من نبض الۏجع عشت غرامي بقم فاطيما يوسف
المحتويات
الجبار .
اخذت معه وقتا طويلا تحاول إقناعه ولكن رأسه يابسا كالحديد لايستجيب أبدا وجدت أنه نام من أثر الدواء فدثرته بالغطاء ثم خرجت من الغرفة
أمسكت هاتفها ووجدت أكثر من خمس مكالمات من عامر فلوت شفتيها بامتعاض من كثرة اتصالاته فدخلت غرفة جانبية وقامت بالاتصال عليه و أتاها الرد منه ملاما لها
حللت أصابعها بين خصلات شعرها ثم استدعت الهدوء و أجابته
_ هو أني فاضية لحوارات التليفون داي ياعامر اني اللي فيا مكفيني
واسترسلت وهي تذكره
_ وبعدين انت مش لسه مكلم الاولاد من يومين بالظبط في ايه بقى مش كل شوية اتصال اني مش ناقصة ح رب اعصاب عايزة افوق لولادي ومراعيتهم .
_ ماهم ولادي بردو ولا شكلك عايزة تنسي ومصممة اني مفكرش فيهم ولا اكلمهم ومش عايزاني اجي ناحيتهم .
نفخت بضيق من حالة الروع والتشتت النفسي التي تحياها تلك الأيام مابين مرض زوجها ورعاية أبنائها فهي أصبحت تبعد عنهم كثيرا هذه الأيام ولم ترعاهم كيفما كانت والأخير ذاك العامر الذي لم يتركها وشأنها ومستمر بالضغط عليها ثم انف جرت باكية هي الأخرى وقواها لم تعد قادرة على تحمل كل تلك الأعباء وتحدثت من بين شهقاتها
انف جر بها هو الآخر ولم يراعي حالتها فهو أب حرم من أبنائه فهو كان يحبهم حبا جما وهو عمهم والآن عرف أنه أبيهم فقد أجرى لهم تحليل DNA فقد أخذ أحد شعيرات أحدهم خلسة دون أن تعرف مها والنتيجة ظهرت أنهم أبنائه فازداد حبهم له وعاطفة الأبوة اشت علت داخله بجدارة وأصبح يشتاقهم أكثر من ذي قبل وأوقاتا كثيرة يندم حاله أنه ابتعد وتركهم أوقاتا يؤنب نفسه أنه لم يدافع عن حقه في وجوده بجانبهم
ولكن ذاك الع ذاب الدنيوي فما بالك بالع ذاب الأخروي ثم هتف بحزن شديد
_ يامها أني بنهار اهنه وأني عارف اني سايب حتة مني ومش قادر اني اشوفهم كل يوم واطمن عليهم مش قادر مشفش بسمتهم ونظرة عنيهم واتابع خصوصياتهم
_ مش فاكرة زمان لما كنا بنتكلم مع بعض وأقول لك إن لما يوبقى عندي ولاد ههتم بيهم قووي وهصاحبهم وعمري ماههمل فيهم هلبسهم زي ما بلبس بالظبط اي مكان رايحه هاخدهم وياي هيبقوا هما ولادي وأصحابي واخواتي هيبقوا هما كل دنيتي وزين وزيدان كمان اني اللي مختار أسمائهم والإختيار كان نابع من قلبي ليه مش قادرة تشوفي كم المعاناة اللي أني عايشها .
كل تلك الضغوطات تتحملها فوق أعصابها المتماسكة بهش الآن وبكت هي الأخرى بدموع تخرج من قلبها وكل جسدها المنهك وليست عيناها مما جعله هو الآخر لن يستطيع تحمل دموعها وحاول تهدئتها
_ خلاص يامها اهدي والله ڠصب عني بشيلك الهم والله العظيم لو بإيدي اعمل حاجة ولا إنك ټنهاري اكده هعملها
خلاص لو مش عايزاني اكلمهم كل شوية ومزعجكوش مش هعملها بس متعيطيش يامها كفاياكي وج ع ودموع .
أغلقت الهاتف معه وارتمت على التخت تبكي بح رقة على حالها ككل والمستقبل أمام عيناها لايبشر بالخير ثم رددت بدعاء وهي تضع يدها على صدرها المټألم بنبض وج ع يفوق الأوج اع بمراحل
_ يارب ريحني من اللي أني فيه يارب اني تعبت ومقدراش اتحمل اكتر من اكده يااااارب .
وكأن ابواب السماء كانت مفتوحة في ذاك الوقت وحدث مالم تكن تتوقعه مها يوما ما .
في المالديف عند ذاك العاشقان المجروحان والموجوعان وكلاهما حالته يرثى لها
فمنذ تلك المرة وذاك اللقاء المڠتصب من آدم لتلك المكة وهي تغلق على حالها بشدة ولم تسمح له بالحديث معها تعيش على فتات من الطعام البسيط حتى ضعف جسدها
أما هو يتألم داخله في صراع بين قلبه وعشقه وبين عمله وموهبته المحببة لقلبه
لم يعرف كيف يحل تلك المعضلة كي يراضيها
ويزيد عليهم جفائها وابتعادها عنه ونظرة عينيها الحزينة
يجلس أمامها يحدثها ولم تتفوه ببنت شفة أمامه يطلب منها أن تأكل وتراعي حالها ولم تجيبه فهو قد چرح مشاعرها وأنقض وعده معها
اكثر من عشرة أيام وهي على حالتها تلك والآن لم يستطع صبرا أكثر من ذلك فهو قد اشتاق لصوتها اشتاق لحديثها اشتاق لضحكاتها اشتاق لقربها وان يتنعم بأنفاسها
ثم دلف إليها الآن وهو عازم على أن يخرجها من صمتها ولن يتركها ويترك الجفاء يدم ر علاقتهم قبل أن تبتدئ
دلف الى الغرفة لم يجدها كانت في ذاك الوقت تأخذ شاورا علم وجودها في الحمام فجلس على الكرسي ووجه أنظاره ناحية النافذة المطلة على الحديقة فذاك الكرسي وذاك المكان كان جلستها المفضلة طيلة العشرة أيام وبجانبها مصلاها ومصحفها وسبحتها أمسك المصحف بين يداه فهو لم يعتاد على قراءة ورد معين ثم فتح المصحف ثم وجد أمامه سورة يوسف وبتلقائية بدأ في القراءة بصوت هادئ جمييل ملائكي ثم تعمق في القراءة وبدأ صوته يعلوا ويتوه في جمال تلك السورة
ومن خشوعه في القراءة بدأ يتدبر تلك القصة بتفهم فذلك النبي عليه السلام تعرض للأذى منذ أن كان طفلا لايفقه شئ من أخواته اللذان فعلا به فعلتهم الشنعاء كي يتخلصو منه ولكن ارادة الله أن يربى في منزل عزيز مصر ويحرم من أبيه وإخوته ثم تتناوبه نكبات الحياة وتطمع به النسوة ويسجن لقد ذاق المرارات من الحياة غدر به وهو طفل ولم يعترض حرم من العائلة وربي في بيت غريب ولم يعترض سجن ظلما وهو نبي ولم يعترض على حكم الله
كان من اجمل خلق الله حسنا وأحسنهم أخلاقا وبالرغم من كل ذلك سامح أخواته مما فعلوه به وأصبح عزيز مصر ويملك خزائن الأرض بأكملها ورجعت إليه عائلته بعد سنوات العجاف والصبر
كان آدم يقرأ تلك السورة بتمعن شديد وغاص في أعماق جمالها تلك آيات الله تلاها بخشوع أثلج صدره فصلته عن العالم بأكمله اراحت صدره أشعرته بالأمل والطمأنينة اشعرته بأن بعد الليل بزوغ فجر يحمل بين طياته اقدارا جميلة لا يعلمها إلا الله
أما هي خرجت من الحمام بذاك المعطف الخاص بالحمام وصدمت عندما رأته ولكنه كان متعمقا في قراءة القرآن فجذبها صوته خط فها إليه دون أن تدري صوت عذب يريح القلب والأعصاب في القراءة خشوعه وتلاوته المتعمقة جعلتها اقتربت منه وجلست بجانبه دون أن تشعر وجلست أسفل قدماه تطرب أذناها بأعذب الكلمات
أنهى قراءة السورة وشعر براحة غريبة اغتالت جسده لأول مرة يتدبر قراءة القران بذلك الخشوع كم كان عذبا وفيه راحة تكفي العالم أجمع
اغلق المصحف ثم نظر بجانبه وجدها جالسة بهيئتها الخاطفة لأنفاسه تلك أما هي رددت لأول مرة منذ خصام لها منه منذ أكثر من عشرة أيام وهي تخاصمه
_ صوتك جمييل قوووي وأنت بتقرأ صوتك خط ف قلبي .
نزل من على الكرسي وهبط لمستواها قائلا بوحشة وهو يتعمق النظر في عيناها
_ وانت كمان صوتك وحشني قووي متحرمنيش منه تاني .
أخفضت نظرها خجلا من نظراته الهائمة بها وتركيزه الذي خصصه كله لأجل عيناها وهي تتمتم بخفوت
_ وانت كمان متحرمنيش من صوتك الجميل وأنت بتقرأ القرآن تاني .
ابتسم لخجلها ثم رفع وجهها إليه مجبرا إياها النظر في عينيه مرددا بشجن عاشق حرم من معشوقه
_ وحشتيني قووي قوووي قوووي هنت عليك يامكة تبعدي عني المدة دي كلها
بنفس نبرة الشجن لامته بعينيها وكلامها
_ واني هنت عليك تج رحني بالطريقة داي وتغصبني وتفاجئني بحاجة مكنتش متوقعاها دلوك وتخليني اكره اللحظة دي .
اعتذر لها بأسف حقيقي نابع من قلبه فهو لم يكن يوما شھواني كي يفعل ما فعله بها وأنه أغصبها على قربه مرددا بندم
_ لا والله عمرك ماتهوني عليا أبدا ياحبيبتي حقك على قلبي اني مشيت ورا الشيطان في لحظة تهور مني ومحسبتش نتيجتها .
بعيناي تبتسم له أردفت وهي تقبل اعتذاره بصدر رحب
_ واني قبلت اعتذارك وحابة نفتح صفحة جديدة مع بعض ونبدا من جديد نقطة ومن اول الصفر واللي بيربطنا ببعض في البداية الحب الكبير ايه رأيك.
احتضن يداها بين يداه وشعر بحررارتهما التي تولدت فورا من قربه منها هاتفا بموافقة
_ تصدقي دي أحلي حاجة قلتيها أنا مستعد جدا نبدأ من الاول وجديد بس اهم حاجة متبعديش عني .
لأول مرة تشدد على احتضان يداه بين يديها مما جعل قلبه يخفق داخله من غرامه بها في تلك اللحظة فقد شعر الآن بمدى احتياجها لوجوده بجانبها ثم أكدت على كلامه وقالت الكلمات التى أراحت صدره
_ مش هبعد خلاص يا آدم بس محتاجة منك حبة تنازل شوية ممكن .
أغمض عيناه وهو يتنفس أنفاسا من هولها وصل زفيرها إليها ثم فتح عيناه وطلب منها راجيا
_ طب ممكن منتكلمش في الموضوع ده دلوقتي واوعدك إني هفكر فيه وهشوف همشي إزاي بس دلوقتي عايز فترة نقاهة اعيشها معاكي بدون زعل بدون اختلاف بدون خناق .
لم تعانده تلك المرة كما أنها فكرت كثيرا أن تستغل حبه لها لصالحه قررت أن تسحبه لدنيا الصلاح والتقوى بالهدوء والسکينة وليس الإكراه فكرت في الأيام التي جلستها كثيرا وحدها حتى اهتدت لأن تسحبه لذاك العالم بحبها وليس بنفورها فهو لم يأتي بالعناد مهما كان ثم بادرت لأول مرة منذ أن عرفها بالاقتراب وهي تحتضن وجنته بين يديها مما جعل داخله ثائر غير مصدق عزفت على أوتار قربها منه دغدغت مشاعر الصبر في الاقتراب منها لديه من مجرد احتضانها لوجهه فقط وهي تهمس له
_ موافقة يا آدم مفيش زعل ومفيش خناق ومفيش بعد كمان .
اتسعت مقلتيه بذهول من كلمتها الأخيرة ثم أمسك يدها وساعدها على القيام والوقوف أمامه وهو يتسائل بنبرة متعجبة
_ انت قلت ايه دلوقتي !
وأكمل وهو يجيب على حاله أمامها
_ قلت مفيش بعد صح
هزت رأسها بابتسامة خجلة فهي تحدثت مع سكون اختها وقصت عليها كل شئ والأخرى ڼهرتها بشدة من عدم اعطائها لزوجها حقوقه وكيف أنها متدينة تعرف الله وتتمنع عليه بتلك الدرجة
وفهمتها أن قرب الزوج من زوجته حقا شرعيا له حتي لو اختلفا على نقاط في مسار طريقهما
متابعة القراءة