صراع الذئاب

موقع أيام نيوز


ف موضوعك أنتي وآدم أنا نفسي أفرح بيكي يابنتي واشوفك مع الي يصونك ومش لاقي حد غير آدم الي أقدر أأمنه عليكي ... ريحي قلبي قبل ما اقابل ربنا
خديجة ربنا يديك طولت العمر ويباركلنا فيك
سالم ده مصير محتوم يابنتي مفيش مفر منه ... يلا روحي شوفي الي وراكي
خديجة حاضر
فتح المصحف لتقع عينيه ع سورة الفجر وبدأ يقرءها بخشوع حتي وصل إلي أخر الآيات 

يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
صدق الله العظيم
أنسدلت جفونه ويديه تحتضن المصحف ع صدره لتصعد الروح إلي بارئها ...
١٨
 بداخل ضريح مدافن عائلة البحيري ....
تقف العديد من السيارات بالخارج ..
تتوافد الحشود من الأقارب والمعارف والجيران يتشحون بالسواد ... أصوات بكاء ونحيب و كلمة التوحيد تهتز لها الأرض والقلوب وجميع جدران وشواهد تلك القپور المنتشرة ف كل الأرجاء المحيطة ... وها هم كلا من طه و آدم ويوسف وياسين يحملون التابوت المكسو بكسوة خضراء مطرزة بالشهادتين ... عزيز ف المقدمة يرتدي نظارة سوداء لكن لا تخفي حزنه ع فراق صديق دربه وإبن عمه ... ولج الجميع إلي داخل الضريح ينتظرهم عمال الډفن والشيخ الذي يدعو ويتلو آيات القرآنية التي تذكر عند ډفن المېت ... تقف خديجة جانبا تستند ع جيهان التي تحاوطها بزراعها وتربت عليها ... و ع الجانب الآخر لها تقف شيماء و بالقرب منهن إنجي التي تتأفف من الطقس الحار والذباب بجوارها سماح التي تصتنع النحيب والبكاء والعويل بمبالغه 
 ياعيني عليك يا حماياااااا مكنش يومك ... يالهوووووووي ... صاحت بها سماح
تبادل المتواجدين نظرات تعجب من أفعال وأقوال تلك الحية
صړخت خديجة قائلة اسكتي خالص مش عايزه اسمع صوتك ولا أي حد يصوت
صمتت سماح وشعرت بالحرج وتراجعت ف صفوف النساء
بدأت مراسم الډفن وأخرجو جثمان الشيخ سالم الملفوف بالكفن الأبيض ونزلو به إلي الأسفل ليضعوه بداخل القپر ع جانبه الأيمن بإتجاه القبلة ... 
وبعد الإنتهاء أخذ يلقي طه التراب وعبراته تتساقط حزنا ع فراق والده ونادما خاصة كلما يظن إنه السبب ف ۏفاته بسبب ما إقترفه من فعل آثيم
أخذ الشيخ يدعو للمټوفي والجميع يردد خلفه ... ويتلو بعض الآيات القرآنية حتي أنتهت المراسم وبدأ الحاضرون بالمغادرة بعد أن يصافحو طه وعزيز وأبنائه
 يلا يا خديجة يا حبيبتي عشان نروح ... قالتها جيهان وهي تعانق خديجة التي لم تكف عن البكاء
خديجة بصوت مبحوح مش عايزه اسيبه لوحدو هاقعد
معاه
جيهان يا حبيبتي مينفعش وجودك مش هيفيدو إنتي ادعيلو واقرءي له قرآن
أجهشت بالبكاء أكثر وقالت مكنش ليا غيرو وسابني ... ليه يابابا سبتني ... ليه ماخدتنيش معاك عشان متبقاش لوحدك ولا أنا أبقي لوحدي ف الدنيا
جاء نحوها طه الذي يبكي أيضا وجذبها بين زراعيه ليحتضنها فدفعته وصاحت به  
أبعد عني ... أنت السبب .. أنت الي خليتو ېموت بعد عملتك السوده ... أرتاحت!! ... أهو ماټ وهو ڠضبان عليك ... ثم رمقت سماح بإحتقار وأردفت بصياح  
اشرب بقي نتيجة أعمالك ولسه هاتشوف
أشتد غضبه حيث كل كلمة كانت كالجمار التي تقذفها عليه لتزيده ألما وندما فصاح  
كفاااااايه بقي اخرسي 
قالها مندفعا نحوها وكاد يصفعها فمنعته يد آدم الذي قال 
اهدي يا طه مينفعش الي بتعمله ده
طه قولها كده .. هي فاكره إن الي ماټ أبوها لوحدها مش أبويا أنا كمان
 خلاص ياطه ... وتعالي عشان أنت وأختك هتيجو معانا ع القصر .. قالها عزيز
خديجة بإندفاع قالت آسفه يا عمي إحنا هنروح بيتنا وهناخد العزا هناك ف الحاره
جيهان خلاص ياعزيز أنا هاروح معاها أنا وإنجي
إنجي معلش ياجيجي مامي مستنياني عشان رايحه معاها مشوار
رمقها يوسف بنظرات إستفهام
عزيز ماشي هتصل بالمسئول عن النعي وهخليه يكتب العزا ف الحارة ... وهخليهم يجهزو صوان كبير
آدم طيب يلا يا ماما تعالي معايا أنتي وخديجة وطه يروح مع ياسين وبابا 
أتجهوا جمعيهم نحو سيارتهم ...
فتح يوسف باب السيارة إلي إنجي 
فقالت لاء روح أنت معاهم وأنا هاخد تاكسي من ع الطريق
يوسف بحنق قال تاكسي إي الي هتركبيه ف قلب الترب ده!! إنجزي يا إنجي وأركبي أحسنلك .. هوديكي أنا
إنجي بتوتر قالت أأ أنا مكنتش عايزه أعطلك يعني
رمقها بسخريه ودلف إلي سيارته فتبعته
ذهب طه مع ياسين وعزيز ... ركضت خلفه سماح وقالت 
طه يا طه
ألتف إليها وحدق بها بنظرات ناريه وقال نعم !!!
سماح بتصنع قالت أهل الحاره مشيو من بدري وأنا هنا لوحدي ومش عارفه اروح إزاي
قال ياسين تعالي معانا إحنا كده كده رايحين الحاره
إنفرجت أساريرها بسعاده بالغه وهي تنظر لياسين بتفحص وقالت  
شكرا يابيه
فتح لها طه باب السيارة ودفعها پعنف إلي الداخل وهمس لها حسابك معايا بعدين
سماح يوه هو أنا عملت حاجه 
طه أنكتمي خالص إلا ورحمة أبويا ھدفنك وأخلص منك
دلف عزيز إلي السيارة بالمقعد الأمامي وياسين ف مقعد القياده ... لتنطلق السيارات جميعا
 فتحت عينيها وهي تشعر بتلك المحاليل المعلقه المتصلة بحقنة مغروزة بيدها ... حاولت النهوض بجذعها وهي تتذكر ماحدث ... وضعت كفها ع جبهتها حيث تشعر بالصداع
... قامت من فوق الفراش وتستند فوق الكومود فتعثرت يدها بكوب الماء ليهوي أرضا وحطامه أصدر صوتا ... فتح كنان الباب ع الفور ليري ما يحدث ... وجدها تقف بصعوبه وكادت تقع فوق الزجاج المنثور
 كاااارين ... حاسبي .. صاح بها كنان وهو يمسك بها بين زراعيه ... رفعت وجهها وهي تضع يدها ع كتفه ... ظل محدقا ف عينيها وهو يشعر بأنفاسها
 أي الي بيحصل ده !!! ... قالها قصي بصوت أجش حيث ولج للتو
جلست كارين ع التخت وأبتعد عنها كنان وقال بتوتر ققق قصي ... باشا ... كنت واقف بره وسمعت صوت إزاز بيتكسر لاقيت آنسه كارين واقفه ودايخه و.....
قاطعه قصي وقال وهو يشير إليه بأن يغادر الغرفه خلاااص
رمقه كنان پخوف وقلق وهو يبتلع ريقه وأعتدل من سترته وغادر ع الفور
أقترب قصي منها وهي تشيح ببصرها عنه ... جلس بجوارها وأمسك يدها وقال  
حمدالله ع سلامتك
رمقته بتهكم وقالت ټقتل القتيل وتمشي ف جنازته
رفع إحدي حاجبيه وقال أصدك أي بالي قولتيه ده
سحبت يدها من قبضته وقالت يعني أنت كنت ھتموت يونس و جاي تكمل عليا أنا كمان
جز ع فكه وقال حاسبي ع كلامك معايا ... وبعدين أنا مكنتش هموته أنا أديتلو أرصة ودن والي حصلك إمبارح أنتي السبب فيه لما بطلتي تاخدي علاجكك
ضيقت عينيها لترمقه بتساؤل وقالت  
هو أنا أختك ياقصي !!
أنصدم من سؤالها فحدق بوجوم وقال بسخرية بيقولو كده
كارين أنا مبهزرش 
قصي ولا أنا بهزر ... أنتي الي بتسألي أسئلة غبية وأنتي عارفه كويس من غير ماتسألي أنا بحبك أد أي وبخاف عليكي وعايز مصلحتك
أبتسمت بسخرية وقالت ومصلحتي مع يونس البحيري .. عارف ليه ... لأن أنا بحبه وهو كمان بيحبني حتي وهو مش عارف إن أنا أختك
تفوهت بكلماتها الأخيرة فقهقه لتتعالي ضحكاته ثم توقف وقال 
وأنتي بقي قايله له إنك بنت مين ع كده
كارين ملكش دعوه حاجه تخصني أنا ... وأنت أي يا أخي البرود
الي أنت فيه ده ... أنا ع الرغم إعتراضي ع طريقة جوازك من صبا وأتخانقت معاك وسبتلك القصر بس موقفتش أدامك لما شوفت ف عينيك حبك ليها
نهض ووقف واضعا يديه ف جيوب بنطاله وقال وصبا مش بنت البحيري
كارين بس خالها عزيز البحيري الي أدفع نص عمري وأعرف أي سر كرهك ليه أوي كده
أشاح وجهه عنها وقال حاجه متخصكيش
كارين بنبرة تحدي وعلاقتي أنا ويونس برضو متخصكش
أقترب منها وملامحه لاتدل ع خير فأنتفضت عندما حاوط وجهها بين كفيه وهمس بجوار أذنها وقال  
ده يبقي ع چثتي يوم ما تتجوزي إبن عزيز البحيري وأحسنلك بلاش تتحديني عشان متجيش ټعيطي ف الأخر ... قالها و قام بتقبيل جبهتها ثم أبتعد تحت نظراتها التي تحولت إلي الكراهيه
دخل الطبيب بعدما طرق الباب وقال صباح الخير .. ماشاء الله شايف حضرتك يا آنسه كارين بقيتي كويسه عن إمبارح
قصي هي هتخرج إمتي يا دكتور 
الطبيب لو حبت تخرج دلوقت عادي بس إحنا مستنين الدكتور المتخصص ف حالتها وهو للأسف هيجي بالليل
قصي خلاص م......
قاطعته كارين وقالت عادي ممكن استني ... رمقها قصي بشك فأردفت وهي تنظر إلي الطبيب وأردفت أصل بصراحه لسه دايخه وحاسه بصداع جامد
الطبيب الدوخه والصداع شئ طبيعي متقلقيش وأنا هنده للممرضه تيجي تديلك مسكن وهم هيبعتولك الفطار حالا ... عن أذنكم
غادر الطبيب تاركا كليهما يحدقان بعضهم البعض وكل منهما يعلم مايجول ف عقل الأخر .
 لا تغفو جفونها منذ البارحة ... ظلت تحدق ف الفراغ وهي تفكر ف حل ما للخلاص من براثن هؤلاء الجبابرة عديمي القلوب
 ها لسه عامله نفسك نايمه .. قالتها فاتن وهي تولج إلي غرفتها تحمل صينية مليئة بأطباق الطعام
نهضت رحمة وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها وقالت بصوت هادئ معلش يافاتن تقلت عليكي وهتلاقيكي مش عارفه تاخدي راحتك ف أوضتك
وضعت الصينيه أمام رحمة ع الفراش وقالت متقوليش كده يا عبيطه ده أنا الي قعدت أتحايل ع أبيه عادل يسيبك تبيتي معايا
أبتسمت رحمة وقالت هو أنا وحشه أوي كده عشان ... ثم صمتت وأنسدلت منها عبرة رغما عنها
جلست فاتن بجوارها وهي تربت عليها بحنان وقالت لاء أنتي مش وحشه يارحمة بس أنا مش فاهمه ليه أبيه بيعملك وحش هو وماما كده أنا قولت يمكن بتعمل معاكي شغل الحموات وأبيه زي مابيقولو بيدبحلك القطه ... بس عايزه افهم حاجه وأنتي بتزعئي إمبارح ليه بتقولي لماما إبنك مش راجل 
نظرت إليها رحمة بصمت لتدرك عدم معرفة فاتن بمعضلة شقيقها ويبدو أيضا لاتعلم ما أقترفه معاها ف ليلة الزفاف
 رحمة ... رحمة .. صاحت بها فاتن
رحمة ها .. نعم
فاتن طيب سيبك من أسألتي وألحقي أفطري وكولي لك لقمة أنتي من إمبارح وماكلتيش حاجه ... وكمان خدي راحتك ماما نزلت راحت العزا ومش هتيجي دلوقت وأبيه عادل جاله مشوار وشكله هيرجع ع بلليل
رحمة بتعجب قالت عزا !!
فاتن الشيخ سالم تعيشي أنتي
شهقت وهي تضع يدها ع فمها ثم نهضت وقالت أنا طالعه شقتي
وقفت فاتن أمامها وهي تمنعها وقالت رايحة فين يا مجنونه أبيه لو عرف إنك روحتي العزا مش بعيد يموتك فيها و لا أمي هطين عيشتك وقبلها عيشتي أنا كمان
رحمة بنبرة رجاء أرجوكي يا فاتن أنا هاروح اعزي خديجه دي أكتر من أختي
فاتن أرجوكي أنتي بلاش تخربي ع نفسك
دفعتها رحمة وخرجت متجهة نحو باب المنزل فشهقت بفزع وهي تتراجع إلي الخلف والباب
 

تم نسخ الرابط