ملاذ بقلم ساره محمد

موقع أيام نيوز


وربما غيرة ليقول في صوت حاد غير مراعي لذلك الطفل المسكين 
وديه عند الدادة اللي هنا وهي هتاخد بالها منه عايز أتكلم معاكي شوية ..!!!
تشبثت بأخيها النائم قائلة برجاء
ممكن بس تخليه ينام هنا هو مش بيعرف ينام بعيد عني ...
صړخ بها مازن بقوة جعلت الدموع تتجمع في عيناها 
انت مسمعتيش انا قولت أيه أرميه في أي داهيه !!!!

أنتحبت فريدة لتتخرج من الغرفة تبحث عن المربية وجدت سيدة كبيرة بالعمر يبدو على وجهها البشاشة لتخبرها بأن تبقيه معها أوصتها عليه لتعود للغرفة مجددا أزالت الدموع العالقة بعيناها لتجده يجلس على الأريكة واضعا قدم فوق الأخرى منفثا سيجارته الذي أخذ دخانها يحلق بالغرفة أخټنقت من الرائحة لتقف أمامه قائلة بنبرة حاولت أن تكون هادئة
خير !!!
ترك لفافة تبغه جانبا لينهض واقفا امامها بصدره العريض شمر عن ساعديه لتتخذ انامله طريقها إلى أزرار قميص حل واحدة تلو الأخر و ملامح وجهه جامدة وقع قلبها أرضا سرعان ما تراجعت بضع خطوات بعيدا عنه تقول بجسد يرتجف حرفيا 
أنت .. بتعمل أيه !!!!
خفق قلبها پخوف لم تظهره بتاتا خوفا أن يكتشف سرها ولكنه كان ېكذب هو يعلم عنها كل شئ من فتحية تمتمت ملاذ بهدوء واثق 
لو سألتني سؤال هجاوبك ...
شدد على خصرها بكلتا ذراعيه يقول طابعا قبلة على عنقها الطويل أفقدتها قبلته صوابها بالكامل و أنفاسه التي تلفح صفحات وجهها بينما أستطرد هو قائلا في نبرة صاغية 
فين باباكي ومامتك ....
ماتوا من و أنا صغيرة ...
قالت بنبرة معتادة و كأن موتهما لم يشكل فارقا في حياتها ... طبع قبلة أخرى على طرف ثغرها هامسا 
و أختك ..
ظهر على وجهها قسمات الألم لكن سرعان ما أخفتهما خلف ستار القوة والشجاعة متمتمة 
مالها 
ليه بتكرهك كدا !!
سأل هو بفضول ولكن إجابتها كانت الصمت الممېت داعبت يده خصلاتها منتظرا إجابتها بينما قالت هي بصوت به بحة مميزة 
لما تقولي باباك ماټ أزاي هقولك ليه أختي مش بتحبني ..
عادت ظلمة عيناه ليزفر بضيق ثم قال بنبرة حادة يشوبها بعض الألم 
كان عنده سړطان .. وحالته كانت متأخرة !!!!!
سقط الخبر عليها كالصاعقة رقص قلبها طربا لأنتقام خالقها الشديد من ذلك الرجل الذي لا يوجد الرحمة بقاموسه لم تستطيع إخفاء عيناها التي برقت بسعادة خفية نابعة من قلبها فقد أخذ الله حقها و حق شقيقتها نظر لها ظافر ولم يلاحظ فرحتها ليقول بنبرة هادءة 
قوليلي بقى أختك ليه مش بتحبك !!
شعرت بغصة في حلقها قلبها ېحترق وروحها أصبحت رمادا حاوطها ظافر ليدفنها داخل أحضانه قبل خصلاتها مشفقا على حالها حسب أقوال فتحية أن ملاذ رأت الكثير في حياتها رأت ما يجعل الجبل ينهدم مسح على خصلاتها الناعمة بحنو لا يريد أن يضغط عليها ليقول بحنو
حبيبتي لو مش عايزة تحكي مش لازم ...
بعد الشړ عليكي ...
رفعت رأسها له تقول بعينان مغلفتان بالدموع و
كأنها ليست ملاذ ذات القلب المتحجر 
هو أنا وحشة أوي كدا عشان كل الناس تبقى كارهاني حتى أقرب الناس ليا !! اختي بتحفر في الصخر عشان تكسرني عايزة تأذيني حتى في شغلي !!!!!
بكت ملاذ خليل الشافعي بكت كالأطفال هي التي طيلة تلك السنوات لم تذرف دمعة واحدة أنتفض ظافر عندما شاهد دموعها التي كانت كالسوط الذي يجلد جسده جلس نصف جلسة ليجذبها لصدره يقول بنبرة حزينة على ألم حبيبته 
ششش أهدي يا حبيبتي.. اهدي ..
أزال دموعها بأنامله الغليظة يهمس بخفوت 
دموعك دي بتخليني أحس بڼار جوايا ..!!!
أزدادت عيناها بكاءا لتتشبث برقبته كالطفلة وهي تبوح بما يمليه عليها قلبها 
متسبنيش يا ظافر ..!!!

ثم تحركت سريعا. مبتعدة عن وجهه الأحمر الغاضب عاد ظافر دالفا للغرفة ذهب نحوها وهي لازالت كما هي أبتسم بخبث ليستند بذراعيه على الفراش منحنيا بجزعه عليها قبل جفونها المغلقة ثم وجنتيها الأثنتين مرورا لشفتيها يا الله ثم أمسك ب باطن كفها يقبله قائلا بصوت أجش ماكر
راجعلك يا ملاذي ...!!!!!
أختبئت خلف الستار تنظر له و هو يتحدث مع أخيها أبتسامته و رزانته يداه الموضوعة بجيبه بهيبة تبرعمت به بالفطرة سماره عيناه الړصاصية وحركات رأسه يا الله
 

تم نسخ الرابط