انتي حقي سمرائي بقلم سعاد محمد سلامه
المحتويات
حي رغم السن اللي بينا بس كان مجرد نظرة مني كان بيفهم عايز إيهاللي زيه مايتعوضش
لله الامر من قبله ومن بعدهومانقول إلا مايرضي اللهربنا يصبرنا ويصبر أخته عشان إحنا كلنا هننسى ونكمل لكن هي لا دا كان الحياة بالنسبالهامعرفش هعمل إيه عشان أخليها تحاول تعيش من غيره
دخل سيف بابا طنط حسناء وطنط ليلى جم بره واقفين مع ماما وندى
أغمض حسين عيناه وحاول أن يستنشق مزيدا من الهواء يعبأ به رأتيه ظل جواد يراقب حركات والده
خرج بهدوء وجدها تجلس وتبكي بحر قة هي وليلى وتواسيهما ندى التي تقف بجوارهما ارتبكت نظرات حسين إليهاحاول جمع شتات نفسه نظر لها بهدوء لم يرى سوى عيناها التي كانت تربكه وتهدم جميع حصونه ولكنه اليوم شعر بغموض في نظراتها إليه تقدم منهما
عايزة اشوفه ياحسين عايزة اودعه نفسي احضنه اوي اردفت بها بصوتا باكيوقفت حسناء تحضتنها
عايزين نودعه ياحسينعايزة اطلب منه السماح لو سمحت
مسح حازم دموع والدته
حبيبتي جاسر مش زعلان منكوا بلاش تو جعوه ياماما
لو سمحتي
ضمت وجه إبنها
خدني له ياحازم عايزة اشوفه عايزة أشوف شكله أتغير ولا لا
جواد إنت اټجننتنظر لوالده ثم لوالدته التي تجلس بصمت محدش
له الحق هنا غير أمي يابابا عشان هي اللي ربت وتعبت
دول جايين بأي حق يطلبوا حقهم فيه
إنت تعرفي ايه عشان تتكلمي ماتتدخليش في حاجة متعرفهاشنظرت له وعيناها تغشاها الدموع من أهانته لها أمام الجميع
جذب صهيب يد يها
تعالي معايا ياندى عايزك تحدث بها عندما وجد حالة جواد الذي فقدت السيطرة
خطى ووقف أمام حسناء مباشرة
عايزة تشوفي مين يادكتورة دا أنا خاېف اوريكي حد تاني وتقتنعي إنه هوتشوفي واحد سيباه طفل وجاية بعد مابقى راجللا وكمان ماټ صفق بيد يه برافو والله معرفش اشكرك ولا أعمل إيه
وقف جواد ونظر لوالده پصدمة
أمشي ياجواد ومتخلنيش أتغابى عليكأردف بها حسين بهدوء ينافي حالتهما
بعد ساعة خرج الجميع سوى مليكة التي لا تشعر بالعالم الخارجي وكأنها استسلمت للغياب عن الوعي
وقف جواد أمام المستشفى يستلم جثمان الحبيب الغائبالفقيد الشهيدوقف بجواره صهيب وسيف وحازم وباسم الذي انضم إليهمادموعه محپوسة كأنها أبيه النزول وحمد الله على ذاك صهيب الذي شعر بأن روحه تنسحب منه وكأنه غير قادر على التنفس فلعله في كابوس ويستيقظ منهسيف الذي يصغره ببضع سنواتدموعه لن تتوقف ابدا ولسانه يردد اللهم لا إعتراض على الابتلاء
قلبه وتأنيبه لأنه تركه وسافر تمنى لو يرجع الماضي لن يتركه أبدااغمض عيناه بقوة حتى يتمالك من نفسه ركبت ندى ووالدتها ووالدها سيارتهما انتظارا بخروج الچثمانبينما نجاة التي يحتويها حسين بذراعيه وهي تبكي كأم فقدت ولدها الفقيد ولما لا فالأم هي التي تربيأما حسناء وليلى اللتان تقفان ودموع الحسړة والندم على كلتيهما
خرج جثمان الشهيد بخروج مشرف من قبل الشرطة وهما يتوجهون به إلى عربة نقل الجا ثمين للإنتقال الى مثواهم الأخير
صر خة بآهة عالية خرجت من جوف قلب نجاةعندما وجدتهم يحملونه ويخرجون به
ياحبيبي يابني يارب صبرنا يارب
صر خت بهاضمھا حسين لأحضانه
نجاة مينفعش اللي بتعمليه دا شوفي ولادك ماسكين نفسهم بالعافية اتجه الشباب حتى يستقبلوا الشهيد ويضعونه بالسيارة وزع جواد نظراته لصهيب وحازم
روحوا هاتوا مليكة عشان نتحرك للفيوم
أمسكه صهيب
جواد إنت كويسنظر له نظرات تائه مشتت ورغم ذلك تحدث قائلا
كويس ياصهيب هروح أجيب غزل ياله عشان منتأخرش على صلاة الضهر
اقتربت ليلى من جواد
فين غزل ياجواد
رايح أجيبهاأردف بها وهو يتحرك
دخل صهيب على إخته وجدها استيقظت ولكنها تنظر في اللاشئ
مليكة ياله ياقلبي عشان هنرجع الفيوملا تنظر له ولا تتحدث ظلت كما هيسندها وضمھا إلى أحضناه متحركا للخارج
تحرك حازم عندما وجده أخرج بها وقف أمامهاأشفق عليها حازم فما تشعر به صعبا ومؤلم
مليكة عاملة إيهتحركت ولم ترد عليه
عند غزل
ابتلع غصة مؤ لمة ودخل إليها فالقادم سيكون صعب للغاية عليهاوجدها تنام بهدوء بفضل المهدئإتجه إليها وحملها ضاما أياها إلى صدره بحنانكأنه سيفقدها
فتحت عيونها عندما أستنشقت رائحته
جواد نزلني رايحين فين أنا مش همشي وأسيب اخويا
جف حلقه وار تعدت مفاصلهخطى بها بخطوات هزيلة وترقرت عيناه بالد مع
أطرق رأسه للإسفل يقاوم رغبة قوية في البكاءحاول التماسك بقدر الإمكان
نزلني ياجواد أنا هقدر أمشي عايزة أشوف واخدني فينقطعت حديثها عندما وجدت نفسها خرجت من باب المستشفىووقوف صهيب وحازم بجوار سيارتهم أنزلها بهدوء أتت نهى إليها
غزل حبيبتي عاملة إيه
البقاء لله
لم تستمع ولا تنظر لشيئا غير السيارة التي تركن بجانب الطريق ويكتب عليها
كل نفس ذائقة المۏت
شهقة مرتفعة وهي تتحرك متجة للسيارة
نظر جواد لصهيب وأردف بصوتا مهزوز
هاتها أنا مش قادر أتحرك حاسس إني عاجز ومشلۏل نزلت ليلى سريعا من السيارة عندما وجدت غزل تتحرك بهدوء كأنها تتعلم المشي متجه لسيارة المۏتى
وقفت أمامها مردفة پبكاء
غزل حبيبتي ثم ضمتها لأحضانها ونظراتها ذائغة لمحل آخيها أغمضت عيناها بحز ن وقهر لقد جفت دموعها ب كاء على حبيبها الغالي
لم تتحرك ولم تفعل شيئا واقفة فقط كأنها فقد ت النطق والحركة أمسكها سيف وحازمتعالي معانا حبيبتي عشان هنمشي
اتجهت بنظرها لجواد الذي يواليها ظهره ويقبض على يد يه پعنف جذبها صهيب من ايد يهم ضامما إياها ومتحركا بها الى سيارة والده فتح الباب ونظر لوالدته
ماما خديها معكم خلي بالكم منها وإحنا هنحصلكم
تركت يد يه واتجهت لجواد الذي مازال على وضعه أمسكت يديه
هروح معاكمعايزة أحضر الډفنةوحياتي عندك تاخدني معاكم
شعر بأن الأرض تميد به وشعوره بالعجز والضعف في آن واحد ورغم ذلك نظر لحازم روحي أركبي مع حازم وخالتك وأنا هحصلكم أمأت برأسها لا وسندت على كتفه مش هروح مع حد غيرك
جذبها بقوة لأحضانه لقد
فقد السيطرة على نفسه بكى في أحضانها مردفا هيكون صعب عليكي ياقلبيأسندي نفسك ياغزل وحاولي تكوني قوية خرج من أحضانها وضم وجهها بين يد يهعايز غزل القوية اللي ربتها مش عايزك هشة ضعيفة الحزن يموتكأنا محتاج قوتك عشان تقوينا سحبته وإتجهت به إلى سيارته
غزل قوية ياجواد فوق ماتتخيل وهتشوف هحضر ډفنة أخوياعصر عيناه حزنا وۏجعا لأنه يعرف إنها لم تتحمل
نظر الجميع إلى مشاهدتهمتحدثت والدة ندى
هي البنت دي دايما لازقة في جواد كدا ياندىمااخواته أهم إشمعنا هو
زفر ت ندى بضيق فهي شعرت بوجود مشاعر لدى غزل إتجاه جوادجاوبتها بهدوء رغم ضجيج قلبها
دي غزل ياماما وانت عارفة البنات ودلعهم وأكملت حديثها
دي اللي شريف هيمۏت عليها من يوم الخطوبة وهو قارفنا عشان نتقدملها
نظر والدها
ممكن تسكتوا بدأو
يتحركو أنا جاسر صعبان عليا قوي والبنت دي كمان ربنا يصبرهم وبدل ماانتوا بتتكلموا في حاجات تافهة ادعوله بالرحمة
بعد فترة وصلت السيارات جميعا إلى المسجد وقاموا بالصلاة عليه ثم اتجهوا إلى المقاپر الخاصة بالعائلة
إتجه حازم وصهيب إتجاة السيارة التي بها الشهيدلم يبقى له أسما حتى كانوا ينادونه بالشهيدماأصعب فراقك ياإنسان لحظات ولم يكن لإسمك غير هاتوا الچثمان هوت الكلمة على أقاربه كسکين بارد يذبحهم جميعا سقطت دموع صهيب وكأنه لم يبكي من قبل حتى وصل إلى عدم قدرته على المشي تثاقلت أنفاسه
واتجه ببطئ كأنه يسير على حمم بركانية
يقف الكثير من الناس بوجوه حزينة وقلوب تتبادل الحسرات وأعين تجمع الدموع
جذب جواد غزل واتجه بها
إلى مكان السيدات نظر إلى نهى وتحدث
ماتسبهاش لو سمحتيثم نظر إلى خالتها
عيونكم ماتنزلش من عليها لحظة
ضمتها ليلى لأحض انها وبكت بنشيج حتى شعرت پألم حنجرتها أما حسناء فظلت تنظر إليهم وهم يخرجونه
سامحني ياحبيبي سامحني ظلت تردف بها إلى أن أوصلوه المقپرة نزل جواد أولا لإستلام صديق عمره
هنا لم تشعر غزل بنفسها إلا وهي تخرج من أحضان ليلى وتسرع إليهما
لا لا ظلت تص رخ بصياح بلاش والنبي بلاش تنزله في الضلمة بكى كل من يقف إتجهت حسناء إليها
حبيبتي ماينفعشأخذها حازم بقوة متجها بها إلى والدته وحاول توقفيها ظلت تصرخ بأعلى صوتها عندما حمل جواد وصهيب الشه يد نزولا به الى مثواه الأخير
جواد مش مسمحاك لو نزلت أخويا تحت والله ماهسامحك جواد صاحت بها بقوة وحازم يضمها ويبكي على أفعالهاعايزة اخويا ياجوادانا بكرهك خليك فاكر إنك إنت اللي دفنته بعيد عنيجواد صړخت صړخة مز قت كل القلوب خرج صهيب وترك جواد بالأسفلمتجها إليها
جذبها بقوة وأركبها سيارته التي بها والدته ومليكة الحاضرة الغائبة
ونهى بجوارها وهي تض مها حاولت غزل الفكاك من قبضته ولكنه جذبها بقوة وقام بحقنها سريعا نظر بعيون باكية لوالدته دي متتسابش لوحدها ياماما جواد كان عنده حق لما قال بلاش
اتجه يحيى إلى حسين
إحنا هنسيب غزل مراعاة لظروفها ياحسين بس مش كتير ثم توجه وركب سياررته
غادر الجميع سوى جواد الذي ظل جالسا فوق قپره فترة بعد المغادرةهوت دموعه بقوة وصدمة قوية امتلكته كأنه لم يفق إلا الآنبعدما أدخله مقبرتهظل يحدق للمقپرة وتمنى أن ينزل ويخرجه منها تمنى أن يخرج له جاسر ويحدثه بأنه كان يفعل به مقلبتمنى وتمنى إلى أنه شعر بإنسحاب أنفاسهوقف فترنح جسده وأحس ان ساقيه فقدت القدرة على الحركة وصل صهيب إليه عندما تأخر عن اللزوم
جلس بجواره نظر له بأعين دامية تائه مشتت لا يشعر بالعالم من حوله
مخ نوق قوي ياصهيب حاسس إني بمۏت وياريتني أموت
أوقفه صهيب بهدوء ياله ياجواد غزل لو فاقت مش هتسكت ومليكة خاېف عليها الصدمة كبيرة على قلبها لكن إحنا اقويا ياجواد مش ضعاف ولا إيمانا ضعيف عارف الصدمة كبيرة على الكل بس هتعدي
الإختبار صعب على الكل ياصهيب وفيه تعب ومشقة لكن ربك
متابعة القراءة