انتي حقي سمرائي بقلم سعاد محمد سلامه
المحتويات
النقاش
في العناية للأسف حالته صعبةعنده جلطة أدعولهالدكاترة محدش بيطمنا
غزل فين ياعمو أنا عايز أخدها معنا بدل أبوها مريض واخوها الله يرحمهدلوقتي مينفعش تقعد معاكم لحد ما عمو ماجد يفوق وياريت حضرة الضابط يكون متفهم عشان منتعبش بعض
في تركيا
اتصل حازم بوالدتهسعدت كثيرا عندما وجدت اسمه ينير شاشة هاتفها
حازم حبيبي كدا تنسى امك
هبت واقفة وكأن الأرض تميد بها وتنسحب أنفاسها وتساقطت دموعها عندما تذكرت وصية إختها التي تركتها دون تنفيذ
بتقول إيه جاسر ماتقطعت حديثها عندما استمعت ارطدام خلفها وماكان الا بنتها سقطت واغشي عليها من هول الصدمة
تمرد ١٢
البارت الثاني عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
في صباح يوما جديد بعد ليلة دامية من الحزن على فقيد الشباب بل فقيد القلوب
الأخ الحنون الصاحب الأمين الأبن البار الزوج الحبيب بل ليلة كعاصفة هوجاء تتلهم قلوبهممازالت تجلس عائلة الألفي في المستشفى على فقيدهم الغالي
دخل صهيب بخطوات متمهلة حزينة ووجه حزينالم يرى أمامه غير صورته ضحكاته مزاحته مشاركتهم
كل شئ أمامه لم يقتنع أنه لم يراه مرة أخرىابتلع غصة مريرة في جوفه ودلف إلى غرفتهاوجدها تغفو على فراشها كالملاك لا تشعر بما يدور حولها تغرس يديها ببعض الإبر والمحاليلجلس بجوارها وبدأ يمسد على شعرها
أنا مش عارف أصبر نفسي ياملاكي إزاي هقدر أصبرك على فراق محبوب القلب
يارب لطفك بينا وبيها يارب خفف وأزل حزنهاظل بعضا من الوقت بجانبها دخلت والدته وتبادلت النظرات بينهما
أغمض عيناه پألما ثم أردف بكلمات حزينة
النوم أحسنلها ياماماالله يكون في عونها ويصبرها ويصبرنا جميعا
ربتت والدته على أكتافه روح شوف جواد ياصهيب شوفه أخوك مكسور ياحبيبي بس مش عايز يبين ضعفه قدام حدحازم قاعد عند غزل ومعرفش هو راح فين
وقف واليأس على ملامح وجهه هو يعلم أن القادم سيكون صاعقة على رؤس الكل
لسة مافقش زفر سيف بضيق وتحدث حزينا حالته صعبة للأسف الدكتور بقول دخل في غيبوبة
حاول تمالك حزنه
مشفتش جواد
ضيق سيف عيناه
هتلاقيه عند غزل هو مسبهاش خالص
لا ماما بتقول حازم اللي هناكطيب خليك مع بابا أنا خاېف عليه وأنا هنزل أشوف أخوك راح فين
خرج إلى حديقة المستشفى يحاول أن يستنشق بعض الهواءيتنفس بتثاقل كمن يرتكز فوق صدره جبلا أو صخرة تمنع تنفسه جلس واضعا رأسه بين يديه وكلمات عاصم تتردد بآذانيه
غزل بعد د فن أخوها مستحيل أسبها معكم ولا دقيقة ووريني يارجل القانون هتعرف تاخدها إزاي!!
يشعر بوجود سيف موضوع على عنقه وسوف
يقوم بذبحه أطبق جفنيه المتعبتين الحزينتين وترك دموعه تنساب فوق وجنتيه لقد تحامل أكثر من اللازم حتى لا يرى أحدا ضعفه ظل على تلك الحالة المتوجعة لوقت ليس بالقليل
وصل صهيب وجلس بجواره
ناوي علي إيه ياجواد يحيى مش هيسكت
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيه وشعور العجز يتمكن منهنظر لصهيب وتحدث بصوتا مرتجف رغم حزنه ووجعه وقوته بنفس الوقت ولكنه لا يتحمل ما بداخله
جاسر وصاني ياصهيب وصية تقسم وسطي ومش بس كدا ممكن تدبحني بعد كدا
نظر له پصدمة متفاجأ بكلمات آخيه
وصية إيه دي ياجواد
عصر عيناه ألما مما هو آتي ومازال حديث جاسر يتردد
فلاش باك
وصلوا إلى المستشفى
جاسر هتكون كويس بس خلي أملك في ربنا كبيرهستناك ياصاحبي أوعى تخلي بوعدك معايا هنفضل على الحلوة والمرة كان يسرع به المسعفين متجهين لغرفة العمليات
أمسك يد جواد ونظر لداخل عينيه وتحدث بصوتا كاد ان يخرج من شفتيه مماجعل جواد يخفض رأسه حتى يستمع له جواد لو مخرجتش عايش وصيتي الوحيدة غزل غزل أوعى تتخلى عنهاعارف بوصيك بحاجة فوق طاقتك بس إنت الوحيد اللي تقدر تنفذها اتحرمت من حنان الأم والأبمتعرفش يعني ايه معنى الأم فقدتها متخلهاش تفقد يعني ايه خذلان حبيبلو بتحبني وبتحبها زي مابتقول ماتتخلاش عنها الزمن وحش وغدار ياصاحبي والناس مبترحمش عارف هتواجه صعوبات بس إنت قدها جره المسعف لغرفة العمليات وظل جواد ينظر في أثره وهو فاقد الحركة والنطق يدعو بقلبه قبل لسانه عودته مرة أخرى بينهم
نظر لصهيب بعد ماقص ذكراه من حديث جاسر
مسح وجهه بكفيه يقاوم وجعه وحزنه
ربت صهيب على ظهره
هتعدي إن شاء الله عارف إنك هتقدر تنفذ الوصية من غير خسارة
أمسك مقدمة رأسه يقاوم ألما رهيبا يفتك بهلا أنا عاجز ومش عارف هعمل ايه بس اللي أقدر أقوله ومتاكد منه صعب انفذ الوصيةقاطعهم اتصال ندى
غصة كبيرة بحلقه عندما وجد اسم ندى ينير شاشته واردف
ودي ذنبها إيه في اللي بيحصل سواء مني أو من القدر زفر صهيب بضيق
ندى عندها فرص كتير ياجواد وبعدين إنت مجبر مش مخير ومتنساش دي غزل وجاسر أخونا غير الوصية واجبة التنفيذ
قاطعهم رنين هاتف سيف
صهيب غزل فاقت ومحدش قادر
يهديها تعالى بسرعة وقف صهيب سريعا
غزل فاقت وحالتها صعبة
أسرع كلا منهما إليها جواد الذي يسبقه قلبه خوفا عليها صهيب الذي يسبقه اخويته لها
وصل بسرعة البرق وجدها تصرخ ونجاة والممرضة يحاولون
تهدئتها
ضمھا جواد إلى أحضانه حبيتي أهدي خلاص أنا جيت أخرجها من أحضانه ومسح دموعها التي سقطت على قلبه كحمم بركانية كانت تغلق عيناها بۏجعا وألما
فتحت عيونها الرمادية الجميلة التي أصبحت دامية ثم نظرت إليه وأردفت بصوت باكي
عايزة أشوف أخويا قبل مايغسلوه لو سمحتعايزة ألمسه لأخر مرة عايزة أشم ريحته لأخر مرة كل حاجة بتر بطني بيه هتكون لأخر مرةياجواد
أنا النهاردة لتاني مرة أتيتمطيب أول مرة محستش بۏجع عشان معشتش معها نظرت إلى عيونه أردفت متسائلة
جواد هو ينفع أروح معاه الدنيا دي معدتش تلزمنيهعيش فيها ليه ولمين
أخويا خلاص راح راح سندي وقوتي راح حضڼي الدافيانا مش عايزة أعيش
إرتجفت أوصاله من كلاماتها ثم جذبها إلى أحضانه
ليه بتقولي كدا ياحبيبتيينفع تسبيني ياغزل سكنت لبرهة في أحضانه علها تجد الحنان الذي افتقدته في ۏفاة أخيها
ولكنه ليس أخيها ولكن شعرت بشعور آخر شعور بنبضات حبيب وليس اخا
بدأت تبكي بنشيج
نزلت دموعها فوق صدره كقطع زجاج تقطع جلده ارتفعت شهقاتها التي اخترقت جدار روحه وهي مازالت بأحضانهملس على ظهرها بحنان
وبدأ يهمس لها ببعض الكلماتدخلت ندى في هذه الأثناء ووجدته يقوم بإحتضان غزل ويقف صهيب ونجاة بجانبهم
جواد إنت كويس نظر لها وهو مازال على حالته نامت غزل بأحضانه بعدما حقنت بمهدئ
وضعها بهدوء على الفراش ومسد على شعرها بحنان ثم قبل جبهتها وهي مازالت مابين اليقظة والنوم بدأت تهمهم بأسم أخيها
تنهد بحزن ونظر لوالدته
ماما مليكة عاملة إيه
نايمة ياحبيبي لسة سيف عندها أنا جيت لما غزل فاقت وبدأت تصرخ وتنادي على جاسر
ملس على وجهها
خليكي جنبها ياماما هشوف ندى شوية وراجع
أمسك بيد ندى وخرج لحديقة المستشفى
جلس فوق المقعد بظهر منحني وكتفين متهدلتين قټله الۏجع على فراق أعز الأصدقاء جلست ندى بجواره ومسدت على ظهره
عامل إيه وإزاي دا حصل أنا لسة عارفة من شريف من شوية
أنا كويس الحمدلله زي ماانت شايفة بحاول أكون كويس نظرت له بعمق
غزل عاملة إيه وإزاي هتقدر عليها في حالتها دي المفروض تشوف د كتور نفساني
جحظت عيناه من كلماتها
غزل تحت الصدمة ياندى الصدمة كسرتنا كلنا ولولا وجود جاسر كنت زماني
أنا اللي بيبكوا عليه يعني هو فداني بروحههي مش مچنونة
إنت قصدك إن جاسر فداك يعني كنت ممكن تكون
فرك وجهه بكفيه پغضب وحزن
بالضبط كداكنت زماني أنا اللي بتعيطوا عليه
هبت واقفة
هو دا اللي كنت عايزة أكلمك فيه من فترة بس الوقت بيكون مش مناسب
ضيق عيناه ونظر لها مستفهما عن حديثها
مش فاهم تقصدي ايه
فركت يديها وولته ظهرها
شغلك دا ياجواد أنا مش مرتحاله مش عايزة الشغل دا عندك شركات كتير ليه الشغل المعقد دا اللي ممكن ياخدك مننا
هو ت كلماتها على رأسه كصاعقة ضيق عيناه ونظر لها مستاءا
أنا مش هرد عليكي عارفة ليهعشان مش الوقت والمكان ولا الحالة تستدعى النقاش الأهبل داعن إذنك
زفرت بضيق من عصبيته وتذكرت حديث والدتها بعدما علمت ماصار لجاسر
شغل الظباط دا مش حلو ياندى لازم يسيب شغله هتفضلي عايشة على أعصابك وهو في مهمة وبعدين شغلهم كله أوامر وغير مش هتلاقي منه كلمة غزل ولا حبهتعيشي إزاي بقى برنسس ندى اللي الكل ھيموت عليكي لازم يكون عندك شخصية انت مش أي حد إنت ندى الدسوقي المذيعة المشهورة لو ماأخذتيش موقف هتفضلي طول عمرك تحت طوعه وبعدين يانودي دا دايما جد كداقوليلي جه مرة عزمك على عشا رومانسيأو حتى قالك كلمة حب نظرت لها بهدوء ثم قالتاو باسك بوسة حبيب ياقلبي فكري في كلامي
وقفت وكأنها تائهة ولكنها اتخذت قرارها
وخطت لداخل المستشفى تلاحقه الى غرفة غزلقابلها صهيب وهو يجلب قهوة
نظر لها بهدوء
ندى بلاش تشدي مع جواد في الوقت دا لو سمحتي حاولي توقفي جنبه في الظروف دي
وضعت ذراعيها فوق بعضها وضمت نفسها
هو أنا عملت إيه ياصهيب وبعدين هو راح اشتكى مني
ضيق عيناه مستغربا هجومها
أنا معرفش إيه اللي حصل انا بكلمك بشكل عام بعد ما شفت حالته وهو داخل
عند جواد
جلس يمسح وجهه بعصبية بعدما شعر بالإختناق من حديث ندىأتى حازم إليه
كنت فين ياحازم وازاي
تسيب غزل وتمشي
استغرب حازم هجومه ولكنه حاول هدوئه بسبب حالته التي رآها
كنت بخلص أوراق الډفن المفروض نخرج جاسر لډفن دلوقتي بدل عمه الظريف رفض يعمل حاجة بعد هجومك عليه
نظر له بقيلة حيلةوحاول تمالك أعصابه
متزعلش منيأشفق عليه كثيرا قاطعه بصوتا مرتجف
المفروض نخرجه لمثواه الأخير بعد ساعة
جواد أجمد الكل محتاجكعارف اللي جاي صعب بس لازم نقوي بعض
نظر له جواد
كلمت مامتك عرفتها دخل حسين ياله ياولاد قدامنا آخر مهمة
ماما وخالتوا جايين في الطريق ياعمو قدامهم نص ساعةماما موصياني استناها نزلت كلامات حازم على عمه كصاعقة شعر بانسحاب روحه بعدما تحدث بهذه الكلماتكان جواد ينظر بصمت لمتيمة قلبه و حياتهما سويا تمر أمام عيناه لايشعر بما يدور حوله
ربت حسين على كتفه
حبيبي شد حيلك أنا مقدرش أقول غير كدا وربنا يصبرنا على فراقه
الحمدلله لله يابابا ربنا يصبرنا ويرحمه ويتقبله من الشهداء إن شاءللهجاسر مكنش صديق بس لا كان توأم رو
متابعة القراءة