته .
تنهدت ليلى بحزن شديد وقالت وعملت ايه فى قضية الرشوة
لم يرفع ماجد رأسه وهو يجيب انتهت لصالحى لأنه مقدرش يثبت الاتهام لكن انا بطلت اروح البنك من اسبوعين واخد إجازة مقدرش اورى الناس وشى وانا عارف انهم بيتغامزوا عليا علشان مراتى اللى ضحكت عليا
تساءل سامى وقد بدأ القلق يساوره من هيئة ليلى وانت قاعد فين دلوقتي
مسح ماجد وجهه وهو يقول بخجل كنت قاعد في فندق وسبته علشان الفلوس ..كنت رايح اقعد فى الشقة القديمة معرفتش ادخل
نظرت ليلى ل سامى ثم له وقالت وخبيت عنى ليه كل ده
اجهش بالبكاء مجددا وهو يقول كنت مكسوف اوريكى وشى ازاى بعد اللى عملته فيكم أنا كنت مصدقها وماشى وراها من غير تفكير ولا عقل
أنهى سامى الحوار بلباقة وهو يقول خلاص كل ده مالوش لازمه دلوقتي...قوم ادخل نام فى اوضة رامز هى فاضية علطول وبكرة ربنا يصلح الحال
شعر ماجد بالخجل فقال فورا لا متشكر أنا هروح الشقة القديمة اذا ماما سمحت لى .
ليقاطعه سامى بحزم ماينفعش تروح الشقة القديمة لوحدك وانت في الحالة دى اسمع الكلام مرة وخليك معانا تونسنا ونبقا مطمنين عليك
نظر ماجد لوجه والدته المرهق ليهز رأسه مستجيبا فيصحبه سامى للغرفة ويتركه عائدا فورا ل ليلى التى لم تقوى على النهوض فأسندت رأسها للخلف واغمضت عينيها ليأتى سامى مسرعا بلهفة لولى حبيبتي مالك
فتحت عينيها وهى تقول بوهن مش قادرة يا سامى ...مش قادرة اتحرك
اسندها ورفعها لتقف وهى تخطو خطوات بطيئة مهزوزة معه بإتجاه الغرفة ساعدها لتستلقى بالفراش واستلقى بجوارها فأسرعت تتشبث بملابسه پخوف شديد ليحيطها بذراعيه وهو يتمتم هامسا ماتخافيش مش هسيبه ابدا غير لما يقف على رجليه تانى ...بس علشان خاطري أهدى ...
هزت رأسها دون أن تتحدث ومالبث أن شعر بإنتظام أنفاسها ليهجره النوم بينما تتصارع أفكاره فهو بعد ما حدث من ماجد طيلة الأعوام السابقة فتح له بابه لكنه يشعر بالقلق تجاهه هو فقط يخشى عليها
توجه رائد صباحا كالعادة لإيصال ابنته إلى منزل والده فطرق الباب وتعجب أن ماجد هو من يفتح له لتتسع عينيه بدهشة ويندفع للداخل يبحث عن سامى وليلى ليقابله سامى مغادرا غرفته بينما ترك ليلى تحظى بقسط من الراحة ليقابل تساؤلات رائد وإن لم ينطق بها تعالى يا رائد
ومد ذراعيه يلتقط الصغيرة قائلا بحنان حبيبة قلب جدو
تعلقت الفتاة ب سامى فورا وهى تنظر ل ماجد ببعض الخۏف لكنه اقبل عليها قائلا بحنان دى بنت مريم
ابتسم سامى وهو يقول دى برنسس رولا
وبينما يقف رائد ناظرا لهم بريبة تساءل فين ماما ليلى يا بابا
ليجيب سامى دون أن ينظر له لولى تعبانة شوية فأنا سبتها تنام
ليسرع ماجد متسائلا بلهفة تعبانة انا السبب صح ماكنش لازم اجى هنا ابدا ...انا لازم امشى
ليوقفه صوت سامى الحازم تبقا عاوز ټقتلها .....
توقفت خطواته فورا وهو يقول بأسف انا خاېف عليها
نظر له سامى بحدة وهو يقول خاېف عليها تفضل جمبها لحد ما تطمن عليك
واقترب بالصغيرة وهو يقول وكأن الحوار السابق لم يكن رولا سلمى على خالو ماجد
لتمد الفتاة كفها بريبة وهى تقول ببراءة اسيك ازيك
قبل ماجد كفها بحنان وهو يقول انا كويس ...بقيت كويس لما شوفتك ...تلعبى معايا
رحبت الطفلة فورا وهى تقول بحماس تلعب استخماية وانا هجلى تلعب استغماية وانا هجرى
هز ماجد رأسه بسعادة لترتمى عليه الفتاة فيحملها ويتوجه للداخل وهو يقول هامسا مش هنعمل دوشة علشان نانا نايمة
وما إن تحرك ماجد حتى نظر رائد لوالده وقال فى ايه يا بابا ماجد بيعمل ايه هناوماما مالها
ليجيب سامى بهدوء ظاهرى ابدا عنده شوية مشاكل وهيقعد عندنا يومين ...يلا علشان ما تتأخرش على شغلك
وكان بذالك ينهى الحوار ليحترم رائد رؤيته ويغادر فورا فيتوجه سامى لغرفة رامز حيث ماجد والطفلة فيتحدث معه قليلا عن ضرورة العودة لعمله وعدم ترك حياته لهذه المرأة لتزيدها ټدميرا عليه أن يتحمل نتيجة اختياره الخاطئ بشجاعة ورجولة فلا بأس أن نخطئ الاختيار لكن يجب أن نكون اقوياء بما يكفى لتحمل تبعيته ومن ثم تجاوزه والبدء من جديد. وبعد عناء اقتنع ماجد إلى حد ما ووعد بالعودة لعمله سريعا ومواجهة الأمر فهذه المواجهة لابد ان تحدث يوما ما فلا داعى لتأجيلها
توجهت رزان في الصباح الباكر للمشفى لتفقد زوجها وحماتها لتجد عمرو ينتظر خروج والدته من غرفة العمليات حيث يتم شفط السائل عن رئتيها لتسرع تقف بالقرب منه ليشعر ببعض الراحة بوجودها إلا أن قلقه يتزايد كلما مر الوقت
وفى النهاية تخرج الطبيبة معلنة انتهاء معاناته وبالفعل تم نقل سلوى لغرفتها وافاقت تماما لكن فى غضون ساعات قليلة تدهورت حالتها بشكل مخيف .
علم كريم فى الصباح بحالة خالته كما علمت سلمى فأسرعت لاختها تؤازرها فى محنتها لكن تتسارع الأحداث لتفقد سلوى الوعى بحلول الليل وتدخل فى غيبوبة فيتم حجزها بغرفة العناية الفائقة على أمل افاقتها
رفضت مريم فى الأيام التالية وجود ماجد بحيز حياتها مرة أخرى وامتنعت عن إرسال ابنتها لمنزل والدتها طالما ماجد مقيم به .
وأثر هذا على ليلى تأثيرا كبيرا فساءت حالتها الصحية وهى ترى ابنتها ترفض شقيقها تعلم انها محقه فقد عانتا كثيرا من أفعال ماجد لكنها أمه قبل كل شيء وقد سامحه قلبها بكل حب بل ويتألم لأجله ايضا
لم يتخل سامى عن ماجد وظل يشجعه للعودة لعمله وبالفعل استجمع ماجد شجاعته وتوجه لعمله وقد كان هذا إنجازا عظيما بالنسبة له فحقا وجد بعض الحاقدين الذين اسعدهم سقوطه لكنه ايضا وجد المخلصين الذين اسرعوا لدعمه كما أن زوجته السابقة قد التزمت البعد عنه تماما ليقوم هو أيضا بتجاهلها وكأنها لم تكن المسيطرة على حياته مسبقا . يجاهد للتمسك بنصائح سامى التى يبدو أنها تجدى نفعا .
تسوء حالة سلوى يوما بعد يوم حتى أعلن الأطباء عجزهم عن مساعدتها سوى بتخفيف الألم
سمح الأطباء بزيارتها رحمة بمحبيها وابناءها فهذه فرصتهم الأخيرة لتوديعها ولا احد يجزم كم تبقى لها من وقت.
بعد التأكد من إجراءات السلامة دخل عمرو ورزان أولا لرؤية سلوى فكانت حالتها مزرية اقترب عمرو من فراشها ينادى عليها فلم يصله منها سوى حشرجة مزقت قلبه أسرعت رزان تقترب منها وهى تربت على صدرها بحنان ألف سلامة عليكى يا طنط .ربنا يعافيكى
لتفتح سلوى عينيها وتنظر ل رزان بړعب وهى تردد عطشاااانة ... عطشاااانة
ليهرول عمرو للممرضة ويخبرها أن والدته تطلب الماء لتناوله زجاجة وتقول بأسف ادى لها
متابعة القراءة