رواية بقلم ايمي
المحتويات
ارتسمت السعادة فوق وجهها حين وجدت اهتمام ورقة زوج المستقبل معها وسعادته الواضح بها
اما ليلة فقط وفقت فى احدى الاركان تمسك بيدى جلال وقد امسك بها طوال الوقت دون تركها
لحظة واحدة حتى حانت لحظة قراءة الفاتحة ليتقدم جلال من الجمع بعد نداء عمه يجلس وسط الرجال وثم يقوم الجميع بتلاوة الفاتحة فى خشوع تتعالى الزغاريد بعدها تعبيرا عن الفرحة وحين قام العريس بالباس العروس شبكتها الذهبية وقفت ليله تتابع ما يحدث بعيون مهتمة وهى ترى الفرحة والسعادة فوق وجه العريس لتهاجمها ذكرى ليلة خطبتها يرتسم فى عينيها الحزن للحظة شاردة تماما عن اقتراب احدى اشقاء العريس منها متسللا يهمس بخفوت وصوت وابتسامة متلاعبة
التفتت اليه بذهول سرعان ما تحول للڠضب تهم بالرد عليه لكن رؤيتها لاقتراب جلال منهم السريع جعلها تصمت وهى ترى وجهه الحانق وغضبه المتستعير وهو يرمق ذلك الاحمق والذى اخذ يبحث بعينيه عن مهرب ليوقفه صوت جلال الحازم هاتفا به
واقف عندك ليه يا صفوت مش الاصول تقف هناك جنب اخوك
اه.... حاضر..... اللى تشوفه.... انا هروح له حالا
تحرك سريعا يمر بجوار جلال ولكن اوقفته قبضة جلال الحديدية فوق ذراعه وهو يفح من بين انفاسه
ابقى خد بالك بعد كده من الاصول... علشان اللى بيندم بعد كده... ولا ايه يا صفوت
اسرع صفوت يهز راسه بالايجاب وبوجه شاحب وقد وصل اليه ما يقصده جلال ثم يسرع بخطوات متعثرة ناحية الجمع من العائلتين
على فين يا جلال.... انا لسه عاوزة اتفرج...
توقفت خطواته بغتة يلتفت اليها لټرتطم بصدره تنظر اليه مضطربة وهو يقول بوجوم وحدة
عاوزة تتفرجى! دانا اللى هفرجك دلوقت... تعالى معايا
ثم جذبها خلفه مرة اخرى غير مبالى بما قد يحدث او يقال عن اختفائهم هذا
تلاقيه رايح يطمن على جدته انت عارف انه مابيقدرش يفوت وقت طويل الا ولازم يطمن عليهابنفسه
والد العريس اجابتها بصدر رحب يعلم جيدا صدق حديثها وما يكنه جلال من محبة شديدة لجدته
سألوا عن ابن عم العروسة ومحدش فيهم سأل عن المحروس اخوها اللى معرفش اختفى راح فين هو كمان
اسرعت حبيبة قائلة مدافعة عنه بحكم العادة
يمكن طلع فوق يا عمى انت عارف انه مش بيرتاح مع ولاد
الخال
لوت زاهية شفتيها قائلة
لم تدرى حبيبة بما تجيبها لتلتفت الى سلمى الصامتة وهى تقف مكانها تتطلع الى يدها الحاملة لدبلتها بذهول واهتمام
مبروك يا سلمى ويارب يتمملك على خير
رفعت سلمى نظراتها اليها ترى فيهم الفرحة
الله يبارك فيكى يا حبيبة... متشكرة ليكى اووى
ابتسمت لها حبيبة سعيدة بما تراه فمن الواضح انها
تخطت ازمة حبها المزعوم لجلال بسلام فرحة ببدء حياة جديدة مع انسان من الواضح حبه الشديد لها
اتى صوت قدرية الحاد مقاطعا لافكارها وهى تهتف بها
روحى شوفى جوزك فين.... وانا هروح اشوف اخوكى اختفى فين هو كمان
اسرعت نجية تجيب من خلفها قائلة بهدوء
ستى... سيدى جلال طلع اوضته وبيقول مش عاوز حد يزعجه لو مين ما كان
احتقن وجه قدرية بشدة حتى انتفخت عروقها تدير وجهها الى زاهية حين سمعت ضحكتها المكتومة تتطلع اليها بغل ليسرع صبرى فى محاولة لتدارك الامر
طيب حيث كده.... يبقى نطلع احنا كمان اوضنا.... وكفاية علينا النهاردة لحد كده
اسرع زوجته وابنته كل واحدة بيد يصعد بهم الدرج سريعا تتابعهم قدرية بنظراتها قبل ان تلتفت الى حبيبة تهتف بها بحدة
وانتى كمان واقفة عندك ليه يلا اطلعى على اوضتك
لم تترد حبيبة ثانية واحدة تتحرك هى الاخرى ناحية الدرج بينما وقفت قدرية تتابعها بشرود وعيون مظلمة يتأكلها نيران اصبحت تلازمها طوال الوقت
بخطوات هادئة من غرفة ابنة اخيها وقد اتت الليلة اليها حتى تنهى معها خلافاتهم بعد مكالمة اخيها لها منذ قليل يستحلفها بصلة الډم التى بينهم ان تترك لهم ما بحوزة اميرة حتى يستطيعوا ان يمضوا فى حياتهم الشاقة يعدد لها مشاكله وهمومه مبررا ما فعلته اميرة بأنه كان خوف من بطش جلال بها بعد ان قام بټهديدها وانها لم تكن لها حيلة سوى ان تنفذ ما قاله وقد انهت
معه المكالمة على وعد منها بالتحدث الى اميرة وازالة كل خلافاتهم وهاهى الان امام باب غرفتها تمسك بمقبض بابها لكن تسمرت حركتها حين وصل الى مسامعها صوت اميرة وهى تقول بصوت غنج
لا يا فواز....قلتلك مش هيحصل الا لما تتجوزنى
زاد فواز من قربه
حرام عليكى يا اميرة... هتفضلى تعبانى لحد امتى
انا قلتلك من الاول شرطى... تتجوزنى واقعد هنا فى البيت.... انت بقى اللى مش عاوز تنفذ
هيحصل يا اميرة.... بس
اللى بتطلبيه ده مينفعش يتنفذ بين يوم وليلة وعاوز وقت
هزت اميرة كتفها قائلة بأسف مصطنع
خلاص براحتك... بس مفيش بقى اللى فى دماغك ده الا لما يبقى بشرع ربنا وحلاله
هنا ولم تحتمل قدرية الوقوف ساكنة طويلا تدفع الباب بقوة وهى تصرخ هستيرى
اه يا بنت ال.... انتى وهو.... بقى عاوزين تقهروا بنتى يا ولاد ال.... دانا هطلع روحكم فى ايدى النهاردة
فزع فواز يتراجع بعيدا عن اميرة والتى وقفت مكانها تستقبل عاصفة قدرية الغاضبة بكل برود وهى ترى تحرك فواز ناحية عمتها وهو يقول برجاء وتوسل
اسمعينى يا مرات عمى وانا اهفهمك
تفهمنى ايه...بقى انت عاوز تتجوز دى على بنتى انا
اشارت بيد مرتعشة ناحية اميرة والتى تتمايل الى جانب واحد قائلة پشماتة واستهزاء
ومالها دى....مانت كنتى هتموتى وتجوزينى ابنك وتقهرى مرات ابنك بيا....ايه اللى حصل بقى غير تعديل بسيط.... وبدل ما هبقى مرات ابنك هبقى ضرة للحلوةبنتك ..... واقعد على قلبك على طول
اتبعت حديثها بابتسامة صفراء ونظرة تحدى اشعلت نيران قدرية وغلها وهى ترى ابنة اخيها وصنع يدها تحاول ان تسقيها من مرارة افعالها تذيقها من نفس الكأس والتى حاولت ان تسقيه لغيرها
الفصل السابع والعشرون والخاتمة
فاقت قدرية من ذهولها تصرخ بغل وهى فواز التى احتجزها بينهم قائلة بصوت جهورى عاصف
انتى تبقى ضرة لبنتى انتى.... دانا اډفنك وادفنه يوم ما تفكروا تعملوها.... مش بنت قدرية اللى يبقى لها ضرة يا عين امك
التفتت الى فواز عينيها تتراقص پجنون تهتف به بصوت بعث الرجفة فى اوصاله
عارف لو مروحتش جبت بنت ال... من شعرها ورمتها تحت رجلى دلوقت حالا... هخليك تتمنى المۏت متلقهوش وانت عارف قدرية لما بتقول بتنفذ
تيبس جسد فواز ونظراته مسمرة فوق عينيها يرى فيهم الف وعيد ووعيد يعلم بأنها قادرة على تنفيذهم دون لحظة ندم واحدة ليخفض عينه ارضا بخزى وهو يترك قدرية ثم يلتفت ببطء ناحية اميرة وينظر اليها بتصميم لتصاب بالهلع والخۏف وهى تراه امامها كانه اصبح شخصا اخر غير من كان منذ قليل فاخذت تتراجع الى الخلف ببطء مع كل خطوة يخطوها باتجاهها وهى تهز رأسها بالرفض وعدم تصديق حتى هب فجأة ناحيتها دون ان يمهلها الفرصة للفرار خلفه وهو يتقدم بها ناحية قدرية التى وقفت تتابع ما يحدث بعيون مستمتعة يزاد بريق استمتاعها حين سقطت اميرة تحت اقدامها لتتطلع اليها بغل وانتصار وهى وقد اعماها عن اى منطق قائلة
جدع يا فواز... عوزاك دلوقت بقى تدى لبنت ال... دى علقة مۏت معتبرة.. وبأديك انت
تقدمته لداخل الغرفة تتجه الى الفراش تجلس عليه زافرة بحزن بينما وقف هو يتطلع اليها بهدوء لبضع لحظات وهى تضع كفها اسفل وجنتها تستند عليه متنهدة بحزن فيبتسم بحنان يتبدد معه غضبه تماماوهو يتحرك باتجاهها يسألها بهدوء
ممكن اعرف انتى زعلانة ليه دلوقت.... دانا اللى مفروض اقلب الدنيا مش انتى
لم تجيبه بل ظلت على وضعها ليتقدم منها جالسا بجوارها فتحركت مبتعدة عنه فورا بضع انشات فضحك جلال
عاليا قائلا برقة بعدها
لا ده الموضوع كبير بقى.... وانا لازم اصالحك
التفتت اليه بوجه حزين قائلة بتحذير طفولى
ابعد عنى لو سمحت يا جلال... علشان انا زعلانة دلوقت
طيب مانا بقولك هصالحك يا عيون جلال
مد انامله يعبث بخصلات شعرها الثائرة بجمال بعد ان نزعت حجابها يسألها بجدية واهتمام
بجد يا ليله انتى زعلانة ليه دلوقت
رفعت عيونها له وعلى وجهها يرتسم الحزن بشدة جعل قلبه يتلهف عليها قلقا وهى تجيبه بهمس
دى كانت اول مناسبة احضرها من تلات سنين او اكتر...والبس فيها واحس بفرحة....حتى خطوبتنا كانت...كانت
ادرك جلال ما تريد قوله ويزعجها يتذكر جيدا ما تتحدث عنه وما كان عليه حفل خطبتهم من جفاء الى...شكل فى الفستان اللى كان معلى ضغطى ده.... ونظرات عيون اللى حوالينا ليكى.... واخرهم الحيوان اللى اتجرأ وجه وقف جنبك وكلمك..... كل ده خلانى مش متحمل اسيبك وسطهم دقيقة واحدة
وضع انامله اسفل حالهم من الحزن الى السعادة كانت سببها كلماته والتى ادفئت قلبها وجعلته يتراقص فرحا تتعالى انفاسها
وبعدين شكلك كده عوزة تنسينى عقابك على الفستان ده... ولا ايه يا ست ليله
همست ليله تنفى بدلال وقلبها تتعالى دقاته ترقبا
لا خالص... انا عارفة ان انا استحق العقاپ
فى ايه يا جلال....الصوت ده جاى منين
لم يجيبها جلال بل سريعا حين تعالت الصرخات ولكن بقوة وحدة هذه المرة يهرول فى اتجاه الباب مغادرا فورا تتبعه ليله بعد لحظات هى الاخرى
توقف جلال مذهولا من هول مارأى داخل غرفة اميرة
والتى تأتى منها الصرخات اثر ضربات واخذ يكيل لها الضربات بطرف حذائه فى كل استطاع الوصول له بينما وقفت والدته تشاهد ما يحدث دون اى محاولة منها لايقاف مايحدث
اندفع جلال مقتحما الغرفة يتجه ناحية فواز ېصرخ به پغضب وهو بعيدا عن اميرة حتى كاد ان يسقطه ارضا هاتفا به
انت اټجننت....ايه اللى بتهببه ده
تراجع فواز الى الخلف وجهه شاحب بشدة وهو يرى جلال ينحنى يحمل اميرة
شبه
هى حصلت لحد كده.. بتضربها فى بيتى.
ثم الټفت الى والدته ېصرخ بها پغضب
بقى كده ياما.... وصلت انك تسبيه يضربها ادامك وانتى واقفة تتفرجى
فى تلك الاثناء قد تجمع الباقى من العائلة داخل الغرفة يقفون بذهول ووجوهم شاحبة من هول ما رأوه
تتسع عيونهم اكثر ذهولا حين اجابت قدرية بكل برود وقسۏة
انا اللى قلتله يعمل كده... ولو مكنش خلص عليها... هخلص عليها انا
هتف جلال بها ذاهلا
ليه... عملت ايه... علشان تعملى فيها كده.... كل ده علشان الامور ممشتش على هواكى... ومعرفتيش
متابعة القراءة