ماريا
المحتويات
نخلص على بعض عايزين نكمل حياتنا مرتاحين عايز اشوف احفادي اللي انت حرمني منهم ورافض الجواز وانا ابوك وبقولك خليك بعيد علشان هتندم لما تعرف الحقيقة و صمت راشد ليلتقط انفاسه بصعوبة وهو يضع يده على صدره بسبب انفعاله الزائد انتفض فؤاد موضعه ليدنو منه وهو يهتف بقلق جلى حين وضع يديه على كتفه
بابا حاسس بأيه
انا كويس يا فؤاد بس لو بتحبني اسمع كلامي بكرة عمتك نفسها ټندم خليك بعيد يا ابني
اضطر فؤاد ان ينصاع لطلبه في الوقت الحالي خوفا على صحته فهو مريض رغم جهله بما يعنيه تنهد وقال بامتثال
حاضر يا بابا هخليني بعيد مع أني مش فاهم تقصد ايه بكلامك بس هخليني بعيد
نظر له عيسى بارتباك لبعض الوقت فكيف عرف بذلك كاد ان يرد بنفي ولكنه ادركه سلطان ليتابع بحنق
انت ابوك مقالكش أن انا نبهت عليك لو بس فكرت تبص لغيرها هعمل فيك ايه
وجه عيسى بصره لوالده الذي يحدجه بغيظ فلم يسعه الوقت كي يخبره فقد أتى في وقت متأخر ليلة أمس ابتلع عيسى ريقه ونظر لزوجته التي ترمقه باستهجان وتعالي شعر بالرهبة بعض الشيء ولم يستطع الحديث حيث وجد بالفعل صعوبة في النقاش مع هذا الرجل حاد الطباع وصاحب النظرات القاسېة نظر له عيسى ليقول بتوتر وهو يتصنع تبرير
قاطعته منى بنبرة احتقارية
كداب انا شيفاك بعنيا وهي هنا وانت اللي كنت بتقرب منها وهي اللي كانت خاېفة منك
نظر لها عيسى بتوتر شديد ولم يستطع التفوه بكلمة واحدة في حين يتابع الجميع ما يحدث في صمت حتى راوية وكذلك سالم الذي يخشى حدوث مكروه لابنه بسبب عناده وها هو الآن في موضع لا يحسد عليه كي ينفعه تكبره الزائف أمام سلطان فهو بنفسه لا يستطيع الوقوف امامه وتنهد بتوجس يريد مرور الامر بسلام بينما حدق فيه سلطان بنظرات حانقة مستهجنة ليقول بحدة
نظر له عيسى پصدمة على هكذا اهانة والجم لسانه في حين ابتسمت منى بتعال وادارت رأسها لترمقه بغرور فكم تطاول عليها من قبل وكانت تصمت مجبرة باتت نظرات سلطان تتبدل للإنزعاج لعدم طاعته له ارتعد عيسى ونظر لزوجته ثم مد يده ليرفع يدها على فمه تحبه يوما وتزوجته كأي زواجة طبيعية هنا ابتسم سلطان بثقة ونظر حوله ليسأل زوجته
ارتدت مارية ملابسها وحجابها لتتهيأ للخروج فمن قواعد المكان التجمع حول مائدة الطعام ولكنها تأخرت عليهم دلفت للخارج بتقاعس فعظامها مازالت تؤلمها ناهيك عن بعض الكدمات الزرقاء في وجهها التي
حاولت اخفاءها ببعض الكريمات التي لم تفعل شيئا تنهدت بتأفف وهي تسير ببطء لتهبط الدرج بعدها ولكن قابلتها في الطريق تلك الفتاة الماكرة شيماء التي لمحتها تخرج من غرفتها فهي تعرفها جيدا تحركت نحوها بخطوات سريعة إلى أن وصلت إليها انتبهت لها مارية ونظرت لها بعدم اكتراث فهي لم تعرفها واكملت طريقها بينما حدقت فيها شيماء بخبث لتقول بميوعة شديدة
مش هتصبحي عليا يا ضرتي
رمقتها مارية بنظرات ساخرة ردت باستفزاز
امشي يا بت انتي العبي بعيد انتي مين انتي علشان تقفي قصادي وتكلميني أنا بالشكل ده واضح انك لسه متعرفينيش كويس اغتاظت الأخيرة وجزت على اسنانها فرغم أنها تزوجته لمجرد اغاظتها أخذت الموضوع بجدية مررت مارية انظارها عليها باحتقار وتابعت باستهزاء
مفكرة نفسك واحدة لا انتي ولا مليون زيك تفرقوا معايا ولو مش عارفاني أنا هبقى اعرفك أنا مين انا عارفة هو جايبك ليه حتة بت يغيظني بيها لأنه بېموت فيا
حدجتها شيماء بشراسة جعلت مارية تنظر لها بثقة الزمت شيماء نفسها بمضايقتها
بالفعل كأنها تريد هذا وليس مطلوب منها زيفت ابتسامة وتدللت في وقفتها لتنفي ما قالته
مين اللي قالك الكلام ده دا سي عمار طول الليل وهو في حضڼي ومسبنيش قضينا ليلة متتحكيش وهو كان مبسوط معايا قوي وبيقولوا أني أحلى بنت قابلها
لا تعرف لما انزعجت مارية من حديثها واقنعت نفسها بأنها تكذب ولم يلمسها قط هو يحبها هي وما تلك الفتاة سوى صورة فقط ليجعلها تغار وتبقى له نظرت للفتاة باقتطاب ثم اكملت طريقها لتهبط الدرج غير مبالية بها امتعضت شيماء لتتعقبها بنظرات منزعجة لحبه فيها بهذا الشكل وحسدتها في نفسها بأن تحظى برجل في مركزة وهيئته التي تجذب أي فتاة نحوه وكذلك طلعته وهيبته التي يهابها الجميع تنهدت شيماء بعبوس اكتسى تقاسيمها وخشيت انتهاء مهمتها لتظفر هي به اعتزمت في نفسها ټدمير علاقتها به مهما كلفها الأمر زفرت بقوة لترسم الثقة وتأهبت لتهبط الدرج فهي الآن زوجته
لم يعد هناك غير عمار فمقعده فارغا حيث انتظره سلطان ولم يتناول إفطاره وجه بصره لهذة البنت المدعية زوجته وسألها
جوزك منزلش معاكي ليه ايه اللي أخره
ارتجفت شيماء وهي تنظر له برهبة فهو يحدثها ردت بتلعثم
م م مش عارفة هو صحي بدري ومشفتوش
رمقها بتأفف ووجه بصره لمارية التي تجلس في هدوء قطب جبينه وهو يرى تلك الكدمات الظاهرة على وجهها نظر لها بشفقة فهي لا تستحق السيئ عكس والدها الأحمق وعن راوية لم تبالي بها قدر ما انتبهت لشيماء فكل ما تتمناه أن ترى احفادها ولم تجد في مارية هذا الشيء بسبب علاقة العداوة بينهما فهي حتى تلك اللحظة تخشى على ابنها منها
انتبه الجميع لقدوم عمار من الخارج بهيئة هادئة جعلت الجميع يحدق فيه باستغراب دنا منهم وجلس على مقعده بكل هدوء نظر لوالده وقال بشبح ابتسامة
صباح الخير يا حاج سامحني على التأخير اصلي ما نمتش طول الليل روحت المخزن خلصت شوية شغل
ابتسم له سلطان بمغزى وادرك زواجه المزيف لتركه زوجته قال بنبرة محببة
ولا يهمك يا حبيبي المهم تكون كويس
ابتسم له عمار ولم يعلق في حين نظرت مارية لشيماء بسخرية من كذبها عليها فابتلعت شيماء ريقها بارتباك وامتعضت في ذات الوقت ولكنها لن تيأس من محاولاته ليصبح هذا حقيقة بدأ الجميع في تناول الطعام في صمت منهم يفكر بخداع ومنهم من يكظم كرهه وباتت الأجواء مشحونة بداخل كل شخص يجلس على الطاولة نظرت راوية لشيماء وحدثتها بلطف كي تغيظ مارية فهي مزعوجة من وجودها
أكلي جوزك يا شيماء لو مهتمتيش بيه مين هيهتم يعني
اتسعت ابتسامة شيماء الفرحة وهي ترد عليها بحماس
من عنيا يا حماتي أنا عندي أغلى من عمار
ثم وجهت بصرها لعمار وبدأت في سكب الطعام له بنظرات
شغوفة تتمنى له الرضى شعرت مارية بالغيرة وجزت على اسنانها لتضغط على الطعام كاتمة هياجها لتوددها عليه تنفست مارية بهدوء وهي ټعنف نفسها لما تفعل ذلك فلا يعنيها في شيء هو الآن عدوها اقنعت نفسها بصعوبة كي لا تهتم ولكن لا فائدة أحس بها عمار وابتسم بمكر نظر لشيماء وقال لها بحب زائف جعل مارية تصل لقمة غيرتها
خلاص يا حبيبتي كفاية انا هاكل كل ده
انفرجت شفتي شيماء وهي تنظر له بسعادة قالت بتمني
أنا يهمني بس رضاك عليا
كانت راوية تتابع ما يحدث بتشفي في مارية فقد ادركت غيرتها الآن مهما أخفت ذلك وهذا ما تريده وهو تركها القصر بينما لم يرتاح عمار لحديث تلك الفتاة كأنها تتودد له بالفعل تأفف في نفسه فقد اغتاظ هو من لهفة والدته عليها وعن مارية لم تتحمل كل ذلك كأنها منبوذة بينهم وغير مرغوب فيها شعرت بالإهانة ولهذا اخذت قرارها بالمغادرة لحفظ كرامتها المهدرة وسطهم نهضت مارية فانتبه لها الجميع ونظروا لها بعدم فهم بينما حدجها سلطان بانزعاج وهو يسألها بنبرة البكتها
انتي رايحة فين
نظر لها عمار فقد فطن ضيقها مما يحدث ولكن ما فعلته غير مستحب هنا ابتلعت مارية وهي تنظر لسلطان برهبة قالت بتوتر ونبرة مهزوزة
أنا خلاص شبعت وهطلع اوضتي
رمقها بنظرات قاسېة وهتف بامتعاض
ممنوع اي حد يقوم من على الأكل قبلي دي قوانين هنا ولازم تمشي عليها زيك زي الكل هنا
وزعت مارية انظارها عليهم ووجد الضعف في هيئتهم وانشغل كل فرد بتناول طعامه في صمت وجهت بصرها لعمار الذي شعر بقلة حيلته بسيطرة والده حتى عليها كونها زوجته ولم يستطع التدخل أو التفوه ببنت شفة ولكنها عنيدة تجبره على تحمل اهاناتها لعصيانها له جلست مارية مرة أخرى في صمت وتعاملت مع الموضوع بطبيعية كغيرها هنا فليست بمفردها من تخشاه ابتسمت في نفسها بسخرية من الجميع واكملت طعامها في هدوء متجاهلة سماجة تلك الفتاة
وقفت اسماء امامها ناكسة رأسها باحترام حيث استدعتها فريدة لغرفتها تريد الإستفسار عن ابنتها أكثر
فالمرة الماضية لم تسألها عنها نظرت فريدة لها بنظرات قوية وسألتها بجدية
انتي لما روحتي عند مارية كانت عاملة ايه يعني كانت عايشة هناك ازاي وجوزها بيعاملها حلو ولا وحش
حدقت فيها اسماء باندهاش من كم تلك الأسئلة ازدردت ريقها وردت بارتباك داخلي
يعني ايه عاملة ايه مع جوزها هو أنا هسألها أنا بس قولتلها على اللي سي فؤاد طلبه مني
نظرت لها فريدة بتعابير عابسة قالت بتبرم
متعرفيش اي حاجة عنها يعني مقلتلكيش جوزها لمسها ولا لأ توترت اسماء فقد اخبرتها مارية ألا تخبر أحدا بما حدث لها نفت اسماء بتردد
مفتكرش يا ست فريدة لو كان حصل بينهم حاجة مكنش اتجوز عليها واحدة تانية
زمت فريدة ثغرها للجانب تفكر في حديثها نظرت لها وتنهدت لتقول باقتناع إلى حد ما
طيب روحي انتي على شغلك بس اعملي حسابك أنك هتروحيلها تاني علشان تستفهمي منها بالظبط هي عاملة ايه
هبطت اسماء الدرج وهي تهمهم ببعض الكلمات المبهمة ولكن هيئتها تدل على الإنزعاج عرجت لتدخل المطبخ ولكن كان فؤاد يحدق فيها وهي تهبط بهيئتها الطفولية المنزعجة اوقفها حين ناداها بهدوء
اسماء استني
استدارت اسماء ولم تصدق نفسها بأن يخاطبها هي تحركت نحوه شبه راكضة لتقف امامه وتسأله بشغف ونظرات عشق
تحت امرك يا سي فؤاد
نظر لها فؤاد
متابعة القراءة