انتي حقي سمرائي بقلم سعاد محمد سلامه
المحتويات
يلعب معايا هو مس راضي قوله بابا جود
مسد على
شعرها بحنان وتحدث قائلا
سيف بيكتب واجبه هيخلصه ويجي يلعب معاكي
أزاحت وجهها للجهة الأخري غاضبة فابتسم لها مردفا
طب إيه رأيك ألعب معاكي أنا
صفقت بيديها الصغيرتين
هاااااااي أحلى جود أنا بحبك قد البحر
ضحك عليها وأحضر مكعباتها وبدأ بتركيبها وسط ضحكاتها وتلهفها وصخبهاوظل يلعب فترة حتى قاطعهم صوت هاتفه
تنهد جواد بضيق وأجابه
لسة فاكر ياعمو تتصلإنت تقريبا نسيت غزل مبتسألش عليها ولا بتفتكرها لحد ماهي نفسها نسيتك
اعتري ماجد الشعور بالخزي من كلمات جواد فأردف قائلا
عارف ياحبيبي إني قصرت معاها هي وجاسر عشان كدا بحاول أنزل ولو حتي يومين لأنهم وحشوني جدا أنا عارف إنك مش مقصر ياجواد ومعوضها عن غيابي
ياعمو أنا مش بقولك كدا عشان أحسسك بالذنب بس لازم وجودكأنا خاېف عليها وخاصة إنها معدتش بتسأل عليك أنا ناوي أخدها عند تيتا سهير بس أخلص امتحانات لإني عارف إنها مش هتقدر تراعها
حبيبي أنا عارف إني تقلت عليك ورميتها عندكوا وسبتها سنين
متقولش كده ياعمو بالعكس أنا بقيت مرتبط جدا بيها وتعتبر مسؤولة مني في كل حاجة وهي كمان متعلقة بيا ومبتسبنيش خالص واكمل مسترسلا
عشان مش هتنازل عن حقي فيها
ضحك ماجد عليه
يعني
هنتناسب يابن حسين
ضحك جواد بقوة حتى أدمعت عيناه
ياريت أنا أطول بس بنتك وقتها هتقول رايح تجوزني واحد قد عمري مرتين تلاتة يابابا
دا بتقولي بابا جود تخيل يعني هتجوز بنتي دي أخرتها
لا ياعمو حساباتك غلط اتناشر سنة وشهور هتاكل تلت سنين
ضحك ماجد
ينفع برضو اسمع مني البنت هتكون تربيتك وهتعرف تمشيها زي ما إنت عايز
اممممم يعني إنت عايزني أربيها وأستناها تكبر عشان اتجوزهاضاع عمرك ياجواد يابن حسين
غزالتي هتفضل بنتي اللي ربتها وأنا بقولك ماحدش له حكم عليها غيري وبس لازم تحاول تنزل عشان كمان تيتا سهير أخر مرة شوفتها صحتها مكنتش عجباني من بعد ۏفاة جدو السكر بدأ يعلى عليها جامد أنا روحت أجيب جاسر وأقدم له هنا زي ماما ما قالت بس جاسر رفض وقال هيفضل معها سفرك المرادي طول ياعمو وأنا شايف الشركات هنا أسهمها بتزيد وكمان بقى وضعنا في السوق كويس مالوش لازمة قعدتك هناكممكن تصفي شركاتك في تركيا وتيجي هنا ونكبر الشركات وتكون مجموعات
كبرت ياجواد وبقيت متابع أخبار الشغل
حاضر ياجواد أشوف بس باباك هيعمل ايه وبعد كدا نكمل السنادي وننقل مصر هو رجع من الشغل ولا لسة
لا هو كلمني عنده اجتماع للساعة خمسة
تمام بوسلي غزل لحد ما أجيلهابس بوسة أبوية ياض
ضحك بصوت صاخب
ماوعدكش إنها تكون أبوية أصل بنتك تتاكل الصراحةاستنى أصورهالك أقولك هتصل فيديو أحسن
وجه جواد كاميرا الهاتف علي غزل وهي تقود دراجتها الصغيرة
غزولة شوفي مين عايز يكلمك
اقترب منها وهي تحاول أن تسير بالدراجة ولكنها لاتستطيع التحكم بها
مين ياجود حايز يكلم غزل
نظر ماجد إليها لقد كبرت عاما آخر وهو بعيدا عنها مر عام ونصف ولم يراها إلا من خلال الشاشات ترقرقت عيناه رغما عنه فقد كبرت
وتغير شكلها وأصبحت ملامحها قريبة الشبه لوالدتهاوضع أصابعه على صورتها بالشاشة يتلمسها بحنان
عاملة ايه يازوزو وحشتي بابا كتير
نظرت إليه وهي تحاول أن تتحدث معه
بابا ماجد غزل زحلانة منك ومخصماك عسان قولت هتيجي عيد ميلادها ومجتش دلوقتى غزل عندها أربع سنين
انخفض جواد لمستواها وجلس على عقبيه ممسكا أذنها
خمس سنين وخمس شهور أنا تعبت منك كل يوم أحفظك حاجة وتنسيهالحد ماهتنسيني اسمي
اسمك إيه يابت سمعيني كدا
نظرت له غزل بحزنرفع ذقنها
غزالتي زعلانة ليه ومش بترد عليامش أنا قولت الزعل والحزن للضعاف بس غزل مش ضعيفة غزل ايه
ردت بخفوت غزل قوية
ماسمعتش علي صوتك كدا
أوف جود قولت غزل قوية
ابتسم ماجد بحب لاعتناء جواد بهانظر جواد لها مرددا
عايز أسمع إنت اسمك ايه
نظرت للهاتف موجهة الحديث لوالدها
بابا جود وحش وبيكتب لغزل في الكلاسة
ضيق عيناه واردف مشاكسا
بتعرفي تهربي
مردتيش يازوزو سمعي بابا إنت اسمك ايه
اسمي غزل
ضيق عيناه وأردف متسائلا
يعني لو الحرامي مسكك وحبيتي تتصلي بالشرطة هتقوليلهم غزل بس
لا هقولهم غزل ماجد الحسيني
قبلها على خدها شطورة حبيبة جود
قهقه ماجد علي أسلوب تعامل جواد مع ابنته
إنت عشان دخلت الشرطة هتعرف بنتي على الحرامية ياجواد
لسة ياعمو ماتنقش فيها بالله
عليك خلي الموضوع يضبط أصلي لو مقبلتش هزعل قوي ثم نظر لغزل
قولي لبابا أخدتي ايه في الدرس عند جود
بدأت تعد على يديها أمام والدها
ابتسم ماجد ابتسامة حانية وهو يشعر بأن الله قد عوض ابنته بأخ أكبر يستطيع أن يحتويها بدلا من جاسر الذي يصغره بسنوات ولا يستطيع الصبر وتحمل مسؤليتهاكذلك فهو لم يكن في استطاعته بعد ۏفاة زوجته رعاية غزل نظرا لحالته النفسية إثر ۏفاة زوجته ولذلك تركها أمانة لدي صديقه حسين وزوجته الطيبة السيدة نجاة
عودة للحاضر
خرج من شروده على اتصال حازم به
في فيلا يحيى الحسيني
يجلس عاصم مع أخته نجلاء
نظر إليها فوجدها منشغلة بهاتفهاتنحنح مصدرا صوتا للفت انتباهها لكنها لم تعره أي إنتباه
بقولك يانوجة ياعسل كنت عايز منك خدمة كدا
مطت شفتيها للأمام
امممم عاصم الحسيني بنفسه عايز خدمة مني أنا هي الدنيا حصل فيها ايه ياولاد من امتي ياخويا بقيت نوجة
نظر لها پغضب
مالك يابت مش عاجبك بدلعك
جتك القرف ف شكلكخلاص ياختي مش عايز من أشكالك حاجة
وضعت يديها في خصرها وأردفت مستخفة به
أقولك إنت عايز ايه!!
عايز توصل للسنيورة بتاعتك ومين هيوصلك ليها ياحبيبي غير نجلا بس نسيت حاجة ياعصومي
اكتر واحدة بكرهها في الدنيا دي ست غزل بتاعتك يعني ابعد عني
تصدقي إنك واحدة واطية يابت
مانا عارف اللي فيها وعارف إنتي مش بتطيقيها ليه لأنك دايما عايزة تاخدي حاجة مش بتاعتك اوعي تفكريني أهبل ومعرفش إنك بتحبي حضرة الظابط ياحرامبس ياعيني هو مش معبرك ولا مديلك ريق
قاطع حديثهما دخول الحارس الشخصي لعاصم
عاصم بيه جاسر ابن عم حضرتك ومعاه جواد وصهيب الألفي برة داخلين الفيلا
نظر له پغضب وعيون تكاد تطلق شرارة الڠضب ثم تحدث قائلا
بابا فين هنا ولا خرج
لا يافندم والد حضرتك مخرجش من الصبح
نظر إلي أخته وجدها تنظر جهة الباب
بتبصي على إيه فاكرة إنه ممكن يبصلك
ثم أكمل حديثه
دا ابن الألفي راسم على تقيل ياحبيبتي وبيحب واحدة مذيعة ومشهورة وهيتجوز قريب
وياترى عرفت منين ياعاصم باشا إنت بتراقبني هذا ما أردف به جواد أثناء دلوفه وسماعه حديث عاصم
الټفت عاصم متهكما
جواد الألفي بذات نفسه عندنا وأنا بقول الدنيا بمبي ليهثم ابتسم بسخرية بس مش بمبي قوي
مد جواد شفتيه رافعا حاجبه ونظر له باستهزاء
الدنيا بمبي وسعاد حسني بتغني بره ومستنياك عشان ترقص معها
ضحك صهيب ونظر لعاصم
أوبااا عاصم باشا هيكون مشهور ياولاد الحلالهتغني مع سعاد حسني بذات نفسيها هنيالك ياعم
صوب نظرات ڼارية تجاههما ثم تحدث غاضبا
انتوا جايين تتريقوا عليا ياولاد الالفي
وصل يحيى ونظر بسخط لجواد
أهلا ياجواد نورت قصر الحسيني
تقدم جواد منه وحياه
البيت منور بأصحابه كل سنة وحضرتك طيب يا يحيى باشا
ثم اتجه للمقعد وجلس واضعا قدمه فوق الأخري
نظر يحيى لجاسر
أهلا ياجاسر عامل ايه
اتجه إليه جاسر
الحمدلله ياعميكل سنة وحضرتك طيب
وبالنيابة عن بابا جاي أقول لحضرتك غزل مش هتتجوز دلوقتي ممكن بعد الجامعة لو هي عايزة
لم ينطق يحيي علي الفور ولكنه ظل صامتا ينظر للرجال الثلاث الذين أتوه ليعلنوا رفض زيجة ابنه من غزل
همهم بصوت عميق ثم هتف بمغزي
جحا أولي بلحم توره يابن اخويا يعني احنا نلم لحمنا مع بعضينا مش نسيب الغرب يتحكم فينا
اتجه صهيب ووقف بجوار جاسر وأردف
تصدق يايحيى بيه كلامك مظبوطثم ضړب على صوابع يديه بطريقة مضحكة وأغمض عينيه ساخرا
كانت تايهة عننا فين دي بس
الورق ورقنا والدفاتر بتاعتنا ونحط زيتنا في دقيقناوأهو نلم لحمنا اللي احنا برضو رميناه من 25 سنةاوبا آسف نسيت وجمعت قصدي رميتوا لحمكوا
جحظت عين يحيى عندما تحدث صهيب بتلك الكلمات
إنت قصدك إيه ياواد إنت اټجننت ولا ايهيعني ايه رمينا لحمنا ديلا فوق وشوف إنت بتكلم مين
تدخل جاسر في الحديث قائلا
صهيب بيرد على كلام حضرتك ياعمي وإن كنت نسيت أنا لسة فاكر لحد دلوقتي
اوعى تفكر إن جاسر أبو أربع سنين ممكن ينسى حاجة
إنت تقصد ايه يابن اخويا فهمني عشان أعرف أرد عليك
سخر صهيب متحدثا
هو أنا شكلي عبيط ياجاسر ولا بستعبط
ولا فوق لنفسك وشوف إنت بتكلم مين
هذا ما أردف به عاصم بعصبية وڠضب
رفع جاسر سبابته أمامه
أختي خط أحمر يابن عمي وبلاش شغل التلات ورقات اللي بتعملهم دول وإنك تشتري كل شوية خط وتفضل تعاكس فيها م الآخر احنا معندناش بنات للجواز
وأنا بقولك ياجاسر محدش هيتجوز غزل غيريوبرضاك إنت وأبوك وكمان هتتحايلوا علياودا وعد مني
أخيرا وقف جواد بعد أن كان صامتا طوال الوقت
خلصتوا المسرحية بتاعتكم ولا
لسه فيها فصول
ثم استدار ونظر بغموض ليحيى وأردف
أخبار الملوك بتوعك إيه يايحيى باشا بيقولوا وصلتوا أسوان وبتشتروا أراضي وبيوت كمان
تلعثم يحيى وارتبكت نظراته
إنت بتقول إيه قصدك إيه بالملوك وأسوان اللي بتقول عليها
دار حوله جواد بهدوء ممېت
كله إلا غزل ياريت تحطها حلقة ف ودانك إنت وابنك الصايع اللي كل ليلة مع واحدة دا
غزل مين دي اللي عايز تجوزها لابنك
دا احنا دفنينه سواوإن كنت ناسي أفكرك
عمي ماجد لسة على وش الدنيافبلاش تلعب في ملعبي
ثم أشار لعاصم بإصبعه
إياك ياعاصم تفكر مجرد تفكير إنك تقرب منها صدقني هخلي أبوك يبكي طول عمره عليك
اتجه
إلى يحيى الذي ينظر أمامه بشرود ثم همس له
ابقى سلملي على كاميليا قولها جواد بيرفعلك القبعةسلام يا باشا
ابتسم بسخرية عندما وجد الصدمة تشق ملامح وجهه
في أثناء سيره وجد نجلاء
تقف في ركن قريبا منهم وتنظر له بصمت اتجه إليها ووقف أمامها وتحدث قائلا
ازيك يانجلا كل سنه وإنتي طيبه
نظرت له بحب
وإنت طيب ياجواد عامل ايه
الحمدلله تماممبروك عرفت إنك اتعينتي في البنكياريت تحافظي على وظيفتك يانوجة عشان محدش ياخدها منك
أردف بها وهو ينظر لوالدها بسخط ثم خرج بصحبة جاسر وصهيب
على الجانب الآخر
بعد حديثها مع جاسر جلست فترة تكتب مذكراتها اليومية ثم خرجت للشرفة تتنفس بعدما شعرت أن رئتيها تؤلمها لايصل إليها الهواء فتكاد تختنق وقفت ونظرت لغروب الشمس الذي بدأ يظهر في الأفق
تأخذ نفسا عميقا وتزفره بهدوء لعله
متابعة القراءة