رواية جديدة
المحتويات
ملقية السلام على المتصل التي لم تكون سوى مديرة الحضانة التي تترك طفلتها بها و ما سمعته منها جعلها تشعر بالتعجب و القلق
أنهت المكالمة و لملمت أشياءها مسرعة تعتذر من مهاب لضرورة رحيلها لأمر طارئ
هاتفت ندى مالك تطمئن عليه لعدم ذهابه إلى المشفى اليوم شعرت بالقلق من عدم مجيئه كما أنه لم يهاتفها منذ الأمس
أجابها بصوت يبدو عليه التعب فسألته قلقة إنت تعبان
شعرت بالقلق عليه ألف سلامة عليك طب أخدت علاج
أجابها مالك لسه هكلم الصيدلية تبعتلي علاج
تولدت لديها رغبة لزيارته و الاطمئنان عليه وجدت حجتها أنس فعرضت عليه أن تذهب لأخذه طب تحب أجي أخد أنس عشان ميتعبش طنط
شاكسها قائلا طب ما تيجي تراعي أبو أنس العيان الغلبان و تعمليله حاجة دافية ينوبك فيه ثواب
تصنع مالك الحزن طب أهون عليكي
ابتسمت بخجل روح اتصل على الصيدلية تبعتلك العلاج و خد بالك من نفسك سلام
أنهت المكالمة و جلست تفكر كيف ستذهب إليه هاتفت والدتها و أخبرتها بمرضه طلبت منها أن تذهب برفقتها للاطمئنان عليه و أخذ أنس معهم حتى يتم شفاء مالك وافقت والدتها و أخبرتها أنها ستستعد ريثما تعود من عملها
تبعها إلى داخل الحضانة يدفعه فضوله لمعرفة سبب مجيئها إلى هنا توجهت نور مباشرة إلى مكتب المديرة حيث وجدته يجلس بأريحية على أحد المقاعد يعلو ثغره ابتسامة سمجة تركتهم المديرة بمفردهم عقدت نور ساعديها أمام صدرها قائلة بثبات جاي هنا ليه يا حسام
ثم حانت منه التفاتة للواقف وراءها يتابع الحوار بصمت مش تعرفينا!
حاولت نور أن تظل على ثباتها متجاهلة تلميحاته اسمع يا حسام أنا قلتلك لو عايز تشوف همس يبقى تجيب مراتك و تيجو تشوفوها في البيت غير كده مش مسموح لك تقرب من أي مكان أنا أو هي متواجدين فيه
شعر مهاب بالڠضب من حديثه فتدخل بالحديث يا ريت تحترم نفسك
كل ما يفهمه حتى الآن أن الواقف أمامهم هو شقيق زوجها و أن ابنتها هنا بالحضانة و لكنه لا يفهم أين زوجها
رفعت نور سبابتها أمام وجهه تحذره اسمع يا حسام إنت لو مبعدتش عني أنا هتصرف
تصرف مش هيعجبك
قال جملته و رحل و منها فهم مهاب أن نور أرملة نظر إليها وجد الدموع تترقرق بعينيها و لكنها تدعي الصلابة توجهت لتصطحب ابنتها و اعتذرت له عن عدم قدرتها على العمل اليوم عرض عليها إيصالها لمنزله ولكنها رفضت أوقف لها سيارة أجرة و إنتظر رحيلها ثم تبعها هو بسيارته يطمئن على وصولها لمنزلها سالمة ازداد فضوله لمعرفة كل شئ عنها خاصة بعد ما
حدث أمامه اليوم
وصلت ندى إلى منزل مالك برفقة والدتها رحبت والدته بهما كثيرا طلبت منها ندى ألا تبلغه بمجيئهم ثم استأذنتها في أن تعد له بعض الحساء
جلست والدتها و والدته يتسامرن و يداعبن أنس و بعد أن أعدت هي الحساء طلبت من والدته أن تدخل لغرفته لتتأكد من استيقاظه تبعتها هي و والدتها تحمل الحساء و أقراص الدواء
شعر بالسعادة لرؤيتها جلست على المقعد المجاور لفراشه تركهما كلا من والدته و والدتها بمفردهما و تركا باب الغرفة مفتوح اقتربت ندى قليلا تناوله أقراص الدواء فشاغبها قائلا أنا خلاص أول ما شفتك خفيت
ابتسمت بخجل خد علاجك و بطل دلع
ناولته طبق الحساء ليتناوله فادعى عدم قدرته على حمله مش قادر أكليني و اكسبي فيا ثواب
رفعت حاجبها قائلة والله! خلاص هناديلك طنط تأكلك أنا أصلا جاية أخد انس و ماشية
تناول منها الطبق قائلا خلاص هاتي هاكل أنا
ابتسمت له جلست برفقته لوقت قليل ثم رحلت برفقة والدتها و اصطحبت أنس معها لكي تستطيع والدته رعايته حتى يسترد عافيته
جلس حازم برفقة نسمة بشرفة منزلها منذ ما حدث يوم عقد القران و هو يسعى جاهدا للتقرب منها و إثبات حبه لها و هي تحاول إزالة الحواجز بينهم و لكنها أحيانا لا تستطيع
نظرت إلى السماء تتأمل النجوم المتلألأة بليلها و هو ينظر بسعادة إلى النجمة التى تجاوره أراد أنا يحادثها بموضوع ما تنحنح قائلا نسمة كان فيه موضوع عايز أكلمك فيه
التفتت إليه تعيره انتباهها اتفضل
أخبرها بتوتر أنا عايز أتمم الجواز
صمت يستكشف ردها ولكنها قابلته بالصمت أكمل يشرح وجهة نظره وجودنا مع بعض في بيت واحد هيقربنا من بعض أكتر و هيشيل أي حواجز ما بينا هيخلينا ناخد على بعض و نعرف بعض
توقع أن تغضب أو ترفض الفكرة أن تتركه يجلس بمفرده بالشرفة ربما و لكن ما حدث هو أنها أطرقت رأسها أرضا تفكر ثم نظرت إليه موافقة كلم بابا
الفصل الحادي والعشرون
دائما ما يدفعنا الفضول لمعرفة شئ معين و فضوله تحكم به لمعرفة ما يخص حياتها الشخصية منذ مقابلة ذلك المدعو حسام و هو يشعر بأنه يتطفل على حياتها يشعر بحاجتها للمساعدة دفعه فضوله ليتحرى عنها و ما وصل إليه جعله يشعر بالحيرة فهي أرملة أخيه لا تملك من الميراث الكثير ليطمع بأموالها فما لديها لا يتعدى وديعة بالبنك بإسم طفلتها و شقة الزوجية بإسمها بينما هو يمتلك الكثير اذن فهو ليس بطامع بمالها فلماذا يرغب بالزواج منها بالرغم من زواجه بأخرى
انتشله من أفكاره صوت طرقات بباب مكتبه دعا صاحبها للدخول ليطالعه وجهها يبدو عليها الارهاق
فتحت حاسوبها المحمول أمامه تريه ما فعلته بتصميم لعبة الفيديو الذي طلبه منها ألقى نظرة سريعة عليه كانت كافية ليكتشف بعض الأخطاء به رفع رأسه إليها قائلا بهدوء نور التصميم فيه أخطاء كتير انتي مش مركزة وإنتي بتعمليه
و بالفعل هي ليست بكامل تركيزها فبالأمس تشاجرت مرة أخرى مع والدتها حسام واتته الجرأة ليتقدم مرة أخرى بطلبه الزواج منها و هذه المرة من أبيها الذي رفض طلبه لعلمه برأي ابنته بخصوص هذا الموضوع الأمر الذي أثار حنق والدتها لتطلب مبررا لرفضهما عايزة افهم بترفضوه ليه دا هيراعي بنت أخوه و هو أولى بتربيتها من الغريب
و الجواب الحاسم من والدها دا شخص من البداية ما احترمش وجودي و كان كلامه كله معاكي يبقى تصرفاته متعجبنيش و ميلزمنيش يكون زوج لبنتي دا غير إنها مش قبلاه
شعرت والدتها بالڠضب ولم تجد سوى ابنتها لتنفس عن ڠضبها بوجهها فقامت بالإتصال بها بصي بقى يا نور دلوقتي أو بعدين هتوافقي على حسام مفيش حد هيتجوزك و يربي بنتك غيره
لترد عليها نور پغضب و مين قال إني بفكر في حسام أو غيره انتي عارفة إنك انتي اللى سمحتي لحسام يتطفل عليا يا ريت زي ما سمحتي له يدخل حياتي تخرجيه منها تاني
كم کرهت المشاكل بينها و بين والدتها في الفترة الأخيرة ولكن ليس بيدها حيلة
أفاقت من شرودها على نداء مهاب لها نور انتي تعبانة
هزت رأسها نفيا معتذرة لا أنا أسفة بس سرحت شويه
سألها مهاب باهتمام فيه حاجة أقدر أساعدك فيها قريبك دا عملك
مشاكل تآني
أجابته نافية لا ثم سألته هو أنا ممكن أستأذن بدري النهارده حاسة إني مش مركزة
أجابها سريعا أكيد طبعا و لو احتاجتي مساعدتي في أي حاجة يا نور متتردديش تطلبيها
ابتسمت له برقة متشكرة عن اذنك
رحلت و تركته يفكر في شريكة حياته التي رسمها بمخيلته ظل يبحث عنها حتى أصبح عمره يقارب الخامسة و الثلاثين و لم يجدها بعد و لكن نور بها الكثير منها ربما تكون هي من يبحث عنها شخصية تشبهها الهدوء و الجمال و قوة الشخصية مجتمعة مع صفات أخرى تشكل فتاة أحلامه و لكن لم يضع بالحسبان مرورها بمشاكل كتلك و رفضها الزواج فكر قليلا هل ستقبل به إن عرض عليها الزواج هل رفضها الزواج هو رفض تام أم لشخص معين
قرر أن يأخذ خطوة و لكن عليه أن يفكر كثيرا قبلها حتى لا يكون الخاسر
أفاقت نيرة من نومها في الظهيرة لتجد يحيى بشرفة الغرفة توجهت إليه ملقية تحية الصباح صباح الخير
مازحها يحيى صباح إيه الساعة 1!
جلست على المقعد بجواره عادي بقى براحتي طول عمري بصحى بدري و بعدين خلاص كلها يومين و نرجع للشغل تاني
جذبها يحتضنها لو تحبي خلينا هنا أسبوع كمان
وضعت سبابتها أسفل ذقنها بص هو العرض مغري منظر البحر و الجو هنا في الغردقة يجنن
ثم تأففت متصنعة الحزن بس للأسف ورانا شغل
ابتسم لها بهدوء والله أنا شغلي ممكن أخدك معايا فيه و نلف العالم سوا
ابتعدت نيرة قليلا لا يا عم خليك إنت في طياراتك أنا بحب الأرض مليش في الجو
ضحك يحيى لخۏفها من ركوب الطائرات انتي غريبة بجد فيه حد ېخاف من الطيارة بردو طب لما يكون أنا الكابتن هتخافي بردو
ضحكت ترجع رأسها للخلف لااااا مليش أنا في جو الرومانسيات و الهيح دا مفكر إنك كده هتثبتني لا يا سيدي هخاف بردو
تصنع الڠضب قومي يا نيرة خلينا نطلب الغدا دا انتي فصيلة
خرجا مالك و ندى معا من المشفى بعد انتهاء عملهما ليتوجها لرؤية ما ينقصهما من أثاث لمنزلهما و قبل خروجهما اكتشف مالك نسيانه مفاتيح سيارته بمكتبه فعاد أدراجه لجلبها بينما عرضت ندى انتظاره عند السيارة
أثناء توجهها لمرآب السيارات أوقفها صوتا ينادي بإسمها صوتا لم تسمعه منذ أشهر و في آخر مرة تمنت ألا تسمعه أبدا طوال حياتها التفتت إليه تطالع وجهه يبدو عليه الحزن تعجبت من هيأته فلم يكن يهتم بملابسه المهندمة كعادته في السابق
عقدت المفاجأة لسانها ولم تستطع الحديث بينما اقترب طارق منها ببطء قائلا بخجل إزيك يا ندى
لم يتلقى منها أي إجابة فاقترب أكثر انتي نستيني ولا إيه!
ردت عليه بتهكم نسيتك! محدش بينسى اللى أذاه
نظر إلى الأرض خجلا أنا جاي النهارده عشان أعتذرلك و اطلب منك تسامحيني
شعرت بالڠضب من حديثه فأي سماح يتحدث عنه كيف تواتيه الجرأة ليطلب منها الغفران أسامحك! جاي بعد كل الوقت دا تقولي أسامحك! دا إيه البجاحة اللى إنت فيها دي
قال طارق بنبرة يشوبها الحزن ربنا خدلك
متابعة القراءة