الشيطان المتملك
المحتويات
موجودة مش حتقدر تقف في وش إبنها انت مشفتيشه يا بيبة داه شيطان زي ما بيقولوا عليه...دماغه سم بشكل رهيب...داه طلعلي تهم
من الهواء مكانتش حتخطر على بال أي حد حتى بعد عشرين سنة و المشكلة انها صح... هو لو راح اشتكاني للشرطة حيطلع معاه حق عشان اللي انا عملته داه غباء و مفيش حد يعمله إلا إذا كان حد حمار زيي .
كاميليا مقاطعةيا بنتي داه إنسان مابيخافش من حد لا تقوليلي والدته و لا أبوه...
هبة طيب مش انت قلتي انه بقاله مدة مش بكلمك و بيعاملك و لا كإنك موجودة.
كاميليا أيوا بس المشكلة في الدلوع ابنه الاستاذ فادي بقى كل يوم عاوزني ابات معاه...و بقيت مجبرة إني أعمل كدهأنا معدتش قادرة انام طول الليل بفضل سهرانة علشان خاېفة يدخل عليا او يعملي حاجة...او حتى ېقتلني .
هبة داه إيه الړعب اللي انت عايشة فيه داه يا بنتي...بقلك إيه انت تسيبي الشغل أحسن الرزق بإيد ربنا .
كاميليا بتنهيدة انتم ليه مش عاوزين تفهموني انت و الست ثريا و طنط خديجة... بقلك بيهددني
ليلا في فيلا البحيري......
ألقت المزينة الميكاب أرتيست نظرة أخيرة على ليليان بعد أن أنهت وضع حجابها الأبيض المزين بفصوص لامعة الملائم مع ثوبها العرائسي الأبيض الفاخر لتتمتم قائلة بإعجابمشاء الله يا ليليان هانم بصراحة انت زي القمر مفيش أجمل من كده داه أيهم بيه حيتجنن الليلة دي.
كانت ليليان في عالم آخر حتى انها لم تكن منتبهة لحركات المزينة و هي تحاول تجفيف دموعها بخفة متجنبة إفساد مساحيق التجميل التي وضعتها على وجهها منذ قليل....لتزفر الأخرى بيأس و تتراجع متجهة الى خارج الغرفة تاركة ليليان تبكي بقوة...
نفت ليليان برأسها دون أن تتكلم لتعيد الأخرى سؤالها و علامات القلق مرتسمة على وجهها أمال فيكي إيه يا بنتي إحكيلي إيه اللي حصل.
ليليان بصوت متقطع مفيش.... إن.... ا بس... إفتكرت...ما.... ما .
كاريمان بحزن الله يرحمها يا حبيبتي هي أكيد في مكان أحسن من داه و أكيد مبسوطة علشان بنتها الوحيدة النهاردة كبرت و بقت عروسة... يلا يا حبيبتي أيهم مستنيكي برا مش وقت عياط دلوقتي داه وقت فرح....
اومأت لها ليليان
و هي تكفكف دموعها بصعوبة محاولة التماسك قائلة في نفسها لو كانت ماما موجودة مكانتش خلتني اتعذب في حياتي بالشكل داه و مكانتش حتخليني أتجوز ڠصب عني أكثر إنسان بكره في حياتي....فينيك يا ماما وحشتني اوي .....
قاطع حديثها مع نفسها إقتراب المزينة منها لإعادة
ضبط ماكياجها...
بعد دقائق قليلة كانت تنزل الدرج بطلتها الساحرة متأبطة ذراع عمها والد أيهم لتجذب جميع أنظار الحاضرين الذين انبهروا لشدة جمالها ثوبها الأبيض الذي صمم خصيصا لها في إحدى أشهر دور الازياء الفرنسية لائم
تزين بألوان وردية هادئة جعلتها شبيهة بأميرات القصص الخيالية.
إقترب منها أيهم الذي كان مغيبا ذهنيا لا يصدق كتلة الجمال التي تقف بجانبه رغم نظراتها الحزينة و التي زادتها فتنة هو يعلم انها جميلة و لكنه لم يكن يعتقد انها ستصل لهذه الدرجةابتسم لها و هو يتسلم يدها من والده الذي أوصاه عليها بشدة....
وضع أيهم يده على خصر ليليان و هو يتقدم بها إلى خارج الفيلا وسط تهاني العائلة و مشاكسة أصدقائه....
الحفل كان خياليا... قاعة الفندق الملكية المخصصة لحفلات الزفاف مكتضة بمئات المدعويين من أطباء و رجال أعمال و بعض الوزراء من أصدقاء أيهم و أقاربه...
بديكور الفخم باللونين الأبيض و البنفسجييتخللهما لون أزرق خاڤت عند كرسي العروسين
كل شيئ ېصرخ بالفخامة و البذخ... الطاولات الزهور الشموع المنتقاة بعناية....
الجميع يهنؤون العريس و يعبرون عن إعجابهم الشديد بجمال الحفل و العروس التي جذبت أنظار جميع المدعويين بمظهرها الأنيق رغم إحتشامها...
اما ليليان فكانت تجاهد لرسم إبتسامات باهتة على وجهها...
و تقاوم بشدة إرتجاف جسدها و التقلبات التي كانت تصيب معدتها من حين إلى آخر كلما تقدم الوقت و إقترب موعد صعودها الى الجناح المخصص للعروسين....
حتى انها لم تستطع ان ترفض عندما طلبت منها أميرة النزول من مكانها لتشارك اولاد عمها سيف و محمد الرقص علها تنسى بعض هواجسها....
في نهاية الحفل.. ودعت أفراد عائلة عمها و صديقتها الوحيدة أمنية التي شجعتها و حاولت تهدئتها قليلا...
سارت كالمغيبة بجانبه و هي لاتزال غير مصدقة أنه أصبح زوجها
شهقت بقوة عندما شعرت بجسدها يطير في الهواء و ذراعين قويتين تحملانها بخفة ليضحك أيهم عليها و هو يشاهد ارتباكها الذي ظهر جليا على كامل ملامح وجهها...
قبل أن يهتف بصوت مشاكسإسم الله عليكي يا قمر اټخضيتي....انا بس حبيت أشيلك لما شفتك مش قادرة تتحركي بالفستان الكبير داه و كمان عارف إنك تعبتي أوي في الحفل.
أومأت له بإيجاب دون أن تتكلم و هي تحاول السيطرة على إرتجاف جسدها و دقات قلبها التي تسارعت تدريجيا كلما إقتربت خطواته من باب الغرفة.
أشار لها برأسه لتفتح الباب بالكارت الخاص
الذي وجدته في جيب بدلته...
ولج أيهم الجناح ليضعها برفق على السرير و هو يدندن لحنا شعبيا كان قد سمعه منذ قليل في الحفل و علق بذهنه...جلس الى جانبها لتنكمش ليليان على نفسها و ترمقه بحذر ليقهقه أيهم بصخب على مظهرها الخائڤ اللطيف قطع ضحكاته فجأة و هو يطالعها بنظرات غامضة قبل أن يهتف بتلاعب إيه مالك ياليلي من ساعة ما طلعنا من الفيلا و انت بتبصيلي بنظرات غريبة... تكونيشي خاېفة مني
تؤتؤ يا قلبي داه انا حتى جوزك.... و الليلة ډخلتنا.
ليليان بصوت ضعيف و هي تلاحظ نظراته الخبيثة أرجوك يا أيهم انا تعبانة النهارده ممكن نأجل الكلام داه لبكرة.
إقترب منها أيهم ثم رفع يديه ليفك حجابها متجاهلا نفورها منه...و هو يقول ببرود قاټل مټخافيش.. لو فضلتي مطيعة كده كل حاجة حتبقى تمام
البارت الحادي عشر الجزء الثاني
بعد ثلاثة أيام.....
على الاريكة البيضاء الصغيرة التي تتوسط مكتب كاميليا تجلس نور في الوسط و على يمينها هبة
التي كانت تضع يدها على بطنها كعادتها
و كأنها المرأة الوحيدة الحامل في هذا
العالم اما على يسارها فكانت كاميليا
تتفحص عدة أوراق تخص إحدى المشاريع
التابعة للشركة...
تأففت نور بصوت عال قبل أن تصرخ
بحنق على فكرة انا الغلطانة اللي سايبة
مذاكرتي و جايلاكم هنا عشان تساعدوني
الاقي حل في مصېبتي... اتاريكم إنتوا في حد
ذاتكوا أكبر مصېبة...
نظرت لهبة قبل أن تكمل بسخرية واحدة
سرحانة و كأنها في عالم ثاني و كل شوية تضحك
زي الهبل و الثانية مشالتش عنيها من الورق
و كأنه الشغل حيطير منها.....
قهقهت هبة على كلام نور الساخر قبل أن
تجيبها و لما انا هبلة عاوزة تاخذي رأيي ليه
يا ست العاقلين....
جاءها صوت كاميليا من الجهة الأخرى أنا
من رأيي ياريت تتجوزي و ترحمينا و إنت
كل أسبوع جايلنا بمشكلة شكل...
شهقت نور متصنعة الحزن قصدك إن انا
بتاعة مشاكل....ماشي يا كوكي متشكرة.
كاميليا بابتسامة صفراء you welcome
ياحبيبتي .
هبة بموافقة أيوا معاكي حق...يتجوزوا أحسن
على الاقل نغير جو انا بقالي كثير محضرتش فرح.
كاميليا و انا كمان...الله الولاد حيفرحوا اوي.
هبة بفرححيكون اول فرح أحضره وانا حامل .
بس بقى كفاية إنت و هي...نهاركوا أسود و مخطط بالاسود.... بقى عاوزيني
اتجوز عشان تتبسطوا إنتوا و أولادكم....
هي حصلت تعملوني لعبة
صړخت نور بغيظ و هي تبادل نظراتها بين
أختها و صديقتها اللتين كانتا تكتمان ضحكاتهما
قبل أن ټنفجرا مقهمقتين بأعلى صوتهما....
نفخت نور خديها پغضب ثم إقتربت منهما لتأخذ
حقيبتها الموضوعة مكانها أنا ماشية و إبقوا
إحذفوني بالطوب لو رجلي هوبت ناحية
الخړابة دي ثاني....
جذبتها كاميليا على حين غفلة لتقع على الاريكة
قائلة من بين ضحكاتها يابنتي أقعدي و اقفلي
ماسورة الشتايم اللي إتفتحت دي...إحنا كنا
بنهزر معاكي بس...
نور بتهكمشايفاني أسيل بنتك عشان تهزري
معايا...
هبة بخفوت و هو مين يقدر يهزر مع العفريتة دي
كاميليا وقد تركت نور بقى انا بنتي عفريتة
ياست هبة...
هبة بتأسف مزيف متزعليش مني بس
دي حقيقة الكل عارف...
كاميليا و هي تلوي شفتيها بعدم رضا عفريتة
عفريتة... بس قمر... طالعة لماماتها
حبيبة قلبي إبقي توحمي عليها .
هبة لا دي شبه باباها و فادي...آسر هو اللي
شبهك حتى عينيه نفس لون عنيكي...
إنحنت نور للأمام واضعة رأسها بين كفيها
مستندة على فخذيها لما تكملوا حصة الشبه
دي قولولي عشان انا نسيت انا أصلا جاية هنا
ليه
قاطع جلستهم دلوف شاهين للمكتب
بهيئته الساحرة و عطره النفاذ الذي
يسبقه لتجفل نور پخوف و تتراجع بجسدها إلى الوراء متحاشية النظر إليه...
إبتسم شاهين حالما رأى ملامح حبيبته
السعيدة ليشير إليها أن تأتي نحوه....
ثم إنتبه لوجود هبة نور ليضحك في
داخله على نفسه على هذه العادة السيئة التي إكتسبها ...فهو عندما تكون كاميليا في مكان ما عيناه لاترى سواها و كأنها الوحيدة الموجودة..
صباح الخير يا بنات...
هبة صباح النور...
بينما تجاهلته نور و لم ترد عليه مدعية الانشغال
بحقيبتها...
إقتربت منه كاميليا مضيقة حاجبيها بتساؤل
عما يريده لكنه فاجأها بأن أحاط كتفيها
بذراعه ليحثها على الخروج قائلا أستأذنكوا
شوية عشان عاوز كاميليا في كلمتين...
خرج بعدها مباشرة دون أن ينتظر إجابتهما
ليجد كاميليا تنظره أمام باب المكتب...
هي نور مالها متضايقة
همهم شاهين بتفكير و هو يسير بها نحو مكتبه
فهو طبعا لم تفته نظرات نور الحادة نحوه رغم
انه لم ينظر إليها سوى لثوان معدودة....
هزت كاميليا كتفيها بعدم فهم و هي تدلف داخل المصعد قائلة أصلي رخمت عليها شوية
أنا و هبة... بصراحة كثير مش شوية عشان
كده زعلت.
دلف
متابعة القراءة