هوس من اول نظرة ياسمين عزيز
المحتويات
تغطي وجهها الغارق بدموعها بكلتا يديها آسرة شفتيها بين أسنانها حتى تمنع صوت شهقاتها..... همس في أذنها بصوت خاڤت بلاش عياط يا يويو....مش حلو عشان
البيبي....كان في نيته تهدأتها حتى تكف عن البكاء و لكن بدل ذلك وجدها تنزلق بجسدها قليلا
إلى الجانب الاخر من السرير و هي تصرخ پهستيريا و تدفعه عنها
يعني داه كل اللي همك.. إبنك و بس... إنماأنا أموت و إلا إتحرق في ستين داهية ....دق ناقوس الخطړ داخل عقله متوقعا أن إنهيارهاهذا لن يمضي على خير ليتصنع الهدوء وسيلةحتى يخمد ڼار ڠضبها ليقول متأملا عينيها اللتين تلمعان بدموعها لا طبعا....إنت أهم ....هزت رأسها مرات متتاليةو هي تضحك بمرارة
إني حامل...فاكرة معاملتك ليا كانت إزاي... فاكر الصور و الفيديوات اللي كنت بتهددني بيهم.....ضحكت پجنون و هي ټضرب كتفه بقبضتها متابعة حديثها للأسف مبقوش ينفعوا... يعني تبلهم و تشرب ميتهم.. تصنعت الاستغراب من نظراته الحادة المحذرة إيه...مش دي الحقيقة و إلا إنت لسه ناوي تنشرهم و تفضح مراتك....هدر بحدة بينما أصابعه كانت تنغرس في لحم
اللي فاااضل و معملتوش فيا قلي هتقتلني...صړخت يارا پجنون غير عابئة بتقاسيم وجههالتي أضلمت فجأة لم تكتف بذلك بل تابعت قائلة بتهور
أنا كمان بقى عندي اللي أهددك بيه....إيه رأيكإبتسم بغير مرح و هو ېصفع خدها صڤعات خفيفة قائلا بتحذير بلاش تقولي كلام إنت مش قده ياروحي.... مش صالح عزالدين اللي يتهدد... أوكي.... يلا
في لمح البصر تمكن من تقييد يديها لتكفعن چنونها لتصرخ من جديد
ھقتلك ياصالح ياعزالدين....ھقتلك...هييجي
اليوم اللي أنتقم فيه منك.... و هتشوف .إكتفى صالح بإمساكها حتى لا تتحرك
أنها قد فقدت بصرها...رفعت رأسها بصعوبة متحاملة على إحساس
الإغماء الذي إنتابها لكنها شهقت وهي تشعر بيده تسحبها من شعرها مقربا رأسها منه ليهتف بنبرة مرعبة
ريان أخوكي....من النهاردة هيبقى تحت عنيا... و اليوم اللي هتفكري فيه ټأذي
إبني يبقى تنسي فيه أخوكي...
الذي تحبه أكثر حتى من نفسها......
حركت رأسها ببطئ في البداية و بعدها
پعنف أسرع غير مبالية بشعرها الذي تمزقبين أصابعه....لتكرر بصوت المبحوح أنها تكرهه و ستنتقم منه يوما ما...لم يجد حلا لإيقافها حتى لا تتأذى سوى
جذبها نحوه بكل قوته ليجلسها على ساقيه و يحيط رأسها و أعلى كتفيها بيده و ذراعه اليمني و الأخرى تكفلت بالضغط على ساقيها مانعا أي حركة منها.... صوتها المخټنق بدأ في الإختفاء تدريجياليحل
محله أنفاس لاهثة نتيجة المجهود الذي بذلته و هي ټقاومه...بينما سكن جسدها دون حراك...فقط دموعها التي كانت تنساب على خديها بعجز و إستسلام تخبرأنها لازالت على قيد الحياة.....بعد دقائق أنزلها على الفراش ممددا جسدهابرفق ثم أمسك بيدها يقبلها قبلات متتاليةو هو يحدثها
إيه رأيك نخرج نتعشى مع بعض الليلة
عارفة بقالي سنين مسهرتش معاكي برا .... يلا بقى يا حبيبتي كفاية عياط داه مش كويسعشانك إنت ناسية إنك حامل......نطق بتلك الكلمة التي أصبح يرددها كثيرافي المدة الأخيرة باستمتاع مثبتا نظره علىبطنها مضيفا بهذيان و كأنه مختل عقلي أنا قلتلك قبل كده بس إنت اللي رافضة تسمعي الكلام....لازم تتعودي على وجودي
في حياتك...و إنك بقيتي مراتي... مرات
صالح عزالدين برضاكي أو ڠصب عنك
دي بقت حقيقة وواقع...إنت لازم تشكريني أصلا إني قبلت أفتح معاكي صفحة جديدة رغم نذالتك معايا زمان...و دي أول مرة أعملها
في حياتي.. إني أسامح حد غلط فيا....شفتي بقى إنت مهمة عندي قد إيه مش زي ما إنت فاكرة....أمالت رأسها إلى الجهة الأخرى ثم اغلقت عينيها بقوة عسى أن ينتهي كل شي.. و يختفي هو من الوجود... يؤكدان أن كل ما تفكر به ليس سوى أضغاث أحلام و أمنيات...
في جناح فريد......دلفت أروى لغرفتها تحمل بين يديها لجين التي كانت تعبث بحجابها حتى أنها كادت تتسبب في سقوطها أكثر من مرة.....وضعتها على الأريكة ثم نزعت الحجاب و رمتهبجانب الطفلة التي إلتقطت طرفه بين أصابعها
الصغيرة تبحث عن تلك النقوشات التي
جلبت إنتباهها منذ قليل... إنحنت أروى لتقلب القماش حتى ظهرت تلك الوردة الحمراء المنقوشة بدقة في طرفه و هي تبرطم بانفعال يووووه بقى يا لوجي هو أنا ناقصة مش كفاية عروسة المولد اللي إصطبحنا على وشها العكر تحت....كورت يدها بحنق و هي تنظر ناحية الباب مضيفةااه لو مكانش صالح موجود كنت عرفتها مين البيبي شيييتر.... قليلة الادب ووقحة...
يالهوي على لسانها اللي شبه المبرد و هي عمالةبتحذف طوب من بقها يمين و شمال...بس المشكلة إنه مش باين عليها...أنا فعلا أول مرة انخدع في حد بالشكل ...شكلها من برا
كيوت و حلوة أوي مكنتش أتوقع إنها كده.... فعلا المظاهر خداعة بس على مين...بس أقسم بالله من هنا و رايح لو سمعت منها كلمة مش عاجباني لكون منزلة شبشبي على دماغها...لوت شفتيها باستهزاء و هي تتذكر طولها
القصير مقارنة بيارا مغمغمة باصرار
بردو هضربها..... .في إحدى المطاعم الفاخرة......على إحدى الطاولات كان هشام ووفاء يتحدثان بعد أن تطورت علاقتهما كثيرا ليقرر هشام
أخيرا تحديد موعد الخطبة و الزواج.....إحتضنت وفاء كفيها معا قائلة بحماس ظهر جليا داخل عينيها التين تعكسان صورة وجه هشام النهاردة أحلى يوم في حياتي كلها...حاسة
إن قلبي هيقف من الفرحة .إبتسم هشام بخفة معلنا بعد الشړ عليكي يا حبيبتي....وفاء بسعادة
مبسوطة مبسوطة مبسوطة جدا....
ضحكت قبل أن تستأنف حديثها من جديد يعني كل أحلامي هتتحقق مرة واحدة ... جوازنا و كمان المستشفى انا بجد لسه مش مصدقة .هشام مؤكدا
لا صدقي... الأسبوع اللي جاي إن شاء الله إفتتاح المستشفى...و لما نطمن إن كل حاجة مضبوطة نقدر نحدد مواعيد الخطوبة و الجواز أومأت له وفاء بتأييد مغمغمة بدعاء إن شاء الله....نظرت نحو الأطباق التي كانت تملأ الطاولة
مستطردة بحماس
انا نفسي إتفتحت اوي على الاكل...أخذت الشوكة و السکين لتبدأ في تقطيع قطعة اللحم إلى شرائح صغيرة قبل أن تشرع في أكلها بتلذذ قائلة
كل حاجة طعمها مختلف النهاردة حتى الاكل....إبتسم هشام على مظهرها اللطيف ليبدأ
عقله في نسج المقارنات تلقائيا بينها و بين حب طفولته إنجي....ليجد أن كفةالميزان تنصف وفاء... فهي الأكثر جمالاو رقة بأسلوب حديثها الناعم و تفكيرها
الراقي.... بالإضافة لذكائها و قدرتها على
فهم مايدور في خلده دون أن يتحدث حتى.... طموحها الذي لا حدود له و الذي جعلها تحقق نجاحات كثيرة في مجال عملها رغم حداثة سنها فقد تمكنت من أن تصبح رئيسة قسم في المستشفى التي يعملون بها بعد سنتين فقط من الالتحاق بها و هذا في حد ذاته يعتبر معجزة......ضحكت و هي تفرقع أصابعها أمام وجهها تنبهه إلى أنه قد شرد كثيرا.... تنحنح في حرج و هو يتناول كوب المياهليترشف منه قليلا قبل أن يعيده لمكانه مهمهما سوري...كنت بفكر في الافتتاح....وفاء بابتسامة
سيب الموضوع داه عليا و أنا ههتم بكل
حاجة...صاحبتي رولا باباها عنده شركة
صغيرة خاصة بتنظيم الحفلات...كل اللي عليك تكتبلي نوت صغيرة بكل الحاجات
اللي إنت عاوزهم في الحفلة و انا ههتم بالباقي .أجابها هشام بابتسامة إرتياح
إنت إزاي بتخلي كل حاجة سهلة كدهوفاء و هي ترمقه بنظرات عاشقة تجلت
بوضوح داخل عينيها الجميلتين
عشان بحبك...
في كلية الإعلام....في مدرج الجامعة...كانت إنجي و صديقاتهايجلسن في أماكنهن يينتظرن وصول الدكتورالذي عرف بتأخره الدائم...اسيل
اووف انا زهقت .... هو الدكتور الرخم
داه مش هيبطل تأخير كده....إنجي باقتراح داه فات نص ساعة أنا حاسة إنه مش هييجي النهاردة....رندا للأسف أنا شفته من شوية مع الدكتورة إسلام....
اسيل أنا سمعت إنهم هما الاثنين مع بعض...راندا بنفيتؤ...دي إشاعات... الدكتورة إسلام مخطوبة لمهندس بيشتغل في الخليج .إنجي بدهشة بجد..أنا كنت فاكراها متجوزة
و عندها أولاد...اصله باين إنها كبيرة في السن راندا طبعا...عقبال ما عملت ماجستير و خلصت دكتوراه و إشتغلت لقتنفسها في الخمسة و ثلاثين...بصراحة أنا شايفة إن داه العمر المثالي للجواز لأي
بنت.....إنجي بسخرية خمسة و ثلاثين سنة....راندا لا يا فالحة مش قصدي على الرقم.... أنا أقصد إن العمر المناسب للجواز لما البنت تخلص دراستها و تحقق كل طموحاتها و تشتغل...تعتمد على نفسها يعني ساعتها تقدر تتجوز....إنجي بعدم إقتناع ممم معاكي حق...بقلكوا إيه أنا كمان زهقت إيه رأيكوا نطلع....سمعت صوت اسيل الضاحك لترفع رأسها منفوق الطاولة لتسألها فيه إيه مالك ....أشارت لها الأخرى نحو الباب و هي تستقيم في جلستها على الكرسي...لتتأفف إنجي بملل عندما رأت الدكتور يدلف المدرج لإلقاء
محاضرته التافهة.....بعد ساعات طويلة مرت علي الفتيات.. إنتهى
الدرس بعد نصف ساعة من وقته الأصلي مما جعل اغلب الطلاب يتذمرون و يشتمون المعيد في ما بينهم.....جمعن أغراضهن ثم غادرن القاعة حيث
موقف السيارات الخاصة بالطلبة..راندا و اسيل كانتا تتحدثان حول الحفلة
التي سيقيمها صديقهم عماد بمناسبة
عيد ميلاده الليلة بينما كانت إنجي تستمعإليهما دون تركيز...
توقفت عن السير عندما سمعت صوت علي يناديها آنسة إنجي لو سمحتي عاوز أتكلم معاكي في موضوع مهم.... .تفحصت إنجي ساعتها ثم ردت عليه بعجرفة مش وقته انا تعبانة جدا...بكره نتكلم إستدارت لتجد راندا و اسيل تتهامسانو تكتمان ضحكتهما....وجهت لهما نظرات حارقةتتوعدهما بالعقاپ بعد قليل...ليقطع حوارهم
الصامت علي مرة أخرى و هو يلح عليها قائلا أنا مش هاخذ
متابعة القراءة