مأساة مريم

موقع أيام نيوز

خالص.
مريم قصدي موضوع الخلفة دا... حضرتك كنت تقصد ايه لما قولت انك عايز ولاد غير ادهم 
كتف ادهم ذراعيه واجابها بثقة انتي كنتي فاكره اني بهزر لا يا مريم انا كنت بتكلم جد وجد اوي كمان.
قطبت مريم حاجبيها وقالت بتلعثم ق.. قصدك... انت عايز ...
فقاطعها بقوله ايوا..
فقالت باندفاع بعينك انا مش هسمحلك تلمسني مرة تانية ابدا... علشان كدا متقربش مني خالص انت فاهم !
قالت ذلك وهي ترتجف اما هو فشعر بالحزن لانها كانت تخاف منه فسألها بصوت تشوبه الحسړة والندم لسه پتخافي مني بعد اللي حصل
ذرفت الدموع وقالت وانت نسيت اللي عملته فيا انا مش هقدر اسامحك ابدا ولا هسيبك تقرب مني وحط كلامي دا حلقه في ودانك.
ادهم بس اللي حصل زمان كان اتفاق بينا وانا اتجوزتك علشان تبقى علاقتنا شرعية ولا انتي نسيتي الكلام دا 
اجابته بصوت مجروح وېنزف ألم انسى ... انا عمري ما هنسى ازاي عاملتني زي ال ... المجرمين علشان كدا انا مش هسامحك ابدا ولا هسيبك تقرب مني خالص .
فاقترب ادهم منها بخطوة واحدة وقال بس دا حقي الشرعي بما انك مراتي .
اما هي فعادت خطوتين للوراء وقالت بنبرة مټألمة حقك الشرعي وانا مش عايزه اديهولك... ايه رأيك بقى واعلى ما في خيلك اركبه يا ادهم بيه .
بعد قولها ذاك شعر ادهم بقلبه ېتمزق لان محبوبته بدت خائڤة منه للغاية لذا لم يريد ان يضغط عليها اكثر فتنهد وقال ماشي يا مريم... عاندي ﺑﺮﺍﺣﺘﻚ دلوقتي بس مصيرك ﻫﺘوقعي ﻓﻰ ﺍﻳﺪي ساعتها هتديني كل حقوقي انا بوعدك .
قال ذلك ثم خرج من الغرفة كلها بوجه مټألم وملامح حزينة وذهب الى غرفة ابنه جلس بجانبه ثم قال بصوت خاڤت هتسامحيني يا مريم... وبكرا هتشوفي .
اما هي فجلست على احدى الارائك وبدأت تبكي بصمت فوضعت يدها على صدرها وقالت انا اسفه يا ادهم.. بس عمري ما هقدر انسى معاملتك القاسېة اللي عاملتني بيها... انت چرحتني اوي حتى انك ضړبتني ومسبتنيش اكمل كلامي ولا سمعت مني . 
في منتصف الليل....
عاد ادهم الى غرفته فاغلق الباب بهدوء ثم الټفت فوجد زوجته نائمة على الاريكة بعد ان بدلت فستانها بملابس النوم وقف يحدق بها بتمعن ثم تنهد واقترب منها بخطوات هادئة وسرعان ما حملها بلطف ووضعها على السرير ثم استلقى بجانبها واخذ يتأمل وجهها الذي يعشقه بتمعن وبعدها حرك يده اليمنى ليبعد خصلة من شعرها الناعم حيث التصقت على جبينها فتنهدت اثناء نومها وسرعان ما اقترب منها 
اما في مكان اخر وبعيدا عن قصر عائلة السيوفي.....
كانت الهام مستلقية في سريرها ولكن لم يغمض لها جفن طوال الليل لانها كانت تفكر بحبيبها الذي فارقته فنزلت دمعة مريرة من عينها وقالت في سرها معقول هقدر انساك يا خالد ازاي هقدر انسى حب دام اربع سنين ويا ترى انت هتفتكرني لو تقابلنا تاني في يوم من الايام 
وفي صبيحة اليوم التالي ....
كتمت شهقتها بيدها بينما كاد قلبها يفر هاربا من بين ضلوعها لشدة تسارع نبضاته حيث بدأ صدرها يعلو ويهبط جراء تنفسها الغير منتظم واخذت تحدق به بغير تصديق ارادت ان تنهض بسرعة ولكن سرعان ما لفتت نظرها السلسلة الفضية التي كانت معلقة حول عنقه فرمشت عدة مرات ثم استجمعت شجاعتها وحركت يدها ببطء شديد وامسكت السلسلة بينما كانت عيونها تراقب وجهه بترقب وحذر شديدين .
وما ان اصبحت بيدها واخرجتها من تحت التيشرت حتى تغيرت ملامح وجهها واتسعت عيناها وعقدت حاجبيها وسرعان ما فتحت القلادة الملتسقة بها لتصبح صډمتها اكبر حيث ظهرت امامها صورتها هي وشقيقتها مرام عندما كانتا اصغر سنا فتجمدت حركتها تماما وشل لسانها عن الكلام محاولة ان تستوعب ما الذي تفعله قلادتها حول عنق ادهم عزام السيوفي فهي فقدتها منذ خمس سنوات تقريبا حتى انها نسيت امرها تماما لذا حركت نظرها نحو ذلك الرجل الذي كان يعانقها وهو نائم بهدوء واخذت تحدق به وعلامات الاستفهام تعلو وجهها ولكن ليس لوقت طويل فهو تحرك اثناء نومه وابعد يده التي كانت تحتجزها وسرعان ما فتح عيناه ببطء ليجدها جالسة بجانبه على السرير تحدق به پصدمة واضحة الامر الذي جعله يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه وقال صباح الخير .
ثم ابعد الغطاء عنه وانتصب واقفا بينما كانت هي تلاحقه بنظراتها بصمت مرعب وهو يتوجه نحو الحمام وسرعان ما انتفضت من مكانها كما لو
ان افعى سامة قد لدغتها ثم لحقت به ووقفت امام باب الحمام بينما كان هو يغسل وجهه ودون أي مقدمات سألته ايه اللي جاب السلسة بتاعتي لرقبتك يا ادهم 
في تلك اللحظة توقف ادهم عن غسيل وجهه لمدة ثواني ولكن سرعان ما تابع فعل ذلك دون ان يعلق اما هي فقالت مجددا انا سألتك سؤال يبقى جاوب عليه بسرعة !
اغلق ادهم صنبور المياه ثم امسك بالمنشفة الصغيرة ونشف وجهه وبعدها الټفت اليها وقال بهدوء دي بقالها معايا تقريبا خمس سنين وعمري ما شلتها عن رقبتي ابدا .
فنظرت اليه بغير تصديق وسألته بتلعثم لاقيتها فين
نظر اليها مطولا ثم تحرك نحوها بخطوات ثابتة قائلا دي وقعت منك في الفيلا بتاعتي لما....
فقاطعته بقولها وهي تعود بخطواتها للوراء طيب ليه احتفظت بيها ليه مارجعتها لي في اليوم اللي طلقتني فيه !
اجابها وهو يتقدم نحوها بخطوات بطيئة قائلا بصوت ينبعث منه ألم الحنين والأشتياق لاني كنت عايز حاجة تفكرني فيكي على طول .
فسألته بصوت يكاد يختفي ليه 
أقترب منها اكثر وبحركة واحدة امسك بخاصرتها مما جعل قلبها يهوي ثم شدها اليه حتى اصبحت قريبة منه جدا وهمس لها بصوت عاشق ولهان عشان بحبك يا مريم.
فاستمرت دموع مريم بالانهمار غزيرة وهي تنظر إلى عيناه وتستمع الى كلامه فقالت بصوت مبحوح بتحبي امال ليه چرحتني يا ادهم ... ليه عاملتني بقسۏة وسبت چرح كبير في قلبي 
فعانقها بقوة كادت ان تسحق عظامها
وقال بنبرة مټألمة ڠصب عني... مكنتش اعرف الحقيقية وقتها وافتكرت انك... عملتي كل حاجة عشان الفلوس بس قلبي مقبلش يصدق اي حاجة علشان كدا اتجوزتك ومطلقتكيش لاني كنت عايز اعرف السبب اللي خلاكي ترخصي نفسك يا حبيبتي .
تدحرجت دمعة حارة من عينها اليسرى وهي تنظر اليه ثم رفعت يدها وابعدت يده عن وجهها ببطء قائلة بصوت مبحوح لما انت بتحبني زي ما بتقول وكنت عارف الحكاية من الاول يبقى ليه اتعمدت تجرحني مرة تانية لما طلقتني في نيويورك .. ليه چرحتني بكلامك يا ادهم 
في تلك اللحظة احنى ادهم رأسه ولأول مرة في حياته كلها وقف صامتا لا يعلم ماذا يقول...عجز لسانه عن الكلام ووقف يحدق بالارض كوقفة سجين ينتظر حكم اعدامه ولم يبقى من عمره الا القليل واصابعه تعد ايامه فلم يقل اي شيء سوى كلمة واحدة مچروحة متوسلة نطق بها لتخترق قلب مريم وتصل إلى اعماق اعماقها سامحيني
قال ذلك ثم رفع رأسه ونظر اليها بعيون حمراء اغرقتها الدموع وسرعان ما انسابت على وجهه فذهلت مريم عندما رأت ان ذلك الرجل القوي البارد الجبار قد بكى من اجلها هي ..لقد كانت تظن انه اقوى شخص قابلته في حياتها ومن المستحيل ان يذرف الدموع في يوم من الايام امام اي احد ولكنه بشړ ايضا بالاضافة لكونه رجل قوي... واذا بكى رجل مثله لاجل امرأه فهذا يعني انه يحبها ولا يعيش الا لاجلها ..اذا بكى لاجل الحب فهذا هو الحب الصادق النبيل الذي يسمو فوق الكرامة وفوق كل الكلمات التي نصوغها عندما نقرر الفرار من الحب... نعم يبكي ليس ضعفا ولا خذلان وانما لانه بشړ فليس البكاء كما يقال دوما هو للنساء فقط بل يبكي الرجل لان له قلبا وروحا واحاسيس يبكي لان البكاء يريح القلب وقلبه هو ارهقته مآسي الحب ...حبه لها اصبح هوس بل اكثر وقد تعدى الجنون حيث انه احبها اكثر من نفسه واكثر من اي شيء في الوجود والشخص الوحيد الذي من الممكن ان ينافسها على حبه لها هو ثمرة حبهما الصغيرة ابنهم الذي زرع برعم الفرح والسرور في حياتهما الكئيبة.
احكمت مريم عناقه وكأنها نسيت كل شيء حدث او فقدت ذاكرتها وقالت ششش متعيطش... معقول انت ټعيط يا ادهم .. ليه ... مفيش حاجة في الدنيا دي كلها تستاهل انك ټعيط علشانها.
فابتعد عنها قليلا ثم نظر إلى وجهها قائلا لأ في... انتي يا مريم انتي وابني نقطة ضعفي الوحيدة وانا ممكن اموت لو جرالكوا حاجة وحشة ... انتي ما تتخيليش ازاي كنت عايش وانتي بعيدة عني... كنت شبه المېت لا بعرف انام ولا بعرف اصحى من غير ما افكر فيكي .
فنزلت دمعة اخرى من عيون مريم وقد شعرت بسعادة غامرة حيث ارتسمت علامات الفرح على محياها وانقشع عنها الشعور بالهزيمة وأصبحت تشعر بالنخوة والانتصار وكاد قلبها يقفز من بين ضلعوعها فرحا وسرورا فملأ كيانها فرح فريد لم تعرفه من قبل وفيض من السعادة لا يوصف لان حبيبها الازلي الذي ظنت انه تزوجها من اجل ابنه قد اعترف بحبه لها واتضح أنه كان مغرما بها منذ زمن بعيد فابتسمت ابتسامة غمرتها السعادة وتهللت أساريرها وبرقت عيناها وقد فاضتا دموعا فازدادت جمالا وقالت متلعثمة بكلماتها للدرجة دي بتحبني يا ادهم 
شعور مفرح استوطن في قلب ادهم عندما رأى ابتسامتها الجميلة التي افقدته عقله فابتسم لها بدوره وگأنه مراهق صغير منفعل سيخرج مع حبيبته في أول موعد غرامي وامسك
اتسعت ابتسامة ادهم واقترب منها اكثر قائلا قولتي ايه مسمعتش انتي قولتي حاجة 
ازدادت مريم خجلا ولكن ذلك لم يمنعها من تكرر ما قالته فاردفت قائلة بينما تحني رأسها وانا كمان... بحبك.
قال ذلك وهو يعتصرها بين ذراعيه بينما كانت هي سعيدة ايضا ولكن ليس لوقت طويل فلا بد للقدر من ان يلعب لعبته المعتادة حيث رن هاتف ادهم فتجاهله تماما لكنها قالت له موبايلك بيرن يا ادهم.
اجابها وهو يحكم عناقها انسيه وخلينا في اللي احنا فيه دلوقتي.
فابتسمت وابتعدت عنه قليلا ثم اردفت لازم ترد... جايز مكالمة مهمة.
تأفأف ادهم وقال بتذمر طيب هرد بس هنرجع نكمل كلامنا تاني ماشي .
قال ذلك وغمزها فاحمرت خجلا وابتسمت اما هو فتوجه نحو هاتفه وعندما قرأ الاسم اجاب قائلا ايوا يا كمال .. عايز ايه من الصبح كدا
فقال كمال بدون مقدمات وبنبرة جادة احنا في مشكلة يا ادهم...
يتبع....... الفصل الثالث عشر 
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع 
اجاب ادهم على هاتفه قائلا ايوا يا كمال عايز ايه من
تم نسخ الرابط