قصة كاملة بقلم اميرة الشافعي
المحتويات
ما رجعت في كلمتك علشان تعمل كده
مراد بتذمر معلهش يا بابا أنا مش مستعد دلوقتي قلت لحضرتك شهر ولا اتنين ولو هيه مستعجلة نتجوز ولا تتخطب هو انا حوشتها يعني...
شاكر برجاء أنا هقول له بعد شهر تكون حالة والدتك بقت أحسن
مراد بتململ حضرتك قول ال تقوله يا بابا بس انا قلت لحضرتك إني لسه متردد
في المنصوره
اتصلت ليلي بخالتها لتخبرها بمرض جدتها وبأنها ستصطحبها لعمل الأشعه الدقيقه التي طلبها الطبيب
تركت ليلي جدتها تنام عدة ساعات وأيقظتها لتصطحبها في سياره بالأجره لعمل الفحوصات اللازمه....
وعزمت أن تذهب غدا للبنك لسحب بعض الأموال اللازمه لعلاج جدتها
ماقاله الدكتور نادر نفس ما أخبرها به الطبيب الذي أجري الفحص والآشعه بالمنصوره
أخذت ليلي الأشعه
وذهبت لطبيب شهير بالمنصوره مختص بأمراض القلب
وجلست مع جدتها وهمس في إنتظار دور جدتها للدخول للطبيب
في شقة والدة كرم
إصطحب كرم زوجته عقب عودته من عمله
كان مرهقآ وتمني ألا يذهب لأي مكان ولكنه خشي أن يخذل أمه
صف سيارته أسفل العماره التي تسكن فيها والدته
وصعد هو وزوجته
فوجئت ماهي بكرم يخرج مفتاح الشقه من محفظته ويفتح الباب
كانت والدته تجلس بإبتظاره
وجلسو معا...
كانت إيناس في المطبخ خرجت ترحب بهم ثم بدءت في وضع الطعام علي الطاوله وهي تقول
أظن يا كرم مېت من الجوع وزمان ماهي كمان جعانه
إبتسمت ماهي وقالت كرم نسي نفسه لما شاف الولاد
تحبي أقوم أساعدك يا إيناس
شكرتها إيناس وقالت تسلمي يا ماهي وأردفت
إستنشق كرم رائحة الطعام وقال
الله يا روايحك يا إيناس
جلس يأكل بشهيه وكذلك فعلت ماهي
فالطعام كان بسيط ولذيذ
وهي وجبة كرم المفضله الملوخيه والأرز والخبز ولحم الأرانب المحمر...
أخذ كرم يداعب عمر ويضع بعض الطعام بفمه بمعلقته ثم يأكل هو بها دون إمتعاض
قالت فاطمه وهي تلوك
الطعام بفمها
ماهي بإبتسامه والله يا طنط أنا كمان بحبهم قوي
لو ربنا أراد يبقي خير
ولو
إتأخر الموضوع شويه عقبال ما خلص دراستي يبقي خير وبركه
لتنتفض أم كرم وتقول لأ دراسة إيه وكلام فارغ إيه
أنا عاوزه أشوف ولاد كرم
ماهي بتفهم ربنا يبعت يا طنط
أنهو طعامهم وإحتسي كرم الشاي وتناولت ماهي بعض الفاكهة
كرم بالسياره مالك ساكته ليه يا ماهي
ماهي وهي تحاول ضبط مفرداتها أنا مش عاوزه أضايقك يا كرم
بس مجرد ملحوظه
كرم يلتفت لها بوجهه قول يا حبيبي
ماهي بتحفظ مفتاح الشقه يا كرم آااااأقصد شقة والدتك
كرم بتساؤل ماله مفتاح الشقه
ماهي تزدرد لعابها تحاول إخفاء إنفعالها وتقول بهدوء إزاي يا كرم تفتح كده وتدخل
والدتك مش لوحدها معاها إيناس
كرم بعصبيه وصوت عالي يوووووه يا ماهي يا دي إيناس طلعيها من دماغك بقي
ماهي پغضب إيناس مش في دماغي يا كرم أنا
بقول الأصول وبس
كرم پغضب بلا أصول بلا فروع كلها غيرة نسوان.
ماهي بإمتعاض نسوان
ممكن تتكلم بطريقه أحسن من كده دي مش طريقه
كرم وهو يصيح حرام عليكي أنا من الصبح شقيان مش قادر وإنتي إيه دماغك فاضيه مافيش حاجه شغلاكي أبدا
إيه الملل ده
كانا قدوصلا
فترجلت ماهي غاضبه وصفعت باب السياره پعنف لتصعد وهي تقاوم دموعها
بدلت ملابسها بمنامه قطنيه مريحه وصعدت علي فراشها ونامت بطرف الفراش وتدثرت بغطاء خفيف يخفي وجهها الحزين
.
في العياده
قال الطبيب لليلي علي إنفراد أن حالة جدتها متدهوره وذلك بجانب مشاكل الشيخوخه....
حاولت ليلي التماسك قدر المستطاع حتي لا تشعر جدتها بشئ ويصيبها القلق
وأخذتها وإنصرفت بعدأن أحضرت دواء معين وصفه الطبيب
في منزلهم كان جدتها نائمه تحرك أصابعها بحبات السبحه المضيئه وتذكر الله بصمت ورضا
وحاولت ليلي إسعاد جدتها والعنايه بها
كانت تنظر لجدتها وتدعو الله أن يعافيها
فهي تشعر أنها سندها وأقرب إنسان لها بعد والديها
صعد كرم الفراش لينام ولأول مره منذ زواجهما لم تكن ماهي تضع رأسها علي كتفه
بل كانت بعيده علي الطرف الاخر من الفراش
شبك يديه تحت رأسه حيث كان ينظر لسقف للغرفه ويراجع ما حدث بينهما من حوار
أغمضت ماهي عيناها ونامت صامته
ظل كرم يتململ في فراشه
وأخيرا قال بهمس ماهي... ماهي
لم ترد عليه
فحذبها بالقوه وقال برفق
حقك عليه يا ماهي متزعليش يا حبيبتي
لم ترد عليه
فقال ممازحآ هتردي ولا أخليكي تسلمي نفسك بطريقتي
تجاهلته تماما
كرم بمراوغه طيب بدال نمتي خلاص تصبحي علي خير
وبخفه جلب زجاجة الماء من طاوله صغيره بجوار الفراش ثم ملأ فمه بالماء ونثره علي وجها لتصيح
وتنهض مسرعه لتقذفه هي الأخري بالماء
فقال
خلااااص خدتي حقك وإنتقمتي الغلط قد بعضه يعني نتصالح بقي
في المنصورة
في اليوم التالي حضرت سحر لرؤية والدتها
سحر سيده في السابعة والأربعين لكنها تبدو أصغر من ذلك فوجهها بيضاوي بملامح بريئه وعندما تنزع حجابها في المنزل يظهر شعرها القصير بلون الحناء البني المائل للأحمر فهي تصبغه بذلك اللون باستمرار
كانت تبكي حينما وجدت أمها صامته لا تتحدث إلا قليلا
وتعجبت من وجود همس لكنها تفهمت الأمر حينما أخبرتها ليلي به....
كانت ليلي تطهو الطعام وتلهو بجوارها همس علي هاتف ليلي الذي عليه بعض الألعاب التي تلعبها ليلي معها للتسليه. .
قالت همس ماما ممكن أكلم تيته نوال
ليلي بتفهم أنا مش معايا رقم موبايلها يا همس بس عندك رقم التليفون الأرضي
مكتوب عليه فيلا الخرافي
بالفعل طلبت همس الرقم
ولكنها صاحت بطفوله عمو مراد أنا ال طلبت لوحدي
لوهله شعرت ليلي بالإرتباك حينما وجدت صغيرتها تتحدث مع مراد
وبعد قليل قالت همس عمو مراد عاوز يكلمك يا ماما
حملت ليلي الهاتف وقالت بهدوء
سلام عليكم
وعليكم السلام أتاها صوته دافئآ
تنحنح مراد وقال جدتك عامله إيه
ليلي بحزن تعبانة قوي الحمد لله على كل شئ
مراد بإهتمام طيب رقم التليفون ال همس اتصلت منه ده بتاعك
أيوه قالتها ليلي
مراد بهدوء أنا هرن عليكي بعد ما أقفل سجلي رقمي عندك علشان لو إحتجتي حاجه
وشوفي هترجعي إمتي علشان أبعت لك العربيه علشان متتبهدليش أقصد إنتي وهمس يعني
ليلي شكرا يا باشمهندس لو سمحت خلي نوال هانم تكلم همس
مراد بلطف ماما والله أنا رجعت من الشغل لقيتها نايمه أصحيها
ليلي برقه لأ خليها نايمه لما تصحي هنكلمها إن شاء الله وشكرا ليك
همس لليلي هاتي أكلم عمو مراد
بالفعل أخذت همس تثرثر بأمور طفوليه وتضحك بسعادة فهي تحب عمها كثيرا
أغلق مراد الهاتف وسجل رقم هاتف ليلي عنده علي هاتفه ثم طلبها لثواني لتسجل رقمه ثم أغلق الخط بسرعه ......
في نهاية الإسبوع............... وقبل آذان الفجر بقليل
إستيقظت ليلي علي صړاخ وعويل
لتهب مفزوعه علي صوت نحيب خالتها وعويلها
لتجحظ عيناها وتهمس مړعوبه تيته
في فيلا الخرافي
وقف مراد ينظر من النافذه تجاه المسبح وشبه إبتسامه مرسومه علي شفتيه
كان يتذكر يوم قذفته همس في الماء ليصبحو ثلاثتهم معا كم كان وقت سعيد تعالت فيه الضحكات
لكنه حك رأسه وهمس
إيه ال إنت بتفكر فيه يا مراد ده إنت
إتجننت من بين نساء الأرض تفكر في مرات مجدي تؤ تؤ تؤ
خرج من حجرته وقدقرر النزول للأسفل لإستنشاق الهواء في الحديقه
الوقت متأخر وقد إقترب الفجر وهو يشعر بالأرق لسبب لا يعلمه
بالفعل خرج وعند مروره بجناح الذي تقطنه ليلي
تفاجئ بأنه مضئ
تعجب هل عادت ليلي وعائلتها ولكنه تحدث معها
إذن من بالداخل هل يوجد لص بالفيلا
فتح الباب بهدوء
وإجحظت عيناه بذهول وهو يري زيزي
تعبث بأشياء ليلي
وقد قذفت ملابسها و كتبها علي الأرض
وأخذت تقلب في محتويات خزانتها پحقد
شهقت عندما رأت مراد الذي وقف لثواني
يتأملها وهي منهمكه فيما تفعله
مراد قالتها بذهول
ليصيح مراد بتعملي إيه هنا يا زيزي بتدوري علي إيه
زيزي بإرتباااك أصل..... أصل فستان بيري إتقطع
وكنت...... ك ن ت
وكنت بدور علي خيط وإبره آه صح كده خيط وإبره
إقترب منها مراد وقدكشر عن أنيابه وصاح بإنفعال عاوزه منها إيه مالك ومالها
إبعدي عنها وعن البنت فاهمه ولا لأ
لو عملتي حاجه غلط محدش هيحاسبك غيري يلا إمشي من هنا.
لتهرول زيزي إلي الخارج مذعوره
يجلس
مراد علي الفراش ليلتقط أنفاسه ويهدأ فهو غاضب ومنفعل مرر يده علي شعره وذقنه بعصبيه
وظل ساكن لثواني
إنحني بعدها ليلتقط كتب ليلي وأوراقها المبعثره
ويفتح كتاب تلو الآخر
ليجد بعض الكلمات التي خطتها ليلي بعشوائيه دون ترتيب في إحد السجلات
من ذلك الغريب الذي دخل بيتي وإقتحم حياتي دون إستئذان
أيها الغبي كيف تدخل من البوابه الخشبيه
وتراني أرتدي قميص وسروال
وعلي رأسي طرطورآ أحمر اللون
وألتقط حبات التوت وأنا فوق الشجره العتيقه....
كيف تفعل ذلك أيها المتطفل
نعم أنتي أول غبي رأيته وإلتقطني بين يديه كما ألتقط أنا حبات التوت اللذيذه
أنت مجرد لص .....مجردحرامي التوت الوسيم....... أنت اللص الوسيم
إبتسم مراد ثم ضحك بقهقهه وإنتزع الورقه من الدفتر
ليثنيها ويضعها يجيبه ويخرج مبتسما!!!!!
الفصل الرابع عشر وداع
وداع يا جدتي يا رفيقة دنيتي
خلاص يا صاحبتي سيباني لوحدتي
مع السلامه وإبقي تعاليلي يا تيته ف المنام
وهتبقي ذكراكي في قلبي علي الدوام
وسلمي علي ماما و بابا و أختي كمان
مع السلامه يا أنسي مافيش بعدك كلام
يا إيد في وسط العتمه أخدتني لبر أمان
عمر ماهنساكي حبيبتي ولو مر الزمان
كانت تبكي بعينيها وقلبها بتمزق لقد ماټت نعمه
رحلت جدتها التي كانت رفيقة دربها
رحلت مبتسمه بوجه قدرحل عنه الألم وإرتسم عليه الصفاء والرضا
حمدت الله علي وجود خالتها معها وأنها لم تكن وحيده في ذلك الموقف العصيب
تركت صغيرتها نائمه وقامت مفزوعه علي صوت نحيب خالتها
لتجد جدتها قد فارقت الدنيا راضية مرضية
إحتضنتها خالتها وربتت عليها وأخذتها خارج غرفة جدتها الممده في سکينه علي الفراش
عند آذان الظهر كان قد تم تغلسيلها وتكفينها وحمل المشيعون الچثمان إلي مقاپر عائلة ليلي
خرجت من المنزل إلي الأبد ولكنها لن تخرج من قلب ليلاها
جاءت هاله جارتها لتعزيها حامله معها بعض الطعام
وظلت تحاول أن تطعم ليلي وخالتها
بعد أن توسلت إليهم أكلت سحر بعض الطعام بدون شهيه
ورفضت ليلي تمامآ
فقد أغلقت علي نفسها حجرة جدتها لتنام علي فراشها وتحتضن ملابسها
وتمسك بيدها سبحتها البيضاء بحبات مضيئه وتهمس......
يا رب إرحمها كما رحمتني صغيره
كما عوضتني مرارة اليتم يا رب إرزقها الجنه
قال رسولك الكريم
أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنه وأشاربإصبعيه السبابه والوسطى
وقد كفلت نعمه ليلي وأحسنت إليها كانت دموع ليلي المنهمره وإنفطار قلبها علي جدتها الحنونه لم تنسيها همس كانت تشرد وتفكر
هل ستخسر همس أيضا لتبقي وحيده إنها أبدا لم تكن مرتبطه بخالتها كثيرا بحكم البعد والمسافه التي تفصل بينهما كانت تأتي علي فترات لزيارة جدتها وأثناء تلك الزيارات تحنو علي ليلي ولكن ما أن تبتعد حتي تأخذها دوامة حياتها وبيتها....
وزوجها الذي يحب النساء وتخاف عليه أن يقع في براثن إحداهن فتخطفه منها..
فلذلك لا تترك بيتها كثيرآ فلها مشاكلها الخاصه و حياتها المستقله...
في شقة كرم !
إستيقظت ماهي من النوم ووكزت
متابعة القراءة