ماريا

موقع أيام نيوز

ولادك قريب أن شاء الله 
تركها وذهب ليختلي بنفسه في مكتبه بمخزن البضائع وضع عمار رأسه على المكتب وډفنها حين حاوطها بذراعيه وصارت ملامحة حزينة عابسة فهي لن تسامحه مهما فعل من اجلها تزوج عليها كي يجعلها تغار عليه ولا فائدة بات هو من يتلهف عليها فلم تناست حبه بسبب والدها هذا فكر كثيرا في اخبارها بالسبب الذي دفعه لقټله كان قتل والدها حتمي ولكن ما كان غير متوقع له أن يسند له والده تلك المهمة لتضحى علاقتها به يخالطها النفور والكره من ناحيتها على الأرجح فحبه لها لم ينقص ابدا وما ازعجه تشديد والده عليه بعدم افشاء ما فعله بعمته فقد ظن الجميع من حولهم أنه لم يتعمد قټلها كما اخبرهم ولكن 
كان يعرف هدفه فقد قټلها عن عمد ليدفن سرها معه وما جهله هذا الخسيس بأن هناك من يعرف بعلاقته بعمته المغدورة اهتاج سلطان والده بعدما علم بذلك فلولا وجود من اخبره لكان تقبل الصلح كونه لم يتعمد قټلها فليس في الٹأر دخول النساء ولكنه استغل طيبتها وتلاعب بها لتصبح في النهاية ضحيته ما تعجب منه هو ارتداءه لقناع البراءة والطيبة وعذر مارية لجهلها بحقيقته التي لو علمت بها والدتها لم حزنت عليه لحظة لم ينكر عمار انزعاجه منها ولكن لا فائدة ليجبرها أكثر من ذلك هي مغيبة عن معرفة حقيقة الأمر ولابد أن يلتمس لها العذر فوالدها وهي مخدوعة فيه سيطرت عليه فكرة أن يخبرها بكل شيء ليتمنى ارتضاءها عليه فهذا هو الحل لعلاقته المستقبحة هذة سيضرب بتعليمات والده عرض الحائط فسوف يبقي على حبيبته ليتخلص من كل هذا النفور السافر الذي اكتسح احاسيسها تجاهه انتبه عمار لمن يدخل المخزن عليه ولشدة حزنه لم يرفع رأسه وظل كما هو ضائع في افكاره التي تحلق في رأسه تأبى السكون من ولج المخزن كان مكرم الذي تطلع عليه بعدم فهم لوجوده بالمخزن في هذا الوقت المبكر فقد ظن أنه سينتظر قدومه تحرك نحوه بحذر وهو يتأمل ما به فقد اراد معرفة سبب وجوده

وقف مكرم قبالة المكتب وتنحنح كي ينتبه لوجوده حدثه بهدوء حذر وهو يسأله
عمار بتعمل ايه هنا بدري كدة 
لبعض من الوقت وقفه مكرم لم يجد فيها ردة فعل منه قطب جبينه وهو يجهل حالته تلك فماذا به تنهد عمار بعمق ليرفع رأسه المدفونة بين ذراعيه وينظر له بأعين مجهدة حيث لم ينم للحظة صدم مكرم من هيئته المتعبة المرهقة وشعره الاشعث جلس على المقعد المقابل له وحدق به ليسأله بقلق سافر
ايه اللي حصل يا عمار انت تعبان 
نظر عمار له مطولا وتنهد بعدها ليرد مدعي عدم الإكتراث
مافيش أنا كويس تنحنح وسأله بجدية زائفة 
ايه اخبار البضاعة وصلت ولا لسة 
هنا ارتبك مكرم وهو ينظر له وظهر عليه ذلك فقد جاءت النقطة الحاسمة فقد ابلغه أحد العمال بذلك الخبر المشؤم قبل أن يأتي هنا نظر له مكرم ليرد بنبرة متذبذبة متلعثمة
البضاعة يعني لسة احنا هي 
تطلع عليه عمار بتعابير مقتطبة وادرك ان بالأمر شيئا ما مخفي هتف عمار بحدة جعلت مكرم بنتفض بړعب موضعه 
انطق فيه ايه البضاعة مالها 
ازدرد مكرم ريقة من شدة توتره فقد اختفت الكلمات من على لسانه من نظراته التي ظهر الڠضب فيها هدأ مكرم من ثورة ارتباكه ليرد بحذر شديد 
البضاعة اتسرقت 
نهض عمار من مكانه وهو يردد پغضب مدروس يستنكر حدوث ذلك فمن يتجرأ على فعلتها
انت بتقول ايه يعني ايه اتسرقت ومين اللي يعمل كدة 
ادرك مكرم ضيقه ونهض هو الآخر مبتلعا ريقه بتوتر رد بتردد
ما أنا كنت جاي علشان اشوفك موجود ولا لأ علشان اقولك 
انصت له عمار وعلامات الترقب بادية عليه يريد معرفة من هذا الذي تجرأ على فعل ذلك تردد مكرم في اخباره ولكن عليه بأن يعرف به رد مكرم بتوضيح 
اللي عمل كدة عيسى قبل كدة عملها ومرضتش اقولك بس هو زودها وعملها تاني وانتوا كنتوا فاكرين حد من عند فؤاد بس انا عرفت وهو هددني لو قولت هيقتلني 
ثم نظر له ليبتسم باستهزاء تهديده هذا بينما تجمد عمار لوهلة وهو محدقا به فقد زودها هذا الأحمق فهو يعلم عنه الكثير من سهراته مع الماجنات وتجرعه للخمور غير مراعيا لشعور اخته ألا وهي زوجته نظر له مكرم يريد معرفة إلام ينتوي معه فهو ابن عمهم ولكنه طائش إلى حد كبير كاره لما حوله تنهد عمار بهدوء مقلق وقال بنبرة غامضة 
يبقى لازم نتصرف معاه بسرعة ونخليه يبطل خالص اللي بيعمله ده ونريحه على الآخر 
خرجت تتجول في حديقة القصر لتتنفس بعض الهواء لتزيح به بعض الهموم الجاثية على صدرها جلست مارية على قاعدة رخامية بجوار احدى الأشجار الكبيرة حدقت امامها زائغة فيما ازمعت له هذا الصباح اقنعت نفسها بأن
هذا الصواب فلما التأخير تنهدت بهدوء مريب فها قد أتت اللحظة التي ستتخلص بها من كل ما تشعر به هذا عڈاب ولن تتحمل المزيد فوجودها هنا كفيل بالفتك بها من الداخل الزمت نفسها بالاستسلام لقدرها فلا مجال للهرب 
تقدم للداخل بسيارته وترجل منها بعدما صفها ثم تقدم ليولج الفيلا ولكنه رآها جالسة بمفردها وقف عيسى يتأملها لبعض الوقت وسرح في ملامح وجهها الذي أحبه قټله الأخير ببطء حين تزوج منها سعد حين قتل والدها وايقن وقتها بأنها لن تبقى له مهما حدث خالف الأخير توقعاته ليجبر اهلها بالزواج منه وهذا ما حدث لسيطرته التامة على من هم حوله وها هي ملكه الآن ولكن جزء كبير منه استنكر ارتضاءها بالحياة معه بتلك السهولة فهو قاټل والدها وبالتأكيد لن تتقبله ابتسم عيسى بمكر وبدأ بالتحرك ناحيتها وبدت خطواته بطيئة وهو يركز انظاره عليها ككل فكم كانت ناعمة بجسدها الممشوق وتنهد بحرارة
دلفت للشرفة تنتظر وصوله فكم كانت منزعجة لعدم رؤيتها له من بعد تهديده لها بأن تلتزم حدودها خشيت شيماء أن يتركها ولا داعي لوجودها بعد الآن بسبب تسرعها في كسب محبته لها لعنت تسرعها الأهوج فقد ضيعته بغباءها وربما الآن يبحث عن غيرها شهقت في نفسها پخوف لا تريد هذا وعليها ايجاد طريقة أخرى معه فليس بعد حياتها التي حرمت فيها من متاع الحياة وجاءت فرصتها كما رسمها القدر تصرفها عنها لعدم استغلالها بحنكة تنهدت شيماء وكادت أن تعاود الدخول للغرفة ولكن استوقفها هذا المشهد الودي بين هذين فمن نظرات الأخير نحوها ايقنت بأن هناك شيئا ما مجهول حول نظراته تلك توارت خلف العمود بالشرفة تتطلع عليهم بأعين ثاقبة مظلمة فالموقف اضحى مثير للريبة 
دنا عيسى منها فتنبهت مارية لوجود احد ما يخطو تجاهها وادارت رأسها نحوه رأت هذا الرجل المدعو عيسى ونظرت له بعدم اكتراث وادارت وجهها مرة أخرى فلا شأن لها به امتعض عيسى من عدم مبالاتها وتجهمت تعابيره تنهد بضيق وزيف ابتسامة يريد الحديث معها فربما يلقي عليها بعض الأحاديث ليسمم افكارها تجاهه وربما تتخلص منه

فكم يكره عمار هذا 
تحرك عيسى ليقف امامها ونظرت له بعدم فهم من نظراته وابتسامته تلك ماذا يريد حدثها عيسى بمكر مكبوت وبابتسامة ملأت محياه وباتت سخيفة كما تراها هي 
قاعدة كدة ليه يا مارية اوعي يكون حد من هنا اتجرأ وضايقك انا اكتر واحد حاسس بيكي كلهم هنا ميستهلوش يعيشوا لحظة حتى اللي انتي متجوزاه ده لوحده اكتر واحد ميستهلش يعيش بعد ما قتل ابوكي 
قال عيسى جملته الأخيرة مدعي الحزن والشفقة عليها نظرت له مارية بوجه كالح وهي تسأل نفسها أنه منهم لما يتحدث هكذا عنهم خشيت ربما فخ منهم لتقع معه بالحديث وتبين ما تنتوي فعله وربما التخلص منها ابتسمت بمكر فلن يستطع الإيقاع بها وعن عيسى انتظر ان تخرج ما تشعر به فهو مدركا مدى كرهها لمن حولها فاجأته هي حين ردت بمكر أشد 
أنا محدش بيعملي حاجة أنا من وقت ما دخلت هنا وأنا نسيت كل اللي حصل المسامح كريم 
حملق فيها عيسى بنظرات منصدمة بعدم تصلب موضعه فليس هذا ما يريد سماعه رسم ابتسامة جاهد على ظهورها فقد ڠضب من ردها فهذا ما لا يريد سماعه قال بعدم تصديق 
معقول هتسيبي اللي قتل ابوكي عايش كدة ! 
استغربت مارية من حديثه عنهم واستنكرته بشدة ردت عليه بخبث 
قولتلك المسامح كريم وانا سامحت 
انزعج عيسى من غباءها لما تتفوه به دنا منها وباتت المسافة شبه معډومة لتشهق مارية پخوف من اقترابه المباغت منها والمعډوم قال عيسى بعدم رضى 
بقى بتفضلي اللي قتل ابوكي علي اللي عاوز يساعدك ازاي تخلصي منه انتي مش عارفة قد ايه بحبك من زمان عمار دا عمره ما هيحبك قد ما أنا بحبك 
صدمت مارية مما تفوه به لتنهض من موضعها مزعوجة من جرأته في كشف ما يكنه لها دون حياء هتفت بانفعال 
انت ازاي تتجرأ وتتكلم معايا بالطريقة دي عمار لو سمع الكلام ده مش بعيد يخلص
عليك في ساعتها 
صدمها قال بعدم اهتمام 
ولا يقدر يعملي حاجة استكمل بمغزى 
ومالك شايلة هم زعله ليه انتي نسيتي باين أنه متجوز عليكي واحدة اقل منك بكتير يعني من الخدامين وانا لو مكانك مش هتردد لحظة في أني انتقم منه 
تنهدت مارية بنفاذ صبر من حديثه الغير مجدي بالنسبة لها ناهيك عن اقترابه الشديد منها الذي سيجلب لها الشبهه إذا رآهم احدهم قالت بنفاذ صبر 
ملكش دعوة واحسنلك تخليك في حياتك علشان انت مش قد عمار واللي هيعمله فيك لما يعرف الكلام اللي بتقولهولي 
قالت جملتها وهمت بتركه ولكنه استوقفها حين أمسك ذراعها ليقربها منه بشدة ونظرت له بارتباك ممزوج بانفاسها المتسارعة هتف هو من بين اسنانه بانفعال 
لو مفكرة أني خاېف منه تبقي غلطانة انتي لسة متعرفيش أنا ممكن اعمل ايه 
اڼصدمت مارية من اقترابه منها واحالت دون لمسه لها حين دفعته پعنف ليبتعد عنها ارتد عيسى عدة خطوات للخلف ونظر لها بذهول هتفت مارية پتعنيف مهتاج 
انت بني آدم حيوان ولو عملت كدة تاني معايا مش هستنى حد ياخد حقي انا بنفسي اللي هخلص عليك 
ثم حدجته بنظرات مهلكة قبل ان تتركه وترحل تتبع عيسى ذهابها بنظراته المنزعجة ليهتف بحنف وهو يتوعد 
ماشي يا مارية وعمار بتاعك ده نهايته قربت 
الفصول 910
بسم الله الرحمن الرحيم
دة باقي الفصل الثامن
جاء لمقابلتها فهي علمت بأمر زواجه بالتأكيد استشعر فؤاد من هيئتها ونظراته نحوه انزعاجها وعدم ارتضاءها بذلك بالفعل كانت فريدة غاضبه كونه كرس حياته على الإنتقام وما يفعله الآن ما هو سوى أنه بدأ ينفض حدة انتقامه ليبني حياة جديدة ومن ثم عدم مساعدته لها مر وقت
تم نسخ الرابط