رواية ريهام

موقع أيام نيوز

من الطابق الأعلى وقد أصبح بأمان .. يحذره ب تفكه
خد بالك أنا براقبك وعيني عليك... 
.. بعد أن أطمئن أنه انصرف ودخل شقته استقام بطوله.. يعدل من شكل قميصة يمسح عدة مرات على ياقته... وسأم الانتظار.. 
يرفع هاتفه يرى الوقت وكم مر عليه منذ إرسال رسالته لها... حيث أنه أرسل رسالة نصية لحنين والنص كان أنا هستناكي اودام الباب.. اطلعيلي...
لا يعلم مايتوجب عليه فعله.. أينتظر المزيد أم يستدعيها برسالة أخرى..! 
زفر بقوة ووقف ينتظر بصبر رغم أنه قليل الصبر.... ولكن نظرا لتاريخه معها فهو لايفعل شئ سوى الصبر.. 
ابتسم براحة ظهرت على ملامحه وهو يرى الباب يفتح وهي تخرج من خلفه... وقف مبهوتا ممايراه بعينين متسعتين تظهر أمامه بكامل هيئتها.. 
فستان طويل حتى الكاحل بلون أبيض مطفي تغطي خصلاتها الناعمة بحجاب أبيض نفس درجة الفستان.. وجهها ب هاته اللحظة كان ملائكي.. ملامحها ناعمة وابتسامتها جعلتها تبدو مكتملة ناضجة.. 
وقد فاجأته بهيئتها الجديدة... وحجابها!! 
يسير كالمغيب نحوها مأخوذا بالطلة.. وكانت هي أول من تحدثت وقطعت سحر اللحظة.. 
إيه رأيك.. 
تدور حول نفسها ككل مرة كانت تريه فستانا جديدا.. 
فرد بصوت خشن وعينان تنطقان بحب
جميل أوي.. 
توردت وجنتيها بحمرة طفيفة إثر خجلها من نظراته المنبهرة.. قرار الحجاب أخذته بعد تردد لم يدم كثيرا.. وأرادت أن يكون هو أول من يراها به.. 
زاغت بعينيها العسليتين عن عينيه قليلا.. تعيد السؤال بصيغة أخرى.. 
إيه رأيك ف الأبيض عليا..!! 
واجابته كانت واثقة حد اللاحد
ميليقش عليكي غيره.. 
لا هذا كثير عليها... قاسم هادئ ونظراته ولهة.. لو كانت تعلم بأنه سيصير هكذا ل كانت تحجبت منذ زمن... كانت وفرت عليهما مشقة الطريق.. 
حمحمت بحرج وملامح محتقنة.. 
كنت عايزني في إيه.! 
وللحظة أفاق من حلمه الجميل وانتبه.. ضړب على رأسه يحاول التذكر ثم نطق بعد مدة
نسيت.. 
تهكمت ضاحكة.. 
لأ بجد.. 
غمغم صادقا.. 
والله العظيم نسيت... 
الفصل السابع والعشرين
..بسم الله ..والصلاه والسلام علي رسول الله 
ببنطاله الاسود الرياضي وبتيشرت رمادي قطني ..يجلس علي طرف السرير ينتظر زوجته ..لتعود بعد ان استهلكت الكثيير من الوقت ..تحمل بكفيها صينيه عليها كوب شاي وطبقين وتضعها أمامه..
سارةباقتطاباتفضل..
يوزع نظراته بين الصينيه وزوجته 
بتساؤلايه ده!
سارةتهز بأكتافهها بلامبالاهايه
بقالك ساعه وجيبالي ف الاخر جبنه ومربي..
سارةعقدت يدها امام صدرهاوهي الناس بتفطر ايه يعني 
يمسك بكوب الشايمضيق عينه باشمئزازاومال الشاي ده لونه عامل كده ليه !
بنبرة مهتزه اجابتماله ..ماهو حلو اهو..
يقرب الكوب من فمه ويتذوقه بحذر لتمتعض ملامحهاووف ..ده طعم شاي ..ويقوم باتجاهها خدي اشربيه كده ..
لا لا شكرا..مبحبش الشاي قالتها سريعا مبتعده عنه
يوسفوالله لا هتشربيه ..ويقربه من فمها رغما عنه لتأخذ رشفه من كوبه فتنكمش قسماتها بتقزز من مذاقهيع ..ده طعمه وحش اوي..
يوسفبتحديكملي الكوبايه بقي..
سارةبنحيب طفوليلا حرام ده طعمه وحش اوي ..انت عارف اني مش بعرف اعمل حاجه ..
لا هتشرييه.. ليتدافعا سويا الكوب عن بعضهما ..بحركه لااراديه يندلع كوب الشاي نحو صدر سارة ..
بصړاخعاجبك كده ..اهو اندلق عليا ..
يوسف بقلق وهو يمسح بكفه علي صدرها لو سخن اقلعي بسرعه
منغمسه في بلوزتها السوداء المفتوحه من الصدر فتحه بسيطه ولم تنتبه للمساتهتؤ مش سخن ااوي ..
لتتبدل لهجته للخبثطب اقلعيها لو مضيقاكي !!
بأعين متسعه وفم مشدوه تنتبه علي تصرفاته فتهتف بكلمتها المعتاده وهي تبتعد عنه وقح
مازالت عينيه علي فتحه صدر البلوزه ينظر بوقاحه ليهتف بتلاعبوقاحه ايه بس ..انا لو عايز اوريكي الوقاحه مش هتخرجي من باب الاوضه لأسبوع..
لتسير بضيق بعيدا عنه صوب خزانتها وتجلب منها بعض القطع المناسبه لارتدائها ..قبل ان تدلف الي المرحاض تتمتم ببعض الكلمات غير المسموعه وتغلق الباب وهي ترمقه بضجر 
ليهتف بنبرة عاليه ماكرة متلاعبه عموما انا برة ..لو عوزتي مساعده ولا حاجه..
......
..... بعد ساعات من السفر الطويل من القاهرة لأسيوط ..والتعب ل هايدي بسبب بعد المسافه ..اخيرا توقفت السيارة أمام احدي المنازل الكبيره بالمدينه ..منزل يبدو عليه انه أثري قديم واسع المساحه
منقوش علي مدخل المنزل من الخارج بعض النقوش الفرعونيه ..
ترجلا الاثنين من السيارة مقتصدين منزل عائلة الدالي ..بخطي مستقيمه للامام واخري متراجعه يسير أحمد ممسك بالحقيبه بيساره وهايدي بيمناه ..ليتوقفا قليلا امام باب المنزل وهم ينظران لبعضهما بتوتر ..
قرع أحمد الباب بتردد ..لتفتح له احدي الخادمات بالمنزل 
سکينهالخادمهتضيق عينها تتأملهم في محاوله للتعرف عليهم..ايوة يابيه ..اؤمر ..
أحمديبتسم بجانب فمهايه ياخاله مش عرفاني..انا أحمد
سکينهباعين متسعه ونبرة وانفرجت اساريرها من الفرحه الباشمهندز يادي الهنا يادي الهنا ..لتدلف لداخل المنزل مهلله وباعلي صوت الغايب رجع ..الغايب رجع ..
ليوستوقفها رجل من هيئته يبدو انه في أواخر الخمسينات بجلباب رمادي مهندم وعمامه بيضاء خصلات رماديه تعطيه وقار وهيبه ايه ياوليه يامخبله انتي ..مين ده اللي رجعتحدث لسکينه وهو يشيح لها باستخفاف..
لتبتلع ريقها قليلا وتهتف پذعرال ..البشمهندز أحمد ولد الغالي رجع ياحاج منصور ..
الحاج منصورانعقد حاجباه وتجهمت ملامحه وهدربنبرة حاده روحي شوفي شغلك ياوليه وانا هروح اشوف مين ..
ليتركها ويسير باتجاه المدخل ..
بحاجبي مرفوعين ونظرات استغراب تبدلت الي شماته منه لابن أخيه رفع زراعيه مرحبا به وباهايدي باستهزاءأهلا بالغالي ولد الغالي ..
ازيك ياعميهتف بها أحمد بنبرة متلهفه ..
كيف منتا شايف ..فضل ونعمه من الله الحاج منصور ..
نظرات توتر وقلق من هايدي الممسكه باحكام بيد أحمد ..ليشد علي كفها بهدوء ليطمنئها ..
أحمدايه ياعمي هتسيبني واقف ع الباب ولا أمشي وارجع ..
الحاج منصورواحنا من مېتا كنا رديناك رجعناكياولد دياب ..بس مش تعرفنا ع اللي انت ساحبها في يدك ..
ابتلعت هايدي ريقها بصعوبه وهي تنظر لهيئته المرعبه وتجاعيد وجهه المخيفه ..
أحمددي مرتي ..هايدي حسام الزيني..
الحاج منصور رمق هايدي شزرا وهتف أحمدتاني ياولد دياب ..بندريه تاني ..
ليزفر أحمد من أنفه بضيق وهو يشيح وجهه الجهه الأخري
الحاج ادخل واستبقه للداخل بهيبته الطاغيه ..ليجلسا ثلاثتهم بصدر المنزل الكبير ..
قليلا من الجو المشحون ونظرات الحده والڠضب من الحاج منصور لأحمد وهايدي ..
لتقتطعهم سکينه بتقديم الشاي ..
الشاي ياحاجقالتها سکينه وهي تحمل بكفيها صينيه عليها ثلاث اكواب من الشاي..
ألحاج اومأ برأسه وبنبرة خشنه هتفحطيه اهنه ثم تابع ..وجهزي الغدا للضيوف ..
دول مش ضيوف يامنصور ..دول

اصحاب البيت بنبرة عاليه حازمه نطقت بها صفيه عمة أحمد وشقيقه دياب ومنصور ..
بخطي سريعه سارت باتجاه احمد وما ان اقتربت منه حتي قامت باحتضانه 
بنبرة يكسو عليها الشوق اتوحشتك ياغالي ياولد الغاليقالتها وهي تربت علي ظهره بحنو ولهفه ..
ليجيبها بحنين واعين لامعهوانا اتوحشتك جوي جوي ياعمه
عامل ايه ياولد الغالينطقت بها صفيه وهي ممسكه بكفيها وجهه تمسح عليهما بحنان ..
الحاج منصورمقاطعا بنبرة حادهلحجتي تعرفي انه اجه 
لتلتفت له صفيه بنصف العلويطبعا ..البلد كلاتها بتحكي عن رجوع ولد الغالي..
ثم أشارت بوجهها علي هايدي التي كانت جالسه تراقب الأمور بصمت وتوتروالسنيوره دي تبجي مرتك ..
ليبتسم احمد بعزوبه وبنبرة هادئه وهو يرمق هايديايوة ياعمه
يازين ماخترت ياولديقالتها صفيه وهي تسير باتجاه هايدي وټحتضنها ..
اومأت هايدي بابتسامه متوترة وهتفت بتهذيبشكرا ياطنط..
مش تصبري جبل مانرحب بيها نعرف الأول هي مين وجايبها منين ..الحاج منصور
صفيهولاد الناس بيبانو من وشوشهم ياحاج ..
ثم ارتفعت نبرتها لتهتف سکينهحضري الغدا ياسكينه ..عجبال ما عثمان ياجي..
ثم توجهت ل منصور بالحديثانا كلمت عثمانالاخ الثالث لهمعشان نحل الخلاف اللي بينتنا ونتراضي ..
.........بمنزل رضوان البحيري..
يجلس عمر مع أخيه رضوان ببهو منزله ..
عمروهو يستند بساعده علي ذراع الاريكه هتف بتساؤلها يارضوان ..عملتلي اي!
رضوانمستفهماف اي
عمريزفر ضيقاف نصيبي ف البيت يارضوان ..عاوز ارجع كندا بقي ..
اقتطعتهم أروي تدلف عليهم وتحمل صينيه عليها كوبين من عصير المانجو الطازج ..
لتجلس معهم بعد أن قدمت لهما المشروب ..
متدخله في الحديثوانت لسه هتسافر ياعمر!! ماتخليك هنا بقي واستقر
لأ يا أروي..انا مرتاح هناك وبجد مش طايق اقعد هنا ..دانا مكملتش شهر وروحت القسم اومال لو طولت شويه ..
ليقهقه رضوان بشماتهاهي البت دي عجباني ..ليتجه لأروي بالحديث وهو يكمل مقهقهاانتي لو شوفتيها وهي بتقول يتأسفلي .وعمر وهو بيتأسفلها كنتي من الضحك 
لتضحك هي الأخري كان نفسي اشوف منظرك ساعتها اووي
عمر بحنقانا اتأسفتلها بس عشان اخلص ..ثم اصر علي أسنانه بغلبس والله لو شوفت البت دي تاني لانا مربيها ..
رضوان بتشفيلو بقي !!
عمربملامح مستشاطه ڠضباالمهم هتخلصلي موضوع البيت ده امته !
ليسحب رضوان نفسا طويلا ويزفره ببطء اول مايجيلي فلوس كويسه ..هشتري نصيبك ..والله اعلم يمكن ف الفترة دي تفير رأيك!!
عمرباصرار علي موقفه انا عمري ماهغير رأيي ..ربنا يهون بقي عشان زهقت !!
......
........بمنزل عائله الدالي بأسيوط ..يتجمعون علي مائده الطعام مائده طويله مستطيله عليها مايدل علي صدق كرم اهل الصعيد 
الحاج منصور يجلس بصدر المائده وعلي يساره ولديه سليم وزيدان والمقابل عثمان الأخ الأوسط..في اوائل الخمسينات ..مختلف عن شقيقه منصور بانه لا يرتدي الجلابيب .قميص وبنطال يدل علي تواضعه وبساطته غير مكلف بمظهره وصفيه وأحمد وهايدي علي يسار المائده..
أحاديث جانبيه بعد ان تراضو جميعا 
ليهتف سليم لاحمدكل ياولد عمي وخلي مرتك تاكل ..
ليهتف أحم. وهو يبتسم بصدقكل ده وبتقولي كل ..دانا بطني ھتنفجر 
صفيهمحدثه هايديكلي يابتي..ولا الوكل مش عاجبك!!
لا ازاي ..ده حلو والله بس انا مش باكل كتيرنطقت هايدي بها بدفاع
منصوربنبرة أمرهشويه اكده يكون جدك فاجفاق من الدوا اللي بياخده ..تطلع تحب علي راسه وتسترضيه وتاخد مرتك امعاك ..
صفيهوهي تمسد علي ظهر أحمد بحنومتخافش ياولدي ..ده جدك روحه فيك وكان وده يشوفك ..شويه واطلعله زي ماعمك جالك..
...بمنزل يوسف ليلا ..
يجلس هو وسارة وأميمه أمام التلفاز يشاهدون سويا احد الافلام الاجنبيه امامهم طبق كبير من الفيشار ..
أميمهبتقزز وملامح منكمشهانا مش عارفه ياولاد انتو بتتفرجو ع الړعب ده ازاي ..!
تجلس سارة بحوار يوسف علي الأريكه الوسطي ..
لم يجيبا عليها أساسا كل تركيزهما بالفيلم ..
لتمسك أميمه جهاز التحكم الخاص التلفاز وتقوم باغلاقه 
يوسفپحدهليه كده ياماما قفلتي ليه!
اميمهيابني انتو عرسان ..المفروض متتفرجوش ع الحاجات دي ..دنتو ف شهر العسل لسه ..
لتنحنح سغرة وهي تحك باناملها انفها حرجا ..
اما يوسف فيقهقه وهو يميل علي اذن ساره الجالسه بجانبهبتقولك عرسان وشهر عسل ..ليتابع بسخريه . جميله ماما!!
لتنظر له سارة بتحذير ..ترمقهم أميمه باستغراب ثم هتفت وهي تنهض من مكانها ببطء ممسكه بظهرها طب هطلع انا بقي عشان اصلي العشا وانام ..
خليكي ياماما قاعده شويهقالتها سارة بهدوء
ماشي ياماما تصبحي علي خيرنطق بها يوسف وهو يرمق سارة بخبث
وانت من اهل الخيرقالتها أميمه وهي تصعد علي الدرج بتعب ..
يوسف

بعد ان تأكد من توجه والدته لحجرتها توجه بوجهه لسارةعماله تقولك عرسان وشهر عسل..وانتي تقوليلها خليكي قاعده معانا ..اي رأيك ننام معاها بالمرة..
وهي تهز كتفيها ببلاههمخدتش بالي!
وانتي من امتته بتاخدي بالكتمتم بها يوسف ضيقا
تنظر لكل شئ موجود حولها عداه ..بينما هو مركز ببصره عليها مما ادي الي تعرقها واحراجها..
حمحمت قليلا ثم هتفت وهي
تم نسخ الرابط