من نبض الۏجع عشت غرامي بقم فاطيما يوسف
المحتويات
قبل ما امشي عشان اودعك يمكن تكون داي اخر مرة نشوف بعض فيها ومهرجعش تاني .
شعرت بنغزة شديدة في قلبها ولكن قوت حالها وشجعته عليه قراره
_عين العقل اللي انت عميلته وذنبي اللي ارتكبته في حق ربنا وفي حق نفسي هتوب عليه عمري كلياته وهطلب من ربنا يسامحني وانت كماني لازم تلجأ لربنا عشان يغفر لنا الذنب الكبير دي مع السلامة يا عامر .
بعد يومين من سفر عامر دلفت مها إلى غرفتها وجدت مجدي يبتلع أحد الاقراص فاقتربت منه وعلى حين غرة جذبت ذاك الدواء وقرأت محتواه واذا بها تنصدم قائلة له
_ايه الحاجات اللي انت بتاخدها داي يا مجدي انت ناقص ضعف مش كفاية انك ما بتعاملنيش زي خلق الله ليه اكده
_ الحاجات داي بتعمل ضعف اكتر صدقني
ليه ما تروحش تتعالج عند دكتور وتوبقى طبيعي زي اي راجل ومرته بقى لي كتير بتحايل عليك كفايه بقى يا مجدي حرام كفاية انت وصلتني معاك لطريق ما كنتش حابه امشي فيه ارجوك ارحمني ارجوك .
انهت كلماتها ثم دخلت في نوبه بكاء شديدة ولكنه كعادته لم يتأثر ببكائها وبعد قليل بدات تلك الاقراص اثرها على جسده فاقترب منها واخذها معه الى عالمه ولكن عالم مجدي ليس كأي عالم عالم فاتر بارد سريع ليس به أي شعور ولا إحساس ولم يراعي فيه أن بين يداه أنثى محتاجة
ولكن مرة واحدة عصت فيها الله وضعفت كان ثمارها ذاك التوأم وزوجها عقيم
وبعد سفره حاول محادثتها كثيرا وكثيرا وحاول جذبها إليه ولكن تمنعت ورفضت خاصة أنها كانت حامل وبعد أن وضعت توأمها بسنة استطاع عامر بإلحاحه أن يجعلها تنجذب إليه مرة أخرى وتتحدث معه ولكن كانت تلك المحادثات لفترات بعيدة نظرا لأنها كانت تلوم حالها ولكن حدثته
عودة_من_الباك
فاقت مها من شرودها على صوت الباب يعلن عن وصول عامر فقامت وفتحت له الباب وأذنت له بالدخول
جلس كلتاهما على الأريكة وكل منهم يضع يديه ڼصب عينيه ثم تحدث مف جرا رأيه
_ العيال هيطلعوا ولادي هعمل لهم تحاليل ولو ثبت انهم ولادي مش هسيبهم اعملي حسابك على اكده .
انتفضت من مكانها كمن لدغها عقرب ثم وقفت قباله هادرة به برفض قاطع
أني اللي تعبت فيهم واني اللي من حقي أقرر مصيرهم انت غلطت زمان لما جرجرتني وراك للغلط فتحمل النتيجة لحالك .
انتصب واقفا هو الآخر وهزها من كتفها بع نف ولم يعجبه كلامها
_ كيف الكلام دي !
عايزاني اشوفهم وهما حتة مني قدامي واعاملهم كاني عمهم وهما ولادي !
ايه القساوة داي اللي طالعة منيكي
جزت على اسنانها پغضب ونظرت اليه بعينين محمرتين من شدة غضبهما وأفلتت كتفها من بين يديه هاتفة بتصميم
_ الله الوكيل يا عامر لو ما رجعت مكان ما كنت له هد المعبد على دماغك ودماغي
وأني بحذرك العيال ولادي متقربش منيهم مليكش صالح بيهم
وبعدين دول مكتوبين على اسم اخوك اللي انت خنته واستحليت عرضه وشرفه
انت اكده بتضيع مستقبل العيال وهتفضحنا يا عامر هتفضحنا والعيال اللي انت عايز تكتبهم باسمك هيتدمروا وهيكرهوك وهيكرهوني وهيكرهوا نفسهم
واسترسلت نهرها له وهي تربع ساعديها وتنظر له داخل عيناه بقوة منبهة إياه
_من الافضل يا عامر انك تبعد عنينا وتسيبنا نعيش في ستر ربنا وكفاية انك شايفهم مرتاحين وكويسين ده احسن حل لينا كلياتنا
ولو انت خاېف عليهم صوح واحساس الأبوة نقح عليك وحسيت بيه دلوك بعد عنيهم ومتفضحش باب الستر اللي حاوطنا كل السنين داي .
نفخ بضيق وحالته انقلبت إلى الأسوء بشدة ثم ركل تلك المنضدة پغضب عارم وصل إليه من نهرها وبعيناي التمعت دمعا ورأتها مها مرة أخرى أردف بتمنع
_ إزاي اعملها داي ! ولادي يكونوا قدامي وأني عارف انهم ولادي ومخدهمش في حضڼي !
ازاي ينكتبوا على اسم غير اسمي وهم ولادي
ازاي اسيبهم وابعد عنيهم وانت عارفة اني مش جامد ولا بارد ولا احساسي صلب زي مجدي اللي سبحان الله كان بيتعامل معاهم معاملة غير معاملة الأب وكان ربنا مزرعهاش في قلبه عشان هم مش ولاده
واني مجرد ما كنت بشوفهم وبقعد معاهم وبحضنهم مكنتش ببقى عايز اسيبهم ودلوك بعد ما عرفت انهم ولادي عايزاني افوتهم ازاي يا مها ازاي
قررت أن تهدأ من نبرتها الغاضبة كي تستطيع التأثير عليه ثم تحدثت بتعقل وبنبرة أكثر هوادة
_ فرضا مشيت ورا كلامك زين وزيدان الاتنين كبروا وبقوا عارفين إن مجدي أبوهم وولادي اذكيا هتبقى صورتنا في نظرهم ايه لما يكبرو ويعرفو !
_ إنتي تطلقي منيه وناخدهم ونسافر ومنرجعش اهنه تاني يامها مجدي نشوف له واحدة غلبانة ترضى بظروفه وتتحملها واني وانت ناخد ولادنا ونفر بيهم من اهنه ويتربوا بين اب وأم أسوياء .
_قصدك يتربوا بين أب وأم خاينين وحرامية .
_ حرامية كيف يعني
_ أه حرامية سرقنا لحظات من الزمن مش من حقنا زمان ولا ترضي ربنا ومن ورا اكده هم جم للدنيا تصور ساعتها هيفتكروا ايه
_ هما لسه صغيرين ومش هيفتكرو مجدي اصلا واحنا هنبعد عن الدنيا كلياتها هيفتكروا كيف يعني وهما لسه أطفال .
_ اني هقول لك ياعامر إذا كنت أنت عايز تنسيهم فرب العباد شايف ومطلع على عملتنا السودا ومش هيخليهم ينسوا رب العباد هيحطلنا اني وانت في كل خطوة ندامة بدل السلامة علشان سيبنا اخوك العاجز واحنا خاينينه وسبناه في عز ضعفه .
_ دلوك حنيتي ليه ! مش دي اللي مرر أيامك وخلاكي عايشة ولا إحساس ولا شعور عايشة مېتة بالحيا !
_ انت مالك اني مسامحة علشان خاطر ولادي ومهما عيمل فيا مجدي مش هياجي ذرة من جزاء الخېانة ياعامر
قول لي انت بقى هو عيمل فيك ايه علشان تغدر بيه اكده وټخونه في أهل بيته ودلوك عايز ترميه وتخط ف مرته وولاده
_ هما ولادي اني مش ولاده هو وبعدين هتفضلي تلوميني على غلطة عميلتها وياي من سنين ڠصب عني .
_ الغلطة داي نتج عنيها طفلين ملهمش ذنب في عمايل الكبار بعد ياعامر وصدقني دي الحل الوحيد علشان مستقبل العيال ميدمرش .
بنفس التصميم اللاإرادي أجابها
_ مهقدرش افوت حتة مني دول ولادي ياشيخة ولادي حرام عليكي.
رأت ذاك التصميم وان اولادها على مشارف الټدمير فركعت ارضا وتوسلت اليه وقبلته من قدميه وهي تتذلل له پبكاء مرير
_ ارجوك ياعامر ولادي مهقدرش أكس رهم ولو انت خاېف عليهم صوح سيبهم لي وأني أوعدك هتشوفهم حاجة تانية وانت مسيرك هتتجوز وهتجيب غيرهم أما أني له .
انفطر قلبه لبكائها وهبط لمستواها وأدمع مثلها قائلا من بين دموعه
_ اني دلوك شفت عقاپ ربنا ليا ولادي هيتربوا بعيد عن حضڼي وهيتسموا باسم راجل غيري
وأكمل پبكاء هو الآخر تنش ق له القلوب
_ آااااااااااه من اڼتقامك مني ياااااااارب وضعت حبهم في قلبي وخلتني أتعلق بيهم ولما عرفت اني أبوهم علقتني بيهم زيادة وفي نفس الوقت مهطلهمش ابداااا حكمتك يااااارب.
وظلا كلتاهما يبكيان على وضعهم المرير في مشهد يح بس الأنفاس من شدة هلعهم ولكن مهلا أيها العامر وتلك المها فتلك بداية نبض الوج ع الحقيقي وليس نهايته
وبعد مدة أخذت وقتا طويلا في التفكير تحدث عامر بقراره السليم كي يريحها
_ خلاص يامها أني هسافر من مكان ماجيت بس لما ارن عليكي فيديو علشان اشوفهم واطمن عليهم تفتحي ومتعانديش وخلي بالك اني أبوهم زي مانتي امهم راعي مشاعري اللي اتعلقت بيهم
وأكمل وهو يسألها خوفا عليهم
_ بس هتقدري علي رعايتهم ورعاية مجدي وظروفه لوحدك يامها ولا هتقصري فيهم
تنهدت بارتياح أخيرا ثم أجابته وهي تنظر إلى السماء
_ اني مش لوحدي اني معاي ربنا اللي أقوى من الكل اني دلوك بقيت إنسانة جديدة بقيت بصلي وبدعي ربنا كتييييييير يغفر لي ذنبي الكبير وبقيم الليل بقيت بستعين على ضعفي بقربي من ربنا بقيت الوم نفسي كتييير وشلتها من وضع المظلوم وحطتها في وضع الظالم بقيت بدعي ربنا يرزقني النفس اللوامة ويبعدني عن النفس الأمارة
ثم تبدلت معالم وجهها الحزين الي آخر مبتسم
_ بقيت بقرب من ربنا وصدقني ياعامر لذة القرب من ربنا ليها طعم تاني خالص بقيت بحمده على الضراء قبل السراء بقيت راضية وخلعت قناع القنوط اللي أني عشت فيه سنين واقتنعت بقضاؤه ليا .
وبعد مناقشات كثيرة بينهم انتهيا على سفر عامر واستطاعت مها إقناعه وهذا هو الرأي السليم فستر الله مازال محاوطا إياهم ولأجل الأولاد سيتحملا الظروف القاسېة التى وضعوا فيها
.
في مكتب ماهر الريان شعر ماهر بالأرق فرفع سماعة الهاتف كي يطلب من رحمة أن تجعل الساعي يجلب له فنجانا من القهوة ولكن لم يأتيه ردا فنظر في ساعته فعلم أن ذاك الوقت هو وقت راحتهم مابين الفترتين في مكتبه فأرسل إليها رسالة عبر الواتساب
_ إنتي فين يارحمة دلوك
كانت تجلس في مطعم بجانب المكتب تشرب قهوتها وتفكر في حياتها مع ذاك الماهر الذي أتعب قلبها بشدة مر على علاقتهم ببعضهم شهورا عدة وهو متخبط وهي تتحمل هو تائه وهي دليله هو موجوع وهي دوائه
جلست تحدث حالها
_ ماذا بك يا رجل أحلامي لم لم تطمئن قلبي وتعترف بغرامي
ألم يدق قلبك شوقا ! ألم تذق عيناك نوما وتأتي الي متمنيا أحضاني
تع حبيبي وانسي الماضي الأليم وأعدك اني سأسحبك الي عالمي سأسحبك الي الأمان
فاقت من شرودها على صوت رسالته فقرأتها ثم أرسلت إليه
_ في المطعم اللي جنب المكتب بشرب قهوة في حاجة
قرأ رسالتها ثم حمل مفاتيحه وغادر المكتب وأرسل إليها
_ خليكي عندك اني جاي لك دلوك هشرب قهوة معاكي حاسس بصداع .
استسلمت رسالته فتحولت بذاك الكرسي وأعطت وجهها إلى النافذة واستندت على الكرسي برأسها تتأمل المارة في الشوارع وهي تسبح بخيالها داخل أعماق ذاك الماهر الذي أتعبها ولكن ذاك القابع بين أضلعها هو من يسوقها إليه بلا هوادة
وصل ماهر إلى مكان تواجدها وجدها مغمضة العينين سارحة في ملكوتها
كان التوقيت حينئذ وقت غروب الشمس وهيئتها مع غروب الشمس أهلكت قلب ذلك الماهر فعندما تنسحب الشمس إلى مخدعها وراء الغيوم تترك أذيالها الحمراء الذهبية اللامعة تزين جهة الغرب من السماء لتشكل بذلك
متابعة القراءة