للقدر رأى اخر بقلم قسمة الشبينى
المحتويات
وترحل بصحبة حبيبها لتنتهى الزيارة وتنتهى المعاناة
وحين تنتهى الزيارة تسرع چيلان إلى ذراعى ناصر حيث يمكنها دئما اظهار كل ما يعتمل داخلها من ألم نفسى وجسدى ليتلقاها هو بما اعتادت عليه من حنان ولهفة يشاركها آلامها
يصل كريم ورانيا للإسكندرية لذلك الحى العريق زيزينا حيث توجها للشقة المطلة على البحر مباشرة ما إن تفتح رانيا الشرفة لتجد زرقة المياة وقد اختلطت بزرقة السماء لتكونا لوحة من الصفاء والهدوء
بينما الأن ستعمل على حفر المزيد من الذكريات السعيدة بكل ركن بهذا المنزل وكل طريق بهذا الحى وكل قطرة من هذا البحر الشاسع ستكون كلها ذكريات سعيدة لأن كريم سيكون طرفا فيها
الاجواء حتى قرر سامى إنهاء هذا الحرج فنظر لها فهى تعقد ساعديها وتشرد بعيدا عنه ترى فيم تشرد ليقول بهدوء ليلى ممكن نتكلم شويه
تنبهت له لتقول احنا اتفقنا على كل حاجة
يبتسم سامى بهدوء ثم يقول لا مش كل حاجة احنا اتفقنا على اللى قبل كتب الكتاب أنا عارف انى اقټحمت حياتك وانك محتاجة وقت علشان تتعودى على وجودى
كم هو مستمع جيد !! حتى وصلت لذكريات تلك الليلة المشؤومة التى تشاجر فيها ماجد معها لرغبته فى بيع الشقة ليشترى شقة بأحد المصايف بدأت دموعها تغزو عينيها وهي تخبره أن ابنها الوحيد يريد أن يبيع كل ذكرياتها من أجل حفنة من المال
كفف دموعها بحنان وهو يلتزم الصمت ليمنحها مزيدا من الوقت لتخرج كل ماأحكمت سيطرتها عليه داخل قلبها لتصل لتلك الغرفة الباردة مرتين
حدثته عن التجريح الذى تعرضت له من عائلتها ليعلم أنها تحملت الكثير تمزق قلبه وهى تنظر إليه متسائلة لما يحرمها الجميع من حقها فى الحياةلم يجردونها من حقوقها ويحكمون عليها بالوحدة والصمت زادت تساؤلاتها لتزيده ألما اليس لها حق فى شخص يحنو عليها يكفف دموعهايؤنس ايامها الأخيرة
يربت على رأسها وكتفها بحنان دون أن يشد ذراعيه بقوة حولها يمنحها فقط حنانا تحتاج إليه لتبدأ شهقاتها تهدأ وتستقر أنفاسها شيئا فشيئا
شعرت بالحرج من شدة اقترابها منه لتقول انا اسفة ماكانش لازم اقول كل ده
حررها بسهولة ليرفع عنها الحرج وهو يقول بالعكس كان لازم تقوليه وانا متشكر انك واثقة فيا وحكيتى لى عن ذكرياتك
للمرة الأولى منذ سنوات مرت تشعر ليلى انها يمكنها الراحة فهناك من يحتوى احزانها ويكفف دموعها ويستمع لما تفضى به صمتت برهة ثم قالت مش هنروح ل رزان
هز رأسه موافقا وهو يقترب يطبع قبلة حانية على وجنتها شاكرا لها فشعوره بإهتمامها بإبنته ليس جديدا بل هى تحنو عليها منذ تعرفت إليها لذا فهو واثق أنه اهتمام نابع من حبها وطيبتها ليبتعد بهدوء نسبى ثم يقول قومى غيرى ونعدى عندى اغير فى الطريق
بدأت سلوى تبتز رزان عاطفيا منذ الوهلة الأولى وهى تقول اقعدى يا حبيبتي البيت بيتك هنضف المطبخ بس اصل البنات محدش جه
لتهب رزان بعد أن جلست للتو تعترض قائلة لا يا طنط ازاى انا زيهم بالضبط اتفضلى ارتاحى وانا هنضف المطبخ
ودلفت للمطبخ لتجد كما هائلا من الفوضى فقد أصرت سلوى بالأمس ألا يتم تنظيف المطبخ لتتمكن من انهاك رزان بالأعمال المنزلية فقد انتوت كل هذا سابقا واحسنت التخطيط له
فحين شارفت رزان على الانتهاء من تنظيف المطبخ أسرعت سلوى لغرفتها وألقت الوسائد أرضا وفتحت الشرفة وشرعت بتنظيفها لتاتى رزان تخبرها انها انتهت من تنظيف المطبخ فتكمل عنها تنظيف الغرفة بخجل
وهكذا اقترب اذان العصر ورزان لازالت تعمل وتنتقل من مكان لآخر راضخة تحت ابتزاز سلوى لها بطيبة مطلقة
بالاعلى انتظر عمرو صعود رزان لكن لا امل يبدو أن أمه قررت حرمانه منها اليوم تنهد پألم لما لا تكف امه عن كل هذا !! لما لا تتركهم يحيون حياتهم كما يتمنون !!!
نفض نفسه پغضب ثم توجه للاسفل حرص على عدم إحداث ضجة ليتأكد من ظنونه ليدلف للداخل فيجد رزان وهى تنظف إحدى الغرف بينما تجلس امه على الأريكة سعيدة بنجاح خطتها لكنها بهتت حين وجدته أمامها والحزن يسيطر على ملامحه
نظر لها بحزن شديد لعلها تشعر بألمه لكن هيهات فقد أغلقت قلبها على ما فيه هز رأسه بأسف وتوجه إلى حيث حبيبته المنهكة القوى التى ما إن رأته حتى ابتسمت بسعادة وهى تقول شوف اوضتك بقت حلوة ازاى
نظر لها مشفقا فالاجهاد باد على وجهها اقترب بهدوء وامسك كفها يقبله ويقول الاوضة احلوت علشان انت فيها
توردت خجلا بينما قال بس انا اوضتى فوق مش هنا
نظرة خجلة هى كل ما حصل عليه ليجذبها لصدره قبل أن تأتى امه تقتات على ڼار غيرتها لرؤيتهما معا فينظر لها ثم يقول بإقتضاب وحزم ماما احنا طالعين فوق
إلتفتت لها رزان بحب وهى تقول مش عاوزة حاجة يا طنط
هزت رأسها نفيا وهى تقول بغيظ مكتوم لا شكرا
راحت خطتها ادراج الرياح فقد كانت تنتوى تفريقهما طيلة اليوم ليأتى عمرو ويهدم أحلامها تلك ويصحب حبيبته منقذها من بين براثن أحقاد والدته
امسك كفها وهما يتجهان للخارج ليصطدما ب سامى وليلى فور خروجهما لينظر سامى لهما بتعحب ماذا يفعلان هنا ولما تبدو رزان منهكة وملابسها مزرية
نظر لهما پصدمة ايعقل انها كانت تقوم بأعمال منزلية !! اليوم الثالث لزواجها!!! وبشقة حماتها ايضا!!!
نظر ل عمرو بقسۏة بينما أسرعت رزان ترحب بهما ليحذو عمرو حذوها وهو يشعر بالحرج تحت نظرات سامى القاسېة ولكن ما يؤلمه حقا انه سمح بحدوث هذا وهو يعلم أن سامى له كل الحق في غضبه
اقتربى حبيبتى اكثر زيدينى قربا ولهيبا زيدينى شوقا يتأجج وبرقة قلبك ضمينى فبعينك تنمو معاناتى بين ذراعيك احيا حياتى بالله عليك اذيبينى
يحاول رائد السيطرة على تلك الأنفاس التى تمزق صدره من قوتها لكن كفاه سيطرة لقد قرر أن يتخلى عن كامل سيطرته
يهمس بالقرب من اذنها روما حبيبتي اعذرينى
تلتفت لتنظر له والحب ېصرخ بعينيها وهى تهمس بجرأة أعادت إشعال ثورة جنونه الذى كبحه للتو وهى تقول بدلال مش اكتر من جنونى
إعصار اخر من المشاعر يتولد لحظة اعترافها برغبتها الجامحة فيه والتى تماثل رغبته جنونا
نظرات عاشقة تبادلاها سويا قبل أن تستقر بين ذراعيه لتغمض عينيها برضا وتتمتع بهذا الدفء الذى يسرى كالخدر يسيطر على كل ما فيها
أسرعت رزان تبدل ملابسها بينما توجه عمرو لتجهيز العصائر للتقديم بينما تبادل سامى حديثا خاڤتا مع ليلى بثها فيه مخاوفه من استغلال سلوى لابنته فهو يعلم رزان جيدا ما كانت لترفض لها طلبا مطلقا بل ابنته من النوع الذي يسهل استغلاله
فأسرعت ليلى تقترح عليه أن يؤجل العتاب فليس اليوم ملائم لذلك خاصة مع عدم التأكد مما يحدث وعرضت عليه عوضا عن ذلك تقديم رحلة لهما كهدية زفاف ليبتعدا عن مرمى هذه السيدة الغير مريحة فينعما بأيام زواجهما الأولى دون تدخلها كما وعدت بالتحدث مع رزان
خرجت رزان بعد قليل توجهت للمطبخ أولا لتحاول حمل العصائر لتقديمها فيرفض عمرو بشدة ويصر على تقديم الضيافة بنفسه كنوع من الاعتذار لتركه امه تستغلها بهذه الطريقة
أعلن سامى خبر زواجه من ليلى لتسعد به رزان كثيرا ويهنئه عمرو بحب وسعادة ثم يقترح عليهما السفر إلى الغردقة لقضاء بضعة أيام فى الشالية الخاص به و يشير سامى أن لاداعى للتعجل بالعودة ويرحب عمرو بالفكرة
ويشكره عليها لينظر سامى ل ليلى بإمتنان فقد تفادى للتو صداما كان سيؤلم الجميع خاصة ابنته الغالية
تمر عدة أيام يقضيها كريم ورانيا بسعادة قرب الشاطئ وما ايسر التمتع به فيتوجهان للشاطئ وسرعان ما يعودا حيث ينعما بعشقهما الفريد من نوعه الذي نبت من نظرة عين لينمو وينمو ليصير بستانا من الاشواق ازهاره حتى الآن لم تنبت لها اشواك
كذلك عمرو ورزان منذ غادرا للغردقة وكل شئ يبدو مثاليا لا يزعج عمرو سوى شدة خجل رزان لكنه يعمل جاهدا على رفعه عنها طريق صعب لكن السير فيه ممتع
أما رائد ومريم فهما يمثلان الجنون بعينه لم يقضيا يوما بالمنزل بل كل يوم بمكان ويعودان بنهاية اليوم ليتلاقى جنونهما فى عاصفة هوجاء من الجنون المتبادل
چيلان منتظمة بالعلاج وبشرتهما الطبيبة ببداية التحسن وتوسمت خيرا بالنتيجة مما اثلج قلب ناصر وهو يحمد الله أنها ستعود إلى سابق عهدها هو يعشقها بكل الأحوال لكن ألمها ېمزق قلبه لو تمكن من حمله عنها ما تأخر وهلة عن ذلك
بدأ سامى حياته مع ليلى التى قامت على الود والاحترام المتبادل بينما لا ينفك ماجد عن مضايقة ليلى كلما حانت له الفرصة بل ويشحن اخواتها دوما فقام الجميع بمقاطعة التعامل معها ليصبح سامى كل من لها بالحياة وكان هذا يكفيها حقا
السابع عشر
تنعم رانيا بالسعادة مع كريم كما تمنت منذ إلتقته فهو عاشق حنون لا يتوانى لحظة عن اسعادها وجودهما بالاسكندرية اسعدهما جدا فكان يصحبها للسباحة فى الصباح معظم الأيام وساعد على اكتمال سعادتهما رقى المنطقة وهدوءها كما أن لقرب الشاطئ عامل محفز على التوجه للسباحة فما ايسر العودة ولا بأس من تلك الملابس المبتلة
لم يعكر صفو الحياة بالنسبة ل رانيا سوى صوت امها المنهك دائما لكنها تحاول تصديق ادعاءات والديها أنه أمر عارض بل هذا ما يتمناه قلبها
يدور كريم فى إطار محكم الإغلاق من السعادة التى تهبها له رانيا فكل ما تفعله يسعده تبسم
وجهها واشراقه المرح الذى
متابعة القراءة