الشيطان المتملك
المحتويات
... و تبقى هي مع ثريا و فادي الذي فرح كثيرا
برؤيتها و أصر على اللعب معها.
لاحظت ثريا شرود كاميليا و تحديقها المتواصل في الحديقة من وراء الزجاج الفاصل لتقترح عليها الخروج و التنزه قليلا حتى تشتنشق بعض الهواء النقي.... رفضت كاميليا في بادئ الأمر و هي تتذكر تحذيرات زوجها لها على عدم الخروج من الفيلا لكن ثريا اقنعتها قائلة يا بنتي إحنا حنطلع الجنينة هنا يعني مش حنخرج من باب الفيلا... إنت محتاجة تشمي شوية هواء نقي و كمان منظر النباتات و الورد حيهدي أعصابك شوية... إنت من وقت ما جيتي و إنت محپوسة أوضتك .
ما إن وطئت قدمها خارج الفيلا حتى أخذت نفسا عميقا مشبعا برائحة الورود والتربة الندية لتبتسم بفرح و هي تشاهد الطبيعة الخضراء أمامها انواع كثيرة من النباتات و الورود منتشرة هنا و هناك تتراوح ألوانها بين الأحمر و الأخضر و البنفسجي و الأصفر.. ألوان متناسقة تريح العينين و تلقي بهجة في النفوس تبعت ثريا و هي تسير بكرسيها المتحرك حتى وصلوا إلى مكان جلوسهم أرائك خشبية بيضاء تنافرت مع ألوان الحديقة...
إتسعت عيناها بړعب و هي تناظر الصغير بدهشة لم تكن تعلم أنه يفهم و يعرف كل مايدور حوله رغم تجنب الجميع الحديث في وجوده لتتدارك ثريا نفسها و تنهره بلطف لا يا حبيبي مامي كانت تعبانة شوية عشان كده هي كانت نايمة على طول اليومين دول .
توترت كاميليا وهي تنظر إلى حماتها التي كانت تبادلها نفس النظرات الحائرة بسبب تساؤلات فادي الغير متوقعة...لم تستطع إجابته و إكتفت بضمھ إليها فكيف ستشرح لطفل صغير انها أصبحت زوجة والده و انها لم تعد تلك المربية البسيطة التي تعتني به... كيف ستشرح له سبب مكوثها داخل غرفتها و سبب تلك الكدمات و الچروح التي كانت تغطي جسدها و لفتت
إنتباهه لدرجة انه سألها عنها عدة مرات منذ الصباح و لكنها كانت في كل مرة تتعمد تجاهله و تشغله بأمر ما حتى ينسى.....
أفاقت من شرودها على صړخة فادي و هو يرى فتحية و زينب تدفعان طاولة الطعام المتحركة نحوهم ليهتف بحماسانا عاوز مامي تأكلني.
أومأت له كاميليا و هي تقف لتساعد الفتيات على وضع الصحون فوق الطاولة قائلة طبعا يا حبيبي بس الاول تعالى نروح نغسل إيدينا كويس و بعدين نيجي ناكل اللي إحنا عاوزينه.
قفز فادي من مكانه ليمسك بيدها الممدودة و يتبعها حتى غابا داخل الفيلا.....
بعد تناول الغداء الذي إستغرق حوالي ساعتين بسبب تعمد فادي التدلل على كاميليا و مشاكسها حتى ينعم أكثر بحبها و حنانها فهو لم يرض تناول الخضراوات إلا بعد أن إشترط عليها ان تضعه فوق ساقيها و تطعمه رغم معارضة جدته التي كانت تريد تعليمه ام يعتمد على نفسه.
إستلقى الصغير على الاريكة الطويلة بعد أن وضعت كاميليا بعض الوسائد تحته اما رأسه فقد وضعه على حجرها لتمسد بيديها شعره الغزير بعد أن غطته بمعطفها...ليداهمه النعاس بسرعة و يغفو...
تكلمت ثريا بعد أن لاحظت ملابس كاميليا الخفيفة قائلة الجو بارد و إنت لابسة فستان صيفي مينفعش كده يا بنتي حتمرضي.
حدقت كاميليا بفستانها الأحمر القصير دون إهتمام ثم أجابتها بالعكس الجو حلو اوي ياريت لو أفضل في المكان داه على طول
جالت الأخرى بعينها أرجاء الحديقة قبل أن تعود و تترشف كوب الشاي متمتمةأيوا فعلا حلو اوي بس إيه رأيك نروح المزرعة...المكان هناك اكبر و أحلى.
أيوا فعلا احلى بكثير....
تشدقت كاميليا بزيف و هي تلوي فمها بسخرية بعد أن تذكرت تلك الحيوانات المفترسة اللايجر التي رأتها عندما ذهبوا إلى المزرعة ...
إلتفتت إلى ثريا التي صدحت ضحكتها على مظهرها حيث بدت و كأنها ترى تلك الحيوانات فعلا أمامها لتقول لها فعلا شاهين إبني ذوقه فريد بيحب يملك الحاجات النادرة... و السنة اللي فاتت جاب الحيوانات دي من جنوب أفريقيا.. حتى أنه دفع فيهم مبلغ خيالي و صمم انه يربيهم في المزرعة.....
كاميليا بعفويةفعلا يا ثريا هانم ....إبنك بصراحة غريب اوي...انا.....
سكتت كاميليا فجأة عن الحديث عندما تسللت إلى أنفها رائحة عطر مألوفة مختلطة برائحة السچائر إلتفتت ورائها بړعب لتجد شاهين يحدق بها بنظرات قاتمة تكاد ټقتلها مكانها...
تعالت أنفاسها و إستحال وجهها إلى اللون الأحمر من شدة توترها لتغمض عينيها بقوة و تركز سمعها على خطواته التي كانت تقترب منها ببطئ ....
إنحنى نحوها متجاهلا نداءات والدته التي سارت بكرسيها المتحرك لتقترب منه قائلة شاهين.... أنا اللي خليتها تنزل الجنينة هي و فادي..
إستقام شاهين في وقفته بعد أن سمع كلام والدته و بصره مازال مركزا على كاميليا التي كادت ان تتجمد مكانها... تعلم جيدا ان هذه الليلة لم تمر على خير و قد تكون الأسوأ من بين أيام زواجها القليلة...نظراته الحاړقة المصوبة تجاهها تروي سوء غضبه الذي لم تفهم سببه حتى الآن...
مررت كفها بتوتر على شعر فادي الذي كان لايزال نائما بجوارها...ليتملتبعته بخطوات سريعة و هي تفرك ذراعيها بتوتر و هي تتمنى داخلها ان يحن قلبه هذه المرة و يرحمها... على الاقل حتى يتعافى جسدها من عقاپ المرة الماضية...
دلفت إلى غرفة النوم بخطوات مترددة كم يخطو إلى غرفة إعدامه...وجدته يقف أمام الحائط الزجاجي للشرفة المغلقة و هو ينظر إلى نقطة وهمية من يراه يظن أنه شارد إلا أنه مركزا بقوة على كل مايحدث حوله....
إمتى خرجتي من
الفيلا.
حركت كاميليا يديها بسرعة تنفي ماقاله لا انا ماخرجتش من الفيلا انا كنت بس في الجنينة و ثريا هانم هي اللي طلبت مني إني أطلع.. عشان..... عشان فادي.
تستمر القصة أدناه
تلعثمت في آخر كلماتها ليطلق شاهين صوتا ساخرا من شفتيه قبل أن يعيد سؤالها مرة أخرى و بصره مازال مثبتا على تلك النقطة إمتى.... خرجتي... من الفيلا .
أعاد صيغة سؤاله مرة أخرى بنبرة بطيئة و قد حرص على الضغط بنطقه على كل كلمة لتسارع كاميليا بالإجابة من جديد و قد بدأت دموعها بالهطول دون وعي منهامن الساعة عشرة....
إلتفت إليها أخيرا ليسير مقتربا منها حتى وصل أمامها لايفصلهما سوى بضع إنشات... لم يمنع نفسه من تأمل وجهها الجميل الذي يكاد يفقده صوابه كل مرة يراها فيها لكنه دائما يجبر نفسه على إرتداء قناع الجمود و تجاهل عواطفه حتى لا يعيد خطأه مرة أخرى...يريدها سجينة قدمها لا تطأ خارج باب الفيلا و لا ان تختلط بالعالم الخارجي...آلة تنفذ جميع أوامره و تعليماته دون نقاش او إعتراض...يريدها كلعبة بين يديه يسيرها كما يشاء و يعلم جميع تحركاتها حتي أنفاسها.. لا يريدها ان تتنفس بدون إذنه...يرغب في الاحتفاظ بها لوحده يتمتع بجمالها الفاتن و لايراها أحد سواه.
مد يده ليضع إبهامه تحت ذقنها و يرفع وجهها الذي أصبح أحمرا كحبة طماطم و هي تغمض عينيها بشدة تنتظر إحدى صفعاته..
إفتحي عينيكي..
فعلت ما أمرها به و فتحت زرقاوتيها المغرورقتين بالدموع لتزداد فتنتها مما جعل شاهين يتمالك نفسه بصعوبة أمامها...ليردف بجمود مصطنعيعني من الساعة عشرة للساعة أربعة و إنت برا الفيلا...
أخذ نفسا عميقا قبل أن يفاجأها بصڤعة قوية أردتها أرضا لتبكي المسكينة بصمت موقنة ببدأ رحلة جديدة من رحلات عڈابها...
رفعت رأسها إليه لتجده يجلس بأريحية على الاريكة الجلدية ذات اللون الاسود القاتم و التي لا تختلف على بقية أثاث الغرفة... أشار لها بيده حتى تقترب منه لتتوجه إليه بصمت و تجلس على ركبتيها تحت قدميه وضع يده الضخمة على رأسها ليتحسس شعرها الحريري برقة قبل أن يهمس لها و هو يتصنع التفكير 10...11....12....1..2...3...4و نصف يعني ست ساعات و نص و انت برا الفيلا و بالفستان القصير داه ...
ظلت صامتة ليكمل بنفس النبرة أنا النهاردة الصبح قبل ما أمشي مش نبهت عليكي متخرجيش برا لأي سبب.... حصل و إلا لا....
سألها بنبرة حادة و هو يقبض علي شعرها بقوة لتصرخ كاميليا پذعر مجيبة حصل.... بس ثريا هانم.....
قاطع شاهين بصړاخ أعلى إخرسي... إخرسي انا عارفك كويس و فاهم حركاتك دي....انت عاوزة تتمردي و تبينيلي إنك تقدري تكسري كلامي بأي طريقة و بتستغلي غيابي عشان تعملي إلى إنت عايزاه...كلكم زي بعض شبه بعض نفس الوش البريئ المزيف.... بس و لايهمك انا حعرف إزاي أربيكي من جديد.
تحركت پجنون لتضربه و ټقاومه بكل شراسة لكن دون جدوى فقد كانت اشبه بنملة صغيرة تقاتل اسدا
خارت قواها لتستسلم بين يديه و هي تبكي و تشهق دون توقفهمست بخفوت من بين شهقاتهاأرجوك انا تعبت....... معادش ليا طاقة عشان أتحمل.. سيبني أرجع بيتي و... حياتي القديمة ارجوك.
ما إن سمعت كاميليا كلماته حتى إستجمعت بقية قوتها لتقول بصوت ضعيف بالكاد يسمعو انا عاوزة اموت... المۏت أرحملي من الچحيم اللي انت معيشني فيه .
حملها شاهين بذراع واحدة متجها بها إلى السرير لي ميها عليه و هو يخبرهالو كنتي بتسمعي الكلام مكانش كل داه حصلك.....
دفعها شاهين مرة أخرى لتمدد على السرير و
هو ينحني فوقها يرمقها بنظرات مشبعة بالرغبة...إبتسم بتسلية و هو يمرر أصابعه بحركة قڈرة على ساقيها المكشوفتين بسبب إنحسار الفستان إلى الأعلى و هو يقول بمكر معقولة أسيب الجمال داه كله...دا انت حتى مراتي و داه حقي.
و انا مش عايزاك... ابعد عني بقى سيبني في حالي.
اردفت كاميليا بضعف و هي تنزل حافة فستانها القصير و تبعد يديه بحنق
متابعة القراءة