رواية جديدة
المحتويات
الثقة بنفسها لو لم يكن الله حرم الاڼتحار لكانت الفكرة التى تراودها قيد التنفيذ فما كان بيدها سوى الدعاء إلى الله ليأخذ روحها ويريحها من عڈابها
جلس منصور شاردا بحال ابنته وما وصلت إليه يلوم نفسه على عدم حمايتها ولكنه يعلم أن الأمر ليس بيده يرى بعينيها نظرة مبهمة إليه لا يعلم أهي تلومه على عدم حفاظه عليها أم تتهمه بأنه من جنس الرجال أم تتوسله أن يضمها بأحضانه لتخرج شحناتها السلبية أتت إليه زوجته جلست بجواره واطلقت تنهيدة حزينة بردو مرضيتش تاكل ولا عايزة تتكلم هنعمل إيه يا منصور هنسيب البنت تضيع مننا
ربتت على كتفه محاولة مواساته دا قدر ومكتوب واللى حصل حصل بس لازم نساعدها تنساه وترجع تقف تاني على رجلها إوعى تحسسها إن اللى حصل دا ذنبها لازم نبقى اقويا قدامها عشان نعرف نقويها
نظر إليها متعجبا من صلابتها انتى كده إزاى انتى معانا قوية وعايزانا ننسى ولما تكونى لوحدك بسمعك بتعيطى وتدعى ربنا يكملها معاها بالستر
قاطعهم صوت جرس الباب فتوجه إليه منصور لفتحه ليطالع شاب فارع الطول وسيم الملامح له شارب خفيف وذقن نامية يحمل باقة من الزهور تزين ثغره ابتسامة خفيفة ويظهر على محياه التردد والخجل
شرد منصور بملامحه يعلم أنه قد رآه من قبل ولكنه لا يتذكر رد التحية وعليكم السلام مين حضرتك
عذر حازم عدم تذكره إياه فهو لم يراه سوى مرة واحدة ولم تتعد مدتها الخمس دقائق قام بتذكيره بنفسه أنا حازم إحنا اتقابلنا فى المستشفى أنا اللى نقلت دكتورة نسمة للمستشفى يوم.
جلست ندى بغرفتها حالتها النفسية تزداد سوءا مر أسبوع على انفصالها عن طارق الذي لم يكلف نفسه عناء الاطمئنان عليها كل ما فعله هو مجرد اتصال هاتفي طالبا رؤية والدها بعيدا عن المنزل وفي هذه المقابلة أنهى كل شئ كأنها باعلانها رغبتها عدم رؤيته إياه قد أطلقت سراحه من سجن دفين ترى الحزن بأعين والديها وفرحتهم المنكسرة يكفي ما يتحملاه من عناء إجابة أسئلة الفضوليين عن سبب عدم إتمام الزيجة ولكنها قررت أن تترك كل شئ وراء ظهرها وتلتفت إلى مستقبلها لتعود ندى القوية مرة أخرى تعلم أنه ليس بالأمر اليسير ولكن عليها التصدي له عليها إسكات ألسنة جيرانها ومعارفها عليها أن تريهم أن لا ذنب لها في ندالة من تخلى عنها عليها أن تثبت لهم أنها قوية لا يمكن كسرها
وما زاد الطين بلة. عريس آخر فوالدتها لا تكل ولا تمل وكأن المصائب أقسمت ألا تأتى فرادى
ألقت بالقلم ومزقت الأوراق بيديها فإن لم تفعلها هي فرئيسها سيفعلها بالتأكيد اتجهت إلى اللاب توب الخاص بها وأخذت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لفت انتباهها كم المشكلات الموجودة بالمجتمع فواتتها الفكرة بأن تكرس سلسلة مقالاتها القادمة لاقتراح حلول للمشاكل الاجتماعية التي تواجه بعض الأفراد
قطع عليها تفكيرها اتصال هاتفى تناولت الهاتف بملل ولكنها ما إن رأت إسم المتصل حتى انتابتها نوبة حماس مفاجئة أجابت على الفور أمجد باشا اخبارك ايه
اتاها صوته من الطرف الآخر موبخا قلنا باشا دى مش معاكي أو لو حكمت يبقى فى القسم بس
ابتسمت قائلة خلاص بقى عديها متقفش ع الواحدة المهم عندك جديد
أمجد بحماس أكيد المرة دى القضية هتعجبك اوى
ردت عليه بحماس خلاص نتقابل بكره ع الساعة 11 فى الكافيه
أمجد اتفقنا
أنهت المكالمة ولمعت عينيها بحماس وتناست تماما سلسلة المشكلات الاجتماعية وصبت جام تركيزها على قضية الفساد الجديدة التي ستعرف اخبارها غدا
تعالى صوت شجارهم ولكنها اعتادت الأمر فهذا هو حالها مع والدتها منذ أيام والدتها ترفض خروجها وهى تريد الذهاب للاطمئنان على صديقتيها
حاولت نور أن تقنعها بهدوء يا ماما يا حبيبتي مينفعش كده لازم أروح ازورهم متنسيش إن اللى حصل لنسمة دا حصل وهى نازلة من عندى عيب اوى إن مروحش ازورها وكمان ندى دايما واقفة معايا ولازم أروح اطمن عليها
صړخت بها كوثر ومش عيب لما يبقى جوزك لسه مېت من أسبوع وانتى تنزلى وتخرجى براحتك بلاش نتكلم من منظور العيب حرام أصلا تخرجي وانتى لسه فى عدتك
هتفت حانقة هو أنا خارجة اتفسح! أنا رايحة اقضى واجب و اقف جنب صاحباتي فى محنتهم
تعالى صوت صياح كوثر قلت مينفعش خروجك فى عدتك يبقى للضرورة وزيارة صحباتك مش ضرورة لأنك ممكن تطمني عليهم بالتليفون ولازم تفهمى إن دخولك وخروجك هيبقى بحساب متنسيش إنك دلوقتى ارملة وكلام الناس كتير لازم تحافظي على نفسك وبنتك ويكون أفضل لو جيتي قعدتى معايا أنا وباباكى بعد ما تخلصي عدتك عشان نمنع اى كلام ممكن يتقال
شعرت نور بالصدمة من تفكير والدتها أيعني هذا أنها ستظل حبيسة المنزل إرضاء للناس والمجتمع هى تكره أن يجبرها أحد على وضع معين طوال حياتها كانت هي سيدة قرارها وكان أدم دائما ما يشجعها على هذا فقررت أن تثور وأول من تحدت كانت والدتها أعلنتها رافضة
أنا مش هسيب بيت جوزى
رأت والدتها بعينيها إصرار على رأيها رأت عنادها قد بدأ يطفو فاقترحت اقتراح آخر خلاص يبقى أنا هعيش معاكي هنا
ولكن هذا الاقتراح أيضا لم ينل استحسان نور
الفصل الخامس
دخلت نيرة إلى النادى تتلفت حولها بحثا عن أمجد تسبه سرا فهو يعلم انها تكره الذهاب اليه منذ طلاقها تجنبا لملاقاة محبى الفضول الممېت والقيل والقال ومع ذلك أصر على تغيير مكان اللقاء دون أن يبد لها أسباب
لمحته أخيرا يجلس باحدى الطاولات يداعب فتاة صغيرة لم يتعد عمرها الأربع سنوات اقتربت منه وألقت حقيبتها على الطاولة أثناء جلوسها على المقعد نظرت الى الفتاة بجواره وقالت متهكمة اللى جابلك يخليلك
ابتسمت بوجه الفتاة مكملة بنت مين القمر دي
ثم اتسعت عينيها بعدما دققت النظر بملامح الفتاة لتطلق شهقة قائلة البت دى شبهك انت اتجوزت وخلفت يا أمجد من ورايا ولا ايه!!
لم يتعجب من رد فعلها فهو يعلمها منذ الصغر ف نيرة رفيقة دراسته التى دافعت عنه بأول يوم له فى المدرسة التى نقل إليها حديثا بعد قدومه من احدى الدول العربية كان بعض الطلبة يحاولون مضايقته وأخذ اشياءه عنوة كان الطفل الوديع الذي لايجيد التصرف بمثل هذه المواقف وهى من تصدت لهم كما قامت بالشهادة لصالحه لدى مدير المدرسة عندما وصل إليه أمر إحدى مشاحاناتهم
عاد من ذكرياته عندما انتبه للفتاة الصغيرة تعدو تجاه شخص ما نظر إليها وجدها مدربة السباحة خاصتها تهللت أساريره برؤيتها إذن فقد نال ما أتى إلى هنا لأجله ألا وهو رؤيتها
ترك نيرة جالسة بمفردها وتوجه إلى من اتى لأجلها مد يده مصافحا اياها ازيك يا كابتن سارة
وتعلل بالفتاة لفتح حديث معها أخبار فرح ايه فى التمرين
بادلته التحية وهى محتضنة الفتاة تقبل وجنتيها فرح اشطر واحدة فى الفريق وماشاء الله عليها بتتعلم بسرعة
ثم تلفتت حولها تبحث عن شخص ما وعندما لم تجده توجهت إليه بالسؤال هو كابتن يحيى فين
لا يعلم لم يشعر بالضيق بسؤالها عن أخيه ولكن عليه اجابة سؤالها على وصول هو بس كان عنده رحلة واتأخر شويه
امسكت بيد الفتاة مستعدة للرحيل ولكنها اخبرته قبل رحيلها ياريت تبلغه انى محتاجة اتكلم معاه بخصوص فرح ضرورى بعد التمرين عن اذنك
رحلت بصحبة الفتاة فعاد أدراجه إلى من كانت تلهو بهاتفها بانتظاره
وما ان جلس حتى قالت له بضيق ما بدرى! هو حضرتك جاى هنا تسبل وقلت بالمرة اقابل نيرة هنا!
نظر اليها متهكما وانا لو جاى اسبل هجيبك ليه تقطعى رزقي مثلا!
نظرت اليه ضاحكة لا دا انت شكلك واقع عالاخر قولى مين دى
أجابها قائلا مدربة السباحة بتاع فرح
وعندما لفظ بإسم الفتاة تذكرت سؤالها عن تلك الفتاة التى تشبهه كثيرا اه صحيح مين البنوتة دى
ابتسم قائلا فرح بنت اخويا
لتسارع بسؤاله امتى
ليجيبها بعدم فهم لسؤالها هو ايه اللى امتى!
ما لبثت أن اڼفجرت ضاحكة ليفهم حينها مزحتها ليرسم ابتسامة مصطنعة على وجهه دا ايه خفة الډم دى! تصدقى خسارة فيكى الخبر اللي جايبهولك ومعرض نفسى لمشاكل فى شغلى عشان واحدة بتألش ألش سخيف زيك
حاولت نيرة التحكم بنوبة الضحك التى داهمتها طب خلاص حقك عليا انا بس لقيتك متضايق قلت افرفشك شويه
نظر اليها مليا فهي صديقته الوفية التى تشعر به دائما فبالرغم من افتراقهم بعد المرحلة الثانوية الا
أنهما ظلا على تواصل دائم وزاد هذا التواصل بحكم عملهم فهى الصحفية التى تبحث وراء الفساد وهو الضابط الذى يمدها بالمعلومات ولكن عليها أن تبقى مصدرها هذا سرا حتى لا يتأذى بعمله
لوحت بيديها أمامه ايه! سرحت فى ايه
تنهد قائلا بفكر انا مستحملك ليه المهم خلينا فى اللى جايين عشانه
احترمت رغبته فى تغيير مجرى الحديث ماشى عالعموم انا موجودة فى اى وقت لو حابب تحكي ايه بقى القضية الجديدة
تحول مجرى الحديث بينهم الى رجل الاعمال الشهير الذى يرتدى قناع محب الخير الذى يسعى لمصلحة بلده وزيادة استثماراتها ويسعى جاهدا لدر الربح الاقتصادى إليها صاحب الأعمال الخيرية الكثيرة ولكن قليلون فقط من يعلمون أنها مجرد ستار لأعماله الأخرى المشپوهة
جلس حازم بأحد الكافيهات يحتسى قهوته يتذكر مقابلته مع والد نسمة أخبره والدها بما وصلت اليه حالتها ورفضها مقابلة طبيب نفسي كما أنها ترفض التواصل مع أفراد عائلتها وصديقاتها احتقر خطيبها لتخليه عنها فلو كان بمكانه لتمسك بها وساعدها فى تخطي محنتها
فكر مليا هل حقا كان سيظل بجوارها
سأل نفسه كثيرا عن سر اهتمامه بها ورغبته في معرفة أخبارها أصبح متيقنا الآن بما يشعر
به تجاهها ولكن هل ستعطيه الفرصة للبوح بمكنونات صدره سيحاول بالتأكيد ولن يفقد
متابعة القراءة