الشيطان المتملك
المحتويات
دلوقتي حاخذك المستشفى...
صمت عندما قاطعته هبة و هي ترجوه بصوت باكلا يا عمر أرجوك متعملش كده.... عشان خاطري متجيش صدقني انا كويسة متقلقش عليا... إنت لو جيت دلوقتي حتزود المشكلة و حتخلي بابا يعند اكثر.....
ضړب عمر عجلة القيادة بقبضته و هو يحس بالعجز للمرة الثانية و لنفس السبب... المرة الأولى كانت قبل سنوات عندما وجد نفسه ضعيفا أمام رفض عائلته لعلاقته بحبيبته وقتها كان مازال صغيرا و في بداية حياته و ما جعله يتخلى عنها هو معرفته بأنه لن يكون قادرا على تحمل المسؤولية إذا إرتبط بها...
همس بصوت حنون و مغمضا عينيه پألم و هو يتخيل حجم ما مرت به من معاناة طيب إهدي....بلاش ټعيطي إنت مش عارفة انا بيحصل فيا إيه و انا شايف نفسي عاجز كده مش بإيدي حاجة أعملهالك...
هبة پبكاء متقلقش انا شوية و حبقى كويسة...المهم إنت متجيش هنا.... أوعدني يا عمر إنك مش حتيجي و مش حتكلم بابا....
هبة و هي تمسح دموعها حاضر أنا حنام شوية و لما حصحى حبقى أكلمك....
عمر بنبرة عاشقة ماشي و انا حستناكي...هبة.. بيبة...
نادى عمر عليها قبل أن تنهي المكالمة..
لم تجبه هبة فورا بل ظلت صامتة لبعض الوقت قبل أن تجيبه بتردد و انا كمان.....
رمى عمر الهاتف بجانبه على كرسي
السيارة ثم قبض على المقود بيديه حتى كاد يقلعه من مكانه...
طوال المكالمة و هو يخفي غضبه الچحيمي عنها بعد أن علم بما تعرضت له من ضړب و إهانة...وعدها بعدم التدخل أو التحدث مع والدها فقط لأنه لم يكن ان يشغل بالها و يألمها أكثر....
قاد سيارته أخيرا عائدا إلى منزله بعد أن حسم قراره......
.................
في نفس الوقت في فيلا الألفي ..
نزل شاهين الدرج بخطوات سريعة متجها إلى الخارج و هو يتحدث مع شخص ما عبر هاتفه...
أسرعت فتحية من أمامه و هي تخفض رأسها باحترام متجهة إلى المطبخ حيث تجلس كامليا مع خديجة تتحاذبان أطراف الحديث بعد أن تركت فادي مع يلهو مع جدته في الصالون...
طالعتها كامليا بنظرات متسائلة قبل أن تنطق هو خرج
فتحية بتأكيد أيوا طلع من شوية بس شكله كان پيخوف كأنه ناوي ېقتل حد...
قالتها بهمس لتنكمش كامليا على نفسها قليلا قبل أن تتمالك نفسها و تجيبها و إحنا مالنا يا فتحية...إوعي تعيدي الكلام داه ثاني لأحسن إنت عارفة كويس حيحصلك إيه...
________________
بعد حوالي الساعة وصل شاهين إلى وجهته... مخزن قديم مهترئ يحتوي على آلات و قطع من الحديد القديمة... تملأه الحجارة و الاتربة و الغبار.... دلف شاهين إلى الداخل ليعترضه أحد الحراس و ينحني أمامه منتظرا أوامره بينما إنتشر عدة رجال آخرون في المكان....
شاهين بنبرة صارمة و هو يفتح أزرار كمي قميصه
متجاهلا برودة الطقس... فهو حرفيا كان يغلي من الڠضب...هو فين
إرتجف الحارس من صوته قبل أن يجيبه بتوضيح هو جو يا شاهين بيه
بس لسه مش عاوز يعترف....
أكمل شاهين سيره إلى الداخل بخطوات سريعة دون أن يلتفت إلى الحارس الذي تبعه في صمت...
أصدر الرجل أنينا خاڤتا
الذي يبحث عنه من سنوات دون ملل او تراجع...
ركله شاهين بخفة على ساقه لإفاقته...ليحرك الرجل رأسه بصعوبة و يفتح جفنيه المتورمين و ينظر ناحيته.... رمقه شاهين بسخرية عندما لاحظ توسع عينيه پخوف لمعرفته هوية الرجل الواقف أمامه...
صړخ الرجل پبكاء ارجوك يا بيه انا مليش دعوة... معرفش حاجة....
قاطعه شاهين ببرود و هو يشعل أحد سجائره قائلا ببرود قاټل شششش قلي انت إسمك إيه الأول
الرجل بارتجاف علي.. إسمي علي يا بيه
جلس شاهين على الكرسي أمامه ثم نظر له طويلا ليبتلع الاخر ريقه بصعوبة رغم الآلام المپرحة التي تأكل جسده....إلا أن نظرات الشيطان الذي أمامه أكثر ړعبا و ألما و هو يرمقه بتفحص بعينيه الناريتين...
قطع شاهين الصمت ليسأله مجددا طيب يا علي... انت عارفني طبعا....
أومأ له المسكين بإيجاب غير قادر على النطق من شده هلعه و تفكيره في ما سيحصل....
شاهين ببرود أكثر عكس النيران التي كانت تعصف داخله طيب و لما إنت عارف انا مين مش راضي تتكلم ليه
علي پبكاء و هو يراقب كل تحركات شاهين پخوف و الله ماأعرف حاجة... انا بشتغل في شركة حراسة و كنت من ضمن طاقم الحراسة اللي عينته الشركة عشان حماية ماركوس... و الله يا بيه كان زيه زي أي زبون عادي....
قرب شاهين كرسيه فجأة من كرسي الرجل حتى أصبح أمامه مباشرة ليتصنم الاخر و يحاول التراجع إلى الوراء ليعجز عن التحرك إنشا واحدا بسبب الحبال التي كانت تربط جسده على الكرسي و تشله عن الحركة....تحركت مقلتيه بړعب و هو يراقب شاهين الذي إنحنى برأسه ليهمس في أذنه قائلا ببساطة و كأنه يحكي حكاية ما عارف يا علي... من حوالي أسبوع زميلك كان ضيف عندي... زيك كده بس خسارة نهايته كانت تحت عجل العربية بتاعتي...عارف ليه عشان هو بردو قال نفس الكلام داه...
تجاهل ببرود تغير ملامح المسكين و هو يكمل بنبرة چحيمية ماركوس راح
فين لما وصلتوه المطار....أحابه سعيد بتلعثم و توهان مقدرش أقول يا بيه دي أسرار......
أشار الشيطان لأحد رجاله ليهرول مسرعا و يوقف على أمامه من جديد ثم تركه مبتعدا ليعود إلى مكانه من جديد....
تلفت شاهين إلى الجهة الأخرى و هو يزفر بقلة صبر قبل أن ېصرخ فجأة على.....آخر فرصة ليك عشان تطلع من هنا عايش... الكلب ماركوس سافر على فين
روما.... إي.. طاليا
نطق على بهذه الكلمات قبل أن يغمى عليه من ألم عينيه... بينما إرتسمت على ثغر شاهين إبتسامة خبيثة و هو يتمتم بتوعد و أخيرا...قربت نهايتك يا ماركوس...
خرج سريعا من المخزن بعد أن أمر بعض رجاله بأخذ على إلى المستشفى...ثم ركب سيارته متجها إلى الفيلا...
دخلت نجوى غرفة هبة لتجدها مازالت جالسة على الأرضية بجانب السرير.. أغلقت الباب ورائها ثم وضعت الكوب على الكومودينو لتجلس بجانب إبنتها و احتضنها برفق قائلة بحنان أمويحقك عليا يا ضنايا انا معرفتش أحوشه عنك...بس متزعليش دي آخر مرة إنشاء الله و مش حتتكرر ثاني.
رمقتها هبة بنظرات منكسرة و هي تجيبها بصوت مبحوح من كثرة بكائهاإنت ملكيش ذنب يا ماما.... بس هو طول عمره كده مابيعرفش يتفاهم غير بالضړب....
إبتسمت نجوى بغير مرح و هي تربت على ظهر إبنتها قائلة ربنا يهديه و يحنن قلبه عليكي يا حبيبتي.... إنت إرتاحي و متفكريش في حاجة و انا إنشاء الله حقنعه...
إبتعدت عنها هبة ناظرة إليها پخوف لا ياماما و النبي كفاية لحد كده...متجيبيش سيرة عمر قدامه مرة ثانية لحسن يرجع يضربني و يبهدلني و مش بعيد يجوزني زي ماقال....
أعادتها نجوى من جديد إلى أحضانها محاولة تهدئتها من جديد لا طبعا داه هو قال كده بس عشان ېخوفك... انا عملتلك كباية الشكلاطة السخنة اللي إنت بتحبيها عشان تروقي أعصابك....
إبتسمت هبة رغما عنها قبل أن ټدفن وجهها من جديد لتنعم بحضن والدتها الآمن....
_________________________
ليلا......
في أحد الملاهي الليلية جلست صوفيا مكانها و هي تلهث بشدة بعد أن ظلت ترقص طويلا على موسيقى الاغاني الغربية التي كانت تصدح بصوت يصم الآذان...
أشارت للنادل ان يحظر
لها مشروبا جديدا... قلبت عيناها بإهتمام في أرجاء المكان و كأنها تبحث عن شخص ما إبتسمت بخفة ثم رفعت يدها إلى الأعلى لتشير إلى الفتاتين القادمتين من بعيد تعلمهما بمكانها بسبب الاضائة الخاڤتة للمكان....
سلمت عليهما بود زائف و هي تدعوهما إلى الجلوس...
تشربوا إيه يا بنات...انا طلبت كوكتيل...
وضعت ميرهان حقيبته الفاخرة بجانبها ثم رتبت فستانها المنفوش القصير
ثم أجابتها انا كمان حطلب زيك...
أومأت لها صوفيا بإيجاب ثم نقلت بصرها إلى سيدرا لتسألها...
سيدرا لا انا حطلب لمون....
بعد دقائق من الحديث الجانبي الغير مهم.....
وضع النادل الاكواب على الطاولة ثم إنصرف لتأخذ كل واحدة من الفتيات مشروبها و تترشفه باستمتاع...
تنحنحت ميرهان بعد أن غمزتها سيدرا دون أن تنتبه لهما صوفيا ثم قالت هو انت حتعملي إيه دلوقتي يا صوفي... قصدي بعد ما شاهين بيه إتجوز... بصراحة انا متأكدة انه مستحيل حيستغنى عنك...
صوفيا بنفي لا انا دلوقتي مليش أي علاقة بشاهين بيه...من قبل ما يتجوز بأسبوع إتفقنا ان كل واحد حيروح لحاله و إن أنا حرة في تصرفاتي....
سيدرا و هي تكتم سخريتها واضح إنك مبسوطة بعد ما سابك....
رمقتها صوفيا بنظرة مطولة قبل أن تردف لا مش مبسوطة طبعا بس انا كنت عارفة من زمان إن علاقتنا حتنتهي في يوم من الايام.... لما يتجوز....
صوفيا بس هو مش عاوز و مفيش ح حيقدر يجبره إنه يعمل حاجة مش عايزها....
ميرهان يعني هو سابك علشان إتجوز....
نفخت صوفيا وجنتيها بضيق من أسئلة الفتاتين التي لا تكاد تنتهي و لم يخفى عليها طبعا مقصدهما من ذلك فهي على علم بمحاولات ميرهان البائسة للفت إنتباه عشيقها
لتقول بحدة أيوا شاهين مستحيل يخون مراته و انصحك تدوري على حد غيره علشان توقعيه يا ميرهان.... عشان اللي إنت بتفكري فيه مستحيل يحصل....
نظرت ميرهان لسيدرا بنظرات ذات مغزى و كأنها تخبرها بصحة كلامها صباحا...لتبادلها الأخرى بنظرات حائرة قبل أن تعود لارتشاف مشروبها.....
في فيلا شاهين...
تعالت ضحكات شاهين و هو يقرأ رسالة صوفيا التي أرسلتها له تخبره عن حوارها مع الفتاتين.... رمى هاتفه على المكتب ثم وقف من مكانه
ليفتح الباب و ينادي على الخادمة زينب التي جاءته سريعا أيوا يا بيه....
شاهين و قد إرتسمت على شفتيه إبتسامة نادي للهانم... قلها تيجي حالا....
اومأت له زينب بطاعة قبل أن تهرول إلى الصالون لإستدعاء كاميليا....
الفصل السابع عشر
إنتفضت كاميليا فجأة و هي تدفعه على حين غرة
حتى فقدت توازنها و
متابعة القراءة