رواية رهيبة جديده
المحتويات
ان فى سكاكين بتتغرس فى قلبى و هى بتدور على اى حجة عشان تشوفني بيها كل يوم و أنا اتعصبت عليها و قولتلها لا مينفعش و داست على كرامتها و قالتلى عادى أنا راضية.... انا طلعت ندل أوى يا يحيى.
تألم لألم شقيقه و قال له أنا مش عارف أقولك ايه يا يوسف... بس انا مش هفكرك تانى بعمك و لمتنا اللى هتتهد بارتباطك بزينة... عمى راشد ميستاهلش كدا منك طول عمره بيتمناك لبنته و انت عامل نفسك مش واخد بالك... لو حد غيره شايف بنته رافضة كل العرسان عشان خاطرك كان طلب منك تتجوزها و ساعتها مكنتش هتقدر ترفض... لكن هو سايبك براحتك و مش عايز يفرضها عليك.. و أظن لو اخترت بنت أفضل من سهيلة تتجوزها هيكون هو اول واحد هيباركلك انما زينة!!!... مينفعش.. نهائى.
بالآلام و يبكى فراق حبيبته و ينعى حبه لها الذى وأده بكامل إرادته..
رد على أخيه قائلا ربنا يصبرنى الأيام اللى جاية دى... هتبقى ايام صعبة اوى عليا و عليها... بالظبط زى الأيام اللى بتعدى على المدمن و هو بيتعالج من الادمان...
يحيى ربنا هيهون عليكو ان شاء الله عشان انت قاصد خير.
أراد يحيى أن يغير الحالة المزاجية السيئة التى أحلت بهما على إثر ذكر تركه لزينة فقال له يلا يا بيبى عشان اكتبلك ذكرى حلوة كدا على الجبس دا.
يوسف بيبى!!... انت مالك قلبت سوسن فجأة كدا ليه !
يحيى باستنكار سوسن... بقى انا سوسن يا چو!... ماشى هعديهالك عشان انت تعبان بس.
يوسف و لو مش تعبان بقى هتعمل ايه!
يوسف هههههه.... ايوة كدا اتعدل.
انخرط الشقيقان فى وصلة أخرى من المرح و المزاح فيحيى وحده من يستطيع قلب مزاج يوسف من النقيض الى النقيض.
الفصل الخامس و العشرون
مر أسبوع آخر على الأبطال فيوسف قد تحسنت حالته و خرج من المشفى و عاد الى الشركة و لكن ذراعه الأيسر مازال يحمله بحمالة ذراع.
فى مكتب يوسف....
تجمع عدد من موظفى الشركة لكى يهنئوه على شفائه و عودته سالما للعمل و بعدما انصرفوا استدعى زينة..
كان يجلس على مقعده بتوتر من لقائها المنتظر فهو لم يراها طيلة الأسبوع الماضى و لم تتصل به إلا مرة واحدة بعدما أحست منه الجفاء فى الحديث يريد أن يكون جاد و صارم أمامها و أن يتغلب على اشتياقه الشديد لها فهو قد وضع نفسه فى اختبار صعب و لا بد أن يتخطاه بنجاح .
قاطعته و هى تنظر لعينيه بعمق قائلة حمدالله على سلامتك... الشركة كانت مضلمة من غيرك و رجعتلها الروح برجوعك... بالطبع كانت تقصد نفسها.
فهم ما ترمى اليه فجف حلقه و ابتلع ريقه بصعوبة من نظراتها و طريقتها فى الكلام و من كلامها ذاته الذى يحمل بين طياته شوقا بالغا فقال لها بثبات زائف متشكر.. احم... انتى هتتنقلى قسم الحسابات النهاردة.
أحس پسكين انغرست بقلبه عندما رأى دموعها التى أبت النزول و ود لو قام من مكانه و احتضن وجهها بين كفيه و قال لها لا تتركينى.. سأفتقدك.. سأشتاق إليكى.. ستأخذين روحى معكى و لكنه قال لها لكى يخفف عنها قليلا لو احتاجتى أى حاجة أنا موجود متتكسفيش.. تمام!
أماءت له موافقة بصمت فصوتها قد اختنق من الدموع و لم تستطع تحريره فودت لو تهرب الآن من أمامه لتترك لدموعها و لصوتها العنان تريد أن تبكى و تصرخ.
حال يوسف لا يقل ألما عنها فنهض سريعا من مقعده و أولاها ظهره فهو لم يعد يتحمل رؤية الدموع الجامدة فى عينيها و قال لها تقدرى تتفضلى دلوقتى.
فرت سريعا من أمامه و كأنها كانت أسيرة و أطلق سراحها و خرجت من الشركة بأكملها لا تعلم أين ستذهب و لكنها تريد أن تختفى فى هذا الوقت لكى تتخلص من كل ما بداخلها من مكبوتات.
فى منزل لينا...
جاء اليوم المحدد لاتمام عقد قران لينا و رأفت.. كان حفلا بسيطا أقيم فى شقتهم الصغيرة اقتصر على حضور اسرة لينا و اعمامها و أسرة رأفت المكونة من طفليه و والدته و شقيقتان متزوجتان.
كانت لينا تحاول ان ترسم السعادة على ملامحها علها تستعيد رضاء أبيها مرة أخرى فذلك اصبح كل ما ترنو اليه طيلة الفترة الماضية تفكر فى تدابير ربها لها فهى التى رفضت مصطفى ذلك الشاب الذى
لم يسبق له الزواج وستكتب على اسم رافت الذى سبق له الزواج و الانجاب ايضا.. و لكن عزائها الوحيد أنها تتوسم فيه الطيبة و الصلاح فلعله خيرا و ليس عقاپا..
تم عقد القران و تعالت الزغاريد و تلقى رأفت و لينا التبريكات و التهاني من أفراد العائلتين ثم امسك طفليه و توجه بهما ليعرفهما على لينا.
رأفت بسعادة ألف مبروك يا عروسة.
لينا بخجل حقيقى الله يبارك فيك.
جلس بجانبها و اجلس طفليه على فخذيه و قال لها اعرفك بقى دى ريم الكبيرة فى اولى ابتدائى و دا رامى فى اولى حضانة.
نظرت للطفلين فرأت فيهم براءة و خجل لم تعهدهما من قبلرغم كل ما اقترفته من موبقات و قالت له ان شاء الله.. ربنا يخليهم لنا و يباركلنا فيهم.
كاد عقله ان يطير من كلماتها المعبرة فهى قد نصبت نفسها اما لهما بعد هذا الكلام فحمد الله انه رزقه أما كهذه.
كان الاب يراقب المشهد من بعيد و دموع الفرح تملأ عينيه لا يصدق ان الجالسة أمامه الآن هى ابنته لينا العنيدة المتكبرة المغرورة فحمدالله أنه وفقه و هداه لهذه الزيجة و انه لم يستمع لوساوس الشيطان التى كانت تلح عليه بضربها و طردها من المنزل فأخذ يردد فى نفسه الحمد لله... الحمدلله.. و ما توفيقى إلا بالله
فى فيلا راشد سليمان......
اجتمعت العائلة فى المساء فى غرفة الصالون يحتسون الشاى بعدما تناولوا وجبة العشاء.
غمز يوسف لاخيه باحدى عينيه يحثه على بدأ التحدث فأماء له بالايجاب و اتجه بنظره الى عمه و قال احمم... عمى كنت عايز ابلغك انى كنت نازل اساسا عشان أخدكو معايا لندن عشان عايز أخطب بنت اتعرفت عليها هناك.
اندهش عمه من هذه المفاجأة و لكن انفرجت أساريره و هنئه قائلا دا أحسن خبر سمعته بعد خروج يوسف بالسلامة من المستشفى.. الف الف مبروك ياحبيبى.. تعالى يبنى ف حضنى تعالى.. و فتح له ذراعيه فنهض يحيى و بادله الاحتضان قائلا الله يبارك فيك يا عمى.. ربنا يخليك لينا يا رب.
العم يااااه.. إخيرا هشوف حد فيكم عريس!
سهيلة بفرح ألف مبروك يا يحيى.. هنشوف العروسة امتى بقى!
يحيى أطمن على يوسف و يخف خالص و بعدين هحجز لينا كلنا تذاكر للندن... دا بعد اذن حضرتك طبعا يا عمى.
العم اللى تشوفوه يا حبيبى.. دا اليوم اللى كنت بتمناه من زمان انى أشوفك انت و أخوك عرسان.
انتاب يوسف حالة من الارتباك على اثر كلمات عمه فأراد أن يغير مجرى الحديث فقال بمرح مش هتصدق يا عمى ان العروسة فلسطينية!
العم معقول!
يحيى أيوة يا عمى فعلا
ردت سهيلة بمرح لااااا.. دا انت تحكيلنا كل حاجة من الألف للياء
قص عليهما بداية معرفته بديما و كل ما مر بهما من مواقف انتهاء بطلبه خطبتها من والدها.
بعدما انتهى يحيى قال له عمه خلاص يا يحيى على بركة الله.. ثم نظر ليوسف نظرة ذات مغذى و قال عقبالك يا يوسف.. كان المفروض نفرح بيك انت الأول... انت الكبير.
فهم يوسف جيدا نظرة و مقصد عمه فرد بمراوغة كل شيئ بأوان يا عمى و أنا و يحيى واحد.
العم ربنا يخليكو لبعض يبنى.
رد الجميع اللهم آمين.
فى منزل لينا....
انتهى حفل عقد القران و ذهب كل الى منزله بينما والد ديما جلس على احدى المقاعد بشرفة شقته يحتس الشاى و تراوده الأفكار بأن يصفح عن ابنته بعدما رأى منها حسن النية و التصرف مع زوجها و بينما هو فى خضم شروده دخلت اليه بالشرفة و حمحمت بتوتر قائلة احم... بابا
رفه بصره اليها و نظر لها نظرة عطف فحثتها تلك النظرة على المضى قدما فيما كانت تنتوى قوله لابيها فاسترسلت قائلة مش ناوى تسامحنى بقى يا بابا... انا ندمانة.. و الله العظيم ندمانة أشد الندم مش عارفة أنا ازاى طاوعتنى نفسى تعمل كدا... ثم أجهشت فى بكاء مرير و بركت على ركبتيها امام أبيها تمسك بكفيه و تقبلهما بندم حقيقى و هى تقول عشان خاطري سامحنى انا عرفت غلطتى و أوعدك مش هتشوف منى اى حاجة غلط تانى.. عشان خاطرى يا بابا.
ربت الاب على رأسها قائلا ارفعى راسك و
بصيلى.
رفعت راسها له فاكمل قائلا عايزانى أسامحك!
هزت راسها بأمل عدة مرات فقال اوعدينى انك تعاملى رأفت و عياله أحسن معاملة و تتقى ربنا فيهم... غير كدا انسى ان ليكى أب.
ردت بلهفة و سعادة اوعدك... اوعدك انى هتقى ربنا فيهم بس انت سامحنى عشان اعرف اكمل حياتى..تأنيب الضمير ھيموتنى يا بابا.
ابتسم الأب براحة و ربت على كتفيها قائلا خلاص يا حبيبتى سامحتك و نسيت كل اللي فات و من النهاردة هنبدأ مع بعض صفحة جديدة.
احتلتها سعادة عارمة و نهضت تجفف دموعها و تقبل رأس أبيها و يديه و هى تقول ربنا يخليك ليا يا رب و ان شاء الله هكون عند حسن ظنك و هتلاقينى لينا تانية خالص غير اللى انت عارفها.
ابتسم الاب بسعادة و حمد ربه أن أعاد لابنته رشدها و دعا لها بالهداية.
فى فيلا راشد سليمان...
كان يوسف يفكر بزينة يلعن حبه لها الذى أصبح كالمړض الذى تملك منه حتى أصبح شفائه مستحيلا فاختنقت روحه من كثرة التفكير و أحس بخطړ هذا المړض عليه فذهب لشقيقه و صديقه فى غرفته ليتحدث معه عله يهون عليه قليلا...
يوسف انا تعبت يا يحيى... بقالى تلت تيام مشوفتهاش بس مبتروحش من بالى و مش قادر أبطل تفكير فيها..
يحيى بجدية
متابعة القراءة