رواية رهيبة جديده
المحتويات
ابنة عمه فاستند بكوعيه على المكتب و دفس وجهه بين كفيه عله يستعيد بعضا من هدؤه و ثباته.
فى منزل لينا
كانت لينا نائمة بالطبع فهى تقضى الليل أمام كاميرا هاتفها شبه عاړية أمام الرجال و تنام عند الفجر فلاحظت ذلك شقيقتها الصغرى ذات الثلاثة عشر عام فبيتت النية إن تخبر أباها فوضع شقيقتها يدعو للقلق.
فذهبت ألاء لوالدها الذى كان يتناول افطاره استعدادا لذهابه للعمل و قالت له.
الاب بحنان تعالى يا ألاء يا حبيبتى قولى اللى انتى عايزاه.
ألاء لينا يا بابا من يوم ما اتحبست و هى بتفضل سهرانة طول الليل ماسكة الموبايل و بتتكلم مع ناس غريبة و كلهم رجالة يا بابا... كل ما اصحى باليل عشان
أشرب ألاقيها لسة صاحية و بتتكلم و هى بتكون فكرانى منعوسة و مش واخدة بالى.
فقال لابنته بصوت متحشرج من الصدمة اسمعى يا ألاء.. تعرفى تدخلى دلوقتى تجيبيلي تليفونها!
الاء مش هتعرف تفتحه يا بابا دى قافلاه برقم سرى.
الاء حاضر يا بابا.
الاب يحضرلك الخير يا حبيبتي و ربنا يجعلك عوض عن أختك الكبيرة.
انصرفت الابنة و جلس الاب مكانه يفكر فى تلك. المصېبة التى وقع فيها و كيف سيواجه ابنته الكبرى بفعلتها.
فى شركة آل سليمان عند يوسف.....
أهلا... جيتى برجلك.
ارتعدت أوصالها لما سمعته و أيضا من هيئته المخيفة و لكنها تتوقع منه ذلك فهى من خالفت أوامره.
عندما لم يجد منها رد قال لها بكل برود انتى مرفودة.
جحظت عينيها من الصدمة فهى توقعت أن يوبخها او ربما يخصم من راتبها و لكن ان يرفدها! فلم يخطر ببالها ذلك أبدا فأسرعت إليه تترجاه خلاص يا مستر يوسف أنا آسفة... والله آخر مرة و مش هكررها تانى بس خلينى فى شغلى الله يخليك... انا معدتش اقدر استغنى عنك.... قصدى عن الشغل.. صدقنى اخر مرة.
هزت رأسها بالايجاب عدة مرات و قالت له حاضر... اوعدك مش هتتكرر تانى.
صمت يوسف قليلا لكى يستعيد هدوء أعصابه ثم نظر لها قائلا تعالى اقعدى.
ابتسمت زينة من تقلباته المزاجية و التى تجعلها تذوب فيه أكثر و أسرعت بالجلوس أمامه و نظرت له بكل عشق الدنيا فى عينيها بينما الاخر ابتسم على تأملها فيه رغم انه كان ينظر فى بعض الاوراق أمامه و لكنه لمحها فتأكد من ظنه بأنها تبادله نفس المشاعر و أكثر ما أكد ظنه هو فضولها الذى دفعها لمخالفته و غيرتها الواضحة فى عينيها أثناء رؤيتها لسهيلة.
الكورس دا فى أقصر مدة ممكنة.... انا أصلا مش مرتاح خالص لشغلك ف البوفيه.... اوكى!
أماءت له بفرحة و قالت ان شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك.
يوسف ان شاء الله ... ثم صمت قليلا و بعدها أعطاها مفتاح و قال لها خدى المفتاح دا افتحى الدولاب الصغير اللى هناك هتلاقى فيه شنطة ورق خديها.
نظرت له باستفهام بعدم التقطت منه المفتاح فيها ايه الشنطة دى يا مستر يوسف.
يوسف هاتيها بس و بعدين هقولك.
نهضت و راحت لتفتحه و بالفعل أخذت الحقيبة و عادت له مرة أخرى.
قال لها افتحيها.
فتحت الحقيبة و أخرجت الملابس و نظرت لها بانبهار و اندهاش فى آن واحد و قالت الفساتين دى لمين!
يوسف بتأكيد ليكي.
ردت باستغراب بس انا مش بلبس دريسات.
يوسف عارف... جربى كدا تلبسيهم يمكن يعجبوكى .
زينة حاضر.. اتا متشكرة اوى يا مستر على الحاجات الحلوة دى.
يوسف على فكرة كل دريس من دول معاه حجاب.
تعحب يوسف من ردة فعلها و قال لها ايه اللى بيضحكك اوى كدا!
بالطبع هى لن تخبره بما يدور بخلدها فيكفيها اهتمامه بها و غيرته عليها فردت قائلة و لا حاجة يا مستر انا بس مستغربة شكلى ف الحجاب.
قال لها بنبرة هادئة تحمل بين طياتها حب جارف
صدقيني هتبقى أحلى بكتير.. ثم أضاف بدون
وعى انا خاېف لتحلوى أكتر ساعتها هلبسك نقاب.
تدارك نفسه سريعا فماذا تعنى له حتى يسمعها تلك الكلمات فقال احمم... براحتك لو مش عايزة تلبسى ححاب دى حاجة ترجعلك.
كانت تستمع له بتركيز شديد و سعادة عارمة فقد تأكدت من حبه لها و رأت ذلك فى لمعة عينيه و اهتمامه بها و غيرته عليها.
فردت عليه بابتسامه حاضر هجربه ان شاء الله.
رد الاخر بابتسامة اوكى... تقدرى تتفضلى دلوقتى.
ردت عن إذنك... كادت ان تنصرف و لكن ظلت تفرك بيديها تريد أن تعرف من تلك الفتاة فاستجمعت شجاعتها و سألته لا مؤاخذة ف السؤال يعنى... هى مين الانسة اللى كانت قاعدة مع حضرتك!
نظر لها باستنكار و قال و انتى بتسألى ليه!... أظن دى حاجة متخصكيش.
ابتلعت ريقها بصعوبة تفكر فى سبب لسؤالها فهى لن تتنازل عن معرفة ماهية هذه الفتاة فقالت احم ... عادى يعنى يا مستر أنا بس استغربت ان حضرتك كنت قاعد معاها و الباب مقفول و دى مش عادتك.
يوسف بمكر بردو ميخصكيش.... بس هريحك عارفك فضولية و لمضة.
هزت رأسها بتأكيد فاسترسل حديثه قائلا دى سهيلة بنت عمى و قاعد معاها و الباب مقفول عادي لاننا عايشين مع بعض فى نفس البيت.
لم يخبرها بأنه يعاملها كشقيقته حتى يتلاعب بأعصابها و يرى غيرتها التى أحبها.
أما هى فأدركت وقتها مدى الفرق الشاسع بينها وبين يوسف فكيف سيترك تلك الجميلة و المحجبة و المتعلمة و الراقية و ينظر لها و هى من تربت فى الملاهى الليلية و ليس لها عائلة و لا مال و لا حتى تعليم جامعى فتملكها الشعور بالانكسار و امتلئت عينيها بالعبرات التى تهدد بالهطول و لكنها حاولت أن تتماسك قدر الامكان حتى لا يرى دموعها و قالت بصوت مخټنق بالبكاء ربنا يخليكو لبعض.. عن إذن حضرتك...
و كادت ان تمشى و لكن أحس بها يوسف فنهض مسرعا و استوقفها قائلا استنى يا زينة.
فوقفت و هى منكسة الرأس حتى لا يرى عينيها فراح ليقف أمامها و رفع وجهها من ذقنها و نظر فى عينيها المتلئلئة من أثر الدموع و قال لها بحنان الدنيا فى كلماته انتى بتعيطى!
ارتبكت من لمسته لذقنها ومن قربه الشديد و حاولت أن تبحث عن حجة لبكاءها فقالت بصوت متردد أبدا..ايه ايه مفيش حاجه انا أنا بس افتكرت ماما الله يرحمها و ان أنا وحيدة ف الدنيا لما جبتلى سيرة بنت عم حضرتك بس مش أكتر.. و قامت بمسح دموعها بطريقة سريعة.
تألم قلبه لرؤية دموعها و بالطبع لم يصدق تلك الحجة الواهية فهو يعرف أن غيرتها من سهيلة هى سبب تلك الدموع فقال لها بحنان بالغ و نبرة صادقة مش عايز أشوف دموعك تانى... فرفعت عينيها المتلئلئة تنظر اليه بدهشة من كلماته و لكنه لم يبالى باندهاشها و استرسل قائلا أنا معاكى بعد ربنا سبحانه و تعالى... لو اى مشكلة قابلتك انا هبقى ف ضهرك... مټخافيش انتى مش وحيدة من هنا و رايح... ثم ابتسم ابتسامة كادت ان تفقدها وعيها و قال لها اتفقنا!
هزت رأسها بتأكيد و لم يسعفها عقلها لقول أى شيئ فهى الان واقعة تحت تأثير سحره الذى ألقاه عليها بهذه الابتسامة و هذه العبارات الحانية.
أدرك يوسف صډمتها من تلك المعاملة الجديدة فقال لها كى ينهى الموقف برمته يلا خودى شنطة الهدوم دى و روحى عشان تقيسيهم... انتى أجازة باقى اليوم.
عبس وجهها
و ردت بس انا مش عايزة أروح دلوقتى.
يوسف خلاص براحتك... امشى يلا عشان عندى شغل كتير.
ردت بابتسامة صافية قائلة حاضر.. عن اذن حضرتك
يوسف اتفضلى...
ظل واقفا مكانه بعدما رحلت يفكر بها و بالتغيير التى أحدثته تلك الشقية به فقد قلبت كيانه رأسا على عقب حتى أنه لم يتحمل رؤية دموعها مما دفعه للتصرف معها بتلك الطريقة الحنونة فقد كانت الكلمات تخرج منه دون وعى و لكنه ليس نادم على ذلك فهى أصبحت حبيبته.الفصل العشرون
فى فيلا راشد سليمان ......
عادت سهيله الى المنزل تشتعل من الغيرة و الڠضب تتوعد و ټلعن فى يوسف فعندما دخلت الى الفيلا وجدت أبيها جالسا فى البهو يتصفح الانترنت من هاتفه فأسرعت اليه و قالت له شوفت يا بابا... يوسف مشغل عنده بنت ف مكتبه... من امتى يا بابا و هو بيشغل عنده بنات
رد عليها والدها فى استغراب غريبة... مقليش حاجة زى دى!!.
سهيلة بعصبية شوفت اهو كمان مخبى علينا كلنا.
رد الاب بعقلانية عادى يا سهيلة تلاقيها بنت غلبانة و لا حاجة و يوسف حب يساعدها... انتى عارفة يوسف بيحب دايما يعمل خير و معروف عنه كدا.
سهيلة بضيق يعنى هى الشركة ضاقت ملاقاش غير بوفيه مكتبه و يشغلها فيه عشان تدخله كل شوية و تشاغله.
انتفض الوالد من مجلسه ورد عليها بحدة و صوت مرتفع سهيلة... احترمى نفسك انتى ازاى تقولى كدا على يوسف! يوسف أعقل من كدا.
ثم انتى بتدخلى ف شغله ليه أصلا.. دى شركته و يعمل فيها اللى هو عايزه.
سهيلة أنا آسفة يا بابا ع اللى قولته بس أصل حضرتك لو كنت شوفتها كنت عذرتينى..... دى..دى حلوة.... و شكلها صغيرة.... و كمان بشعرها و شعرها طويل و حلو و لابسة لبس ضيق... يعنى ڠصب عنه هيبصلها اكيد يعنى.
رد قائلا بردو يوسف مش صغير و هو عارف هو بيعمل ايه!.... انتى مش هتعدلى عليه.
ردت بضيق انا قولتله يمشيها.
رد أبوها بهدوء نوعا ما و انتى مالك... هتفضلى طول عمرك غبية و مچنونة.
زمت شفتيها پغضب و قالت أنا غبية يا بابا... طب انا طالعة اوضتى بقى... مفيش حد فاهمنى ف البيت دا..ثم سارت باتجاه الدرج و هى تقول فينك يا يحيى!... انت الوحيد اللى فاهمنى... ثم دخلت الى غرفتها لتبدل ملابسها.
أنهت زينة دوامها بالشركة و عادت الى غرفتها و أغلقتها ثم نزعت عنها ملابسها و راحت تجرب الملابس التى أحضرها لها يوسف أعجبت كثيرا بالفستانين كما أنها وجدت شكلها بالحجاب أفضل.
و لكن للأسف لن تستطيع أن ترتدى هذه الملابس أمام من يعيشون معها فى ذلك المكان و إلا ستحوم حولها الشكوك خاصة من ناحية جلال و لكنها ستحاول ان ترتديها و تحرص ألا يراها أحد أثناء خروجها فهى تريد أن ترضى يوسف و تسعده.
رن هاتفها برقم على الرفاعى فتأففت و قامت بفتح الخط قائلة بملل أيوة يا على باشا
على فى جديد يا زينة!
ردت بكذب الحال زى ما هو... دا تقيل أوى يا باشا مش عارفة أدخله منين.
على بضيق لا كدا مينفعش يا زينة... انتى كدا هتطولى و انا عايزك تخلصى بدرى بدرى قبل ما جلال يخلص تدريباته.
زينة بمراوغة ادينى بحاول اهو يا باشا.
على و قد خطرت له فكرة شيطانية اسمعينى كويس و نفذى اللى هقولك عليه بالحرف.
زينة معاك يا باشا قول.
على بمكر انا عايزك تغيبى عن الشغل يومين تلاتة كدا.
زينة بخضة ليه بس يا باشا!
على و انتى مالك اتخضيتى كدا ليه!... المهم انا عايز أشوف رد فعله على غيابك هيكون ايه.
زينة بعدم فهم إزاى يعنى يا باشا!
على يعنى عايزين نشوف غيابك مش هيأثر عليه و هيعدى الموضوع عادى و لا هيقلق و يسأل عليكى كدا بقى هيبان اذا كنتى انتى عادية بالنسباله و لا بيحبك و مدارى.
زينة بتفكير تفتكر يا باشا!... لا لا مظنش دا راسى بشكل!! مش زى ما كنت فاكرة.
ارتبك على من الخلفية الصحيحة التى كونتها زينة عن يوسف و حاول ان يثنيها عن هذه الفكرة قائلا شوفتى.. اهو عرف يلعبها عليكى و قدر يخليكى تصدقى انه مالوش ف النسوان اصبرى انتى بس و شوفى لما يحبك هيعمل معاكى ايه!.. ساعتها هيبان على حقيقته و انتى حلوة و متتقاوميش.
زينة انت كدا بتخوفنى منه... ربنا يستر بقى.
على انتى ميتخافش عليكى يا زوزة و انا واثق انه مش هيتحمل غيابك و هيسأل عليكى و يا سلام بقى لو جالك الكباريه.. تبقى كملت.
زينة هههه... لا كدا وسعت منك اوى يا على باشا.
على ههههه.. مسيره هيعملها و بكرة تقولى على قال.
تنهدت زينة بحيرة و قالت
يمكن.. محدش عارف.
على أسيبك انا دلوقتى و متنسيش اللى اتفقنا عليه... اوعى تروحى بكرة يا زينة!!
زينة حاضر متقلقش.. مع السلامة
أغلقت الهاتف و ارتمت على الأريكة بضيق فكيف سيمر يومها دون ان تمتع نظرها برؤيته و لكنها اقتنعت بكلام على فهى أيضا تريد أن تتأكد من حبه لها فلتنفذ فكرة على و تتحمل قليلا حتى يطمئن قلبها.
فى منزل لينا....
انتظرت الى ان خلد جميع من بالمنزل الى النوم فهم من عادتهم ينامون مبكرا و يسيقظون مبكرا و فى تمام الثانية عشر قامت بخلع ملابسها الا من القليل منها و ثبتت الهاتف أمامها على المنضدة و جلست على الكرسى و شرعت فى فعل ما حرم الله من عرى و تمايل أمام الرجال عبر كاميرا الهاتف.
لم ينم والدها بتلك الليلة و انتظر بغرفته الى ان دقت الساعة الواحدة فنهض من تختهو خرج من غرفته و أغلق بابها جيدا حتى لا تشعر زوجته بشيئ.
توجه لغرفة بناته ثم فتح الباب بغتة فانتفضت ابنته من مكانها و راحت تبحث عن اى ملابس بجانبها لكى تستر جسدها العارى بينما هو جحظت عينيه من ذلك المشهد و ألجمته الصدمة فلم يعد قادرا على النطق و لكنه نظر لها باشمئزاز و بصق عليها و خرج.
بينما الأخرى تقف مكانها تحيط جسدها بوشاح غير مصدقة ان والدها قد كشف أمرها فبأى عين ستنظر له بعد ذلك و ترى ماذا سيفعل بها و كيف سيكون عقابه لها.
ألقى الوالد بجسده على أقرب أريكة له بالمنزل و أمسك رأسه بكفيه يفكر كيف سيتصرف فى هذه الفاجعة استمر على هذا الحال عدة دقائق حتى استعاد رباطة جأشه ثم نهض و ذهب لغرفة ابنته مرة اخرى و قال لها بجمود و غلظة أنا مش هضربك و لا هطردك مش عشانك لا... عشان خاطر أخواتك البنات عشان عايز احافظ عليهم و على سمعتهم مش عايز أسمع حد من اهل المنطقة يقول عليهم هيطلعو لمين يعنى اكيد هيطلعو لأختهم الكبيرة.
أما انتى.. فأنا بريئ منك و من ذنبك و انتى بالنسبالى مېتة.. و اعملى حسابك ان فى واحد كلمنى عليكى كتير شغال معايا ف الشركة هو مطلق و معاه عيليين هبلغه بموافقتى ع الجواز منك بكرة و ربنا يسامحنى ع المقلب اللى هعمله فيه.. ثم نظر لها باشمئزاز و احتقار و تركها و غادر الى غرفته.
بينما الاخرى اڼهارت و خارت قواها و جلست على ارضية الغرفة تضع كلتا يديها على فمها تكتم شهقاتها و تنهمر الدموع من مقلتيها كالشلال تنظر الاما آلت إليه أمورها فبالطبع هذا حصاد ما زرعت فماذا كانت تتوقع ان تحصد من وراء الضلال.
فى المقهى العربى بلندن...
كان يجلس على الطاولة التى اعتادها ينتظر طلتها ينظر فى ساعة يده بين الحين و الآخر و عينيه مثبتتان على باب المقهى اعتاد منها أن يجدها فى انتظاره دائما و لكن تلك المرة خلفت عادتها فانتابه القلق الشديد كما تعجب من نفسه و قلقه الزائد عليها فيبدو أنه بدأ يميل لها للغاية.
مرت عليه أكثر من نصف ساعة و هو بهذا الحال الى أن دخلت من باب المقهى فتراقصت نبضات قلبه لمرآها و شقت الابتسامة وجهه فلوح لها بيده فانتبهت له و سارت باتجاهه..
ديما مسا الخير يحيى... كيفك.
يحيى بابتسامة يا مساء الورد.. انا تمام انتى عاملة ايه!
ديما أنا كويسة.
ابتسم على تقليدها للكنته و قال لها اقعدى مش هنفضل واقفين كدا.
ديما اوكى
يحيى كل مرة كنت باجى فيها كنت بلاقيكى هنا.. بس المرادى اتأخرتى اوى.
ديما ايه... كان عندى دروس كتير متراكمة على و كنت بخلصها.
يحيى ربنا معاكى و يوفقك.
ديما بتشكرك كتير.
باغتها يحيى بقوله وحشتينى على فكرة.
ردت بدهشة شو!
يحيى أيوة... سمعتى صح.
احمر وجهها من الخجل و توترت اوداجها و تعثر لسانها فلاحظها جيدا و لكنه استرسل حديثه قائلا لما غبتى عليا نص ساعة بقيت قاعد مش على بعضى كنت حاسس انى تايهه و مخڼوق و بمجرد ما شوفتك.. حسيت ان روحى رجعتلى... ديما انا مش عايزك تقولى حاجة دلوقتى... كل اللى بتمناه أن احساسى ميكونش من طرفى أنا بس.
نكست
رأسها بخجل و لكنها أجلت صوتها و حاولت أن تنحى خجلها جانبا و قالت اطمن يحيى.. و انا كمان زيك.
رفرف قلبه من السعادة و قال لها يؤبرنى اللى بيتكلم مصرى.
نظرت له بضيق و خجل فى ان واحد يحيى بكفى هيك.. ثم نهضت و هى تقول أنا ماشية.
نهض هو الاخر و استوقفها قائلا استنى بس... عايز أقابل صفوت بيه.
جحظت عينيها من هذا العرض السريع و لكنها كانت فى أقصى درجات توترها وردت ااااه... امممم
يحيى خلاص يا ديما هونى على نفسك شوية... انا كلمه بنفسى و آخد رأيه ف موضوع ارتباطنا.
أماءت له بالإيجاب و قالت أنا لازم روح... ثم انصرفت سريعا
ضحك يحيى على ارتباكها الواضح و نوى فى قرارة نفسه أن يتقدم لخطبتها.
فى اليوم التالى اخبر عمار بذلك الأمر ففرح لهما و شجعه على ذلك و بالفعل حجز يحيى تذكرة سفر الى مصر بعد يومين من تاريخه لكى يخبر شقيقه و عمه بالموضوع حتى يصطحبهما معه فى العودة لاتمام الخطبة بلندن.
الفصل الواحد و العشرون
فى شركة آل سليمان ......
بالفعل لم تحضر زينة الى الشركة فى اليوم التالى فعندما طلب يوسف من رامز أن يرسل له القهوة مع زينة أخبره أنها لم تأتى فانتباته حالة غريبة من الضيق.
و غابت أيضا فى اليوم الذى يليه فعندما علم يوسف بذلك قال لرامز بعصبية يعنى ايه مجتش النهاردة كمان! .. هى الانسة مش ماضية عقد و المفروض تكون عارفة ان مفيش غياب من غير ما تبلغ او تقدم طلب أجازة!
... ثم هدأ قليلا و قال اسمع يا رامز.. طلع رقم تليفونها من السى فى بتاعها و كلمها قولها اللى قولتهولك دا و قولها تلتزم بشروط العقد يا إما تخليها قاعدة ف بيتهم أحسن.
كان رامز يستمع له باندهاش فمديره لم يعط أهمية لغياب أحدهم من قبل و كان يلتمس لهم الأعذار و لم يسبق له أن هدد موظف بعقد عمله.
و لكن بالطبع كانت تلك حجة واهية من يوسف لمعرفة سبب غيابها فقد كاد أن يفقد صوابه و هدوء أعصابه عندما تغيبت عنه لليوم الثانى على التوالى مما دفعه ذلك للتصرف بهذه العصبية فكما
متابعة القراءة