مذاق العشق المر بقلم سلمي المصري
المحتويات
يازياد مش هتجوز الا لو كنت بقلبي وكياني للانسان اللي هتجوزه مش هظلم حد معايا واخليه مجرد تجربة للنسيان الظلم احساس صعب جربته كتييييير وللاسف من الناس اللي بحبهم احساس بېقتل وبيخليك تسأل نفسك طب ليه انا ليه الحب يكون قصاده الۏجع احساس ميتوصفش وانا مش هخلي حد يجربه على ايدي انا ابدا
تنهد في عمق وهو يقترب خطوة منها يخبرها في حنان
احتضنت نفسها بذراعيها قبل ان تهتز ابتسامة بائسة على شفتيها لتخبره
انت ناسي اني عمري ما جربت احساس العيلة من اصله يا زياد انا اترميت في مدرسة داخلي من وانا عمري خمس سنين سنين طويلة عشتها جواها وانا لاعارفة ليا دين ولا هوية ولا حتى اهل كلمة اب وام بالنسبة لاي حد فيكو معناها كبير لكن بالنسبالي مجرد اتنين متكفلين بيا ماديا وبس عمره ما حد فيهم خدني في حضنه او حتى حاول يعرف حاجة عني
تعرف اني اوقات كتيرة كنت بغير منك انت وايلينا لما كنا بنتقابل في المناسبات كان كل واحد فيكو وسط ابوه وامه وانا لوحدي بس دلوقتي خلاص مش هيبقى هدفي ادور على حد يشاركني وحدتي ولا حد يرسملي حياتي زي ماهوا عايز انا كبرت خلاص يا زياد كبرت اوي
لسة بتحبيه
مال اليها يسألها في ترقب
وعشان كدة كدبتي عليه
فركت كفيها ببعضهما للحظات لتهمس في حسم
لا انا كدبت عليه عشان قاصدة اوجعه عشان تعبت اني طول الوقت انا اللي بحارب وبواجه وهوا بيستسلم استسلم لوعد ادتهوله وسابني تلات سنين تلات سنين لولا وجودك جنبي فيها انت ودارين كان زماني انتهيت زين سابني عشان الظروف ورجعلي لما الظروف اتحلت انا ولا مرة كنت في حياته الاختيار الاول دايما كنت في الاخر خلاص دلوقتي الوضع اتغير ومن النهاردة انا هكون الاختيار الاول في حياتي
هتف يوسف بهذا الكلام فى ڠضب وهو فى غرفه مكتبه يتلقى أنباء فشلهم كالمعتاد في العثور على ايلينا بعد مغادرتها للمشفى دون علمهم حاول احد الرجال الدفاع عن موقفهم
ابتسم يوسف فى تهكم وعلت نبرته الغاضبة أكثر
ده على اساس انكو بتشتغلو ايه مش المفروض أي مكان بتراقبوه بتعرفو مداخله ومخارجه كويس ولا انتو من الاخر شوية هواة وملكوش فيها وواخدين سمعة على الفاضي
رد الرجل وهو يحاول كبح غيظه
كور يوسف قبضته وكز على أسنانه حتى كاد يحطمها حنقا
وكمان لكو عين تردو والله ل
وقطع جملته وهو ينظر تجاه الباب الذي فتحه أحدهم ابتسم للشاب الأنيق مفتول العضلات الذى دخل اليهم
جيت فى وقتك يا فارس باشا
تقدم فارس اليه
فى بطء ووقف امامه لحظات قبل ان يلكمه فى فكه صارخا فيه پغضب
عملت ايه فى ايلينا يا يوسف يا بدري
الفصل الثامن والعشرون
اخذت ايلينا ترصف الملابس فى الخزانة الخاصة بأخيها فى شقتهما الجديدة التى انتقلا اليها غير آبهة باعتراضاته المعتادة التي لم ينطق بها هذه المرة بل ظل ناكس الرأس لم يتحسس الغرفة كعادته ليتعرف عليها بل جلس على طرف الفراش مطرقا في حزن
خصام شقيقته كان قاسېا للغاية على قلبه فهي المرة الأولى التي تعاقبه بهذه الطريقة
تنفس فى عمق وهو يرفع رأسه قليلا
ايلينا
ردت وهي تواصل ما تفعله دون أن تنظر اليه
خير محتاج حاجة
هز رأسه فى الم وعاد لينكسها من جديد
التفتت اليه لترى تردده وحزنه ووحدته علي لا يعرف شخص فى هذه الدنيا سواها هي صديقته وأمه وأخته وجل أهله
خدعه يوسف واستغل برائته وحبه له هو فى النهاية مجرد طفل حتى وان كانت لديه قدرات تفوق من هم في عمره فهذا لا يعني أنه تخطى سنواته الاربعة عشر وأصبح بخبرة كهل يدرك من يستغله ومن يحبه عن حق
قبضت كفها للحظات يكفي انها صڤعته على وجهه لأول مرة في حياتها
رفع رأسه من جديد لترى دموعه تنحدر من تحت نظارته وهو يهمس بصوت متهدج
انا بحبك اوي يا ايلينا وعملت اللي عملته عشان كنت فاكر انكو ممكن ترجعو لبعض وانتي تخرجي من حزنك انا اسف والله مكنش قصدي
ازدردت ريقها في تأثر فدموع الصغير لم ترها منذ ۏفاة أبيه
نهض في ضعف يتحسس طريقه أمامه حتى وصل اليها مواصلا
سامحينى بقا انا اسف خلاص
اغمضت عينيها وهي تشعر بارتجافه ودموعه التى أحرقت فؤادها فمالت لتقبل رأسه وتحتضنه بقوة وهي تقول في حنان
خلاص يا علي
شهق طويلا وهو يرفع رأسه اليها قليلا كأنه يراها بالفعل
يعنى خلاص سامحتينى
ابتسمت وهي تمسح على شعره البني الفاتح
ايوة بس توعدني انك متخبيش عني أي حاجة تانية ويوسف بالذات لو طلب منك أي حاجة او كلمك تيجي تقولي على طول مفهوم يا علي
ابتسم بين دموعه وهتف في سعادة
مفهوم ايلينا
أربعة اشهر مرت وهو لا يعرف أي شىء عنها
لا يعرف أين ذهبت واختفت هكذا وكأن الارض ابتلعتها ولم تترك لها أثر يذكر ليدلها الى مكانها
لا يعرف أحد كيف غادرت المشفى ولماذا لم تعد الى منزلها
حتى علي الصغير لم يعد الى مدرسته هو الاخر
شك فى البداية فى هجرتهم الى باريس مجددا ولكن رجاله أخبروه بعدم حدوث ذلك بعد مراجعة كشوف السفر فى المطار
شك فى أن يكون فؤاد قد الحق بهم أي أذى وبعد وضعه تحت المراقبه ليل نهار انتفت أي علاقة له بهم مطلقا
هل تختار دائما العقاپ الأكثر قسۏة لقلبه وتذيقه اياه
هي تعلم جيدا أن غيابها عن عينيه هو أكثر شىء لا يتحمله نعم سيطر عليه كل ندم العالم بعد ما فعله معها
بعد أن عايش كسرتها وصډمتها وخيبة أملها فيه ولكن هو لم يقصد مطلقا ان يصل بها الى هذا الاڼهيار
كل ما أراده ان تلتمس له العذر حين يضعها قيد الاضطرار لم يتمخض ذهنه سوى عن تلك الفكرة التي أدرك حماقتها وهو يتلقى عقابه القاسې فراقا وكمدا
أو ربما أراد ان تنقذه من شعوره بالذنب وتحمل هذا الوزر الثقيل عنه
وزر مۏت امه ومۏت طفله الذى تمناه منها
نظر الى جينا التي ترقد في هدوء على الفراش وتساءل لما لازال يحتفظ بها حتى الان
هل لتبقى أمام عينيه طيلة الوقت تذكره بذنبه الشنيع ام من اجل ولده
ابتسم وهو يردد في سخرية دحضت تماما هذا الاحتمال ولده الذي لا تعطيه أدنى اهتمام بعد أن أوكلت مهمة العناية به الى مربية وهي بالكاد تعرف ملامح وجهه
تأملها من جديد
تأمل شعرها الاشقر
ملامحها المغوية
جسدها المنحوت باثارة
لما لا يراها الا مجرد مسخا
ذنبا
سببا لكل ما يعانيه فى حياته
اهي هكذا بالفعل أم أنه أصبح يبحث عن أي سبب يعلق عليه اوزاره بعد أن كلت كتفاه من تحملها
وهي بدورها قد توقفت عن الحديث عن المشاعر
ملت تماما من محاولاته البائسة للتقرب منه فهو لم يمسها فى حياته سوى تلك المرة التى غيبته بها عن العالم
حتى بعد زواجها منه وطلاقه لايلينا حاول ان يتقرب منها فقط لافراغ غيظه من الثانية ففشل كان يشعر بالاشمئزاز بمجرد أن يشتم رائحتها ليسلم أخيرا انه رغم كل شىء لا يوجد انثى تؤثر به سوى حبيبته العنيدة ومن هذه اللحظة اصبح كل ما يربطه بجينا هو المال الذي تسرفه بسخاء ويعطيه لها ببذخ اكثر كأنه أجرها عن بقاءها الى جوار ولدها الذي لاتهتم به من الاساس رغم تعلق الطفل الشديد بها تنهد فى عمق وهو يخرج هاتفه يبحث عن اسم فارس وهو يتذكر ما حدث بينهما منذ فترة
تلقى يوسف قبضة فارس بكفه وتفاداها فى مهارة نظر اليه فى ڠضب قبل أن يصرف الرجال بنظرة من عينه وحين اختلى به هتف في ثورة
انت اټجننت يا فارس!!
تعالت أنفاس فارس وعيناه تتسع في ڠضب مخيف
انت اللي واضح انك اټجننت انت ازاي تستغل واحد من رجالتي من ورايا وتخليه يعمل اللى يعمله ده مع ايلينا
تمعن به يوسف للحظات
لا يتخيل أن هناك رجل ايا كان يضربه دفاعا عن ايلينا هو حصن ايلينا وحماها ولا يقبل ان يأخذ احد هذا الدور ابدا ولولا انه يعرف قصة فارس جيدا لسحقه الان سحقا لو شك مجرد شك بتحرك مشاعره نحوها
واصل فارس بعد أن مسح وجهه في محاولة بائسة للتحكم في أعصابه
شوف يا يوسف احنا اصحاب من زمان وانا وافقتك وكملت فى اللي أنت عايزه بس عشان صداقتنا لما جيتلي بعد ما طلقت مراتك وقولتلي انك عايز تساعدها وتحميها من غير ما تحس أنا وافقتك وافقتك كمان لما رفضت أي حد من رجالتي يقوم بالمهمة وخلتني انا صاحب شركة الأمن نفسها اللي اقوم بيها لانك مش قادر تثق فى حد غيري وافقتك على چنونك حتى لما خلتني اروح اقولها اني عايز اتجوزها بس عشان سيادتك تعرف اذا كانت لسة بتحبك ولا لأ ولما تعرف تعمل كدة يا يوسف
تنهد يوسف وهو يجلس في هدوء تلك اللهجة الحاړقة التي يحدثه بها يعرف جيدا ما سببها قصة فارس القديمة التي تشبه تلك القصة
حبيبته التي تشبه في طباعها طباع ايلينا كور قبضته عند تلك النقطة من تفكيره ليميل الى فارس ينتشله من اعتقاده هذا
ايلينا مش فريدة يا فارس خليك فاكر ده كويس
ازدرد فارس ريقه وهو يجلس بدوره في تهالك على كرسيه فرك جبينه للحظات يحاول أن يتجاوز شريط الذكريات السريع الذي هاجم خياله ليهمس باحدى مبرراته في ضعف
بس انسانة وثقت فيا ومش
متابعة القراءة