للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى
المحتويات
فلا اهتمام ولا أطباء حال مؤسف
يمر الوقت بطيئا وقد انضم كريم ل عمرو الذى يقف بباب حجرة الفحص بترقب لتخرج الطبيبة بعد نصف ساعة تقريبا وملامحها لا تبشر بالخير يسرع إليها عمرو يرجوها أن تطفئ لهيبا يستعر بقلبه من شدة الخۏف
ترفع الطبيبة رأسها إليه وتتساءل حضرتك جوزها
يومئ برأسه فتهز رأسها بأسف وتقول ضغطها عالى جدا اديناها مهدئ علشان تفضل نايمة الجنين حالته خطېرة جدا
تنظر الطبيبة لصډمته لتستوعب فورا أنه لم يكن يعلم عن هذا الجنين فتهز رأسها بأسف مرة أخرى وتقول انا مش حاطة امل كبير
يسرع كريم يربت على ذراع عمرو يشجعه بينما ينقطع نفس عمرو وتشخص عينيه فزعا دقات قلبه تغيرت تماما لتدق ببطء شديد وكأنه يفقد الحياة شيئا فشيئا ثم تعود لتتسارع بعد لحظة واحدة وتلهث انفاسه كانت الطبيبة قد تركته يتعامل مع صډمته وتحركت لتغادر إلا أنه أوقفها قائلا اقدر اشوفها
كاد أن يسقط أرضا لولا أن تدراكته ذراعى كريم ليسحبه للكرسى فيرتمى عليه وهو يدلك صدره بكفه ويقول بهدوء مصطنع اهدا يا عمرو رزان محتاجة تشوفك قوى لما تفوق
يعيد رأسه للخلف وهو يعتصر عينيه ألما
الثامن عشر
كم كانت سعادتها غامرة وهى ترى ليلى وسامى وعلامات السعادة على وجهيهما تضمها ليلى وتباركها بحب يليها سامى لتشعر بدفء ابوى افتقدته منذ سنوات عاد إليها مؤخرا
زيارة ليلى وسامى اخرجتها قليلا من القلق الذى بدأ يساورها وهى تحاول أن تصدق عقلها الذى يخبرها ربما تأخرت بالنوم ليس إلا لاداعى للقلق سيكون كل شيء على ما يرام
جلس ثلاثتهم بعد أن أفرغت ليلى المشتروات ونظمتها فهى تريد ل مريم الراحة التامة
قدمت مريم العصائر فيتناول سامى كوبا وهو يقول مريم يا بنتى خلى بالك من نفسك واحنا مستعدين نساعدك فى اى حاجه واى وقت انا ولولى متفرغين تماما
تبتسم مريم بسعادة لقوله لولى بينما تنظر له ليلى بلوم لم يفهم مغزاه ومريم تقول طبعا يا بابا سامى هو انا ليا غيركم اكيد اذا احتجت مساعدة هقولكم ويمكن اجى اقعد عندكم وخلاص
أمسكت مريم هاتفها تتفقده بقلق لتقول ليلى انت مستنية مكالمة ولا ايهكل شوية تبصى فى فونك
لم تجد مريم مانع من مشاركتهما مخاوفها فهما اهلا للثقة فقالت ببساطة مستنية رزان تطلبنى
وضع سامى الكوب الفارغ وهو يقول نطلبها احنا
تهز مريم رأسها وتقول خاېفة تكون نايمة واقلقها هى قالت هتروح مشوار وتكلمنى
تعيد ليلى المحاولة لكن لا إجابة ليبدأ القلق يساور الجميع بينما لم يتحمل سامى القلق لفترة طويلة ليكف عن الاتصال ب رزان ويتصل ب عمرو
وما أن أجاب الاخير اتصاله حتى ظهر الحزن على وجه سامى وكفه يضغط على الهاتف وقد علا تنفسه لتسرع ليلى تخلص الهاتف من بين أصابعه لتتلقى تلك الصدمة بقوة
خرجت الممرضة من الغرفة بخطوات سريعة لتعود بعد دقائق تتبعها الطبيبة مسرعة ليهب عمرو واقفا بقلق ترى ماذا حدثما حل بحبيبته
لكن لا امل إلا انتظار خروج الطبيبة التى خرجت بعد عشر دقائق ليسرع لها فتقول بعملية شديدة المدام لازم تدخل عمليات انا اسفة فقدنا الجنين
يحاول عمرو السيطرة على صوته دون البكاء وهو يقول المهم رزان يا دكتورة
تنظر له وهى تقول هى كمان لسه في خطړ هنطلب ډم لأنها ڼزفت كتير واول ما يوصل هندخلها عمليات
غادرت لتباشر الإعداد لتجهيز رزان بينما عاد بخطواته للخلف ليجلس من جديد على المقعد وعينيه متعلقتين بالباب ولم يخجل من بضع دمعات تسللت بصمت للتعبير عما يعانى
بينما جلس كريم بجواره ربت على كتفه وهو يقول بحزن معلش يا عمرو ربنا يعوض عليكم المهم هى تقوم بالسلامة
هز عمرو رأسه مؤكدا قول صديقه فهو لا يريد غيرها لا يريد أطفالا لا يريد سوى أن تعود صغيرته للحياة غامت عينيه وهو يتذكر تذمرها حين يناديها صغيرتى لكنه لا يراها سوى صغيرة بريئة هى صغيرته هى حبيبته هى زوجته ولايريد سوى أن يراها بخير مرة أخرى
مرت فترة من الصمت قبل أن يعلو رنين هاتفه لم يجد كلمات يجيب بها المتصل فيعطى الهاتف ل كريم الذى يجيب سامى ليعلمه أن رزان ليست بخير فلا يصل له سوى الصمت وكأن سامى ايضا لم يجد مايجيب بها لحظات وكانت ليلى تحدثه ليخبرها بإختصار ماحدث
خرجت بعد أن سمعت صوت الباب لتبحث عن رزان فلم تجدها لتطل ابتسامة خبيثة على وجهها فمن المؤكد أنها استمعت للمكالمة ولا بأس بذلك فقد آن الاوان لإنهاء هذه المهزلة
انتظرت سلوى أن تأتيها رزان مرة أخرى ككل يوم لتقوم عنها بالأعمال المنزلية كما اعتادت منذ زواجها لكن طال انتظارها ورغم ذلك لم تشعر أنها تفتقدها ولم تحاول تفقدها فقط أسرعت تهاتف إحدى بناتها لتأتيها فورا وهى تهيا نفسها لشن هجوم على رزان فهى الحاقدة التى لم تراعى شيبة حماتها وتخلفت عن خدمتها متعمدة عليها فقط أن تتقن تصنع الحزن والمړض حين يعود عمرو فهو ابنها ولن يرضى لها المهانة هى تعرفه جيدا ابن بار عطوف سيصدق كل ما تدعيه ولم لا وقد صدق بالفعل ما أبدته من محبة زائفة تجاه زوجته اللعېنة
اتتها ابنتها بالفعل واول ما فعلت لحظة رؤية امها أن تساءلت عن رزان فمنذ زواج الأخيرة والشقيقات الأربع ينعمن بسعادة مع أزواجهن لم ينعمن بها منذ رحيل والدهن ف رزان لا تترك ل سلوى مطلبا دون إجابة مما اضطر سلوى أن ترفع ايديها عن فتياتها مكرهة وتكتفى بزياراتهن لها من حين لآخر
شعرت سلوى پغضب شديد حين سالت ابنتها وتدعى سما عن رزان لتقول لها پغضب بدل ما تسألى عن صحتى بتسألى على ست الحسن اهى الهانم نايمة لحد دلوقتي ماشوفتش وشها
تحاول سما تبرير موقفها لتهدأ من ڠضب امها فتقول اصلها من يوم ما اتجوزت ما اتاخرتش فبسأل لتكون تعبانة ولا حاجة
تلوى سلوى شفتيها پغضب وتقول وهتتعب من ايه يعنىهى بتعمل ايه
وجدت سما أن لا سبيل للتفاهم مع امها لتتحرك فورا لبدأ العمل وهى تعقد العزم على التسلل للاطمئنان على رزان فهى لا تستبعد أن تكون والدتها قد آذتها بشكل ما
كما أن سما احبت رزان فعلا فهى رقيقة هادئة ويكفى أن اخيها سعيد معها كما أنها ترعى سلوى بحب دون أن يطلب منها أحد
بدأت مريم تتنقل ببصرها بين سامى وليلى وقد جلست تمسك كفه وتضغط عليه وكأنها تخبره انها هنا لأجله لا بأس سيجتازان الأمر سويا
مرت لحظات من الصمت قبل أن تقول مريم رزان مالها
نظرت لها ليلى بحزن وهى لا تدرى فقد انقلبت فرحتها إلى حزن عميق وهى واثقة أن مريم سيصيبها نفس الحزن فقالت رزان تقريبا كانت حامل
انقبض قلب مريم وهى تردد كانت
لم يعد هناك مجال للحديث لتنهض فورا وهى تتصل ب رائد لتخبره برغبتها أن تعود صديقتها بالمشفى فهى صديقتها أولا قبل كونها شقيقته تقص عليه ما حدث بإختصار ولم يعارض رائد فقط طلب منها أن تنتبه لنفسها وقد هب ايضا لتفقد شقيقته وهو يدعو الله ان تمر أزمتها بخير وسرعان ما كانت تقف وقد استعدت أمام سامى و الذى لم ينطق كلمة منذ علم بالخبر
لينهض وتتبعانه بصمت
خرجت رزان شاحبة الوجه تستلقى بصمت قاټل فوق فراش مدولب تدفعه الممرضات يسرع عمرو يمسك كفها بلهفة ينادى اسمها اكثر من مرة دون أي رد فعل منها يرفع كفها يقبله لتسقط دمعة تشهد مدى ألمه بينما تطلب منه إحدى الممرضات أن يبقى حيث هو لا يمكنه التقدم اكثر من ذلك ليتخلى عن كفها بأسف وحزن
ينغلق الباب دونهن فيقف عمرو به لا يتزحزح حتى لحق به كريم الذى حاول أن يبعده عن الباب بلا جدوى فيقف قريبا منه صامتا يحترم ألمه وينتظر
وصل رائد اولا اقبل يسرع الخطى نحو عمرو وكريم ليستقبله كريم بينما عمرو لا يزال بموقعه وحالته يرثى لهايقترب منه رائد ليربت على كتفه
وهو يقول ادعى لها يا عمرو
يرفع عمرو عينيه للسماء وقلبه يناجى الله
بعد قليل وصل سامى بصحبة ليلى ومريم التى بدا الهلع عليها ليسرع رائد إليها فهو على علم بخطۏرة التوتر عليها
صدم سامى من رؤيته عمرو بهذه الحالة هذا الفتى يعشق ابنته حد الجنون
خرجت الطبيبة بعد فترة لتخبرهم أن عملية تنظيف الرحم التى أجرتها ل رزان كانت ناجحة إلا أن فقدانها للكثير من الډماء مع ضعف بنيتها قد اثرا عليها بشدة وقد لا يتمكنون من رؤيتها اليوم حتى تستقر حالتها
لم تشعر سما بالاطمئنان فتهربت من سلوى لتصعد لشقة رزان بهدف تفقدها فتطرق الباب عدة مرات بلا إجابة تساورها الشكوك لا يمكن أن تكون نائمة كل هذا الوقت
ربما ليست بخير ولا تتمكن من الإجابة
ربما ليست بالمنزل من الأساس
هل لوالدتها يد فيما يحدث
عدة أسئلة كانت اجابتها جميعا من خلال اتصال واحد عليها أن تتصل بأخيها وبالفعل عادت مسرعة للاسفل واسرعت لهاتفها تتصل بأخيها الذى طال انتظار إجابته ليجيب بعد أن أعادت الاتصال لكن بصوت مكسور ينفطر له القلب
ليخبرها عمرو بحزن بما حدث لتشعر بالأسى الحقيقي لأجل رزان وتطلب من شقيقها أن تعودها بالمشفى فيخبرها أن حالتها حرجة وعليها أن تخبر والدتها أنه سيبيت بصحبة زوجته
أنهت المكالمة وتوجهت ل سلوى تخبرها هذة الأخبار المؤسفة فكان ردها صاډما لابنتها
كانت سلوى بغرفتها حين دخلت سما تقول بحزن يا ماما فى اخبار مش كويسة
يتجهم وجه سلوى وتتساءل فى ايه حصل ايه انطقى
تتنهد سما وتقول بحزن رزان مرات اخويا
ترفع سلوى احدى حاجبيها بتهكم وتقول مالها ياختى
تنظر لها سما متعجبة من رد فعلها لكنها تقول كانت حامل وحصل لها ڼزيف
ټضرب سلوى على صدرها بفزع وتقول يا مصبتى
تسرع سما وهى تظن أن امها حزينة فتقول معلش يا ماما بكرة ربنا يعوض عليهم بغيره
تظهر علامات الراحة على وجه سلوى وهى تتساءل مبتسمة يعنى سقطت
تتعجب سما وتتساءل انت فرحانة علشان مرات ابنك سقطت
تستقيم فى جلستها وهى تقول طبعا فرحانة مش عاوزين منها عيال ياريتها تطلع
متابعة القراءة