مأساة مريم
المحتويات
اساسا انا مكنتش ناوي اطلقها ابدا بس الظروف اجبرتني اني اعمل كدا.
نظر كمال اليه مطولا ثم قال بتحبها يا ادهم
فنظر ادهم اليه ثم اشاح بنظره وقال بصوت حزين اكتر من روحي يا كمال...عمري ما حبيت حد زيها ومش هتقدر تتخيلش انا تعذبت قد ايه وهي بعيدة عني وخصوصا بعد ما طلقتها...حسيت ان روحي طلعت مني لما سبتها .
كمال طيب وهي بتحبك كمان ولا ايه
كمال طيب وهتعمل ايه مع العيلة دي هتبقى صدمة كبيرة بالنسبة لهم.
كمال طيب...انا هعمل كل اللي انت عايزه بس عايزك توعدني الاول انك مش هتخبي عني اي حاجة بعد كدا ماشي.
فابتسم ادهم ثم ربت على كتف كمال بخفة وقال خلاص...مش هخبي عليك اي حاجة بعد كدا ابدا بس الاول عايزك تبعتلي شنطة هدومي لاني زهقت وانا لابس نفس الهدوم من امبارح.
ادهم تمام... يلا خلينا نرجع لاني بصراحة مش مستريح لصاحبك اللي اسمه خالد نجم دا ابدا .
قال ذلك ثم عاد الى غرفة ابنه قبل كمال الذي تنهد بقلة حيلة ولحق به... وعندما دخلا وجدا مريم جالسة بجانب ابنها بينما كانت الهام جالسة في الطرف الآخر من السرير اما خالد فكان مستندا بجسده على الحائط بالقرب من الهام رمقه بنظرة مرعبة ولكنه لم يقل اي شيء بل توجه نحو مريم ووقف بجانبها قائلا كنتوا بتتكلموا عن ايه
رفع ادهم حاجبه ونظر اليه ببطء ثم قال بهدوء ممېت اظن اني سألت مراتي مش حضرتك... يبقى متدخلش.
فنهضت مريم وقالت لسه بدري على الكلام دا احنا لسه مكتبناش الكتاب يعني انا مش مراتك دلوقتي .
فابتسم ادهم بخبث واردف اولا واخيرا هتبقي مراتي يعني المسألة مسألة وقت مش اكتر...يعني من دلوقتي انتي بتاعتي وممنوع حد يبصلك انتي سامعه .
نظر اليها بنظرة اسكتتها وقال على فكرة انا ما بحبش اكرر كلامي اكتر من مرة وانتي عارفه عشان كدا لازم تتعودي انك تسمعي الكلام على طول .
فعقدت مريم حاجبيها وكتفت ذراعيها ولم تعلق بينما تدخل خالد بقوله مش ملاحظ انك زودتها شوية يعني مفيش راجل محترم بيتكلم مع ست رقيقة بالطريقة دي.
خالد
خالد مش عايز اعلمك اي حاجة بس يكون في علمك ان مريم تبقى اختي الصغيرة ومش هسمح لاي حد يدوس لها على طرف .
فابتسم كمال واخذ يراقب الوضع بصمت بينما كانت الهام تراقب نظرات خالد التي تحولت من نظرات هادئة الى نظرات جادة اما ادهم فرفع يده ببطء ولوى شاربيه ونظر إليه بصمت جعل مفاصله ترتعش من تلك النظرة ولكنه تمالك نفسه ولم يظهر ارتباكه بل قال الهام... احنا لازم نمشي دلوقتي..اظن ان مريم كويسه ومش محتجانا حاليا.
الهام تمام.
اما مريم فقالت معليش يا لولو هتعبك معايا بس تقدري تجهزيلي شوية هدوم ليا ولادهم الصغير لما ترجعي البيت
فامسكت الهام بيدها واردفت ولا يهمك... انا هبعتلك الشنطة وهتلاقي فيها كل حاجة وانتي ابقي طمنيني عنكوا.
أومأت مريم برأسها ثم نظرت إلى خالد وقالت خالد... انا عايزه اكلمك لوحدنا.
فقال اوك.
ولكن ادهم قال اتكلموا هنا.
فنظر الجميع اليه اما مريم فتنهدت واردفت عايزه اكلموا عن الشغل.
ادهم كويس... تقدروا تتلكموا هنا ...اظن ان مفيش حد غريب.
فتدخل كمال بقوله خلاص يا ادهم... سيبهم يتكلموا لوحدهم.
ولكن ادهم قال بنبرة حادة انا قولت هنا غير كدا مفيش كلام.
فتنهد خالد قائلا خلاص يا مريم بما ان حضرته مش عايزك تكلميني لوحدنا يبقى قولي اللي عندك هنا .
نظرت مريم الى ادهم بانزعاج وقالت بتحدي وانا غيرت رأي وهبقى اتصلك وقولك اللي كنت عايزه اقوله في التليفون .
ادهم بقى كدا.
في تلك اللحظة تدخلت الهام وحاولت ان تلطف الجو فضحكت بسذاجة وقالت يا خبر...انتوا نسيتوا ان ادهم الصغير نايم هنا يا جماعة ولا ايه يالا بينا يا خالد قبل ما نعلق في الزحمة ساعتها مش هنقدر نروح الشغل .
قالت ذلك ثم سحبت خالد من يده وخرجا من الغرفة فقال كمال وانا كمان همشي ومتقلقش يا ادهم انا هزبط كل حاجة ومحمود هيجيبلك شنطتك علشان تبقى هنا مع...حبايب القلب.
فقال ادهم بصوت يملؤه الوقار كمال...امشي قبل ما... تعلق بالزحمة انت كمان.
فابتسم كمال وقال تمام عن
اذنكوا .
قال ذلك ثم لحق بخالد والهام اما مريم فنظرت إلى ادهم بطرف عينها ولم تقل اي شيء بل اخذت تغطي ابنها جيدا بينما قال هو هروح اشتريلك حاجة علشان تفطري.
فقالت بدون ان تنظر اليه متشكره بس مش عايزه منك حاجة.
ادهم مش بمزاجك يا مريم... وهتفطري يعني هتفطري.
قال ذلك وخرج من الغرفة اما هي فقالت بصوت عال حتى يسمعها هنشوف.
ثم ابتسمت تلقائيا وتنفست بعمق وكأنها كانت تستمتع بتحكم ادهم بها فقالت مخاطبة ابنها النائم شفت يا حبيبي... بباك عامل سي السيد عليا ومش عايزني اقرب من اي راجل... دا حتى مكنش عايزني اكلم خالك خالد لوحدنا !
وسرعان ما تغيرت ملامح وجهها وقالت بس يا ترى دي غيرة بجد ولا هو عايز يمتلكني زي ماكون حاجة من ممتلكاته فعلا وعايز يعدمني شخصيتي بسبب الجوازه دي
تسارع في الاحداث..........
مرت ثلاث ايام وخرج ادهم الصغير من المستشفى برفقة امه وابوه الذي لم يتركهما ولو للحظة واحدة فتوجهوا نحو ردهة المستشفى وكان ادهم يحمل ابنه بيد واحده وكان الطفل مستمتع كثيرا لان والده بدى له قويا كما لو انه احد الابطال الخارقين وخصوصا لانه كان يحمله هو والحقائب معا بينما كانت مريم تسير خلفه وقلبها يخفق بشدة خوفا من الاتي.
وعندما خرجوا من المستشفى قالت تمام لحد كدا... انا وادهم هنركب في تكسي ونرجع البيت وانت تقدر ترجع الفندق علشان تستريح .
فقال ادهم انا هقعد معاكوا.
فصړخت مريم بدون وعي ايه تقعد معانا فين !
رفع ادهم حاجبه وقال في الشقة طبعا... ولا انتي كنتي فاكرة اني هسيبك تقعدي انتي وابني في شقة الراجل اللي اسمه خالد نجم لوحدكوا.. لا يا ماما دا انتي هتبقي تحلمي لو افتكرتي كدا.
مريم وانت عرفت منين ان الشقة اللي قاعدين فيها تبقى لخالد
ابتسم ادهم باستهزاء واردف عيب...دا انا ادهم عزام السيوفي ومفيش حاجة تخفى عليا يعني مفيش تقعدي لوحدك في شقة الراجل دا.
فقالت مريم بس احنا مش لوحدنا والهام عايشه معانا في الشقة... وبعدين احنا لسه ماتجوزناش يعني ازاي هتقعد مع اتنين ستات في شقة وحده بالساهل كدا !
ادهم متقلقيش.. انا حسبت حساب الموضوع دا .
فقطبت مريم حاجبيها وسألته بقلق قصدك ايه
رد عليها يعني احنا هنروح السفارة المصرية دلوقتي وهنتجوز رسمي وبعدها هتبقى قعدتي معاكي في مكان واحد شرعية اما بالنسبة لألهام فانا سمعت ان بيت عمها عايشين هنا علشان كدا طلبت منها انها تبقى عندهم لغاية ما الاسبوع يخلص ونرجع مصر يعني مفيش اي مشكلة الا لو غيرتي رأيك ومش عايزه
تتجوزيني فانا مش هجبرك بس هاخد ابني وارجع مصر واسيبك تعيشي هنا براحتك خالص.
مريم الكلام دا على چثتي انتوا مش هتروحوا على اي مكان من غيري .
فنظر ادهم اليها وقال ببروده الممېت يبقى قرري بسرعة لان الجو حر اوي النهاردة ومينفعش نفضل واقفين في الشارع كدا والا الشمس هتحرقنا .
قال ذلك واخذ يداعب ابنه وهو يبتسم بينما كان الطفل سعيدا للغاية اما هي فكادت ان تفقد وعيها بسبب بروده الذي كاد ان يشلها فتنهدت وقالت طيب خلاص... احنا هنروح السفارة علشان نتجوز.
فابتسم ادهم بخبث وقال انا كنت متأكد انك هتقبلي...علشان كدا جهزت كل حاجة والشهود كمان جاهزين وعماله يستنوا في السفارة.
فنظرت اليه وقالت بقى كدا... انت كنت مخطط لكل حاجة وانا اخر من يعلم !
ادهم انتي مسمعتيش المثل اللي بيقول لا تؤجل عمل اليوم الى الغد يعني ما دام احنا متفقين اننا نتجوز وابننا يكبر في وسطنا يبقى ليه التأخير اللي ملوش لازمة
مريم طيب مين الشهود
ادهم كمال ومحمود.
مريم مش على اساس انهم رجعوا مصر !
ادهم هما هيرجعوا النهاردة بعد ما يشهدوا على الجواز.
فتنهدت مريم ثم اخذت ابنها من بين يديه وقالت طيب ايه رأيك اننا مانستعجلش كدا... يعني خلينيا نستنى لما ننزل مصر وبعدها نكتب الكتاب.
ادهم لأ... احنا هنتجوز النهاردة وبكدا مش هيبقى عندك اي عذر لما اقعد معاكي في الشقة لغاية ما الاسبوع يخلص.
قال ذلك ثم اوقف سيارة أجرة اما هي فقالت في نفسها وبعدين مع الورطة دي هو مستعجل على ايه
فنظر اليها وسألها مش هتركبي
فقالت بصراحة انا... ممعيش الباسورد بتاعي دلوقتي يعني مش هينفع اتجوزك.
فابتسم ادهم ثم وضع يده في جيبه واخرج جواز سفرها قائلا متقلقيش.. انا اخدته من شنطتك وانتي نايمة لاني كنت عارف انك هتكذبي وتقولي انك نسيتيه.
قال ذلك وصعد في السيارة قبلها اما هي فوقفت تحدق به وهي تحمل ابنها دون حراك وقالت بدهشة عفريت دا ولا ايه
وما هي الا مدة زمنية معينة قد مضت حتى وصلوا إلى السفارة حيث كان كمال ومحمود ينتظرون بالفعل فنزل ادهم من سيارة الاجرة اولا ثم فتح الباب لتنزل مريم وابنها ايضا فنزلا وتوجها الى الداخل بينما قام محمود باخذ الحقائب من السيارة ...اما كمال فقال كل حاجة جاهزه يا ادهم.
ادهم كويس.
قال ذلك ثم نظر إلى مريم التي كانت تحمل ابنها وسألها جاهزه
أومأت له برأسها وسألته بس هنخلي ادهم الصغير فين !
ثم دخلوا جميعا الى القنصلية المصرية حيث سيتم الزواج... وقبل ان يبدأوا امسكت مريم بذراع ادهم وقالت استنى..
فنظر اليها وسأل في ايه تاني
فسحبته بعيدا وقالت بهمس هو احنا مش هنحتاج وثيقة الطلاق ولا ايه يعني لو كنا عايزين نتجوز
متابعة القراءة